بمشاركة 2000 دار نشر .. هيئة الأدب والنشر والترجمة تُطلق معرض الرياض الدولي للكتاب 2024
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
انطلقت الخميس، فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2024، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، تحت شعار “الرياض تقرأ” في حرم جامعة الملك سعود، ويستمر حتى الخامس من أكتوبر المقبل، بمشاركة أكثر من 2000 دار نشر، من أكثر من 30 دولة، موزعة على أكثر من 800 جناح، إضافة إلى مشاركة هيئات ومؤسسات ثقافية سعودية وعربية ودولية، حيث يُعد المعرض منصًة رئيسًة للناشرين وللتبادل الفكري والثقافي، وملتقى للأدباء والمفكرين وصنّاع الثقافة والمعرفة وعشاق الكتاب من دخل المملكة وخارجها.
وتحلّ دولة قطر ضيف شرف للمعرض هذا العام، لتقدم لزواره تجربة ثقافية مميزة تعكس منجزاتها الأدبية والفكرية، وموروثها الثقافي الأصيل وتاريخها وفنونها المتنوعة، وذلك من خلال جناح يستعرض مخطوطات وإصدارات وزارة الثقافة القطرية، بمشاركة رموز الثقافة القطرية والمواهب والمبدعين القطريين، ضمن برنامج ثقافي منوع وثري.
وقال الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور محمد حسن علوان: “نعمل وفق إستراتيجية متكاملة تترجم رؤية وتوجيهات وحرص القيادة الرشيدة على تعزيز الريادة الثقافية للمملكة عربيًا وعالميًا، وتحويل الثقافة لأحد أهم ممكنات النهوض بالوعي المعرفي والثقافي للمجتمع، ودعم اقتصاد الصناعات الإبداعية والفكرية، وتمكين صناعة النشر وتزايد حركة التأليف والترجمة السعودية، بما يسهم في الارتقاء بجودة الحياة، ودفع عجلة النمو الاقتصادي والاجتماعي الوطني لتحقيق أهداف الإستراتيجية الوطنية للثقافة المنبثقة من رؤية المملكة 2030”.
وأضاف أن المعرض يُعد تظاهرة ثقافية وفكرية سنوية بارزة في المنطقة تجسّد منذ عقود الإرث الثقافي للمملكة، وترسخ ريادتها في صناعة الثقافة وتصدير المعرفة.
وأوضح أن نسخة هذا العام تشهد تطورات متعددة، أتت في إطار جهود الهيئة المستمرة لتطوير هذا الحدث وفتح آفاق ومجالات جديدة تعزز شمولية ما يقدمه لقطاع الثقافة والنشر محليًا وعربيًا”، مبينًا أن أبرز المستجدات تشمل استحداث منطقة أعمال متخصصة بمشاركة الوكالات الأدبية التي تدير أعمال المؤلفين وعقودهم، والمطابع المحلية التي تشارك للمرة الأولى في معارض الكتب المحلية لتقدم خدماتها للناشرين.
وأشار الدكتور علوان، إلى أن اختيار دولة قطر ضيف شرف للمعرض، يعكس الدور الثقافي والفكري الرائد لقطر في مشهد الثقافة الخليجي والعربي، وعمق الروابط الثقافية والتاريخية الوطيدة التي تربطها بالمملكة، مبنيًا أن تسليط المعرض الضوء سنويًا على الجوانب الثقافية الغنية للدول ضيوف الشرف، يؤكد مكانته المهمة في تشارك مجالات الثقافة والمعرفة العابرة للحدود، وإسهاماته المستمرة في تعزيز الإنتاج المعرفي للمملكة، وترسيخ مكانتها الثقافية الرائدة في المنطقة.
وحول مستجدات النسخة الجديدة، أكد الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة، أن المعرض سيشهد عودة مبادرة “الرياض تقرأ الفرنسية”، التي انطلقت في النسخة الماضية، وجمعت عددًا من الناشرين الفرنسيين المتخصصين في مجالات متنوعة، وحققت تفاعلًا واسعًا إقبالاً كبيرًا من مختلف زوار المعرض، كما سيتم عمل ممر تكريمي لفقيد الثقافة السعودية والعربية وأيقونة الشعر الحديث الراحل، الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن – رحمه الله -، لتكريم منجزه الأدبي والثقافي الخالد وإرثه الشعري الواسع، وتسليط الضوء على مسيرته الحافلة بالإنجازات وبصماته الملموسة في المشهد الثقافي السعودي والعربي.
وسيكون زوار معرض الرياض الدولي للكتاب 2024، على موعد مع تجربة معرفية وثقافية مميزة ومتنوعة ضمن برنامج ثقافي ثري بالفعاليات والأنشطة التي تتجاوز 200 فعالية تناسب جميع الأعمار، وتشمل العديد من الندوات والجلسات الحوارية، والمحاضرات والأمسيات الشعرية، والعروض الفنية والمسرحية، وورش العمل التي تناقش موضوعات مختلفة في شتى المجالات، وذلك بمشاركة نخبة من الأدباء والمفكرين والمثقفين من السعودية والمنطقة والعالم.
ويُعد معرض الرياض الدولي للكتاب، الحدث الثقافي الأبرز في المملكة وخارجها، ومنصة ثقافية تجمع صناع الأدب والنشر والترجمة من المؤسسات ودور النشر المحلية والدولية مع القراء والمهتمين بشؤون الثقافة ومجالات المعرفة.
ويستضيف المعرض كوكبة من الشخصيات الأدبية والفنية ورواد الثقافة من المنطقة والعالم، كما يخصص فعاليات ثقافية وترفيهية متنوعة للأطفال في منطقة الطفل، وركن خاص لعرض أعمال المؤلفين السعوديين، ومنصات لتوقيع الكتب التي تتيح للجمهور لقاء مؤلفيهم المفضلين لتوقيع أحدث إصداراتهم.
ويشهد اليوم الأول من المعرض العديد من الفعاليات الثقافية والفنية المتنوعة، بينها ندوتان حواريتان الأولى بعنوان “منطق الحكاية العربية”، والثانية بعنوان “تجارب في الإعلام الثقافي”، كما تُعقد ثلاث جلسات نقاشية هي: “أدب الرحلات”، و” تاريخ العربية السعودية”، و”الإبل ودورها في التاريخ والثقافة العربية”، إضافة إلى ورشة عمل عن “صناعة الفلم الوثائقي”.
يذكر أن المعرض يفتح أبوابه يوميًا للجمهور على مدار 10 أيام من الساعة 11 صباحاً حتى الساعة 12 منتصف الليل، ما عدا الجمعة من الساعة 2 مساءً حتى الساعة 12 منتصف الليل، ليأخذهم في رحلة ثقافية ومعرفية مميزة عبر أجنحته العديدة التي تضم أحدث الإصدارات التي تعرضها أهم دور النشر المحلية والعربية والعالمية، وبرنامجه الثقافي الغني الذي يُعد الأكبر والأكثر تنوعًا في العالم العربي، وقاعاته ومنصاته التي تستضيف أبرز الأسماء في عالم الثقافة والفكر والأدب، ما يعزز مكانته في كونه ملتقى ثقافيًا ومعرفيًا رائدًا ومهمًا في المملكة والمنطقة.
جريدة الرياض
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: معرض الریاض الدولی للکتاب الأدب والنشر والترجمة
إقرأ أيضاً:
هيئة الكتاب تُشعل المشهد الثقافي في 2025.. إصدارات تغوص في عمق التاريخ وتُعيد وهج الأدب
في وقت يتراجع فيه الاهتمام بالقراءة لصالح ثقافة الصورة والمحتوى السريع، تواصل الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، أداء دورها المحوري كحارس للوعي، ومنارة للثقافة في العالم العربي، فخلال الشهور الماضية من عام 2025، أطلقت الهيئة موجة واسعة من الإصدارات التي تنوّعت بين التاريخ والسياسة والفكر والأدب، لتفتح أمام القارئ المصري والعربي نوافذ متعددة على العالم والذات والذاكرة.
هذه الإصدارات لا تمثل مجرد كتب مطبوعة، بل تُجسد مشروعا ثقافيا ممنهجًا لإعادة تشكيل العقل الجمعي، وتحفيز النقاش المعرفي، وإحياء رموز الفكر العربي والمصري.
نبش في الذاكرة التاريخية وبناء وعي سياسي متجددأبرزت سلاسل الهيئة حضورها القوي بإصدارات نوعية مثل: "تاريخ بلاد ما وراء النهر في زمن المغول" للدكتور إبراهيم الشرقاوي، الذي يسلط الضوء على منطقة شكلت قلب التفاعل الحضاري بين الشرق والغرب، و"الإمبراطورية البريطانية" للدكتور فطين فريد، الذي يتناول صعود وسقوط أكبر إمبراطورية عرفها التاريخ الحديث، مسلطًا الضوء على علاقاتها الاستعمارية وتداعياتها المعاصرة.
"قراءة في الفكر الاستراتيجي لليهود" للواء محمد الغباري، الذي يحلل العلاقة بين الدين والسياسة في الفكر الصهيوني من خلال التوراة والتلمود، هذه الإصدارات تعكس اتجاهًا واضحًا نحو إعادة قراءة التاريخ من زوايا استراتيجية، لا لمجرد التأريخ، بل لفهم الحاضر واستشراف المستقبل.
الأدب والفكر.. رسائل متعددة الأبعادلم تغفل الهيئة البعد الجمالي والإنساني، حيث أصدرت عددًا من الأعمال الأدبية التي تتنوع بين الرواية والقصة والدراسات الأدبية: "عرافة هافانا" لغدير أبو سنينة، مجموعة قصصية تدور بين أمريكا اللاتينية والعالم العربي، مفعمة بالرمز والغموض، "شمشون وتفاحة" لأمير تاج السر، رواية تلامس قضايا المرأة والحب والهوية، "النساء لن تدخل الجحيم" لسليمان العطار، تعبير عن فلسفة وجودية تنحاز للحياة والتأمل، "من الماء إلى عنان السماء" مذكرات السباحة المصرية نجوى غراب، التي تتجاوز السيرة الذاتية إلى تأريخ اجتماعي وسياسي.
أما في حقل الفكر، فقد صدر: "الخيال عند ابن عربي" لسليمان العطار، دراسة فلسفية عميقة لنظرية الخلق الإبداعي عند أحد أعلام التصوف الإسلامي، "دراسات في الأدب الفارسي المعاصر" لسامية شاكر، تسلط الضوء على تحولات المجتمع الإيراني من خلال الأدب.
حضور قوي للرموز والذاكرة الثقافيةأطلقت الهيئة عدة إصدارات احتفالية وسيرية، تُعيد الاعتبار لشخصيات كان لها الأثر في تشكيل الوعي الجمعي، منها: "حافظ إبراهيم.. شاعر النيل" لعبد السلام فاروق، قراءة ممتعة في مسيرة شاعر مصر القومي، "د. أحمد مستجير.. رائد التكنولوجيا الحيوية"، الذي يقدم شخصية نادرة جمعت بين العلم والشعر، "سيدات من مصر": سيرة جماعية لرائدات غيرن وجه الثقافة والمجتمع المصري، وإعادة إصدار "صوت أبي العلاء" لطه حسين، في مشروع طموح لاستعادة إرث عميد الأدب العربي.
تنوع جغرافي وزمني وشمولي في الطرحلم يقتصر الاهتمام على مصر والمنطقة العربية، بل امتد ليشمل مناطق حضارية كبرى مثل آسيا الوسطى (بلاد ما وراء النهر)، وإيران، وأمريكا اللاتينية، كما شهد المزج بين التاريخ القديم (إقليم باثيريتيس في العصر البطلمي) والتاريخ المعاصر (الحرب الأوكرانية ونظام عالمي جديد).
في عالم تتزايد فيه الضوضاء الرقمية، تبدو الهيئة المصرية العامة للكتاب كمؤسسة تقاوم التفاهة بالمعلومة، وتواجه الضحالة بالعمق، والتسطيح بالتأصيل.
إصدارات الشهور الأولى من 2025 تمثل حالة ثقافية تستحق الدعم والمتابعة، وتؤكد أن مصر ما زالت تنبض فكرًا، وتكتب مستقبلها بحبر المعرفة، لا بهوامش النسيان.