عند التطرق إلى الحروب التي أوقدتها الحكومة الإسرائيلية، في غزةن ولبنان، والضفة الغربية، واستفزازها دولاً عربية عدة، وتجاهلها كل الشرائع والقوانين، ونرجسيتها التي تحاول فرضها على العالم، نستحضر الذهنية المتطرفة التي تسيطر عليها وتيارها اليميني الذي يلوي نصوصاً توراتية، أو يستخدم مبادئ وضعها منظرو الحركة الصهيونية قبل تأسيس إسرائيل، لتنفيذ المخططات التوسعية والدموية.
في بادئ الحرب بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ظهر رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتانياهو، بخطاب أسّس لإبادة جماعية بذكره نصاً توراتياً لتأليب الرأي العام الإسرائيلي، وحشده لمصلحته؛ إذ قال بالنص: "يجب أن تتذكروا ما فعله العماليق بكم"، و"العماليق" في عقيدته، هم شر محض، وعدو لدود يجب قتلهم جميعاً، نساء وأطفالاً وماشية، وهذا ما كان بالفعل في غزة بقتل عشرات الآلاف، ثم في
لبنان الذي قتل فيه خلال ساعات قليلة ما يزيد على 700 شخص، جزء كبير منهم من النساء والأطفال، من دون أي وازع أخلاقي، أو رادع قانوني، وذلك لأن ثمة قناعات متجذرة في عقلية اليمين الإسرائيلي المتطرف أن ذلك "قمة العدل"، وأن الدم المسفوح لا بد منه لبقائهم، وهذا ما واظبوا عليه طوال أكثر من سبعة عقود.حكومة نتانياهو، وهي خليط من أعتى المتطرفين، تتمسك أيضاً بمبادئ زيف جابوتنسكي، كاتب مقال "الجدار الحديدي" عام 1923، الذي وضع فيه أسس التعامل مع العرب، مبرزاً أن القوة وحدها هي ما يحافظ على تماسك الدولة الموعودة، وهي السبيل لإجبار المحيط على القبول بها وخشيتها، وأن الاستيطان لا يمكن أن يستمر إلا تحت حماية قوة مستقلة عن السكان الأصليين، الفلسطينيين. وهذا ما تكرّسه
إسرائيل اليوم، عبر تدميرها غزة، والبدء بعملية شاملة في لبنان، والتهامها الضفة، وتهويدها للقدس، والمسجد الأقصى، واستفزازها للمحيط كله.
إسرائيل لا تهدف إلى استعادة الردع الذي فقدته في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) فحسب، بل تطمح إلى أبعد من ذلك، عبر حسم ملفات كانت تشكل عقبات كبيرة أمامها، وهي ضم "يهودا والسامرة"، أي الضفة التي تشكل صلب عقيدتهم، ثم بناء الهيكل في الأقصى، والتوسع تحت حجج حفظ الأمن شمالاً باتجاه لبنان إلى نهر الليطاني، حتى أنها لا تخفى تهديدات التيارات اليمينية للدول المجاورة، وقد عبّر عن ذلك رجل الأعمال الإسرائيلي روني مزراحي، المقرب من نتانياهو، بالقول: "ما نفعله في لبنان اليوم، قادرون على فعله في الأردن. الأردن قادم بعد لبنان".
لا أمن لأي أحد في وجود هذه العقلية التدميرية في إسرائيل، لأنه بعد لبنان، يمكن أن تتجه إلى زعزعة استقرار دول أخرى، وهو ما يحتم على الجميع كبح جماح نتانياهو وعصابته، كي لا يقال: "أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية:
إسرائيل وحزب الله
تفجيرات البيجر في لبنان
رفح
أحداث السودان
الانتخابات الأمريكية
غزة وإسرائيل
الإمارات
الحرب الأوكرانية
لبنان
إقرأ أيضاً:
حزب الله كاد يصل إلى عمق إسرائيل.. إعتراف جديد!
قال يعقوب عميدرور، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إنّ هناك إمكانية لإنهاء القتال في لبنان باعتبار أن المعركة في ذروتها، مشيراً إلى أنه ليس هناك مصلحة لدى إسرائيل في استمرار الحرب. في المقابل، يقول معهد "ألما" للدراسات الأمنية إنّ القوات الإسرائيلية تركز خلال حربها البرية في لبنان على ضرب البنية التحتية العسكرية لـ"حزب الله"، موضحاً أنه يوم 30 تشرين الأول الماضي جرى تنفيذ هجمات ضد النظام اللوجستي للحزب وذلك حينما تعرضت منشآت تخزين الوقود للهجوم في مقر وحدة التعزيز اللوجستي (4400) في بعلبك. ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "معاريف" وترجمهُ "لبنان24"، فإن المعهد قال إن هذه المرافق قد استخدمت من قبل مركبات الحزب، وهي كانت بمثابة شريانٍ حيوي لتشغيل بنيته التحتية العسكرية، وأضاف: "يؤكد خبراء المعهد وجوب استمرار الضغط على البنى التحتية المدنية التي تخدم الجهاز العسكري لحزب
الله ولاسيما محطات الوقود". من ناحيته، قال رئيس مجلس مستوطنة المطلة ديفيد أزولاي إنّ
الجيش الإسرائيلي لم يُزل بعض التهديدات القائمة في جنوب لبنان رغم استمرار عمليته العسكرية هناك، وأضاف: "لقد تمت إزالة معظم التهديدات والأنفاق الأرضية، لكن الجيش الإسرائيلي لم يُزل تهديدات الصواريخ المضادة للدروع الموجودة في المستوطنات المحاذية للحدود، كما أنه لم يمنع إطلاق الصواريخ باتجاهنا". وأكمل: "لقد سمعت من وزير الدفع يوآف غالانت أن 80% من أسلحة حزب الله لم تعد موجودة. إذا كان الأمرُ كذلك، فمن الممكن إتلاف الـ20% المتبقية من الأسلحة أيضاً، وينبغي أن يتم ذلك بحيث يكون الجيش الوحيد في لبنان هو الجيش اللبناني وليس حزب الله. يمكن لحزب الله أن يبقى كحركة سياسية ولكن يجب ألا يكون هناك جيش آخر داخل لبنان". ودعا أزولاي إلى "إنشاء منطقة عازلة من رأس الناقورة إلى المطلة عند الحدود بين لبنان وإسرائيل"، مشيراً إلى أن هذا الأمر يمكن أن يساهم في إزالة تهديد التسلل نحو إسرائيل بالإضافة إلى تهديد الأنفاق والصواريخ المضادة للدروع، وقال: "هذا النموذج سيوفر الأمن ليس فقط لسكان المُستوطنات الإسرائيلية بل لجميع سُكان البلاد". وأكمل: "بعد ما وجده الجيش الإسرائيلي في لبنان، أدركنا أن حزب الله كان يمكن أن يصل إلى أعماق البلاد أيضاً. حتى 7 تشرين الأول، دفنت الحكومة الإسرائيلية رأسها في الرمال، وكانت سياسة الاحتواء خاطئة. أستطيع أن أضيف أنه حتى بعد توثيق نشاط حزب الله في لبنان، فإن السكان خائفون أكثر، فمن يؤكد لهم أن التهديد لن يعود صباح الغد، وأن الحكومة الإسرائيلية لن تدخل في سياسة الإدماج مرة أخرى؟ يجب نزع سلاح حزب الله وليس هناك مفر من ذلك". المصدر: ترجمة "لبنان 24"