قنابل الهجوم على الضاحية.. ماذا تقول عن مصير نصر الله؟
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
قد يظل مصير زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله مجهولا لأيام، بعد الضربة العنيفة التي شنتها إسرائيل على مقر قيادة للجماعة في الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة، وفق تقديرات صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية.
وتشير الصور من المنطقة التي تعرضت للهجوم الجوي المدمر، أن إسرائيل استخدمت قنابل خارقة للتحصينات عالية الطاقة، تزن كل منها طنا تقريبا، وبكميات كبيرة.
ويعتقد أن هذه القنابل قادرة على اختراق عدة أمتار من الخرسانة، وعشرات الأمتار من الأرض غير المحصنة.
وانتشرت آثار الضربات عبر منطقة كبيرة، سواء فوق الأرض أو تحتها، مما يجعل من الصعب تحديد ما إذا كان نصر الله موجودا بالمنطقة المستهدفة، أو إذا كان قتل أو أصيب.
وتسبب مثل هذه القنابل أضرارا جسيمة للأهداف التي تصيبها، مما يجعل تحديد الضحايا صعبا للغاية، إذ أن شدة الانفجار مع الحرارة المتولدة والحطام الكثيف، تعقد الجهود الرامية إلى تأكيد عدد الضحايا، خاصة عندما يكون الهدف مدفونا تحت طبقات ضخمة من الركام.
وكانت وزارة الصحة اللبنانية أكدت مقتل 6 أشخاص وإصابة 91 في الهجوم، لكنها أكدت أن الحصيلة “غير نهائية”.
ولو لم يكن نصر الله في الموقع الذي تعرض للهجوم، لكان من المرجح أن يصدر حزب الله أدلة أو بيانا، ومع ذلك فإن صمت الجماعة المدعومة من إيران يشير إلى “عدم اليقين”.
وحدث موقف مماثل في غزة في يوليو الماضي، عند استهداف القائد العسكري لحركة حماس محمد الضيف في ضربة إسرائيلية قوية، أثناء خروجه لفترة وجيزة من نفق، إذ استغرق الأمر عدة أيام لتأكيد النتيجة.
وكان مصدر مقرب من حزب الله قال لـ”رويترز”، إن الاتصال بنصر الله انقطع بعد الضربات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الجمعة.
ولم يصدر حزب الله بيانا بشأن مصير نصر الله، حتى بعد مرور ساعات على الهجوم.
ورغم أن وكالة أنباء “تسنيم” الإيرانية ذكرت أنه بخير، فقد قال مصدر أمني إيراني لـ”رويترز” إن طهران “تتحقق من وضعه”.
واعتبر مسؤول إسرائيلي بارز أن “من السابق لأوانه تأكيد ما إذا كانت الضربة الإسرائيلية قد أصابت زعيم حزب الله”.
سكاي نيوز
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: نصر الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
حماس قد تتمسك بخطتها إنهاء إسرائيل إذا استعادت قوتها
شنت إسرائيل عملية "حارس الأسوار"، في مايو (أيار) 2021، وهي حملة عسكرية استمرت 11 يوماً استهدفت إضعاف حركة حماس وحلفائها في غزة بعد إطلاقهم صواريخ أصابت منازل ومدارس إسرائيلية.
هذا التقييم يكشف عن طبيعة تفكير الجماعات المعادية لإسرائيل
كانت هذه المواجهة الرابعة بين الطرفين منذ انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005، لكنها انتهت كما انتهت المواجهات السابقة: بقيت حماس في السلطة، تحكم غزة بقبضة حديدية وتخطط لمزيد من الهجمات ضد إسرائيل.
تحول في رؤية حماس
وفي هذا الإطار، قال قال لورانس جاي. هاس"، زميل أول في مجلس السياسة الخارجية الأمريكية، في مقاله بموقع مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية: "بعد هذه المواجهة، وكما كشفت وثائق تم الاستيلاء عليها لاحقاً، ترسخت لدى قيادة حماس قناعة بأن إسرائيل يمكن تدميرها. بدأت الحركة في وضع خطط بالتنسيق مع أعضاء آخرين في "محور المقاومة" المدعوم من إيران، وناقشت تلك الخطط مع إيران وحزب الله قبل هجومها في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
الاستعداد لجولة جديدةومع انتهاء هدنة الشهرين بين إسرائيل وحماس، استعادت الأخيرة سيطرتها على غزة، وعملت على إعادة بناء قدراتها العسكرية استعداداً لجولة جديدة من العنف.
ووفق وثائق استخباراتية نشرها مركز "مئير عاميت للمعلومات حول الاستخبارات والإرهاب"، تحتاج إسرائيل بشكل عاجل إلى استعادة قوة الردع ضد أعدائها الأكثر شراسة.
Hamas is trying to portray a sense of normalcy in Gaza, presenting itself as the region’s future leadership.
Meanwhile, Israel is amassing a massive force just outside Gaza, preparing for a renewed offensive.
Defense Minister Katz warns that if fighting resumes, it will be on a… pic.twitter.com/iN2Z3UQZUH
وتشير التقارير الواردة إلى أن إسرائيل قتلت نحو 20000 من مقاتلي حماس منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول)، لكن الحركة جندت أكثر من 25000 مقاتل جديد خلال الـ17 شهراً الماضية. كما أن حركة الجهاد الإسلامي، الحليف القوي لحماس في غزة، تضم الآن أكثر من 5000 مسلح.
رؤية نتانياهو: القضاء على حماس
في ظل هذه التطورات، يظل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مصمماً على "القضاء" على حماس، رغم الانتقادات الدولية المتوقعة بسبب خرق الهدنة.
وترى إسرائيل أن القضاء على الحركة ليس مجرد خيار سياسي، بل ضرورة استراتيجية لمنع تجدد الهجمات.
????Extent of Hamas exploitation of civilian Gaza is deeper than anticipated. Hamas' battle strategy explains massive destruction in Gaza. Here are key aspects of strategy which forces IDF to act with destructive force (much based on this article). 1/10 https://t.co/459AhUM5lk pic.twitter.com/8P51U50FfE
— Aizenberg (@Aizenberg55) March 12, 2024بعد عملية "حارس الأسوار"، نشر الجناح العسكري لحماس كتاباً ذكر فيه: "هزيمة العدو باتت في المتناول، أو حتى أقرب، بمشيئة الله". كان هذا تعبيراً واضحاً عن تحول في رؤية قادة حماس، حيث باتوا يرون أن تدمير إسرائيل لم يعد مجرد حلم بعيد المنال، بل صار احتمالاً قريب التحقيق.
وفي سبتمبر (أيلول) 2021، عقد القيادي في حماس يحيى السنوار، مؤتمراً بعنوان "وعد الآخرة: فلسطين بعد التحرير"، حيث أعلن أن "النصر بات قريباً."
وضع خطط الحرب متعددة الجبهات
في 19 يونيو (حزيران) 2022، أرسل السنوار رسالة إلى إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، يقترح فيها ثلاث سيناريوهات لهجوم متعدد الجبهات على إسرائيل: أولاً؛ الهجوم الواسع: وتشارك فيه جميع عناصر "محور المقاومة"، باستثناء إيران.
ثانياً؛ التدخل الجزئي: تشن فيه حماس الهجوم الأساسي، مع مشاركة جزئية من حزب الله وانضمام مقاتلين من الضفة الغربية ومناطق أخرى. ثالثاً؛ الهجوم التدريجي: وتبدأ فيه حماس الهجوم وحدها، على أن ينضم حزب الله وجماعات أخرى لاحقاً. في غضون أسابيع، وافقت قيادة حزب الله على السيناريو الأول.
ورغم أن الهجمات الإسرائيلية على حماس وحزب الله خلال الأشهر الماضية أبطأت خططهما، يحذر مركز "مئير عاميت" من أنه إذا استعادت حماس قوتها، فقد تعيد النظر في تدمير إسرائيل كخطة عملية.
وخلص الكاتب إلى القول إن هذا التقييم يكشف عن طبيعة تفكير الجماعات المعادية لإسرائيل في الجنوب والشمال، كما أنه يوضح لماذا ترى القيادات الإسرائيلية، رغم خلافاتها الداخلية، أن السماح ببقاء حماس، ناهيك عن ازدهارها، أمر غير مقبول على الإطلاق.