«أقلام بلا حبر».. الحرب الصهيونية على غزة تقتل آمال الأطفال في التعليم وتخلق جيلًا بلا مستقبل
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت دراسة حديثة عن أن الحرب المستمرة فى غزة تهدد بتأخير تعليم الأطفال والشباب لمدة تصل إلى خمس سنوات، مما ينذر بخلق جيل ضائع من الفلسطينيين يعانى من آثار صدمات دائمة.
التقرير الذى أعده فريق من الأكاديميين بالتعاون مع وكالة الأمم المتحدة (الأونروا)، يعد الأول من نوعه الذى يقيس بشكل شامل خسائر التعليم الناتجة عن النزاع منذ الحرب على غزة فى أكتوبر الماضي.
وأظهر التقرير التأثير المدمر للحرب على الأطفال والشباب والمعلمين، مدعمًا بشهادات من العاملين فى الخطوط الأمامية وموظفى الإغاثة.
وأشار التقرير إلى أن أطفال غزة فقدوا بالفعل ١٤ شهرًا من التعليم منذ عام ٢٠١٩، نتيجة لجائحة كوفيد-١٩ والعمليات العسكرية الإسرائيلية السابقة، بالإضافة إلى الحرب الحالية. بناءً على بيانات التعافى التعليمى العالمية بعد الجائحة، تم وضع نماذج عدة لسيناريوهات مستقبلية تتعلق بجيل الشباب فى غزة، تعتمد على موعد انتهاء الحرب وسرعة استعادة النظام التعليمي.
وفقًا للسيناريو الأكثر تفاؤلًا، والذى يفترض وقف إطلاق النار الفوري، يمكن أن تكون خسارة التعليم سنتين فقط. ولكن فى حال استمرار الحرب حتى عام ٢٠٢٦، قد تصل الخسارة إلى خمس سنوات.
كما أوضحت الدراسة أن هذه التقديرات لا تشمل التأثيرات الإضافية مثل الصدمة والجوع والنزوح القسرى التى تزيد من تفاقم أزمة التعليم فى غزة.
وحذّر الباحثون من أن غياب الدعم الدولى العاجل للتعليم قد يؤدى إلى تراجع مستوى التعليم، وفقدان الطلاب الثقة بالمستقبل وبمفاهيم حقوق الإنسان. وأكد التقرير أن التعليم لم يعد يُعتبر من الأولويات فى جهود المساعدات الدولية، حيث جاء فيه: "لا يُنظر إلى التعليم ببساطة كأمر منقذ للحياة".
فى تعليقها على النتائج، قالت البروفيسورة بولين روز، مديرة مركز الأبحاث من أجل الوصول العادل إلى التعليم بجامعة كامبريدج، إن التعليم الفلسطيني يتعرض للهجوم فى غزة، العمليات العسكرية الإسرائيلية أضرت بشكل كبير بعملية التعلم". وأضافت: "من الضروري أن نعمل الآن على دعم التعليم للأطفال، فالتعليم حق لكل الشباب، ويقع على عاتقنا مسئولية جماعية لحمايته".
كما أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية بمقتل أكثر من ١٠٦٠٠ طفل و٤٠٠ معلم فى العمليات العسكرية الإسرائيلية حتى أغسطس ٢٠٢٤، إضافة إلى إصابة ١٥٣٠٠ طالب و٢٤٠٠ معلم.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية أن أكثر من ٩٠٪ من المدارس فى غزة تضررت، والعديد منها لا يمكن إصلاحه. منذ أغسطس، قدمت الأونروا التعليم فى الملاجئ لنحو ٨٠٠٠ طفل، لكن الدراسة حذرت من أن هناك حاجة ماسة لجهود إضافية للتخفيف من فقدان التعليم المتزايد.
وقدّر الباحثون أن فقدان ١٤ شهرًا من التعليم حتى الآن زاد من نسبة "فقر التعلم" - وهى نسبة الأطفال غير القادرين على قراءة نص أساسى فى سن العاشرة - بنحو ٢٠ نقطة مئوية على الأقل. وأشاروا إلى أن الرقم قد يكون أعلى بكثير بسبب عدم الأخذ فى الاعتبار التأثيرات الأوسع للحرب على الأطفال والمعلمين.
تقدم الدراسة نظرة شاملة على التأثيرات النفسية العميقة على الأطفال الفلسطينيين الذين يعيشون فى حالة خوف دائم وفقدان للأمل، كما ذكر تقرير صادر عن منظمة "إنقاذ الطفولة" فى عام ٢٠٢٢.
وأوضحت مها شعيب، مديرة مركز الدراسات اللبنانية، أن آفاق الشباب فى غزة تتضاءل، مؤكدة أن نتائج الدراسة تُظهر أنهم يفقدون الأمل.
كما أشارت الدراسة إلى تزايد أعداد الأطفال الذين يفقدون أطرافهم بمعدل يزيد على ١٠ أطفال يوميًا منذ بدء الحرب. وحذّر التقرير من تزايد عدد الإعاقات الأقل وضوحًا، مما يفاقم الضغوط على نظام تعليمى غير مجهز للتعامل مع احتياجات الأطفال ذوى الإعاقات الخاصة.
وأوضحت الدراسة أن الصدمات المستمرة تؤثر بشكل كبير على نظرة الأطفال للعالم، حيث أن بعض الأطفال الذين يتم تعليمهم فى الملاجئ باتوا يشككون فى قيم مثل المساواة وحقوق الإنسان. وفى هذا السياق، أكد مسئول إنسانى أن "هذا جيل كامل يعانى من الصدمة، وستحتاج غزة جيلًا كاملًا لتجاوز تلك الآثار".
كما أشار التقرير إلى معاناة المعلمين والمستشارين، جسديًا ونفسيًا، حيث تسببت العمليات العسكرية والنزوح فى تدمير قدرتهم على المشاركة بفعالية فى العملية التعليمية.
وأكد البروفيسور يوسف سيد من جامعة كامبريدج: "رغم التزام المعلمين غير العادى بالحفاظ على التعليم، إلا أن الصعوبات والحرمان تجعل من الصعب عليهم القيام بذلك".
وأشار التحليل إلى أن نسبة ضئيلة من المساعدات الدولية لغزة تذهب إلى التعليم، حيث تم تخصيص ٣.٥٪ فقط من إجمالى المساعدات لهذا القطاع. وانتقد التقرير الجهات المانحة الكبرى، مثل الولايات المتحدة وألمانيا، لتجاهلها التعليم فى حزم المساعدات.
وأكدت الدراسة على الحاجة إلى اتخاذ خطوات عاجلة لإعادة التعليم إلى غزة، بما فى ذلك تقديم الدعم النفسى والإرشاد، وتوفير بيئات تعليمية آمنة، ودعم الطلاب والمعلمين الذين يعانون من إعاقات. ودعا التقرير إلى وقف إطلاق النار فورًا ورفع الحصار عن غزة، مشددًا على ضرورة أن يكون التعليم فى مقدمة الأولويات.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أطفال غزة التعليم الفلسطينيين فلسطين إسرائيل وكالة الأمم المتحدة الأونروا التعليم الفلسطيني الحرب الصهيونية التعلیم فى فى غزة
إقرأ أيضاً:
مؤشر نيكاي الياباني يغلق مرتفعاً 6% بفضل آمال انتعاش السوق
طوكيو (رويترز)
أغلق المؤشر نيكاي الياباني، اليوم الثلاثاء، على ارتفاع بلغ 6%، ليتعافى من أدنى مستوى في عام ونصف العام الذي سجله في الجلسة الماضية، وذلك مع إقبال المستثمرين على شراء الأسهم بعد مؤشرات على انتعاش وول ستريت.
وأغلق المؤشر نيكاي مرتفعاً 6.03% عند 33012.58 نقطة، مسجلاً أكبر ارتفاع له بالنسبة المئوية خلال يوم واحد منذ السادس من أغسطس.
وتقدم المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً بأكثر من 6% إلى 2432.02 نقطة.
وقال تاكاماسا إيكيدا، المدير في جي.سي.آي لإدارة الأصول: «أعاد المستثمرون شراء الأسهم بعد اعتقادهم بوجود حالة بيع مفرط قبل انتعاش، كما لاحظوا بوادر على تعافي السوق مع ارتفاع العقود الآجلة للأسهم الأميركية في تداولات اليابان».
وأغلق المؤشران ستاندرد آند بورز 500 وداو جونز على انخفاض، بينما سجل المؤشر ناسداك المجمع مكاسب طفيفة أمس الاثنين، بعد جلسة متقلبة.
وفقد المؤشران نيكاي وتوبكس نحو 13% من مستوياتهما قبل إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الرسوم الجمركية يوم الأربعاء الماضي مما أثار مخاوف بشأن تأثير ذلك على اليابان التي تعتمد على التصدير.
وقال رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا أمس الاثنين إنه أجرى مكالمة هاتفية مع ترامب عبر خلالها عن خيبة أمله من سياسات الرسوم الجمركية وحثه على إعادة النظر فيها.
وارتفعت العقود الآجلة للمؤشرين نيكاي وتوبكس خلال تعاملات الليلة الماضية.
وقفز سهم طوكيو إلكترون المصنعة لمعدات تصنيع الرقائق 8.7% وسهم أدفانتست المصنعة لمعدات اختبار الرقائق 11.8%.
وزادت أسهم البنوك ومنها سهم مجموعة ميتسوبيشي يو.إف.جيه المالية الذي صعد 10.7% وسهم مجموعة ميزوهو المالية الذي ارتفع 13.5%.
وتقدمت جميع المؤشرات الفرعية في بورصة طوكيو وعددها 33 مؤشرا. وقفز قطاع المعادن غير الحديدية بنحو 12% متصدرا قائمة الرابحين.
ومن بين أكثر من 1600 سهم متداول في السوق الرئيسية لبورصة طوكيو، أغلق 99% منها على ارتفاع.