الشيخ هادي.. صوت العقل في شرق آسيا (بورتريه)
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
صوت إسلامي متمكن وجريء في جنوب شرق آسيا.
يعتبره الكثيرون بأنه المدافع الصلب عن التوجه الإسلامي لبلاده ماليزيا.
يمثل تيار الإخوان المسلمين في منطقة متعددة الثقافات والديانات والأصول العرقية.
كان حاضرا منذ أن تسلم رئاسة حزبه في جميع الملفات والقضايا التي واجهتها الأمة الإسلامية وبشكل خاص في منطقتنا العربية.
الشيخ عبد الهادي أوانج، أو الشيخ هادي، مولود في عام 1947 بمنطقة مارانج الساحلية في تيرينجانو بماليزيا.
حصل على بكالوريوس من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في عام ١٩٧٣، والماجستير من جامعة الأزهر بالقاهرة عام ١٩٧٥، حيث تعرف على جماعة الإخوان المسلمين بشكل أكثر عمقا، رغم أن بداية تعرفه بالجماعة كانت وهو في السعودية حين التقى بشخصيات من علماء الإخوان ودعاتهم منهم الشيخ محمد الصواف من العراق، والدكتور محمد السيد الوكيل من مصر، وكذلك الشيخ سعيد حوى من سوريا، وغيرهم كثيرين.
وبعد عودته إلى ماليزيا واصل عمله في الحزب الإسلامي مستفيدا مما تلقاه في مدرسة الإخوان المسلمين التي يرى أنها "مدرسة تربوية شاملة".
عندما خرج الحزب الإسلامي الماليزي من الحكومة عام 1978، كلف هادي بمهام رئيس قسم التربية للحزب فقام بتطبيق خبراته وقرأته في الحزب وفقا للواقع في ماليزيا.
وما لبث أن انتخب في برلمان ترينجانو عام 1982، ثم عضوا في البرلمان المركزي لماليزيا عام 1990، ثم أصبح رئيسا لوزراء ترينجانو في أعقاب نجاحه في الانتخابات البرلمانية في عام 1998.
انتخب في عام ٢٠٠٢ رئيسا للحزب الإسلامي الماليزي (باس)، ثم أصبح واليا لولاية ترنجانو ما بين عامي 2000 و2004 ، وهو عضو مجلس أمناء مؤسسة القدس، ونائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
ولأنه يحظى بثقة دوائر صنع القرار في بلاده وخارجها فقد اختارته الحكومة مبعوثا خاصا لرئيس الوزراء الماليزي للشرق الأوسط.
خاض الحزب تجربة ائتلافية مع بعض القوى السياسية في ماليزيا، وهي تجربة قديمة وناجحة تعود إلى ما قبل الاستقلال في مواجهة الاستعمار البريطاني، حيث قام الحزب بالتحالف مع القوى السياسية العلمانية المعارضة من اليمين واليسار ضد الجبهة الوطنية التي ساندها الاستعمار البريطاني (الحزب القومي الملاوي "أمنو" والحزب القومي الصيني والحزب القومي الهندي)، ونجح في تنصيص الإسلام دينا للدولة في الدستور، ورغم أن هذا النص صيغ بحسب التفسير العلماني، وذلك بسبب قوة نفوذ الاستعمار البريطاني حينها ومساعدة القوى العلمانية؛ لكنه يكفي أن يكون أساسا للتغيير بعد ذلك.
وللحزب حاليا 91 عضوا في المجالس التشريعية، وله 18 من أصل 222 مقعدا في البرلمان.
يبدو الشيخ هادي مسكونا بالشأن الإسلامي فقد سبق له أن وجه رسالة مفتوحة إلى البلدان العربية والإسلامية، دعاهم فيها إلى الرجوع للإسلام من جديد، مذكرا إياهم بتأثير مخططات معاهدة سايكس بيكو الاستعمارية على الدول العربية والإسلامية، داعيا إلى الوحدة والتآخي والتصالح وقطع دابر الفتنة بين الأشقاء، "الوحدة بين الأشقاء فريضة شرعية وضرورة واقعية" بحسب اجتهاده.
وينبه هذا القيادي الإسلامي الذي صدرت له أكثر من 10 كتب منها "الصراع بين الإسلام والعلمانية في ماليزيا"، و"نظام الحكم في الإسلام"، من محاولة فصل الدين عن الدولة لفصل قبلة الصلاة عن قبلة السياسة، داعيا لعدم تهميش قضية فلسطين والقدس والأقصى.
ولم يفوت الحزب الإسلامي تحت قيادة هادي أية أحداث أو قضايا تهم الأمة إلا وشارك فيها مبديا رأيه بشكل صريح وواضح واضعا النقاط على الحروف، وعلى سبيل المثال، وعلى وقع التطبيع العربي مع الاحتلال، فقد تبنى الحزب قرارا بالإجماع يدين التطبيع مع الاحتلال ويندد بموقف الجامعة العربية من قضية التطبيع، ودشنت "الجامعة الإسلامية" حملة أكاديمية لتوعية الطلاب بمخاطر التطبيع.
وذهب مجلس العلماء التابع للحزب إلى تحريم إقامة علاقات مع الاحتلال وتجريم التطبيع، واعتبر مواقف الدول المطبعة بأنه "عدوانا على الأمة الإسلامية وخيانة لها".
يقدم الشيخ هادي رؤية عميقة بالتاريخ حين يتحدث عن خطط الاحتلال الإسرائيلي التوسع عبر العدوان على مناطق أخرى في العالم العربي، فهو يرى أن ذلك سيؤدي إلى سقوط دولة الاحتلال وزوالها "تماما كما حدث للزعيم النازي أدولف هتلر في الحرب العالمية الثانية".
يوضح فكرته أكثر "لي قراءة سياسية تاريخية، وهي أن سبب سقوط هتلر في الحرب العالمية الثانية هي توسعة الولايات التي سيطر عليها، ثم ضعف الدفاع عنها".
وشدد على أن "إسرائيل لا تستطيع أن تكون أكبر من مساحتها الآن، لو قامت بالتوسعة، فسيكون هذا سبب سقوطها".
أوانج، يقدم مقاربة حول الصمت العربي والإسلامي لما يجري في فلسطين وفي لبنان تؤكد أن "ما يحدث في العالم الإسلامي اليوم هو أن الدول الإسلامية لا تزال تحت نفوذ استعماري رغم استقلالها بالاسم فقط، والدليل ما يحدث في فلسطين". بحسب قوله.
يبدى عبد الهادي أوانج إعجابه بالمقاومة في غزة بقوله "ما حدث في غزة أعجبنا جدا، فالمقاومة الإسلامية باستطاعتها مواجهة إسرائيل لمدة سنة، بينما دول وحكومات استسلمت في ستة أيام"، في إشارة إلى حرب حزيران/ يونيو عام 1967. منوها بأن كل المحاولات لتهجير سكان غزة إلى مصر أو الأردن أو دول مجاورة فشلت، "الحمد لله أهل غزة صامدون ومستقيمون على حقوقهم، وهذا من قوة الإيمان". وفق تصريحات صحفية حديثة له.
الشيخ هادي، ليس فقط عالم إسلامي، وسياسي ماليزي يمارس العمل السياسي منذ ستينيات القرن الماضي حين ساهم مع رفاقه في تأسيس الحزب الإسلامي الماليزي الذي لا يزال رقما صعبا ومؤثرا في الساحة الماليزية، لكنه يمثل صوتا معتدلا وعاقلا ومسموعا حتى من قبل مؤسسة الحكم الملكية في البلاد، وفي العالم العربي حيث يحظى باهتمام لافت ومتابعة كبيرة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي عالم الفن كاريكاتير بورتريه بورتريه ماليزيا الحزب الإسلامي الاحتلال الاحتلال ماليزيا الحزب الإسلامي بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه سياسة سياسة عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحزب الإسلامی الشیخ هادی فی عام
إقرأ أيضاً:
مرصد “التعاون الإسلامي” الإعلامي يوثق تزايد الأنشطة الاستيطانية
سجل المرصد الإعلامي لمنظمة التعاون الإسلامي لجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين اقتراف قوات الاحتلال (2725) جريمة ضد الفلسطينيين، كان أبرزها قتل 31 فلسطينيًا معظمهم من النساء والأطفال في قصف مدرسة “دار الأرقم” للنازحين في حي التفاح، وذلك في الفترة بين 1 – 7 أبريل 2025م.
وبحسب المرصد، استشهد صحفيان وجرح آخرون في استهداف خيمة مخصصة لهم، في الوقت الذي كُشف فيه عن فيديو لأحد المسعفين يظهر حقيقة الإعدام الميداني الذي قامت به قوات الاحتلال بحق 14 شخصًا، كان من بينهم موظف يعمل مع الأمم المتحدة ضمن سلسلة جرائم ضدها, وشهدت الأيام السبعة الماضية قصف قوات الاحتلال عيادة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، “الأونروا” وقتل 55 فلسطينيًا معظمهم من النساء والأطفال، وأضرم مستوطنون إسرائيليون النار في قطعة أرض تابعة للوكالة في القدس وهو ما عدّته الأونروا تحريضًا إسرائيليًا مستمرًا ضدها.
وتزامنت هذه التطورات مع الأزمة الإنسانية الكارثية التي يعيشها سكان القطاع, وأعلن برنامج الأغذية العالمي إغلاق مخابزه الـ 25 بسبب نقص الوقود والدقيق مع دخول إغلاق الاحتلال للمعابر أمام المساعدات الإنسانية شهره الأول.
وشهد الأسبوع الماضي استعدادات إسرائيلية لتطويق مدينة رفح التي شهدت نسف منازل وتوسيع المنطقة العازلة بينها وبين خان يونس، بجانب تحركات إسرائيلية مماثلة في شمال قطاع غزة، في ظل مخططات إسرائيلية حثيثة لتهجير سكانه، وأعلنت حكومة الاحتلال السيطرة على ممر موراج ضمن خطة أوسع لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وإعادة احتلال أجزاء منه.
وسجّل المرصد استشهاد (400) فلسطيني في الأسبوع الأول من أبريل 2025، وجرح (1112) آخرين، بجانب توثيقه استشهاد (51705) فلسطينيين منذ 7 أكتوبر 2023، وحتى 7 أبريل 2025، إضافة إلى إصابة (122175) خلال المدة نفسها، وتعرضت مدن الضفة الغربية وقراها لـ 184 اقتحامًا من قبل قوات الاحتلال، تخلله اعتقال (179) فلسطينيًا، وهدم أكثر من 8 منازل في القدس وبيت لحم والخليل وطوباس، وجرفت قوات الاحتلال شوارع بطول 800 متر، وأحدثت دمارًا في شبكتي المياه والصرف الصحي في ضاحية إكتابا في طولكرم، وشارع آخر في قرية أم صفا برام الله.
وواصل الاحتلال الإسرائيلي التنكيل بالأطفال في الضفة الغربية, واستشهد طفلان في رام الله وجنين برصاص قوات الاحتلال التي أصابت ثلاثة آخرين في القدس وجنين، واعتقلت 9 في مدن مختلفة من الضفة الغربية.
ولم تسلم المساجد خلال الأسبوع الماضي من الجرائم الإسرائيلية، وواصل المتطرفون اقتحام المسجد الأقصى المبارك وهم يرتدون قمصانًا عليها صورة “الهيكل” المزعوم، واقتحم الوزير المتطرف إيتمار بن غفير كذلك باحات المسجد بحماية من شرطة الاحتلال، وتجول في أرجائه، وخلعت قوات الاحتلال في البلدة القديمة بمدينة الخليل أيدي أبواب مقام يوسف وبوابة غرفة الأذان في الحرم الإبراهيمي، واستبدلتها بأقفال حديدية، علمًا أن مفاتيح هذه الأبواب بحوزة الأوقاف الإسلامية الفلسطينية، وأوقفت قوات الاحتلال عملية بناء مئذنة مسجد، وصادرت أدوات البناء في قرية الهجرة بالخليل.
وشهد الأسبوع المنصرم 10 أنشطة استيطانية تمثلت بقرار مصادرة 57.79 دونمًا من الأراضي في بلدة الخضر وقرية إرطاس في بيت لحم، وبلدة بيت أُمَّر في الخليل، بهدف إنشاء منطقة عازلة في محيط مستوطنة “أفرات” جنوب بيت لحم، وجرفت قوات الاحتلال أرضًا زراعية مهددة بالمصادرة لصالح مستوطنة “التلة الفرنسية”, وعمد المستوطنون إلى إقامة بؤرة استيطانية جديدة قرب تجمع الحثرورة البدوي، ونصبوا بحماية قوات الاحتلال بيوتا متنقلة، وبدأوا بتجهيز البنية التحية للبؤرة، في منطقة الخان الأحمر شرق القدس.
وبلغ عدد اعتداءات المستوطنين ضد البلدات والقرى الفلسطينية (39) اعتداء تراوحت بين قطع أشجار الزيتون في بلدة بيتا وقرية قيرة وسرقة 5 خيول في بلدة عقربا بنابلس وسلفيت، وقطع الكهرباء عن منطقة قريبة من بلدة يطا ورعوا أغنامهم في أراضي المزارعين الفلسطينيين في المليحات بأريحا ومسافر يطا بالخليل أكثر من مرة، وأحرقوا منزلين وحظيرتين لتربية المواشي و5 مركبات في قرية دوما بنابلس.