الجزيرة:
2025-02-07@06:02:02 GMT

السؤال الآن: هل انتصرت إسرائيل؟

تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT

السؤال الآن: هل انتصرت إسرائيل؟

أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن استدعاء لواءَي احتياط إلى الجبهة الشمالية، وذلك بالتزامن مع انعقاد الكابينت، وهنا، وفي ظل هذه الظروف، علينا أن نسأل ما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية قد تعلّمت شيئًا من تحقيقات لجنة فينوغراد، وهل هي مستعدّة حقًا لخوض هذه المرحلة بكل معطياتها؟ خصوصًا أنها الآن تواجه ملفًا من ستمئة صفحة، كل سطر فيه يعكس حالة الضعف التي تمر بها، وعليه فإن كل خطوة تقوم بها إسرائيل يجب أن يتم قياسها وفق ما جاء في ذلك الملف، وتحديدًا فيما يتعلق بالاجتياح البرّي للأراضي اللبنانية!

إن الحديث عن الاجتياح البرّي يعيدنا إلى عام 2006، أو متلازمة عام 2006 كما يصحّ تسميتها.

إن إسرائيل تدرك أنها تملك سلاحًا جويًّا قويًا، ولو اكتفت به لكانت المنتصرة بلا شك، ولكن هزيمتها كانت بالتوغل البرّي آنذاك.

وإذا أرادت إسرائيل أن تكسر هذه المعضلة، فعليها أن تمتلك معطيات أخرى، خصوصًا أنها تخوض حربًا أخرى على قطاع غزة. وهذا يوضح أن الظروف السابقة ليست مشابهة أبدًا للظروف الحالية، كما أن قدرات حزب الله قد تغيرت منذ عام 2006 وحتى اليوم، وكذلك قدرات إسرائيل بالمناسبة.

وعليه فإن المعضلة الحقيقية تكمن في أن إسرائيل لا تعرف مقدّرات حزب الله على وجه التحديد، فهي لم تخض معه حربًا منذ سنوات، ولهذا فإن كل ما تقوم به إسرائيل حاليًا يمكن القول بأنه مجرد جسّ نبض أو أقرب ما يكون إلى عملية تقييم لما يملكه ويستطيعه حزب الله إذا ما قامت بتصعيد المواجهة إلى مرحلة ثانية، ومدى تحمّلها إذا خاضت حربًا على مستويات أعلى.

ما بين الحرب على غزة ولبنان، علينا التوقف عند نقطة هامة، وهي أننا لا نستطيع أن نقيس كل مجريات الأمور في داخل الجبهة الشمالية على ما قامت به إسرائيل في قطاع غزة في بداية الحرب. فالمقدرات والمعطيات مختلفة، كما ذكرنا سابقًا، فعندما دخلت إسرائيل إلى قطاع غزة كانت في حالة من الإرباك، حالة من عدم اليقين، ولكنها الآن لديها ترتيبات، وكانت قد أخذت بالحسبان كل التوقعات من أفضلها إلى أسوئِها حول كل ما سيحصل في حال ضغطت على زناد الحرب!

تدرك إسرائيل أن كل خطوة تقوم بها تجاه حزب الله قائمة على سياسة أو إستراتيجية المرآة، بمعنى أن كل فعل تقوم به إسرائيل يقوم حزب الله بالرد عليه بنفس المستوى والمقدار. وهذا ما تحاول إسرائيل تغييره، فهي تعرف أن لدى حزب الله معرفة بالكثير من المناطق ويمكنه الوصول إليها، وهذا لا يفاجئها، خاصة بعد بثّ ما صوّرته مسيّرة الهدهد، فمنذ ذلك اليوم أدركت إسرائيل أن لدى حزب الله شبكة مكشوفة للمناطق الحسّاسة.

وحتى لو كانت مثل هذه الأهداف تحت مرمى نيران حزب الله، فإن إسرائيل تتعامل بنوع من التعتيم عندما يتعلق الأمر بمثل هذه المنشآت. وبالمناسبة، هناك اختلاف لدى إسرائيل في التعاطي مع المستويين: السياسي والعسكري مع الاستهلاك الإعلامي، وقد خاضت إسرائيل في هذا الأمر تجربة واضحة وكبيرة في حربها على غزة، فقد كان هناك نوع من التماهي بين المستويين، ثم أصبح المستوى السياسي يهوّل ويضخّم مجريات الأمور، بينما أصبح المستوى العسكري أكثر دقة وحساسية.

إن كل هذا المشهد، مشهد تعاطي إسرائيل مع الضفة الغربية وقطاع غزة مختلف كليًا عن تعاطيها مع الجبهة الشمالية. ففيما يتعلق بالضفة والقطاع هناك أصوات داخل إسرائيل تقول إن المقاومة رد فعل، وهي أصوات موجودة حتى داخل المؤسسات العسكرية والسياسية، حيث يوقنون بأن المقاومة جزء من رد الفعل، فما دام أن هناك احتلالًا فستكون هناك مقاومة.

وحتى داخل اليمين هناك من يسمي المقاومين بمحاربي الحرية بدون أن يصرّحوا بذلك علنًا. أما فيما يتعلق بالجبهة الشمالية، فإن تعاطي إسرائيل مع مفاهيم الأمن القومي مختلف كليًا، فحزب الله مرتبط بإيران، ونتنياهو على مدار خمسة عشر عامًا أدخل إسرائيل في داخل البارانويا الإيرانية، واستهلكها بشكل كبير، وهذه فرصته لكي يثبت مدى خطورة الوجود الإيراني، وكل ما بعد الحدود هو تهديد حقيقي للوجود الإسرائيلي.

لذلك فإن كل الاختلافات السياسية والإستراتيجية تتماهى مع هذه التهديدات حسب الرؤية الإسرائيلية، وإذا سُئل أي شخص في إسرائيل مع من يشعر بثقة أكبر، فسيختار نتنياهو، حتى ولو كان من اليسار أو من أشد المعارضين لنتنياهو!

من المهم إدراك أن هناك ثأرًا مبيتًا بين إسرائيل وحزب الله منذ عام 2006، فإذا عدنا إلى السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وسألنا عن سبب خوض إسرائيل هذه الحرب، فسيكون الجواب أنها طُعنت في الخاصرة الأهم أي هيبة الردع العسكرية.

وبالتالي هي بحاجة إلى إعادة هيبتها خصوصًا أن لديها ثأرًا قديمًا مع حزب الله، لذا فإن الرؤية السياسية تتماشى مع الأهداف العسكرية، وهذا بخلاف التعاطي مع ملف حركة حماس، حيث هناك خلاف في إسرائيل فيما يتعلق بجزئية أو هدف الإطاحة بحماس والتعامل مع القطاع.

السؤال الأهم في هذا السياق: ما هو مقياس النصر لإسرائيل في الحرب على لبنان؟ وعند الإجابة تظهر نقطة الاختلاف والتباين، فهناك من يرى أن الهدف الأساسي هو إزاحة تمركز حزب الله إلى ما بعد الليطاني، وهناك من يرى صورة النصر في الإطاحة بحزب الله وإنهاء وجوده، وهناك من يرى أن النصر يكون بالاستيطان الفعلي في الجنوب اللبناني. وهذا يعيدنا إلى المشروع الأساسي لدى بن غفير وسموتريتش، وهو الاستيطان، ولهذا لا يوجد مقياس أو تعريف واضح للنصر.

هناك تباين واضح في المضمار الدبلوماسي، وحتى لدى المعارضة الإسرائيلية. فالمعارضة الإسرائيلية تقرّ بأن الدخول في المسار الدبلوماسي لا يكون إلا بعد إظهار القوة، ومثالًا على ذلك تجربة إسرائيل مع مصر عام 1982 واتفاقية كامب ديفيد. ولكن لا يمكن القياس عليها، والسبب في أنها كانت تتعامل مع دولة، أما الآن فهي تتعامل مع منظمات تصفها بالمنظمات الإرهابية، ولا يمكنها التعامل بذات الطريقة التي تعاملت بها مع دولة كمصر.

يبقى لدينا السؤال الكبير، ما الذي يريده نتنياهو؟ هل يريد مثلًا إعادة السكان إلى الشمال؟ وهل استطاع استعادة أسراه من القطاع رغم السيطرة الكاملة عليه؟! إذن ما الذي يسعى إليه خصوصًا في الجبهة اللبنانية؟ هل يريد توريث هذه القضية بكل تعقيداتها إلى داخل الشارع الإسرائيلي ولمن سيرث الحكم من بعده؟ أم يطمح من خلال ذلك للمفاصلة والمفاضلة في جزئية طاولة المفاوضات؟!

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجبهة الشمالیة إسرائیل فی إسرائیل مع حزب الله هناک من عام 2006 خصوص ا

إقرأ أيضاً:

خطوة مرتبطة بـحزب الله تُقلق إسرائيل.. ما هي؟

نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدثت فيه عن مرحلة ما بعد الحرب بين لبنان وإسرائيل وعمَّا إذا كانت قواعد اللعبة ستتغير حقاً بعد الصراع الأخير.   ويقول سيث جيه فرانتزمان وهو كاتب التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنه "زار الحدود بين إسرائيل ولبنان يوم 3 شباط الجاري"، مشيراً إلى أنهُ شعر بـ"راحة تامة على طول الحدود هناك، وكأنَّ الحرب لم تنشب خلال العام ونصف العام الماضيين، فقد اختفت نقاط التفتيش العسكرية التي كانت مُنتشرة على طول الطرق في شمال إسرائيل".   وتابع: "كذلك، فقد بدا أن تطبيقات الملاحة على هاتفي باتت تعملُ بشكل جيّد على النقيض من الأيام التي لم يكن فيها نظام تحديد المواقع العالمي يعمل في معظم أنحاء شمال إسرائيل".   وأردف: "هل عاد السلام إلى الشمال؟ في بعض النواحي، يبدو أن الأمور سلمية، فالمناطق التي كانت منطقة حرب منذ تشرين الأول 2023 تبدو هادئة الآن، بل إن الوضع في الشمال يبدو هادئاً للغاية. وبعد حرب عنيفة ضد حزب الله في أيلول وتشرين الأول 2024، من المدهش أن نرى الأمر على هذا النحو".   وأكمل: "قبل التصعيد ضد حزب الله ، كنا نعتقد أن آلاف الصواريخ التي يطلقها حزب الله ستسقط على إسرائيل يومياً. لقد كان الناس على يقين من أن حزب الله لا يمكن هزيمته، لكن سنوات من التخطيط والإعداد أتت بثمارها عندما اختارت إسرائيل أن تواجه الحزب وتسدد له ضربات كبيرة".   وقال: "لقد استولى حزب الله على جنوب لبنان على مدى العقود الماضية وحوله إلى معسكر مسلح. لقد اختبأ حزب الله في المناطق المدنية وأقام مواقع لإطلاق الصواريخ. لقد جلب التنظيم كميات كبيرة من الصواريخ وقذائف الهاون، حتى أن بعض الصواريخ تم وضعها على منصات إطلاق صواريخ متعددة على مركبات. كذلك، فقد وضع حزب الله خططًا لمهاجمة إسرائيل وغزوها".   وأردف: "لقد طُلب من الجماعة أن تلعب دوراً ثانوياً بعد حماس في هجومها في السابع من تشرين الأول، في حين حثت إيران حزب الله على فتح جبهة شمالية ضد إسرائيل. كان الهدف هو إبقاء إسرائيل مركزة على الشمال حتى يصبح من الصعب هزيمة حماس، وكانت هذه هي استراتيجية وحدة الساحات الإيرانية، أو الحرب متعددة الجبهات".   وأكمل: "لقد كان حزب الله القطعة الرئيسية من العقارات الإيرانية في المنطقة. ولكن بعد تعرضها لأكثر من 7500 هجوم صاروخي، غيرت إسرائيل تكتيكاتها في أيلول 2024 وشنّت الحرب على حزب الله وتم القضاء على قادته".   وتابع: "عندما دخلت القوات الإسرائيلية إلى لبنان براً بعد أسبوعين من الغارات الجوية المكثفة في أيلول، تحركت القوات الإسرائيلية ببطء إلى بعض القرى الحدودية ووسعت نطاق العملية ببطء. كان هذا يشكل فارقاً كبيراً بين عملية سلام الجليل التي شنتها إسرائيل في عام 1982 وعملية الليطاني في عام 1978. في تلك الأيام، تحركت القوات الإسرائيلية بسرعة أكبر للاستيلاء على مناطق حتى نهر الليطاني. وفي حرب 2024 ضد حزب الله، لم تتحرك القوات الإسرائيلية بنفس السرعة، بل تحركت ببطء وبشكل منهجي كما فعلت في غزة".   وقال: "اليوم، لا يزال الجيش الإسرائيلي متواجداً في بعض مناطق جنوب لبنان، ولكن من المفترض أن ينسحب بحلول 18 شباط الحاري. وسط ذلك، فإنَّ حزب الله يُحاول حث المدنيين هناك على العودة إلى منازلهم وخلق التوترات مع الجيش الإسرائيلي، ومن المفترض أن ينتشر الجيش اللبناني على الحدود لكن هناك شكوكاً بإمكانية تنفيذه لمهمته الموكلة إليه".   وأردف: "هذا الأمر يتركُ تساؤلات أساسية: هل الهدوء على الحدود وهم؟ هل هزمت إسرائيل حزب الله؟ هل تم ردع حزب الله؟ هل انقطعت العلاقات مع إيران بسبب سقوط نظام الأسد؟ هل يعني هذا أن حزب الله لا يستطيع إعادة تسليح نفسه والعودة لتهديد إسرائيل في نفس الحرب؟ هل أصبح حزب الله أضعف مما كان عليه في عام 2006؟".   وأكمل: "هناك العديد من الأسئلة الرئيسية التي لا نعرف إجابتها. من الواضح أن الإسرائيليين سيحتاجون إلى العودة إلى منازلهم على الحدود، ولكن، هل سيرفع حزب الله أعلامه قريبًا مرة أخرى في الأماكن القريبة من الحدود؟ إذا كان الأمر كذلك، فهل يبدو الأمر وكأن كل شيء عاد إلى الوضع الراهن. ما هي احتمالات أن تكون الحرب في عام 2024 على حزب الله بمثابة تغيير في قواعد اللعبة؟".   وختم كاتب التقرير بالقول: "إن الوقت وحده كفيل بإثبات ذلك، ولكن ما أثر فيّ الآن هو الشعور بالهدوء والشعور بأن الحدود الشمالية لإسرائيل أصبحت آمنة مرة أخرى. ولكن إذا ظهرت أعلام حزب الله مرة أخرى على الجانب الآخر من الحدود، فمن المرجح أن يتغير هذا الشعور بالأمن". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • الأوقاف تفتتح 45 مسجدًا جديدًا ضمن جهودها لإعمار بيوت الله
  • إسرائيل: : ليس لدينا تفاصيل حتى الآن بشأن خطة ترامب حول غزة
  • اللهم قربني إليك.. خير ما يقال في شهر شعبان | ردده الآن
  • دعاء الثلث الأخير من الليل مستجاب.. ردده الآن لقضاء الحوائج والفرج والرزق السريع
  • على خطى ترامب.. إسرائيل تنسحب من مجلس حقوق الإنسان: يشيطن الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط
  • خطوة مرتبطة بـحزب الله تُقلق إسرائيل.. ما هي؟
  • رددها الآن.. أذكار المساء اليوم الأربعاء 5 فبراير 2025
  • (( مصر الآن في المواجهة ))
  • إبراهيم عيسى: السعودية تخلصت مع العقل السلفي.. انتصرت للمدنية
  • تأخر خمسة أشهر.. لماذا الإعلان عن تشييع جنازة نصر الله الآن؟