نجحت الدبلوماسية الإماراتية في ترسيخ رؤيتها المتوازنة تجاه القضايا المحورية حول العالم مما عزز من مكانتها الدولية كواحدة من أهم الدول الداعمة للقوانين الدولية والقضايا الإنسانية، وأكد خبراء أن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة إلى الولايات المتحدة تأتي في هذا الإطار وتؤكد على الثقل الذي باتت تمثله الإمارات في المنطقة بوصفها شريكاً استراتيجياً في تعزيز سياسات حفظ الأمن والسلام حول العالم.

وأكد الدكتور باسل بشير، الباحث في الإجتماع السياسي، أن دولة الإمارات منذ التأسيس اتخذت من الدبلوماسية نهجاً ثابتاً في تحقيق رؤيتها وطموحاتها المستقبلية، وركزت في سياستها الخارجية والداخلية على مبدأ تعزيز الأمن والسلام والتنمية المستدامة، محلياً وإقليمياً ودولياً، وهو المبدأ الذي صاغه وأرسى دعائمه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأصبح أساساً لرؤية دولة الإمارات السياسية، وقيادتها القائمة على الحكمة والاعتدال واحترام الحقوق وحمايتها.

تحولاً نوعياً 

ولفت د.بشير أن "زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وفي هذا التوقيت، تعد تحولاً نوعياً مضافاً لمسيرة خمسين عاماً من علاقات التعاون والشراكة الإستراتيجية بين البلدين".
وأشار إلى أن الزيارة تعكس رؤية مشتركة واضحة لدى قيادتي البلدين والرغبة الصادقة المتبادلة في تعزيز التعاون في المستويات كافة والإستثمار بالإمكانات المشتركة، ويؤكد عزم البلدين على مواصلة البناء والتنمية ودفعه لمزيد من ترسيخ المصالح والعلاقات الإستراتيجية في التنمية والأمن الإقليمي والدولي، وبخاصة في مجالات الأمن الغذائي العالمي، التكنولوجيا، الحلول الناجعة لأزمة المناخ، العلوم والابتكار فضلاً عن الإستثمار في الطاقة النظيفة والمجالات الحيوية الأخرى.

القوة الناعمة

من جانبه أكد غسان العمودي، المحلل والكاتب السياسي، أن الدبلوماسية تمثل أهم أدوات القوة الناعمة وبفضل تبني القيادة السياسية في دولة الإمارات رؤية ذات محددات وركائز واضحة لإدارة العلاقات مع العالم الخارجي صنفت دبلوماسيتها بالأنجح عالمياً، ولاشك أن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة للولايات المتحدة الأمريكية في هذه ظروف الإستثنائية، تأتي نظراً لأهمية دور الدولة المحوري الذي تستطيع تحقيقه في المنطقة.

رأب الصدع 

وقال: "الزيارة تؤكد مكانة دولة الإمارات ودورها في رأب الصدع وخفض مستوى التوتر في المنطقة ودعم السلم والأمن الدوليين، وتوقيتها الذي تزامن مع عقد الدورة 79 للأمم المتحدة شكل فرصة لصناع القرار الالتقاء مع رئيس الدولة وبالتالي بلورة موقف تجاه الأحداث الدامية التي تمر بها المنطقة والعالم والتحديات التي تواجه المجتمع الدولي".

محور السلام العالمي 

وأضاف العمودي: "الإمارات وبفضل حكمة قادتها باتت مهيئة لقيادة محور السلام العالمي، نظراً لما قامت به تجاه دعم عجلة السلام وتعزيز لغة الحوار من جهة ودورها الإنساني والإغاثي الذي فرض احترام الجميع لها من جهة أخرى"، مؤكداً بأن الدبلوماسية الإماراتية باتت نموذج يحتذى به، وسبيل للخلاص من التطرف والعنف والعنصرية التي طالت الكثير من شعوب المنطقة والعالم، ويقيناً لن تألوا الدبلوماسية الإماراتية جهداً في تحقيق السلام والتعايش بين مختلف الأديان والمذاهب والعرقيات المختلفة".

 

شراكات استراتيجية 

ومن جانبه لفت الدكتور منير فياض، الكاتب والمحلل السياسي، أن "دولة الإمارات تسعى لبناء جسور التعاون مع الدول الكبرى من خلال الحوار والشراكات الاستراتيجية، وزيارة الشيخ محمد بن زايد للولايات المتحدة تأتي ضمن استراتيجيات الإمارات لتعزيز مكانتها على الساحة العالمية عبر القوة الناعمة والدبلوماسية الفاعلة.، وهذه الزيارة تعكس حرص الدولة على مواكبة التطورات العالمية، ما يعزز من قدرتها على لعب دور محوري في القضايا الدولية، ويؤكد أن الدبلوماسية هي إحدى الركائز الأساسية التي تعتمد عليها الإمارات في تعزيز مكانتها إقليماً ودولياً.


وقال: "تُركز الإمارات على تطوير أدوات قوتها الناعمة، من أجل متابعة أهدافها ومصالحها الدولية، وأطلقت "استراتيجية القوة الناعمة"، وأسست مجلساً وطنياً للقوة الناعمة عام 2017، كما أن المبدأ السادس من مبادئ الخمسين على "ترسيخ السمعة العالمية لدولة الإمارات"، والمبادئ الثمانية للسياسة الخارجية الإماراتية، تضمنت تعزيز القوة الناعمة للدولة لتحقيق أهدافها ومصالحها الوطنية."

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات الشیخ محمد بن زاید دولة الإمارات القوة الناعمة رئیس الدولة آل نهیان

إقرأ أيضاً:

حديث عن خطة للتسوية الشاملة توقف حرب غزة وتعلن الدولة الفلسطينية

في الوقت الذي تعيش فيه المنطقة توترات سياسية وعسكرية، يرى بعض الإسرائيليين أن هذه الأزمة قد تسفر عن فرصة لتحقيق تسوية ما بين مختلف الأطراف، سواء لتلبية مصالحها، وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني بدولة خاصة به يستحقها.

البروفيسور جيفري ساكس، رئيس شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة (SDSN)، وسيبيل فارس المستشارة الأولى لمنطقة الشرق الأوسط في الشبكة، كشفا النقاب عن "خطة للسلام تم عرضها بالفعل على كبار الشخصيات على مستوى وزراء الخارجية والدبلوماسيين، وحتى رؤساء الدول السابقين والحاليين في الشرق الأوسط وأنحاء العالم والأمم المتحدة، وحتى في إسرائيل، وأتت الاستجابة إيجابية، دون استثناء تقريبا، حيث تم نشرها باللغة الإنجليزية، وترجمتها للعربية".

وأضافا في مقال مشترك نشره موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21" أن "التغيرات الاستراتيجية الي تشهدها المنطقة في العام الأخير جعلت الخطة أكثر أهمية من أي وقت مضى، بل إنها جعلت تحقيقها أكثر واقعية من الماضي، فقد تلقى حزب الله في لبنان ضربة قاسية، وأصبحت إمكانية السلام مع لبنان قائمة، وشكل تغيير النظام في سوريا، وحقيقة أن الدولة المهيمنة هناك لم تعد إيران، بل تركيا، ومشاركة الأكراد والدروز، حلفاؤنا منذ زمن سحيق، في الحكومة السورية، تجعل إمكانية السلام مع سوريا ممكنة".



وأشارا إلى أن "بدء إيران لحوار مع الولايات المتحدة، إذا نجح سيقتلع الأساس لمواجهة عسكرية مع دولة إسرائيل، ويبدو أن دونالد ترامب مهتم بالتجارة مع الشرق الأوسط، وليس الحرب فيه، مما قد يؤدي في نهاية المطاف لتغيير في الدعم الأميركي الطويل الأمد لمعارضة إقامة دولة فلسطينية، ومن شأن هذا التغيير أن يسمح بإبرام صفقة كبرى مع السعودية، من شأنها أن تؤدي لإنشاء الدولة الفلسطينية".

وحذرا أن "كل ذلك يحصل بينما تزداد المعارضة العالمية لأفعال الاحتلال: جيشه ومستوطنيه، في غزة والضفة، وتعتبرها العديد من البلدان جرائم حرب، مقابل تنامي الدعم الدولي للحل غير القابل للنقاش المتمثل بإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس، وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، ومن المتوقع أن تؤدي الأحكام المتوقعة في المحاكم الدولية في لاهاي لتعزيز وتكثيف المعارضة الدولية للاحتلال، وتزيد من إلحاح إيجاد حل لإنهائه".

وأوضحا أنه "من المقرر أن يعقد مؤتمر في حزيران/ يونيو المقبل، حيث ستعلن دول إضافية اعترافها بدولة فلسطين، وفي ضوء كل هذا، فإن خطتنا أصبحت أكثر أهمية وواقعية من أي وقت مضى، خاصة عقب إعلان القاهرة في 4 مارس، والمؤتمر الدولي القادم حول فلسطين في حزيران/ يونيو".

وكشفا أن "النقاط اللازمة التي تشكل أساس السلام الشامل في الشرق الأوسط، تتمثل بالتنفيذ الكامل لاتفاقيات وقف إطلاق النار، وخطط إطلاق سراح المختطفين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما فيها فلسطين ولبنان وسوريا واليمن، واتفاق عالمي على حل الدولتين نتيجة "مؤتمر الأمم المتحدة الدولي للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين" في حزيران/ يونيو 2025، وقبول دولة فلسطين كعضو دائم رقم 194 في الأمم المتحدة في حزيران/ يوليو 2025، ضمن الحدود المعترف بها دولياً في 1967 وعاصمتها شرقي القدس".

وأضافا أن "النقاط تتعلق بقبول دولة فلسطين عضواً في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لإعادة الإعمار في أيلول/ سبتمبر 2025، والتنمية وإنشاء صندوق لإعادة الإعمار وإعادة إعمار غزة كما دعا إعلان القاهرة، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، ووقف جميع الأعمال العدائية، بما فيها إزالة التمويل، ونزع سلاح الكيانات المتحاربة من غير الدول، واحترام والاعتراف بسيادة كل دولة في المنطقة، وسلامة أراضيها، واستقلالها السياسي".

مقالات مشابهة

  • هزاع بن زايد «شخصية العام» بجائزة خليفة لنخيل التمر
  • القوة الناعمة في زمن أزمة العلاقات الدولية
  • تكريم الفائزين بجائزة خليفة لنخيل التمر.. وهزاع بن زايد «شخصية العام 2025»
  • تكريم الفائزين بجائزة خليفة لنخيل التمر.. وهزاع بن زايد «شخصية العام 2025»
  • أمين هيئات الإفتاء: المؤسسات الدينية الكبرى تلعب دورا محوريا في تعزيز قيم التضامن
  • منصور بن زايد يبحث سبل تعزيز العلاقات مع المدعي العام لروسيا الاتحادية
  • حديث عن خطة للتسوية الشاملة توقف حرب غزة وتعلن الدولة الفلسطينية
  • مجموعة طلال تفتتح فرعًا جديدًا لـ “سوق طلال” في مدينة زايد – أبوظبي
  • حزب صوت مصر: تحركات مصر الدبلوماسية تؤكد دور مصر الريادي في المنطقة
  • أحمد موسى: مصر وقطر تلعبان دورا محوريا كوسطاء لدعم غزة