شبكة انباء العراق:
2024-11-24@22:04:37 GMT

لا تبحث عن الأصالة عند منافق

تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

أسوأ الناس حظاً: الصادقون الذين يعيشون في مجتمعات كاذبة. . مجتمعات يندم فيها المحترم على احترامه لبعض البشر. فالدنيا مدرسة مديرها الزمن، وأستاذها القدر، وتلاميذها البشر. نتقابل غرباء، ونعيش أصدقاء، ومهما عشنا فيها لا يبقى إلا الوفاء، ولا تبقى إلا الكلمة الطيبة. .
قبل ثمان سنوات وصل التكنوقراطيون الى مجلس الوزراء.

كانوا خمسة وزراء فقط، في تجربة لن تتكرر لكنها كسرت قيود المحاصصة لمرة واحدة للمدة 2016 – 2018، من بينهم مرشح مستقل جاء من البصرة، من طبقة فلاحية فقيرة. اقتصر عمله الوزاري بسنتين فقط (720 يوماً)، فشهدت الوزارة في زمنه تصاعداً ملحوظاً في مواردها المالية وفي مؤشراتها الخدمية، حتى بانت ملامح الازدهار في جميع تشكيلاتها المؤلفة من (12) شركة وهيئة ومؤسسة. .
كان ذلك الوزير منفردا في تبنيه لمشروع إسكان الموظفين، الذي اكتمل في زمنه بتخصيص 22000 قطعة ارض في عموم العراق، واكتملت في زمنه مدينة المسبار المخصصة لشهداء الموانئ. وفتحت على يده دورات البحريين والطيارين في بريطانيا واليونان، واكتمل في زمنه كاسر الامواج الشرقي والغربي. ثم جاء من بعده ثلاثة وزراء لم يكن لهم اي دور يذكر في التواصل المباشر مع الموظفين. .
نذكر ايضاً ان ذلك الوزير انتقل إلى البرلمان ممثلا عن البصرة بعد فوزه بنحو 18 الف صوت بانتخابات نزيهة، وكان النائب الوحيد الذي وقف بقوة ضد قانون التقاعد القسري، والداعم الاوحد للقطاع الصناعي الخاص بشهادة اتحاد الصناعيين، ويعود له الفضل في تأسيس الهيئة البحرية العراقية العليا. ثم احيل إلى التقاعد وهو الآن في العقد السابع من العمر (73 سنة)، ومع ذلك لم يسلم من الطعنات والوخزات التي كانت تأتيه من بعض الحاقدين عليه في البصرة ومن بعض نوابها. وظلت حملات التشويه والتلفيق تأتيه من بعض الذين ساعدهم في العمل والتوظيف وكان الداعم القوي في تحسين ظروفهم المعيشية، واللافت للنظر انهم كانوا يتهجمون عليه تزلفاً وتملقاً وتقرباً للمسؤولين الجدد. فالإنسان الناقص دائما يكمل نفسه بأذية من أحسن اليه. اما الآن وفي خضم الصيحات الجماهيرية الموجهة ضد العقود المريبة وضد الصفقات المليارية المشينة، عادت أبواق التشويه ضد ذلك الرجل على الرغم من مضي سنوات على إحالته إلى التقاعد. .
لا أعرف كيف يفتح هؤلاء هواتفهم ببصمة الوجه، وهم كل يوم بوجه جديد. حتى يكاد المرء يصاب بالجنون من فرط الوقاحة التي يتحدث بها اهل النفاق من الانتهازيين والوصوليين وناكري المعروف. .
كلمة اخيرة: لا تبحث عن الأصالة عند المنافقين، ولا تنتظر الكرم من الوصولي والانتهازي، ولا تتوقع الرقي والإحترام من قليل الأصل. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

سرطان البصرة: ثمن النفط يدفعه المواطنون أرواحًا

24 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة: أصبحت معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية في جنوب العراق، ولا سيما في محافظة البصرة، مصدر قلق كبير يتفاقم يومًا بعد آخر.

التقارير تشير إلى تزايد الحالات بشكل مثير للقلق، وسط تحذيرات من خبراء الصحة ومنظمات حقوق الإنسان، بينما تبدو الإجراءات الحكومية لمعالجة الأزمة متواضعة وغير فعالة.

منذ سنوات، تعيش البصرة، الغنية بثرواتها النفطية، في ظل تلوث بيئي حاد.

ووفقًا لتقارير بيئية، تعتبر عمليات حرق الغاز المصاحب لاستخراج النفط واحدة من أبرز مسببات الانبعاثات السامة التي تغمر أجواء المدينة.

و تحدث الناشط في مجال حقوق الإنسان، عبدالوهاب أحمد، عن أن : “المدينة تختنق. الأرقام تتحدث عن مئات الحالات الجديدة من السرطان كل عام، وأطفالنا أول الضحايا”. مطالبًا بتدخل دولي لإنقاذ السكان من هذا الكابوس المستمر.

في هذا السياق، يعتبر الخبراء أن التلوث البيئي الناجم عن النشاطات النفطية هو العامل الأبرز وراء ارتفاع معدلات الإصابة.

الدكتور قاسم البدري، الباحث الاجتماعي   يرى أن “الإهمال الحكومي لتحسين البنية التحتية الصحية، والتراخي في تطبيق القوانين البيئية، قد أسهم في تفاقم الأزمة”. وأضاف: “المدارس والمنازل باتت قريبة جدًا من مناطق حرق الغاز. أطفالنا يستنشقون الموت يوميًا”.

على منصة “إكس”، غرد حساب يديره ناشط محلي يُدعى أحمد العبيدي قائلاً: “البصرة، مدينة الذهب الأسود، أصبحت مدينة السرطان الأسود. النفط يجلب المال لكنه يأخذ الأرواح”. التغريدة، التي لاقت تفاعلًا واسعًا، تسلط الضوء على التناقض الواضح بين ثروات المدينة النفطية وحالة البؤس الصحي التي يعيشها سكانها.

وتحدثت مواطنة تُدعى أم حسين، وهي من سكان منطقة القرنة شمال البصرة، عن معاناتها قائلة: “فقدت زوجي بسبب سرطان الرئة، واليوم أتابع حالتي الصحية بعد اكتشاف ورم في جسدي. نعيش بين أدخنة المصانع وسموم المخلفات الصناعية، ولم نجد حتى مستشفى يلبي احتياجاتنا للعلاج”.

قصتها ليست الوحيدة، فوفق معلومات صادرة عن مستشفى البصرة التعليمي، فإن أقسام الأورام أصبحت مكتظة بالمرضى الذين ينتظرون دورهم في العلاج الكيميائي.

النائب عن محافظة البصرة، هيثم الفهد، حذر من أن “البصرة تسجل مئات الإصابات السرطانية سنويًا نتيجة الاستخراجات النفطية. هذا الوضع لا يمكن أن يستمر دون تدخل جذري”. وأشار في حديثه إلى ضرورة تخصيص موارد أكبر لبناء مستشفيات تخصصية وتطبيق صارم للمعايير البيئية، معتبرًا أن تجاهل الأزمة قد يؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر.

وقالت تحليلات   إن المشكلة لا تتوقف عند انبعاثات الغاز فقط، بل تشمل المخلفات الصناعية التي تُلقى في شط العرب دون معالجة. هذه السموم تدخل السلسلة الغذائية، مما يزيد من خطورة الأمراض المزمنة، بما فيها السرطان. وأضافت الدراسة: “البنية التحتية المتهالكة للصرف الصحي في البصرة تسهم في تحويل مياه الشرب إلى مصدر آخر للخطر”.

الناشطون يطالبون بإجراءات استباقية وليس فقط ردود أفعال. من بين الأفكار المطروحة، إيقاف حرق الغاز واستبداله ببرامج لمعالجته، بالإضافة إلى إنشاء مناطق عازلة بين المصانع والمناطق السكنية. ومع ذلك، لا تزال الاستجابة الحكومية بطيئة ومحدودة.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • كيف عطلت الحرب تقاعد والدي؟
  • غاز الشمال يشكو إدارة ملعب البصرة: منعت فريقنا من إجراء تدريباته وسمحت للبحري
  • سرطان البصرة: ثمن النفط يدفعه المواطنون أرواحًا
  • «الرحماني» تفك الحصار عن البصرة
  • نواب البصرة والجباية الكهربائية
  • فاتورة تقاعد الضمان تجاوزت فاتورة التقاعد الحكومي.!
  • خام البصرة يحقق مكاسب أسبوعية
  • انتخاب إلياس البداوي عن حزب الأصالة والمعاصرة رئيسا جديدا لبلدية آسفي
  • البابا: علينا إعادة هيكلة نظام صندوق المعاشات التقاعدية الإدارة الحالية تولِّد العجز
  • وهج الأصالة.. فعاليات سياحية وتراثية بقلعة بهلا احتفاءً بالعيد الوطني الـ 54 المجيد