موقع 24:
2025-02-04@17:20:24 GMT

سيناريو فاشي جديد في لبنان

تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT

سيناريو فاشي جديد في لبنان

إن من يدفع ثمن الحرب التي أشعلتها دولة إسرائيل الفاشية يوم الإثنين المصادف لـ23 سبتمبر(أيلول)، هو جماهير لبنان التي قتل منها خلال أقل من يومين فقط ما يقارب نصف ما قتل في حرب يوليو(تموز) 2006 خلال شهر.

الحملة العسكرية الواسعة على لبنان من قبل إسرائيل ليست لها أي علاقة بإعادة سكان إسرائيل إلى مناطقهم أو منازلهم، ولا لها علاقة بفصل حزب الله عن حماس، كما يدعي بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي.

إنها امتداد للحرب الوحشية والبربرية التي تقودها دولة إسرائيل الفاشية بعد تدمير قطاع غزة وقتل أكثر من 40 ألف مدني، ربعهم من الأطفال.
إن الحرب على جماهير لبنان فرصة ذهبية ونادرة لن تتكرر لإسرائيل، فمسعاها في إعلان حملتها العسكرية الواسعة على لبنان، هي محاولة لاسترداد مكانتها وتفوقها عبر العنجهية العسكرية بعد الضربة التي وجهت لها في السابع من أكتوبر(تشرين الأول) في العام الماضي، وفي الوقت ذاته استغلال حربها على لبنان لتحويل أنظار العالم عما اقترفت من جرائم حرب وحملة إبادة جماعية لسكان فلسطين في غزة.

وقد اتضح مرة أخرى أن الطبقة الحاكمة في إسرائيل من يسار ويمين ومعارضة، هي طبقة منسجمة وموحدة خلف سياسة نتنياهو وحكومته اليمينية الفاشية، أن الصراع بين أجنحة هذه الطبقة، الذي يبدو صاخباً في العلن ويراهن عليه الحمقى من كل حدب وصوب لإيقاف رحى طاحونة الحرب في غزة، هو صراع بالرؤى حول كيفية إدارة الحرب.
إن كلا الطرفين المتحاربين من إسرائيل وحزب الله يختلقان الذرائع لتبرير الحرب، إلا أن الوقائع تدل على أن استهتار إسرائيل بحياة الأبرياء في لبنان مرده وقوف الأنظمة الغربية وبقيادة الولايات المتحدة خلف حكومة أقل ما توصف به هي كونها نازية.
وعلى الجانب الآخر، لم يكن لدخول حزب الله على خط المواجهة مع إسرائيل في اليوم الثامن من أكتوبر(تشرين الأول) أي علاقة بنصرة أهالي غزة أو إسناد المقاومة، وقد أشرنا إليه في وقت سابق وفي الأيام الأولى لحرب إسرائيل على سكان غزة، إنما كان هدف حزب الله هو استعراض العضلات العسكرية للحيلولة دون شن، أو نزع فتيل، حرب شاملة عليه بعد الانتهاء من حماس في غزة، واعترف بذلك ضمنا حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله في أحد خطاباته قبل أشهر، ولهذا وجدنا وبالرغم من الخسائر التي لحقت بعناصر حزب الله طوال أحد عشر شهرا واغتيال الكثير من القادة في صفوفه، أنه حافظ على قواعد الاشتباك في حربه مع إسرائيل.
وفي ظل تفشي رائحة الموت والدمار، تأتي من بعيد صيحات مسؤولي الاتحاد الأوروبي وألمانيا وبريطانيا حول ما يجري في لبنان، إلا أن تلك الأصوات الخالية من المواقف، لا تتجاوز كلمات النعي في عزاء لجماهير لبنان التي لا عزاء لها، وهي وضعت بين مطرقة إسرائيل وسندان حزب الله.
واللافت في مشهد الدراما السياسي في المنطقة والذي لم يكن مفاجئاً أبداً بالنسبة إلينا هو موقف إيران، التي يتحدث رئيسها مسعود بزشكيان عن السلام، وأن إيران مستعدة للعودة إلى الالتزام بالاتفاق النووي في الوقت الذي لا يتم الحديث في الغرب عن الاتفاق النووي، وأن حزب الله غير قادر على مواجهة إسرائيل المدعومة غربيا لوحده، وتلت حديث الرئيس الإيراني تصريحات مساعده جواد ظريف بأن إيران ستدافع عن نفسها، وأن إيران مستعدة للتعاون مع الدول الأخرى لإيقاف حرب غزة، وكأن الدور وصل إليها أي لإيران بعد حزب الله، وبعد أن باتت تستشف أن مرحلة التهديدات البهلوانية بنسف إسرائيل والقضاء عليها انتهت، وأن وضع حزب الله العسكري لا يحسد عليه بعد تفجيرات البيجر واغتيال الصف الأول من قيادته، وتحولت كل جهود إيران لا بالدخول في خط المواجهة العسكرية والانتقام لاغتيال إسماعيل هنية وقادة حزب الله، بل تصب بإيقاف الحرب في غزة، وعلى حزب الله الذي بات يدفع ثمنا باهظا بالدفاع عن هيمنة النفوذ القومي للجمهورية الإسلامية في المنطقة.

لقد حققت إسرائيل هدفها غير المعلن في غزة وهو تأخير تحقيق تشكيل دولة فلسطينية مستقلة، وتحاول من خلال حربها على لبنان بحجة وجود حزب الله فرض هيمنتها العسكرية والسياسية في المنطقة، ويلاحظ أن إدارة بايدن راضية على الأداء العسكري لدولة إسرائيل، وهذه المرة بشكل علني وواضح ودون أي نفاق سياسي أو وضع الرتوش على تصريحاته، التي جاءت على لسان مستشارها للأمن القومي جيك سوليفان الذي قال لا خطوط حمراء على استخدام الأسلحة الأمريكية، وسنزود إسرائيل بكل ما تحتاجه من أسلحة، وأكثر من ذلك ترسل الولايات المتحدة المزيد من القوات الحربية إلى الشرق الأوسط كي تحافظ على انفراد إسرائيل واستهتارها بالمنطقة، وتحميها من أي حرب محتملة تشنها إيران عليها.
إن إسرائيل تسعى لاستعادة مكانتها واعتبارها من خلال حربها على لبنان، وتحاول استرداد زمام المبادرة، وقوة الردع وتعيد تلميع صورة تفوقها العسكري والتكنولوجي في المنطقة، ويعني من الجانب الآخر استعادة "هيبة" بلطجة السياسة الأمريكية في المنطقة عبر أداتها الشريرة والجهنمية التي تسمى إسرائيل.
إن ما حدث في غزة وما يحدث اليوم في لبنان، وما نتج من استقطابات دولية في المنطقة، وما يحدث من مسرحيات هزيلة وهزلية، وتساقط دموع التماسيح على سكان غزة واليوم على جماهير لبنان وما نسمعه من تأسيس دولة فلسطينية، هو ليس أكثر من مسعى كل طرف من الأطراف الدولية للبقاء في المعادلة السياسية، أو تغيير التوازنات في المعادلة السياسية من أجل النفوذ الجيوسياسي، وإن الحقيقة الوحيدة التي أمامنا اليوم، هي فضح هذا النفاق والزيف الدولي بخصوص التباكي على سكان غزة وفلسطين وجماهير لبنان وكشف فحوى هذه الحرب الرجعية، وأن نبلور قطبا جديدا، يشكّل من الطبقة العاملة والجماهير التحررية للوقوف بوجه هذه الهمجية التي تقودها إسرائيل وداعموها في المنطقة، وتتغذى عليها أمثال الجمهورية الإسلامية وحزب الله وحثالة أحزاب وجماعات وميليشيات الإسلام السياسي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية لبنان فی المنطقة على لبنان حزب الله فی لبنان فی غزة

إقرأ أيضاً:

على بعد أسبوعين.. هل تنسحب إسرائيل من الجنوب اللبناني كما هو متفق عليه؟

يسود الكثير من الغموض حول النوايا الإسرائيلية، بشأن تنفيذ انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب اللبناني في الثامن عشر من فبراير الجاري بعد التمديد الذي فرضته إسرائيل وامريكا، ووافقت عليه الحكومة اللبنانية.

ووردت الكثير من التسريبات والتحليلات، حول تمسك إسرائيل بعدد من النقاط الحاكمة، في القطاعين الغربي والشرقي.

ومن جانبه شكك الخبير الأمني اللبناني؛ العميد المتقاعد جورج نادر في تصريحات له في صدق النوايا الإسرائيلية بالإنسحاب في 18 فبراير، بحجة أن “حزب الله” لم ينسحب إلى شمال الليطاني، ولم تفكك البنية التحتية لديه، لذلك يمكن الجزم بان إسرائيل ستنسحب، إلا اذا نفذ لبنان الاتفاق خلال المهلة المتبقية”.

الجيش اللبناني 

وأكد العميد نادر، على أهمية عودة الأهالي بمعية الجيش اللبناني الى قراهم المدمرة، لانه لا احد يحمي الوطن إلا بندقية الجيش،مضيفا " وهنا ليس بالضرورة أن تكون اقوى من البندقية الاسرائيلية، إنما شرعية الجيش، وشرعية الدولة اللبنانية التي تعطيه القوة حتى ينفذ ما عليه من بنود الاتفاق”.

وواصل العميد اللبناني تصريحاته قائلا  “: مع عودة الأهالي في الأحد الاول سقط 26 شهيداً، اما عودتهم امس بمعية الجيش كانت أفضل، و من هنا وحتى 18 فبراير، علينا أن نرتقب اشياء كثيرة”.

وحول تحذيرات ” حزب الله”، في حال عدم تطبيق إسرائيل لبنود الإتفاق والإنسحاب في المهلة الممددة، والإبقاء على تواجده في عدة نقاط، رأى نادر إن :خيارات الحزب ضيقة جداً، فهو غير قادر على تنفيذ خيار عسكري، لانه محاصر عسكريا وسياسيا، ولم يعد له اي حليف على الأرض اللبنانية، ولا في الاقليم ولا دول العالم، كما انه تم قطع طريق الامداد البري من ايران، وهي مقطوعة بحراً أيضاً”.

التمديد الأول 

وذكّر نادر أن التمديد الاول، كان وفق رغبة إسرائيلية، وإرادة إسرائيلية، لأن إسرائيل لا تريد الإنسحاب من جنوب لبنان، لعدة اسباب: والتي تتمثل في ضغط سكان المستوطنات، الذين لم يعودوا بعد، ويخافون من العودة طالما هناك وجود ل”حزب الله” في جنوب الليطاني، كما أن الحجة القانونية المعلنة ان لبنان لم ينفذ ما عليه من الإتفاق, الموقع بين الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية.

وقال أيضا : وبحسب هذا الإتفاق، تقوم القوات المسلحة اللبنانية، بتفكيك البنية التحتية للجماعات المسلحة، بدأ من جنوب الليطاني خلال الستين يوما، لكن لبنان لم ينفذ ولم يصادر اي سلاح ولا اي مستودع، فيما “حزب الله” لا يزال في جنوب الليطاني، لذلك إسرائيل تذرعت، وهي التي لم تنفذ الاتفاق ولا مرة، وطلبت تمديد الإتفاق بواسطة إتصال مع الأميركيين، الذين لبوا الطلب، ووافقت الحكومة اللبنانية فورا، لان ليس لديها اي خيار آخر”.

ونوه الخبير الامني اللبناني الي ان اسرائيل احتلت قسما من الجولان وآخر من الأراضي اللبنانية وانها - إسرائيل - لن تنسحب منهما وهي تعتبر انها أراض إسرائيلية حسب العقيدة اليهودية التوراتية.

وفيما يخص إحتلال إسرائيل مؤخراً أجزاء لبنانية من قمة جبل الشيخ، أوضح نادر أن “اسرائيل احتلت قسما من الجولان وآخر من الأراضي اللبنانية، ولن تنسحب منهما، وهي تعتبر انها أراض إسرائيلية حسب العقيدة اليهودية التوراتية، ( أرضك يا اسرائيل من النيل الى الفرات) والعلم الاسرائيلي يوضح ذلك”.

وخلص الى انه “بعد احتلال مساحة 600 كيلو مترا مربعا من الاراضي السورية، وتدمير قدرات الجيش، دخلت جماعة الحريدين المتعصبين، الذين يعتبرون انها ارضهم، وظهر فيها النبي موسى وهي ارض مقدسة، لذلك استبعد انسحابها بمدى قصير.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تختطف مواطنًا لبنانيًا في الجنوب
  • على بعد أسبوعين.. هل تنسحب إسرائيل من الجنوب اللبناني كما هو متفق عليه؟
  • اندماج حزب الله في الجيش.. هل هو وارد؟
  • حل إنهاء الحرب في غزة.. إسرائيل تقترح تكرار "نموذج تونس"
  • جيش الاحتلال: دمّرنا بنى تحتية ومستودعات أسلحة لحزب الله بجنوب لبنان
  • مخاوف من سيناريو كارثي.. 200 زلزال بالبحر المتوسط يثير الذعر باليونان
  • إسرائيل تصعد عملياتها العسكرية في جنين: نسف 21 منزلا وسقوط خمسة قتلى
  • إسرائيل: "لن يكون هناك حزب الله" في هذه الحالة
  • إسرائيل ترسم خطة التعامل مع لبنان وحزب الله
  • إسرائيل تحذر السكان من العودة إلى قراهم في جنوب لبنان