سرايا - من جديد عاد ملف إدارة وحكم قطاع غزة ليتصدر المشهد الفلسطيني في ظل الحرب الإسرائيلية الطاحنة والمستمرة منذ 357 يومًا، وأعدمت خلالها كل مظاهر الحياة الكريمة وجعلته مكانًا لا يصلح للعيش.


عودة الملف “المُعقد” جاء بعد تصريحات متتالية لمسؤولين فلسطينيين وكذلك مصادر، عن وجود بعض المبادرات والتحركات السرية بين حركتي “فتح” و”حماس” من أجل إعادة سيطرة السلطة الفلسطينية على القطاع، ورفع حركة “حماس” يدها عن أبرز مؤسساته وكذلك معابره الحدودية.




لكن هذه التسريبات حتى كتابة كلمات هذا التقرير لم تُؤكد أو تُنفى بشكل رسمي من جانب المسؤولين في الحركتين، الأمر الذي يُثير معها الكثير من التساؤلات حول توقيت وأهداف نشر تلك التصريحات، في ظل تمسك إسرائيل بعدم مغادرة القطاع إلا بتحقق شروط الحرب التي وضعتها.


مسؤول في حركة “حماس”، كشف عن وجود اتفاق في الأفق بين الحركتين، يقضي بتسليم “فتح” مسؤولية الإدارة المدنية للقطاع والمعابر الحدودية، مع تخلي “حماس” عن أي دور في مراقبة هذه المعابر.



وأفاد المسؤول، بأن الاتفاق الذي يتم التفاوض عليه يتضمن إسناد مهام الإدارة المدنية في غزة إلى حركة “فتح”، وهي خطوة قد تعيد توحيد السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة، وتخفف من حدة الانقسام السياسي المستمر منذ أكثر من عقد.


ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن القرار النهائي الأسبوع المقبل خلال لقاء رسمي بين قيادات الحركتين.


ومن بين المقترحات التي يُنتظر مناقشتها خلال الاجتماعات المقبلة، تشكيل هيئة إدارية محلية تتكون من شخصيات مستقلة، وذلك بهدف إدارة الشؤون اليومية في القطاع، كما يتضمن المقترح إنشاء حكومة تكنوقراط تحظى بموافقة كل من حماس وفتح، بالإضافة إلى الفصائل الفلسطينية الأخرى.


هذه الحكومة المقترحة ستكون مسؤولة عن تسيير الأمور الإدارية تحت إشراف الحكومة الفلسطينية الحالية، وهو ما قد يشكل فرصة لتخفيف الأزمات التي يواجهها سكان غزة، وخاصة فيما يتعلق بإدارة المعابر الحدودية والحصول على المساعدات الإنسانية.

 


من الجوانب البارزة في هذا الاتفاق المحتمل، وفق المسؤول، هو نقل إدارة المعابر الحدودية إلى حركة فتح، حيث ستتولى الأخيرة مسؤولية مراقبة هذه المعابر والتنسيق مع الجهات الخارجية.

وهذا البند من الاتفاق يعكس الرغبة في تخفيف القيود المفروضة على حركة الأفراد والبضائع من وإلى غزة، ويأتي في إطار جهود مستمرة لتخفيف الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات.

وقبل أيام، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، إن حركتي “فتح” و”حماس” ستجتمعان قريبا في القاهرة، مضيفا أن السلطة ستدير قطاع غزة بعد الحرب وبمشاركة “الجميع”، مضيفًا في تصريحات لـ”الجزيرة”: “الحديث اليوم عن اجتماع قريب بين فتح وحماس للوصول إلى بعض التفاهمات التي تساعد في ترتيب أفضل للأوضاع لخدمة أهلنا في غزة في المرحلة القادمة”.



وتابع رئيس الوزراء الفلسطيني أن الاجتماع “سيُعقد في القاهرة قريبا جدا، وقد تتوسع اللقاءات مع باقي الفصائل بعده”.



ولم تعلق حركة “حماس” على ما نشرته فضائية “العربية” إلا أن رئيس مكتب العلاقات الوطنية في حركة “حماس”، حسام بدران، قال في تصريحات سابقة له، إن موقف الحركة من موضوع اليوم التالي للحرب موقف “ثابت وواضح”، مؤكدا أن ترتيب الوضع الفلسطيني في غزة والضفة هو “شأن فلسطيني مبني على التوافق الوطني”.



وأضاف أن موضوع اليوم التالي للحرب “لن نقبل التدخل فيه من أي طرف إقليمي أو دولي”، مشددا على أن “حماس تدعو إلى تشكيل حكومة توافق وطني تدير شؤون الفلسطينيين في غزة والضفة”.


فيما أكد القيادي الآخر في حركة “حماس”، أسامة حمدان، سابقا أنّ الحركة تريد “حكما فلسطينيا مشتركا” لقطاع غزة المحاصر والمدمر بعد وقف العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من أحد عشر شهرا.



وقال حمدان عضو المكتب السياسي للحركة في مقابلة مع “فرانس برس”: “اليوم التالي يجب أن يكون فلسطينيا. ذهبنا إلى بكين، تفاوضنا كفلسطينيين، واتفقنا على أن تشكل حكومة وفاق وطني تدير الشؤون الفلسطينية في غزة”.

 


من جانبها، نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، عن مصادر رفيعة في السلطة الفلسطينية، أن السلطة تدير حاليا الشؤون المدنية في القطاع كالتعليم والصحة، والمياه والطاقة، أمام حركة حماس فتسيطر على الأمن في القطاع وبيدها قوة السلاح.



وزعم كما نقلت الصحيفة أن حركة حماس تدرك أن قضية المعابر منتهية، وأن الاحتلال الإسرائيلي لن يتخلى عن شرطه بالسيطرة الأمنية عليها، لذلك فإن الحركة ستسلم بذلك وتتركها للسلطة الفلسطينية التي تتعامل مع إسرائيل.
بينما يرى الكثيرون في هذا الاتفاق خطوة إيجابية نحو الوحدة الفلسطينية، تبقى بعض التساؤلات حول كيفية تطبيق هذه الترتيبات الجديدة ومدى استمراريتها.


وأوضحوا أن تشكيل حكومة تكنوقراط وتحقيق التوافق بين جميع الفصائل ليست مهمة سهلة، لكن نجاح هذه المفاوضات قد يمهد الطريق نحو استقرار أكبر في القطاع، ويعزز الجهود الدولية والإقليمية لتخفيف معاناة سكان غزة.


وهنا يبقى التساؤل..
هل تتجه حماس لهذه الخطوة؟ وماذا لو عادت السلطة للقطاع؟ وهل هو فخ جديد؟

إقرأ أيضاً : عشرة قتلى بانفجار في محطة وقود بداغستانإقرأ أيضاً : 24 عاما على انتفاضة "الأقصى"إقرأ أيضاً : سماع دوي انفجارات في تل أبيب ومناطق أخرى وسط "إسرائيل"

المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: غزة القطاع غزة الحكومة الحكومة القطاع رئيس الوزراء محمد غزة اليوم غزة رئيس الوزراء القاهرة رئيس اليوم الوضع غزة اليوم غزة غزة القطاع القطاع الاحتلال الوضع القاهرة بكين اليوم الحكومة غزة الاحتلال محمد رئيس الوزراء القطاع فی القطاع فی غزة

إقرأ أيضاً:

قمة IAAPA الشرق الأوسط 2025 تختتم أعمالها بالرياض مستعرضةً تطورات الترفيه وفرص الاستثمار

اختتمت اليوم، في مسرح محمد العلي بمنطقة “بوليفارد سيتي” فعاليات قمة IAAPA الشرق الأوسط 2025، التي أقيمت للمرة الثانية في المملكة، بالتعاون بين المنظمة الدولية لمدن الملاهي والوجهات الترفيهية (IAAPA) و”موسم الرياض”، وجمعت قادة وخبراء صناعة الترفيه لمناقشة أحدث الاتجاهات والتطورات في القطاع.

وشهد اليوم الثاني من القمة جلسات حوارية ركزت على استكشاف الفرص الاستثمارية، وتطوير المشاريع الترفيهية، وإعادة صياغة التجارب في الوجهات الترفيهية، إضافة إلى تأثير التقنية في تحسين تجربة الزوار وتعزيز العمليات التشغيلية في القطاع.

وافتتحت جلسات اليوم الثاني بجلسة “الابتكار والاستثمار: استكشاف المشاريع القادمة والمبادرات الحكومية الممولة”، حيث ناقش مدير قطاع الترفيه في وزارة الاستثمار ماجد العيد، دور الاستثمارات الحكومية في دعم مشاريع الترفيه، مشيرًا إلى أن التعاون بين القطاعين العام والخاص يعد عنصرًا أساسيًا في تحقيق النمو المستدام .

أخبار قد تهمك افتتاح مكتب صادرات قطر في الرياض لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية 20 فبراير 2025 - 1:27 صباحًا نائب وزير البيئة يتوّج الفائزين في “هاكاثون المياه” لدعم الابتكار في استدامة الموارد 19 فبراير 2025 - 4:02 صباحًا

وأوضح أن المملكة أتاحت للشركات الأجنبية فرصة تسجيل أعمالها والحصول على التراخيص لمزاولة النشاط في قطاع الترفيه دون الحاجة إلى شريك محلي، مما يعزز من جاذبية السوق السعودي للاستثمارات العالمية، مشيرًا إلى أن قطاع الترفيه يشهد نموًا سريعًا، حيث يتم إتاحة نحو 150 ألف وظيفة جديدة في هذا المجال، مع استمرار التعاون بين الشركات المحلية والعالمية لإنشاء أكاديميات متخصصة في تطوير مهارات العاملين؛ بهدف تأهيل كوادر قادرة على قيادة الصناعة نحو مستقبل أكثر ازدهارًا.

من جانبها، أكدت الرئيس التنفيذي لشركة The Happiness Factory نورة العقيل، أن التسهيلات التشريعية والتمكين الذي يحظى به القطاع أسهم في نمو الأعمال وتقديم تجارب ترفيهية متميزة للزوار، مشيرةً إلى أن الدعم الحكومي المتواصل يفتح آفاقًا جديدة للمستثمرين، ويوفر فرصًا واعدة للنمو.

وفي السياق ذاته، أشار سفين فيرستيج، الشريك الإداري في ParkProfs ، إلى أن المملكة تمتلك مقومات استثنائية تجعلها واحدة من أسرع الأسواق نموًا في قطاع الترفيه بتوافر القوى العاملة المؤهلة، والمناخ الاستثماري المحفز الذي تدعمه رؤية المملكة 2030.

وفي جلسة “تكييف الثقافة في وجهات الترفيه العالمية”، استعرض الأستاذ المساعد في الإعلام والسياحة بجامعة زايد ويليام مكارثي، تطور مفهوم التكييف الثقافي في مشاريع الترفيه العالمية، متطرقًا إلى تحديات تصميم الوجهات الترفيهية التي تستهدف جمهورًا متنوعًا، مؤكدًا أن تكييف المحتوى الترفيهي ليتناسب مع العادات والتقاليد المحلية يسهم في تعزيز الاندماج الثقافي ويجعل التجربة أكثر قربًا للزوار، وهو ما أثبت نجاحه في مدن الملاهي العالمية مثل ديزني ويونيفرسال.

وتناولت جلسة “من الفعاليات إلى الوجهات: صياغة تجارب ملهمة ومستدامة” التي قدمتها رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في Balich Wonder Studio KSA ستيفانيا غاريبالدي، كيفية تحويل الفعاليات المؤقتة إلى معالم ترفيهية مستدامة، مشيرةً إلى أن التفاعل العاطفي مع الجمهور هو مفتاح نجاح أي مشروع ترفيهي طويل الأمد. وأوضحت أن دمج السرد القصصي والتقنيات الحديثة يخلق تجارب ترفيهية تبقى خالدة في ذاكرة الزوار.

وفي جلسة “التقنيات الرقمية المتقدمة ومستقبل تجربة الزوار”، تطرقت الرئيس التنفيذي لشركة Illumix كيرين سينها، إلى التأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي والواقع المعزز في صناعة الترفيه، موضحةً أن التحول الرقمي أصبح ضرورة لضمان تفاعل أعمق وأكثر تخصيصًا للزوار، مؤكدة أن التقنيات الناشئة، مثل التحليل الذكي للبيانات وتطبيقات الواقع الافتراضي، توفر إمكانيات هائلة لتطوير التجربة الترفيهية.

واختتمت القمة بجلسة “إتقان العمليات التشغيلية في الشرق الأوسط”، التي ناقش خلالها الرئيس التنفيذي لشركة العثيم للترفيه محمد عطية، والرئيس التنفيذي لمجموعة بآن القابضة فهد العبيلان، إستراتيجيات التكيف مع المتغيرات في السوق الإقليمي، وأهمية إدارة التكاليف وتحقيق التوازن بين الابتكار والعائد الاستثماري.

وأكد المشاركون أن النجاح في هذا المجال يعتمد على تطوير نماذج تشغيلية مرنة تأخذ في الاعتبار خصوصية السوق المحلي.

وعلى هامش القمة، شهد المعرض المصاحب ضم نخبة من أبرز الشركات العالمية، حيث استعرضت وسط إقبال كبير، جهات بارزة، ما منح الحضور فرصة استكشاف الابتكارات الجديدة والتواصل مع أبرز اللاعبين في القطاع.

كما تضمن المعرض عروضًا تفاعلية حية وتجارب رقمية مميزة، جذبت انتباه المستثمرين والمتخصصين في قطاع الترفيه.
وحقق جناح مبادرة “صناع السعادة”، التي أطلقتها الهيئة العامة للترفيه (GEA) لتعزيز رأس المال البشري في قطاع الترفيه، إقبالًا كبيرًا من الزوار.

ومع اختتام القمة، أشاد المشاركون بأهمية الحدث كونه منصة لتعزيز الشراكات وتبادل الخبرات، مؤكدين أن المملكة، بفضل دعمها المتواصل للقطاع الترفيهي، تواصل تعزيز مكانتها بصفتها وجهة عالمية للترفيه، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030، مؤكدين أهمية مثل هذه الفعاليات لتعزيز التواصل بين الخبراء في القطاع، وفتح آفاق جديدة للاستثمار في المشاريع الترفيهية المستقبلية.

مقالات مشابهة

  • عضو بـ«النواب»: خطة السلطة الفلسطينية لإدارة غزة خطوة نحو الاستقرار وإعادة الإعمار
  • سيطرة أو تفريغ| نتنياهو يسعى للتحكم في غزة.. حماس تخرج من المشهد.. وهذه أهداف القمة العربية
  • باحث: السلطة الفلسطينية تسعى لإعادة الوحدة بين الضفة وغزة
  • وزير الخارجية: مصر تعد خطة شاملة لإعمار غزة بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية
  • محافظ بورسعيد يترأس اجتماع مجلس إدارة المنطقة الصناعية لمتابعة تطورات القطاع
  • محافظ بورسعيد يترأس اجتماع مجلس إدارة المنطقة الصناعية لمتابعة تطورات القطاع الصناعي
  • مصر وإسبانيا تؤكدان التزامهما بدعم السلطة الفلسطينية تمهيدًا لإعادة إعمار غزة
  • مشاهد من موقع تسليم جثامين 4 محتجزين إسرائيليين في خان يونس
  • قتلتهم طائرات الاحتلال.. تسليم جثامين الأسرى الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية بعد قليل
  • قمة IAAPA الشرق الأوسط 2025 تختتم أعمالها بالرياض مستعرضةً تطورات الترفيه وفرص الاستثمار