تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كشفت دراسة حديثة عن أن الحرب المستمرة فى غزة تهدد بتأخير تعليم الأطفال والشباب لمدة تصل إلى خمس سنوات، مما ينذر بخلق جيل ضائع من الفلسطينيين يعانى من آثار صدمات دائمة.

التقرير الذى أعده فريق من الأكاديميين بالتعاون مع وكالة الأمم المتحدة (الأونروا)، يعد الأول من نوعه الذى يقيس بشكل شامل خسائر التعليم الناتجة عن النزاع منذ الحرب على غزة فى أكتوبر الماضي.

وأظهر التقرير التأثير المدمر للحرب على الأطفال والشباب والمعلمين، مدعمًا بشهادات من العاملين فى الخطوط الأمامية وموظفى الإغاثة.

وأشار التقرير إلى أن أطفال غزة فقدوا بالفعل ١٤ شهرًا من التعليم منذ عام ٢٠١٩، نتيجة لجائحة كوفيد-١٩ والعمليات العسكرية الإسرائيلية السابقة، بالإضافة إلى الحرب الحالية. بناءً على بيانات التعافى التعليمى العالمية بعد الجائحة، تم وضع نماذج عدة لسيناريوهات مستقبلية تتعلق بجيل الشباب فى غزة، تعتمد على موعد انتهاء الحرب وسرعة استعادة النظام التعليمي.

وفقًا للسيناريو الأكثر تفاؤلًا، والذى يفترض وقف إطلاق النار الفوري، يمكن أن تكون خسارة التعليم سنتين فقط. ولكن فى حال استمرار الحرب حتى عام ٢٠٢٦، قد تصل الخسارة إلى خمس سنوات.

كما أوضحت الدراسة أن هذه التقديرات لا تشمل التأثيرات الإضافية مثل الصدمة والجوع والنزوح القسرى التى تزيد من تفاقم أزمة التعليم فى غزة.

وحذّر الباحثون من أن غياب الدعم الدولى العاجل للتعليم قد يؤدى إلى تراجع مستوى التعليم، وفقدان الطلاب الثقة بالمستقبل وبمفاهيم حقوق الإنسان. وأكد التقرير أن التعليم لم يعد يُعتبر من الأولويات فى جهود المساعدات الدولية، حيث جاء فيه: "لا يُنظر إلى التعليم ببساطة كأمر منقذ للحياة".

فى تعليقها على النتائج، قالت البروفيسورة بولين روز، مديرة مركز الأبحاث من أجل الوصول العادل إلى التعليم بجامعة كامبريدج، إن التعليم الفلسطيني يتعرض للهجوم فى غزة، العمليات العسكرية الإسرائيلية أضرت بشكل كبير بعملية التعلم". وأضافت: "من الضروري أن نعمل الآن على دعم التعليم للأطفال، فالتعليم حق لكل الشباب، ويقع على عاتقنا مسئولية جماعية لحمايته".

كما أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية بمقتل أكثر من ١٠٦٠٠ طفل و٤٠٠ معلم فى العمليات العسكرية الإسرائيلية حتى أغسطس ٢٠٢٤، إضافة إلى إصابة ١٥٣٠٠ طالب و٢٤٠٠ معلم.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية أن أكثر من ٩٠٪ من المدارس فى غزة تضررت، والعديد منها لا يمكن إصلاحه. منذ أغسطس، قدمت الأونروا التعليم فى الملاجئ لنحو ٨٠٠٠ طفل، لكن الدراسة حذرت من أن هناك حاجة ماسة لجهود إضافية للتخفيف من فقدان التعليم المتزايد.

وقدّر الباحثون أن فقدان ١٤ شهرًا من التعليم حتى الآن زاد من نسبة "فقر التعلم" - وهى نسبة الأطفال غير القادرين على قراءة نص أساسى فى سن العاشرة - بنحو ٢٠ نقطة مئوية على الأقل. وأشاروا إلى أن الرقم قد يكون أعلى بكثير بسبب عدم الأخذ فى الاعتبار التأثيرات الأوسع للحرب على الأطفال والمعلمين.

تقدم الدراسة نظرة شاملة على التأثيرات النفسية العميقة على الأطفال الفلسطينيين الذين يعيشون فى حالة خوف دائم وفقدان للأمل، كما ذكر تقرير صادر عن منظمة "إنقاذ الطفولة" فى عام ٢٠٢٢.
وأوضحت مها شعيب، مديرة مركز الدراسات اللبنانية، أن آفاق الشباب فى غزة تتضاءل، مؤكدة أن نتائج الدراسة تُظهر أنهم يفقدون الأمل.

كما أشارت الدراسة إلى تزايد أعداد الأطفال الذين يفقدون أطرافهم بمعدل يزيد على ١٠ أطفال يوميًا منذ بدء الحرب. وحذّر التقرير من تزايد عدد الإعاقات الأقل وضوحًا، مما يفاقم الضغوط على نظام تعليمى غير مجهز للتعامل مع احتياجات الأطفال ذوى الإعاقات الخاصة.

وأوضحت الدراسة أن الصدمات المستمرة تؤثر بشكل كبير على نظرة الأطفال للعالم، حيث أن بعض الأطفال الذين يتم تعليمهم فى الملاجئ باتوا يشككون فى قيم مثل المساواة وحقوق الإنسان. وفى هذا السياق، أكد مسئول إنسانى أن "هذا جيل كامل يعانى من الصدمة، وستحتاج غزة جيلًا كاملًا لتجاوز تلك الآثار".

كما أشار التقرير إلى معاناة المعلمين والمستشارين، جسديًا ونفسيًا، حيث تسببت العمليات العسكرية والنزوح فى تدمير قدرتهم على المشاركة بفعالية فى العملية التعليمية.

وأكد البروفيسور يوسف سيد من جامعة كامبريدج: "رغم التزام المعلمين غير العادى بالحفاظ على التعليم، إلا أن الصعوبات والحرمان تجعل من الصعب عليهم القيام بذلك".

وأشار التحليل إلى أن نسبة ضئيلة من المساعدات الدولية لغزة تذهب إلى التعليم، حيث تم تخصيص ٣.٥٪ فقط من إجمالى المساعدات لهذا القطاع. وانتقد التقرير الجهات المانحة الكبرى، مثل الولايات المتحدة وألمانيا، لتجاهلها التعليم فى حزم المساعدات.

وأكدت الدراسة على الحاجة إلى اتخاذ خطوات عاجلة لإعادة التعليم إلى غزة، بما فى ذلك تقديم الدعم النفسى والإرشاد، وتوفير بيئات تعليمية آمنة، ودعم الطلاب والمعلمين الذين يعانون من إعاقات. ودعا التقرير إلى وقف إطلاق النار فورًا ورفع الحصار عن غزة، مشددًا على ضرورة أن يكون التعليم فى مقدمة الأولويات.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أطفال غزة التعليم الفلسطينيين فلسطين إسرائيل وكالة الأمم المتحدة الأونروا التعليم الفلسطيني الحرب الصهيونية التعلیم فى فى غزة

إقرأ أيضاً:

معاً من أجل سوريا.. شعراء يجسدون آمال الوطن في أمسية شعرية

حمص-سانا

تجلت الروح الوطنية والأحاسيس الوجدانية في كلمات الشعراء والأدباء الذي اجتمعوا في أمسية شعرية أقيمت في فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب، ليعبروا عن آمالهم وأحلامهم في سوريا الجديدة.

وحملت الأمسية عنوان “معاً من أجل سوريا”، حيث تم تبادل المشاعر والأفكار بين الحضور، ما يعكس قوة الأدب والشعر في تجسيد روح الوحدة والتضامن، ولم شمل السوريين بعد سنوات من التشتت والمعاناة، وكأداة فعالة في بناء الهوية الوطنية وتعزيز الأمل في مستقبل أفضل.

واستهل الشاعر إياد خزعل الأمسية بقصيدة وطنية بعنوان “في رحاب الفرات”، حيث عبرت أبياتها عن مشاعر المحبة والألفة التي تربط بين مختلف المحافظات السورية، مستخدماً لغة شعرية تلامس القلوب، ومشبهاً الفرات بنهر يفيض بالعواطف البيضاء، ويجسد روح الانتماء والوطنية.

وتتالت العروض الشعرية مع الشاعر أحمد زيد، الذي تغنى بمدينة دمشق عبر قصيدته “في ظل الشام”، مستحضراً ذكريات المجد والجمال، كما ألقى قصيدتين مؤثرتين بعنوان “بكائية الموسم الحجري” و”متطرفون حتى الموت”، ما أضاف بعداً عميقاً للأمسية من خلال تسليط الضوء على التحديات التي تواجه المجتمع السوري.

بينما قدم الشاعر والناقد الأدبي محمد سلمون إسهاماً مميزاً من خلال قصيدتيه “عاشق من سوريا” و”إلى أبي”، حيث مزج بين الوجدانية والوطنية، معبراً عن تطلعاته للحرية والسلام، ونبذ الحقد والظلم.

واختتم الشاعر محمد خضور الأمسية بقصيدتين تأمليتين “قبل الرحيل” و”هذا الصباح”، حيث تطرق إلى مشاعر الفقد والحنين، معبراً عن حالة من التشتت والبحث عن الذات في عالم متغير.

مقالات مشابهة

  • أثر الحرب على التعليم والمدخل لاصلاحه
  • كاريكاتير.. تصريحات ترامب الصهيونية تستفز العالم
  • «التعليم»: اليوم آخر فرصة للتقديم لرياض الأطفال في المدارس اليابانية
  • الشراكات الاستراتيجية تعزز التجارة غير النفطية وتخلق اقتصادات جديدة بالإمارات
  • مدير تعليم أبوتشت يتابع فعاليات البرنامج التدريبي "التعليم من أجل الغد"
  • دراسة علمية تعيد تصور مستقبل الخدمات في عصر الذكاء الاصطناعي
  • معاً من أجل سوريا.. شعراء يجسدون آمال الوطن في أمسية شعرية
  • انهيار كامل للخدمات | ماذا ينتظر سكان قطاع غزة بعد عودتهم؟.. تفاصيل
  • مركز أوروبي: تزايد العنف الجنسي وزواج الأطفال بسبب عدم الاستقرار في اليمن
  • ما حقيقة تأجيل الدراسة بالترم الثاني 2025؟.. التعليم توضح