موقع 24:
2024-09-28@06:16:15 GMT

سيناريو فاشي جديد في لبنان

تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT

سيناريو فاشي جديد في لبنان

إن من يدفع ثمن الحرب التي أشعلتها دولة إسرائيل الفاشية يوم الإثنين المصادف لـ23 سبتمبر(أيلول)، هو جماهير لبنان التي قتل منها خلال أقل من يومين فقط ما يقارب نصف ما قتل في حرب يوليو(تموز) 2006 خلال شهر.

الحملة العسكرية الواسعة على لبنان من قبل إسرائيل ليست لها أي علاقة بإعادة سكان إسرائيل إلى مناطقهم أو منازلهم، ولا لها علاقة بفصل حزب الله عن حماس، كما يدعي بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي.

إنها امتداد للحرب الوحشية والبربرية التي تقودها دولة إسرائيل الفاشية بعد تدمير قطاع غزة وقتل أكثر من 40 ألف مدني، ربعهم من الأطفال.
إن الحرب على جماهير لبنان فرصة ذهبية ونادرة لن تتكرر لإسرائيل، فمسعاها في إعلان حملتها العسكرية الواسعة على لبنان، هي محاولة لاسترداد مكانتها وتفوقها عبر العنجهية العسكرية بعد الضربة التي وجهت لها في السابع من أكتوبر(تشرين الأول) في العام الماضي، وفي الوقت ذاته استغلال حربها على لبنان لتحويل أنظار العالم عما اقترفت من جرائم حرب وحملة إبادة جماعية لسكان فلسطين في غزة.

وقد اتضح مرة أخرى أن الطبقة الحاكمة في إسرائيل من يسار ويمين ومعارضة، هي طبقة منسجمة وموحدة خلف سياسة نتنياهو وحكومته اليمينية الفاشية، أن الصراع بين أجنحة هذه الطبقة، الذي يبدو صاخباً في العلن ويراهن عليه الحمقى من كل حدب وصوب لإيقاف رحى طاحونة الحرب في غزة، هو صراع بالرؤى حول كيفية إدارة الحرب.
إن كلا الطرفين المتحاربين من إسرائيل وحزب الله يختلقان الذرائع لتبرير الحرب، إلا أن الوقائع تدل على أن استهتار إسرائيل بحياة الأبرياء في لبنان مرده وقوف الأنظمة الغربية وبقيادة الولايات المتحدة خلف حكومة أقل ما توصف به هي كونها نازية.
وعلى الجانب الآخر، لم يكن لدخول حزب الله على خط المواجهة مع إسرائيل في اليوم الثامن من أكتوبر(تشرين الأول) أي علاقة بنصرة أهالي غزة أو إسناد المقاومة، وقد أشرنا إليه في وقت سابق وفي الأيام الأولى لحرب إسرائيل على سكان غزة، إنما كان هدف حزب الله هو استعراض العضلات العسكرية للحيلولة دون شن، أو نزع فتيل، حرب شاملة عليه بعد الانتهاء من حماس في غزة، واعترف بذلك ضمنا حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله في أحد خطاباته قبل أشهر، ولهذا وجدنا وبالرغم من الخسائر التي لحقت بعناصر حزب الله طوال أحد عشر شهرا واغتيال الكثير من القادة في صفوفه، أنه حافظ على قواعد الاشتباك في حربه مع إسرائيل.
وفي ظل تفشي رائحة الموت والدمار، تأتي من بعيد صيحات مسؤولي الاتحاد الأوروبي وألمانيا وبريطانيا حول ما يجري في لبنان، إلا أن تلك الأصوات الخالية من المواقف، لا تتجاوز كلمات النعي في عزاء لجماهير لبنان التي لا عزاء لها، وهي وضعت بين مطرقة إسرائيل وسندان حزب الله.
واللافت في مشهد الدراما السياسي في المنطقة والذي لم يكن مفاجئاً أبداً بالنسبة إلينا هو موقف إيران، التي يتحدث رئيسها مسعود بزشكيان عن السلام، وأن إيران مستعدة للعودة إلى الالتزام بالاتفاق النووي في الوقت الذي لا يتم الحديث في الغرب عن الاتفاق النووي، وأن حزب الله غير قادر على مواجهة إسرائيل المدعومة غربيا لوحده، وتلت حديث الرئيس الإيراني تصريحات مساعده جواد ظريف بأن إيران ستدافع عن نفسها، وأن إيران مستعدة للتعاون مع الدول الأخرى لإيقاف حرب غزة، وكأن الدور وصل إليها أي لإيران بعد حزب الله، وبعد أن باتت تستشف أن مرحلة التهديدات البهلوانية بنسف إسرائيل والقضاء عليها انتهت، وأن وضع حزب الله العسكري لا يحسد عليه بعد تفجيرات البيجر واغتيال الصف الأول من قيادته، وتحولت كل جهود إيران لا بالدخول في خط المواجهة العسكرية والانتقام لاغتيال إسماعيل هنية وقادة حزب الله، بل تصب بإيقاف الحرب في غزة، وعلى حزب الله الذي بات يدفع ثمنا باهظا بالدفاع عن هيمنة النفوذ القومي للجمهورية الإسلامية في المنطقة.

لقد حققت إسرائيل هدفها غير المعلن في غزة وهو تأخير تحقيق تشكيل دولة فلسطينية مستقلة، وتحاول من خلال حربها على لبنان بحجة وجود حزب الله فرض هيمنتها العسكرية والسياسية في المنطقة، ويلاحظ أن إدارة بايدن راضية على الأداء العسكري لدولة إسرائيل، وهذه المرة بشكل علني وواضح ودون أي نفاق سياسي أو وضع الرتوش على تصريحاته، التي جاءت على لسان مستشارها للأمن القومي جيك سوليفان الذي قال لا خطوط حمراء على استخدام الأسلحة الأمريكية، وسنزود إسرائيل بكل ما تحتاجه من أسلحة، وأكثر من ذلك ترسل الولايات المتحدة المزيد من القوات الحربية إلى الشرق الأوسط كي تحافظ على انفراد إسرائيل واستهتارها بالمنطقة، وتحميها من أي حرب محتملة تشنها إيران عليها.
إن إسرائيل تسعى لاستعادة مكانتها واعتبارها من خلال حربها على لبنان، وتحاول استرداد زمام المبادرة، وقوة الردع وتعيد تلميع صورة تفوقها العسكري والتكنولوجي في المنطقة، ويعني من الجانب الآخر استعادة "هيبة" بلطجة السياسة الأمريكية في المنطقة عبر أداتها الشريرة والجهنمية التي تسمى إسرائيل.
إن ما حدث في غزة وما يحدث اليوم في لبنان، وما نتج من استقطابات دولية في المنطقة، وما يحدث من مسرحيات هزيلة وهزلية، وتساقط دموع التماسيح على سكان غزة واليوم على جماهير لبنان وما نسمعه من تأسيس دولة فلسطينية، هو ليس أكثر من مسعى كل طرف من الأطراف الدولية للبقاء في المعادلة السياسية، أو تغيير التوازنات في المعادلة السياسية من أجل النفوذ الجيوسياسي، وإن الحقيقة الوحيدة التي أمامنا اليوم، هي فضح هذا النفاق والزيف الدولي بخصوص التباكي على سكان غزة وفلسطين وجماهير لبنان وكشف فحوى هذه الحرب الرجعية، وأن نبلور قطبا جديدا، يشكّل من الطبقة العاملة والجماهير التحررية للوقوف بوجه هذه الهمجية التي تقودها إسرائيل وداعموها في المنطقة، وتتغذى عليها أمثال الجمهورية الإسلامية وحزب الله وحثالة أحزاب وجماعات وميليشيات الإسلام السياسي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية لبنان فی المنطقة على لبنان حزب الله فی لبنان فی غزة

إقرأ أيضاً:

خبيران عسكريان: الحشود العسكرية على حدود لبنان دليل على قرب الحرب البرية

اتفق خبيران عسكريان على أن الوضع الحالي على الحدود اللبنانية الإسرائيلية يشهد تصعيدا ملحوظا مع استهداف حزب الله مواقع عسكرية إسرائيلية محددة، مؤكديْن في الوقت ذاته أن كلا الطرفين لا يرغب حاليا في حرب برية شاملة.

ورغم التصعيد المتواصل على الحدود اللبنانية الإسرائيلية فإن الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا يرى أن الواقع الحالي يختلف تماما عن حرب 2006.

وأشار إلى عوامل عدة، منها وجود حرب في غزة حاليا، وتغير الوضع الإقليمي والدولي، لافتا إلى أن القيادة الشمالية الإسرائيلية قد عززت قواتها بصورة كبيرة بشكل يدلل على استعدادها لسيناريو الحرب البرية.

ويحذر حنا من أن الدخول في حرب برية ستكون له تكلفة باهظة على إسرائيل، مستذكرا تجربة الاحتلال الإسرائيلي للبنان حتى عام 2000، معربا عن اعتقاده بأن إستراتيجية إسرائيل قد تتجه نحو التدمير الشامل للمنطقة من الخط الأزرق حتى النبطية، بهدف جعلها غير قابلة للسكن وإضعاف قدرة حزب الله على القتال.

سيناريو محتمل

ويتفق الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري مع حنا، ويضيف أن الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية -التي وصلت إلى حشد 5 فرق عسكرية إضافية ألحقت بالفرقة 98 ليصل العدد الإجمالي إلى 6 فرق، بالإضافة إلى لواءين- "لا يمكن أن يكون حشد هذا العدد الكبير من القوات عبثيا، بل هو استعداد لسيناريو محتمل قد يكون سيئا".

ومع ذلك، يؤكد الدويري أنه حتى اللحظة لا يرى رغبة حقيقية من الجانب الإسرائيلي أو من حزب الله في خوض معركة برية شاملة، ويوضح أن لكل طرف أسبابه ومبرراته في تجنب هذا السيناريو حاليا.

ويشير الخبير العسكري إلى أن الهدف المعلن لإسرائيل هو إعادة "المهجرين"، مقارنا ذلك بهدفها المعلن في غزة وهو تحرير الأسرى، لكنه يشدد على أن تحقيق هذا الهدف له متطلبات ميدانية، منها ما هو قانوني مثل تطبيق القرار 1701 الذي ينص على انسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني.

بدوره، قال حنا إن العمليات الأخيرة تجاوزت الحدود المباشرة لتصل إلى مناطق قريبة من تل أبيب وحيفا، وهو أمر -وفقا للخبير العسكري- جديد وذو دلالة إستراتيجية، لافتا غلى أن المسافة من الحدود اللبنانية إلى حيفا تبلغ نحو 50 كلم، في حين تصل إلى محيط تل أبيب لمسافة تقارب 110 كيلومترات.

ومن الأهداف البارزة التي وصلت إليها صواريخ حزب الله مؤخرا، يذكر حنا الوحدة 8200 الإسرائيلية، وهي وحدة استخباراتية مهمة مسؤولة عن جمع المعلومات والتنصت، ويرى الخبير أن استهداف هذه الوحدة يأتي في إطار إدراك الحزب أهمية المعلومات الاستخباراتية في الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية.

وبحسب حنا، فإن حزب الله يستهدف حتى الآن أهدافا عسكرية فقط، مما يشير إلى أن الحزب لا يرغب فعليا في توسيع نطاق الحرب، كما يلفت الانتباه إلى ظاهرة جديدة تتمثل في استهداف مناطق ليست بالضرورة ذات أغلبية مؤيدة لحزب الله، مثل كسروان وجبيل.

من جانبه، يصف الدويري المرحلة الحالية بأنها مرحلة "كسر الإرادة"، إذ تحاول إسرائيل كسر إرادة حزب الله وجعله يمتثل للشروط الإسرائيلية، ويحذر من أنه إذا أصر الحزب على موقفه وترجم خطاب أمينه العام حسن نصر الله بشأن وحدة الساحات واستمرار القتال "فقد نشهد حربا برية".

وبشأن تأثير إطلاق صاروخ واحد على الموساد في تل أبيب، يلفت الفلاحي الانتباه إلى أن إطلاق صاروخ "قادر 1" من قبل حزب الله يعتبر رسالة محددة ردا على "جريمة تفجير البيجر"، ويشبّه هذا الهجوم بالغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت، والتي كانت تستهدف مواقع محددة بناء على معلومات استخباراتية.

كما شدد حنا على أهمية عامل الطقس والتضاريس في أي عملية عسكرية محتملة، إذ إن جنوب لبنان بطبيعته الجبلية ووديانه وغاباته يختلف تماما عن طبيعة غزة المنبسطة، مما قد يؤثر على سير العمليات العسكرية، خاصة الجوية منها.

ويذكر حنا أن حزب الله قد أثبت في السابق قدرته على الصمود لفترات طويلة، مستشهدا بحرب 2006 التي استمرت 34 يوما، ويحذر من أن إسرائيل لا يمكنها تحمّل خسارة أخرى أمام الحزب، مستذكرا مقولة لمسؤول إسرائيلي إن إسرائيل قد تسقط إذا خسرت حربا واحدة.

مقالات مشابهة

  • «الجارديان»: هل تستطيع إسرائيل تجنب الوقوع في نفس الأخطاء التي ارتكبتها خلال هجومها البري السابق على لبنان؟
  • غارديان: سيناريو 2006 يلاحق إسرائيل في لبنان
  • «القاهرة الإخبارية»: سيناريو الحرب الشاملة مع حزب الله كابوس لاقتصاد إسرائيل
  • نائب التنسيقية محمد عزمي: ما تمر به المنطقة سيناريو متفق عليه بين إسرائيل وإيران
  • خبيران عسكريان: الحشود العسكرية على حدود لبنان دليل على قرب الحرب البرية
  • باحث: إسرائيل تهدف إلى شل القدرات العسكرية لحزب الله
  • أبرز القواعد والثكنات العسكرية التي استهدفها حزب الله
  • مصر والأردن والعراق: إسرائيل "تدفع المنطقة إلى حرب شاملة" 
  • "إيكونوميست": سيناريو الحرب الشاملة مع حزب الله كابوس بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي