الصفدي: الاحتلال هو الشَّرُّ كله وهو سبب كل المآسي التي عاشتها وتعيشها المنطقة
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
سرايا - شارك نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي في أعمال الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن حول الحالة في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية، والتي عقدت على هامش أعمال الدورة التاسعة والسبعين لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم في نيويورك.
وألقى الصفدي كلمة الأردن خلال أعمال الجلسة، وتالياً نص الكلمة:
"بسم الله الرحمن الرحيم،
معالي الرئيسة، الزملاء الأعزاء،
قبل أيام، تجرأت طفلة فلسطينية إسرائيلية أن تقول ما حرمته إسرائيل: الحقيقة.
احتفل الطلبة الذين هاجموا الطفلة بطردها من المدرسة بنشر فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي يكررون فيها تحريض الوزير الإسرائيلي المتطرف بن غفير، الذي كان عضواً في منظمة كانت الولايات المتحدة سابقاً صنفتها إرهابية: "أحرقوا قريتها."
نائب رئيس بلدية مدينتها طالب بتهجير أسرة الطفلة. وحسب محامي الطفلة، يتلقى أفراد الأسرة يومياً تهديدات أن رؤوسهم ستقطع.
لم تقتل الحكومة الإسرائيلية الأطفال الفلسطينيين، وتدمر بيوتهم، وتفجر مدارسهم، وتحرمهم غذاءهم ودواءهم وأملهم فقط. شيطنتهم. نزعت عنهم إنسانيتهم. تربي أطفالها على كرههم، وجنودها على استهدافهم، ومجتمعها على إنكار حقهم في الوجود.
هذه هي العقائدية العنصرية اللاإنسانية التي جعلت من جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية المحتلين فعلاً يفخر به جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي على وسائل التواصل الاجتماعي.
هذه هي الكراهية التي حركت أرجل الجنود الإسرائيليين التي ركلوا بها جثامين شباب فلسطينيين من فوق السطوح في الضفة الغربية، لتسقط أمتاراً نحو الأرض، ولتسقط ادعاءات أخلاقية قتلتهم.
شيطنت الحكومة الإسرائيلية الفلسطينيين، فمكنّت إرهاب المستوطنين ضدهم، وشرعنت سرقة أرضهم، وطغت في سلب حقوقهم.
حرب إسرائيل على غزة تبدي وحشي لهذه الكراهية. هي حرب تطهير عرقي إلغائية تستهدف محو الوجود الفلسطيني على الأرض الفلسطينية.
دلائل ذلك في الدعوات العلنية لوزراء إسرائيليين حرق الفلسطينيين، في تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه لن يسمح أبداً بتلبية حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وفي قرار الكنيست الإسرائيلي منع تجسيد الدولة الفلسطينية. ودلائله في همجية العدوان على غزة، في السياسيات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية واللاإنسانية التي سبقتها في كل الأرض الفلسطينية المحتلة: مصادرة الأرض وبناء المستوطنات، وحرق البيوت، وحصار الاقتصاد، والاعتداء على مقدسات القدس المحتلة الإسلامية والمسيحية ومحاولات تغيير هويتها العربية الإسلامية والمسيحية.
الزملاء الأعزاء،
خلال عدوانها المستمر على غزة، قتلت إسرائيل أكثر من واحد وأربعين ألف فلسطيني، ودفنت تحت ركام البيوت أكثر من عشرة ألاف طفل ورجل وامرأة، ومنعت عمن بقي منهم نازحاً في الخيم وأطلال المدارس والمستشفيات الغذاء والماء والدواء، ليموت الأطفال جوعاً، والأمهات عطشاً، والآباء قهراً. دمرت غزة لجعلها مكاناً طارداً لأهلها غير قابل للحياة. وتنفذ الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية المخطط ذاته. تدفعها إلى الانفجار، لتبرر شنّ حرب جديدة تستهدف إلغاء الوجود الفلسطيني فيها، ولتعد لتهجير أهلها منها.
تلك جريمة حرب لن يسمح الأردن بها. لن نسمح بتهجير الشعب الفلسطيني من وطنه التاريخي إلى وطننا.
قالها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين واضحة، حازمة، حاسمة: لن يكون الأردن وطناً بديلاً. لن يحدث هذا أبداً. سنحمي الأردن. وسنتصدى لأي تهديد لوطننا بكل ما أوتينا، ومهما تطلب ذلك الواجب المقدس. للفلسطينيين وطنهم المحتل الذي سيتحرر دولة مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس المحتلة ولو بعد حين. والأردن لأهله، سيبقى منيعاً عصياً، وللحق الفلسطيني الداعم والسند.
دمرت إسرائيل غزة، وتفجر الضفة الغربية، وتستبيح لبنان، وتدفع المنطقة نحو حرب شاملة لأن العالم سمح لها بذلك.
تخرق الحكومة الإسرائيلية القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني لأنها لا تواجه عواقب انتهاكها لهما. ترتكب جرائم الحرب لأنها لا تحاسب عليها. تتحدى مجلس الأمن، وقرارات الجمعية العامة، وأحكام محكمة العدل الدولية لأن القانون الدولي يطبق انتقائياً فجعلها ذلك فوقه. تهدد الأمن والسلم الدوليين لأن مجلس الأمن لا يقوم بدوره، ولا يستخدم أدواته القانونية المتاحة للجمها.
رأي محكمة العدل الدولية بيّن لا يقبل التأويل. الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية غير قانوني. كل ما نتج عنه باطل. هذا الرأي يجب أن يستحيل واقعاً، تنفيذاً للقانون الدولي، وحماية لفرص تحقيق السلام. فالاحتلال هو الشر كله. هو سبب كل المآسي التي عاشتها وتعيشها المنطقة. هو الذي يدفعها نحو الهاوية، هو الخطر الأكبر.
الزملاء الأعزاء،
حكومة تجذر الكراهية والعنصرية في مجتمعها لا تريد السلام. والكراهية والعنصرية عدو المجبول عليهما، كما هما خطر على ضحيتهما.
تكذب هذه الحكومة الإسرائيلية على شعبها حين تدعي أنه محاط بمن يريد دماره. تهدد مستقبله حين تجعله أسير الخوف، وتحاصره في ضيق الكراهية والعنصرية، وتجعل من بلده دولة مارقة. فكل الدول العربية دانت قتل المدنيين الإسرائيليين. وكل الدول العربية تريد السلام العادل الذي قدمنا من أجل تحقيقه مبادرة شاملة تضمن أمن إسرائيل وقبولها في منطقتنا، في إطارحل ينهي الاحتلال ويضمن حق الشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة والحياة والدولة المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني.
لكن الحكومة الإسرائيلية رفضت السلام. اختارت الحرب. قتلت من الأطفال ما لم تقتل أي حرب منذ عقود، فدخلت قائمة الأمم المتحدة السوداء لقتلة الأطفال. سجلت رقماً قياسياً في قتل موظفي الأمم المتحدة، وعاملي الإغاثة الإنسانية.
ولأن المجرم يخشى الحقيقة، قتلت الصحافيين، ومنعت الإعلام الدولي من دخول غزة، التي أحالتها ساحة أكبر جريمة حرب في التاريخ الحديث. ذاك أنه إذا دخل الإعلام الدولي غزة، سيكتشف العالم حجم الموت والدمار والظلم والبؤس الذين سمح مجتمعنا الدولي لإسرائيل أن تلحق بأهل غزة. حينذاك سيرى العالم حجم العار الذي سيعيب إنسانيتنا لأجيالٍ قادمة.
جريمة أن يسمح لحكومة عقيدتها التطرف ومنهجها القتل أن تسرق مستقبل المنطقة.
كفى. أوقفوا الظلم. افرضوا القوانين الدولية والقيم الإنسانية. كلكم تؤيدون قيام الدولة الفلسطينية على أساس حل الدولتين سبيلاً لتحقيق السلام العادل، ترجموا اقتناعكم واقعاً. اعترفوا بدولة فلسطين، وضموها إلى الأمم المتحدة عضواً كاملاً.
كلكم ترفضون الكارثة الإنسانية التي يفاقمها العدوان الإسرائيلي على غزة.
افرضوا إذاً وقف استخدام التجويع سلاحاً. اكسروا الحصار، ولبوا دعوة جلالة الملك فرض جسر إنساني مستدام يوقف موت الفلسطينيين جوعاً وعطشاً ومرضاً.
خطر سقوط المنطقة في أتون حرب إقليمية حقيقي يتفاقم كل يوم. أوقفوا هذا الخطر قبل فوات الأوان. في جعبتكم من الأدوات القانونية والسياسية والعملانية ما يستطيع دحره. استخدموها. افرضوا العقوبات. أوقفوا تزويد إسرائيل السلاح. نفذوا قراراتكم السابقة.
أنقذوا الفلسطينيين والإسرائيليين، من تطرف هذه الحكومة الإسرائيلية وظلاميتها وجرائمها، واحموا المنطقة والعالم من تبعات عدوانيتها، التي لن تقف عند حدود الشرق الأوسط.
الزملاء الأعزاء،
قتلت إسرائيل عشرات الألاف من الفلسطينيين. وتستطيع آلة حربها أن تقتل أكثر. لكنها لن تستطيع أن تقتل إرادة الشعب الفلسطيني في الحياة. ولن تستطيع وقف نضاله من أجل الحرية. سيظلون يدقون بابها، جيلاً بعد جيل.
هذا هو التاريخ. وهذا ما سيكونه المستقبل. للشعب الفلسطيني حق يجب أن يناله إذا ما كان للمنطقة أن تنعم بحقها في الأمن والسلام.
الزملاء الأعزاء،
سيكسر نور الحق الفلسطيني عتمة الظلم الإسرائيلي، وستنتهي جولة الباطل الإسرائيلية، عاجلاً ام آجلاً. اجعلوا ذلك عاجلاً، حتى لا يجعل القهر والظلم المستقبل، كما الراهن، دواماتصراع وقتل وبؤس وحروب. كفى. جاوز الظالمون المدى. أوقفوا هذا الظلم.
شكرا لكم."إقرأ أيضاً : 30 غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت قبيل الفجرإقرأ أيضاً : غارات إسرائيلية جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروتإقرأ أيضاً : وزير الخارجية الروسي: الشرق الأوسط على شفا "حرب شاملة"
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: رئيس الوزراء اليوم الأردن الله غزة الله رئيس الحكومة جرائم الشعب غزة الاحتلال الحكومة غزة رئيس الوزراء الشعب الدولة القدس غزة الحكومة الأردن الشعب عبدالله الثاني الأردن القدس المنطقة العالم الحكومة جرائم مجلس مجلس الاحتلال الرأي الحكومة أمن الاحتلال الشعب الحرية الحكومة العالم العالم الدولة جسر المنطقة الحكومة المنطقة الشعب العالم جرائم فلسطين المنطقة الأردن لبنان مجلس نيويورك اليوم الحكومة الدولة أمن الرأي الله الحرية القدس غزة الاحتلال الشعب الثاني جسر رئيس الوزراء عبدالله الحکومة الإسرائیلیة الشعب الفلسطینی فی على غزة
إقرأ أيضاً:
في الذكرى الـ 49 ليوم الأرض الفلسطيني.. نقطة تحول في العلاقة بين السلطة الإسرائيلية وفلسطيني 48
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يحل اليوم الأحد 30 مارس، الذكرى الـ49 ليوم الأرض الفلسطيني، تلك المناسبة التي أصبحت عيدا للأرض والدفاع عنها منذ عام 1976، إذ استُشهد في تلك الهبة 6 مواطنين، وجُرح 49 واعتُقل أكثر من 300 آخرين.
يُعد "يوم الأرض" محطة بارزة في تاريخ النضال الفلسطيني، حيث أعلن الفلسطينيون في هذا اليوم تمسكهم بأرضهم وهويتهم الوطنية والقومية، رغم سياسات القمع والقتل والإرهاب التي مارستها، ولا تزال تمارسها، سلطات الاحتلال الإسرائيلي بهدف إبعادهم عن أرضهم.
يواصل الاحتلال الاسرائيلي عدوانه على الفلسطينيين، تزامنًا مع يوم الأرض هذا العام، من خلال القتل والقصف والتدمير والاعتقالات، غير آبه بحالة التهدئة التي أعلنتها فصائل المقاومة الفلسطينية.
هذا الواقع يعكس الطبيعة الدموية للاحتلال، الذي قام أساسًا على قتل الفلسطينيين واغتصاب أراضيهم.
يوم الأرض.. صرخة في وجه العدوان
جاء يوم الأرض، بعد هبة الجماهير الفلسطينية في أراضي الـ 48 عام 1976، معلنة صرخة احتجاجية في وجه سياسات الاستيلاء والاقتلاع والتهويد التي انتهجتها إسرائيل، وتمخضت عن هذه الهبة ذكرى تاريخية سميت بـ"يوم الأرض".
بداية يوم الأرض
بدأت الشرارة التي أشعلت الجماهير ليوم الأرض، من خلال إقدام السلطات الإسرائيلية على الاستيلاء على نحو 21 ألف دونم من أراضي عدد من القرى الفلسطينية في الجليل ومنها عرابة، وسخنين، ودير حنا، وعرب السواعد وغيرها في عام 1976؛ وذلك لتخصيصها لإقامة المزيد من المستعمرات في نطاق خطة تهويد الجليل وتفريغه من سكانه العرب، وهو ما أدى إلى إعلان الفلسطينيين في الداخل وخصوصًا المتضررين المباشرين الإضراب العام في يوم الثلاثين من مارس.
في هذا اليوم، أعلنت مدن الجليل والمثلث وقراهما إضرابا عاما، وحاولت السلطات الإسرائيلية كسر الإضراب بالقوة، فأدى ذلك إلى صدام بين المواطنين والقوات الإسرائيلية، كان أعنفه في قرى سخنين، وعرابة، ودير حنا.
تفيد معطيات لجنة المتابعة العليا، الهيئة القيادية العليا لفلسطينيي 48، بأن إسرائيل استولت على نحو مليون ونصف مليون دونم منذ احتلالها لفلسطين عام 1948 حتى عام 1976، ولم يبق بحوزتهم سوى نحو نصف مليون دونم، إضافة إلى ملايين الدونمات من أملاك اللاجئين وأراضي المشاع العامة.
بذلت إسرائيل جهودًا كبيرة لكسر إرادة القيادات الفلسطينية ومنع انطلاق فعاليات نضالية، لكن رؤساء المجالس البلدية العربية أعلنوا الإضراب العام في اجتماع يوم 25 مارس 1976 في مدينة شفا عمرو.
جاء قرار لجنة الدفاع عن الأراضي العربية، التي انبثقت عن لجان محلية في إطار اجتماع عام أجري في مدينة الناصرة في 18 أكتوبر 1975، بإعلان الإضراب الشامل، ردًا مباشرًا على الاستيلاء على أراضي (المثلث)، ومنع الفلسطينيين من دخول المنطقة في تاريخ 13-2-1976.
يشير باحثون إلى أن الاستيلاء على الأراضي بهدف التهويد بلغ ذروته في مطلع 1976، بذرائع مختلفة تجد لها مسوغات في "القانون"، و"خدمة الصالح العام"، أو في تفعيل ما يعرف بـ"قوانين الطوارئ" الانتدابية.
كانت أرض المثلث التي تبلغ مساحتها 60 ألف دونم، تُستخدم في السنوات 1942-1944 منطقة تدريبات عسكرية للجيش البريطاني أثناء الحرب العالمية الثانية، مقابل دفع بدل استئجار لأصحاب الأرض، وبعد عام 1948، أبقت إسرائيل على الوضع نفسه الذي كان سائدًا في عهد الانتداب البريطاني، إذ كان يسمح للمواطنين بالوصول إلى أراضيهم لفلاحتها بتصاريح خاصة.
في عام 1956، أغلقت السلطات الإسرائيلية المنطقة بهدف إقامة مخططات بناء مستعمرات يهودية ضمن مشروع تهويد الجليل.
كما كان صدور وثيقة (كيننغ) في 1976/3/1 عن متصرف لواء الشمال في وزارة الداخلية الإسرائيلية (يسرائيل كيننغ) وثيقة سرية، سمّيت فيما بعد باسمه، وتُستهدف لإفراغ الجليل من أهله الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم وتهويدها، وهي واحدة من مسببات الاتجاه نحو الإضراب.
دعت وثيقة (كيننغ) في طياتها إلى تقليل نسبة الفلسطينيين في منطقتي الجليل والنقب، وذلك بالاستيلاء على ما تبقى لديهم من أراضٍ زراعية وبمحاصرتهم اقتصادياً واجتماعياً، وبتوجيه المهاجرين اليهود الجدد إلى الاستعمار في منطقتي الجليل والنقب.
ركزت على تكثيف الاستعمار اليهودي في شمال الجليل، وشددت الوثيقة على ضرورة التضييق الاقتصادي على العائلات العربية، عبر ملاحقتها بالضرائب، وإعطاء الأولوية لليهود في فرص العمل، وكذلك تخفيض نسبة العرب في التحصيل العلمي، وتشجيع التوجهات المهنية لدى التلاميذ، وتسهيل هجرة الشباب والطلبة العرب إلى خارج البلاد، ومنع عودتهم إليها.
الرد الإسرائيلي
كان الرد الإسرائيلي عسكريًا شديدًا على هبة "يوم الأرض"، باعتبارها أول تحدٍ ولأول مرة بعد احتلال الأرض الفلسطينية عام 1948، إذ دخلت قوات معززة من الجيش الإسرائيلي مدعومة بالدبابات والمجنزرات إلى القرى الفلسطينية وأعادت احتلالها، موقعة شهداء وجرحى بين صفوف المدنيين العُزْل، فكانت حصيلة الصدامات استشهاد 6 فلسطينيين، 4 منهم قُتلوا برصاص الجيش، واثنان برصاص الشرطة.
رغم مطالبة فلسطينيي الـ48، إسرائيل بإقامة لجنة للتحقيق في قتل الجيش والشرطة مواطنين عُزْل يحملون الجنسية الإسرائيلية، فإن مطالبهم قوبلت بالرفض التام، بإدعاء أن الجيش واجه قوى معادية.
سعت إسرائيل إلى إفشال الإضراب، لما يحمله من دلالات تتعلق بسلوك الأقلية الفلسطينية كأقلية قومية حيال قضية وطنية ومدنية من الدرجة الأولى، ألا وهي قضية الأرض. حيث عقدت الحكومة الإسرائيلية اجتماعا استمر لأربع ساعات، تقرر فيه تعزيز قوات الشرطة في القرى والمدن الفلسطينية، للرد على الإضراب والمظاهرات.
كما حذرت قيادة اتحاد العمال الإسرائيلي "الهستدروت" العمال وهددتهم باتخاذ إجراءات انتقامية ضدهم، وقرر أرباب العمل في اجتماع لهم في حيفا طرد العمال الفلسطينيين من عملهم إذا ما شاركوا في الإضراب العام في يوم الأرض. كذلك بعث المدير العام لوزارة المعارف بتهديد إلى المدارس الفلسطينية لمنعها من المشاركة في الإضراب.
ذكرى خالدة
رغم مرور (49 عاما) على هذه الذكرى، لم يمل فلسطينيو أراضي 48 الذين أصبح عددهم نحو 1.3 مليون نسمة بعدما كانوا 150 ألف نسمة فقط عام 1948، من إحياء ذكرى يوم الأرض، الذي يُجمعون على أنه أبرز أيامهم النضالية، وأنه انعطافة تاريخية في مسيرة بقائهم وانتمائهم وهويتهم منذ نكبة 1948، تأكيدا على تشبثهم بوطنهم وأرضهم.
يعتبر يوم الأرض نقطة تحول في العلاقة بين (السلطة الإسرائيلية) وفلسطينيي 48، إذ إن إسرائيل أرادت بردها أن تُثبت للجماهير الساخطة من "أسياد الأرض"، فكان هذا التحدي العلني الجماهيري الأول للكيان المحتل من الجماهير الساخطة، باعتقاد العديد أن يوم الأرض ساهم بشكل مباشر في توحيد وحدة الصف الفلسطيني وتكاتفه في الداخل على المستوى الجماهيري، بعد أن كان في العديد من الأحيان السابقة نضالا فرديا لأشخاص فرادى أو لمجموعات محدودة. كما كان هذا الرد بمثابة صفعة وجرس إيقاظ لكل فلسطيني قَبِل بالاحتلال الإسرائيلي عام 1948.
أصدر الاحتلال خلال عام 2024، 35 أمراً بوضع اليد على حوالي 1,073 دونماً، وخمسة أوامر استملاك لحوالي 803 دونمات، و9 أوامر إعلان أراضي دولة لحوالي 24,597 دونماً، إضافة إلى 6 أوامر تعديل حدود محميات طبيعية.
كما استولى الاحتلال من خلالها على حوالي 20,000 دونم، وذلك ضمن السياسة الممنهجة والمستمرة للسيطرة على أراضي الفلسطينيين كافة، وحرمانهم من استغلال مواردهم الطبيعية، وضمن سياسة الضم التي تتبعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية.