موقع 24:
2024-09-28@06:17:36 GMT

من بعد لبنان؟

تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT

من بعد لبنان؟

عند التطرق إلى الحروب التي أوقدتها الحكومة الإسرائيلية، في غزةن ولبنان، والضفة الغربية، واستفزازها دولاً عربية عدة، وتجاهلها كل الشرائع والقوانين، ونرجسيتها التي تحاول فرضها على العالم، نستحضر الذهنية المتطرفة التي تسيطر عليها وتيارها اليميني الذي يلوي نصوصاً توراتية، أو يستخدم مبادئ وضعها منظرو الحركة الصهيونية قبل تأسيس إسرائيل، لتنفيذ المخططات التوسعية والدموية.

في بادئ الحرب بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ظهر رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتانياهو، بخطاب أسّس لإبادة جماعية بذكره نصاً توراتياً لتأليب الرأي العام الإسرائيلي، وحشده لمصلحته؛ إذ قال بالنص: "يجب أن تتذكروا ما فعله العماليق بكم"، و"العماليق" في عقيدته، هم شر محض، وعدو لدود يجب قتلهم جميعاً، نساء وأطفالاً وماشية، وهذا ما كان بالفعل في غزة بقتل عشرات الآلاف، ثم في لبنان الذي قتل فيه خلال ساعات قليلة ما يزيد على 700 شخص، جزء كبير منهم من النساء والأطفال، من دون أي وازع أخلاقي، أو رادع قانوني، وذلك لأن ثمة قناعات متجذرة في عقلية اليمين الإسرائيلي المتطرف أن ذلك "قمة العدل"، وأن الدم المسفوح لا بد منه لبقائهم، وهذا ما واظبوا عليه طوال أكثر من سبعة عقود.حكومة نتانياهو، وهي خليط من أعتى المتطرفين، تتمسك أيضاً بمبادئ زيف جابوتنسكي، كاتب مقال "الجدار الحديدي" عام 1923، الذي وضع فيه أسس التعامل مع العرب، مبرزاً أن القوة وحدها هي ما يحافظ على تماسك الدولة الموعودة، وهي السبيل لإجبار المحيط على القبول بها وخشيتها، وأن الاستيطان لا يمكن أن يستمر إلا تحت حماية قوة مستقلة عن السكان الأصليين، الفلسطينيين. وهذا ما تكرّسه إسرائيل اليوم، عبر تدميرها غزة، والبدء بعملية شاملة في لبنان، والتهامها الضفة، وتهويدها للقدس، والمسجد الأقصى، واستفزازها للمحيط كله.

إسرائيل لا تهدف إلى استعادة الردع الذي فقدته في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) فحسب، بل تطمح إلى أبعد من ذلك، عبر حسم ملفات كانت تشكل عقبات كبيرة أمامها، وهي ضم "يهودا والسامرة"، أي الضفة التي تشكل صلب عقيدتهم، ثم بناء الهيكل في الأقصى، والتوسع تحت حجج حفظ الأمن شمالاً باتجاه لبنان إلى نهر الليطاني، حتى أنها لا تخفى تهديدات التيارات اليمينية للدول المجاورة، وقد عبّر عن ذلك رجل الأعمال الإسرائيلي روني مزراحي، المقرب من نتانياهو، بالقول: "ما نفعله في لبنان اليوم، قادرون على فعله في الأردن. الأردن قادم بعد لبنان".
لا أمن لأي أحد في وجود هذه العقلية التدميرية في إسرائيل، لأنه بعد لبنان، يمكن أن تتجه إلى زعزعة استقرار دول أخرى، وهو ما يحتم على الجميع كبح جماح نتانياهو وعصابته، كي لا يقال: "أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية لبنان

إقرأ أيضاً:

نتانياهو يحذر إيران: إسرائيل قادرة على قصف أي مكان

حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، اليوم الجمعة، إيران من أن بلاده ستقصفها إذا تعرّضت للقصف أولاً، وقال إن بإمكان بلاده الوصول إلى أي جزء من أراضي الجمهورية الإسلامية.

وقال نتانياهو في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي قاطعه عدد من الدبلوماسيين: "لدي رسالة لطغاة طهران. إذا قصفتمونا، فسنقصفكم". وأضاف "ليس هناك أي مكان في إيران، لا يمكن لذراع إسرائيل الطويلة الوصول إليه. ينطبق الأمر ذاته على الشرق الأوسط برمته".

وبخصوص الوضع في لبنان، حيث تنفذ إسرائيل ضربات على أهداف تابعة لحزب الله الذي يطلق بدوره صواريخ على إسرائيل، أكد نتانياهو أن العمليات العسكرية ضد حزب الله ستتواصل.

وقال "طالما أن حزب الله يختار مسار الحرب، فلا خيار أمام إسرائيل، ولدى إسرائيل كل حق في إزالة هذا التهديد وإعادة مواطنينا إلى ديارهم بأمان"، مضيفاً أن "العمليات ضد الحزب ستتواصل إلى أن نحقق أهدافنا".

Live update: Wrapping up speech, Netanyahu says Israel will win ‘because we don’t have a choice’ https://t.co/0oi00Gk50H

— ToI ALERTS (@TOIAlerts) September 27, 2024

ويتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل يومي بعد هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الذي شنّته حماس على الدولة العبرية، وقد شهد الوضع تصعيداً كبيراً بعد عملية تفجير أجهزة اتصال تابعة لحزب الله، أودت بحياة 39 شخصاً وتسببت بإصابة 3 آلاف بجروح.

وأعقبت ذلك ضربات جوية إسرائيلية على معاقل حزب الله في لبنان، أسفرت عن مقتل المئات. وردّ حزب الله بإطلاق صواريخ. وبالنسبة لوضع غزة، قال نتانياهو إنه "على حماس أن تغادر، وألا يكون لها أي دور في إعادة إعمار غزّة"، متعهّداً مواصلة القتال حتى تحقيق "النصر الكامل".

وأضاف "إذا بقيت حماس في السلطة فستعيد تجميع صفوفها.. وتهاجم إسرائيل مرة تلو الأخرى.. لذا على حماس أن تغادر".

ونفّذت حركة حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، هجوماً غير مسبوق في إسرائيل. وأدى الهجوم إلى مقتل 1205 أشخاص، معظمهم من المدنيين، وفقاً لحصيلة أعدت استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية، بما يشمل الرهائن الذين قتلوا أو قضوا  أثناء احتجازهم في قطاع غزة.

ورداً على ذلك، شنّت إسرائيل حرباً مدمرة في غزة خلفت أكثر من 41 ألف قتيل، معظمهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة في حكومة حماس، وتسببت في أزمة إنسانية كبيرة. وكذلك، ندد نتانياهو بتعامل الأمم المتحدة مع إسرائيل، معتبراً أنها أصبحت "مهزلة مثيرة للازدراء".

مقالات مشابهة

  • «الجارديان»: هل تستطيع إسرائيل تجنب الوقوع في نفس الأخطاء التي ارتكبتها خلال هجومها البري السابق على لبنان؟
  • أبرز قيادات حزب الله التي اغتالتها إسرائيل بعد طوفان الأقصى
  • نتانياهو يقطع رحلته إلى الولايات المتحدة بعد الغارة التي استهدفت نصرالله
  • نتانياهو يحذر إيران: إسرائيل قادرة على قصف أي مكان
  • تفاصيل حول محمد سرور، المسؤول عن صواريخ الحوثي الذي اغتالته إسرائيل
  • عاد من اليمن قبل 3 أيام.. من هو محمد سرور الذي قتلته إسرائيل؟
  • يديعوت أحرونوت تحذر من فخ الموت الذي يعده حزب الله: إسرائيل غير مستعدة للهجوم البري
  • عاجل : الامارات شاركت إسرائيل فعلاً في العدوان على لبنان وهذا ما كشفته الولايات المتحدة (تفاصيل)
  • من هو إبراهيم قبيسي الذي اغتالته إسرائيل؟
  • المواطنون يشعرون بهزّات أرضيّة... ما هي صواريخ المطرقة التي تقصف فيها إسرائيل لبنان؟