في وسط الفيض الهائل من المعلومات المتطرفة والمغلوطة التي تأتي إلينا يوميًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتي من بينها ما يختص بالجنس، تبرز أهمية التربية الجيدة للأطفال منذ سنواتهم الأولى، لتحصينهم بأفكار سوية وسليمة عن هذه الثقافة، وبالتالي حمايتهم من أي أفكار خاطئة تُلحق بهم تأثيرات سلبية كثيرة تطول علاقتهم بأنفسهم وبمن حولهم.

. ولكن كيف يمكن الحديث مع الأبناء عن هذه الأمور؟ وما هي السن المناسبة؟

حملة «تعزيز قيم الهوية الاجتماعية»

يأتي تسليط الضوء على أهمية التربية الجنسية للأطفال والسن المناسبة للحديث معهم في إطار حملة توعوية أطلقتها «الوطن»، بعنوان «تعزيز قيم الهوية الاجتماعية»، تحت شعار «أسرة قوية.. مجتمع متسامح»، والتي تهدف إلى تصحيح الأفكار المغلوطة عن الثقافة الجنسية، وبيان أهميتها للأبناء منذ السنوات الأولى في حياتهم، وجاءت هذه الحملة ضمن 3 حملات توعوية لمواجهة الانحراف والتطرف الاجتماعي والفكري والديني، تحت شعار «مجتمع صحي آمن.. أوله وعي وأوسطه بناء وآخره تنمية».

أهمية التربية الجنسية للطفل

وتعد التربية الجنسية من أهم ركائز تربية الطفل السليمة؛ فهي تساعده في فهم جسده، وتطوير علاقات صحية، وتحميه من الوقوع في مخاطر عديدة، ولكن على الرغم من ذلك، فإن كثيرين من الآباء والأمهات يترددون في طرح هذا الموضوع الحساس مع أطفالهم، خوفًا من إحراجهم أو إيذائهم.

وقبل توضيح السن المناسبة للحديث مع الأطفال عن الثقافة الجنسية وما يختص بها، يمكن الإشارة إلى أهمية نقل هذه الثقافة للأبناء منذ السنوات الأولى من عمرهم، والتي تتمثل في تحقيق عدة فوائد، يأتي على رأسها الحماية من الاعتداءات الجنسية؛ إذ من خلال تثقيف الطفل حول جسده وحقوقه، يمكنه تمييز السلوكيات المناسبة وغير المناسبة، وتعلُّم كيفية طلب المساعدة في حال تعرضه لأي نوع من الاعتداء، كما أن الحديث الصريح والمفتوح عن الجنس مع الأبناء يساعد في بناء علاقة مبنية على الثقة والاحترام المتبادل.

التربية الجنسية تساعد الطفل في تكوين شخصية قوية

ومن الفوائد الأخرى للحديث مع الأبناء عن الثقافة الجنسية، حسب توضيح الدكتورة جاكلين سمير، استشارية الصحة النفسية، خلال حديثها لـ«الوطن»، هي تكوين شخصية قوية وسليمة؛ إذ تساعد التربية الجنسية الطفل في تطوير قيم أخلاقية سليمة، واتخاذ قرارات صائبة في حياته.

كما أكدت «جاكلين» أنه لا يوجد عمر محدد للبدء في الحديث عن الجنس مع الأطفال؛ فهم يبدأون في طرح الأسئلة حول الجسد والجنس في سن مبكرة جدًا، لافتة إلى أن الأهم من اختيار العمر المناسب هو الاستعداد الكامل للإجابة على أسئلة الطفل بصدق وبساطة، وباستخدام لغة مناسبة لعمره حين يبدأ في طرح الأسئلة.

نقل الثقافة الجنسية للطفل مبكرا

وهناك بعض النصائح التي تتعلق بالتربية الجنسية للأبناء والتي يجب على أولياء الأمور اتباعها، منها البدء مبكرًا وعدم الانتظار حتى يدخل الابن مرحلة المراهقة، وأيضًا الاستماع إلى أسئلة الطفل باهتمام وحب، والإجابة عليها بصدق وشفافية، لطالما كان الأسلوب مناسبًا لعمر الطفل، كما يتعين على أولياء الأمور أيضًا أن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم من خلال إظهار أهمية احترام الجسد واحترام الآخرين، والانتباه إلى أن التربية الجنسية ليست مجرد حديث عن الأعضاء التناسلية، بل هي رحلة لتوعية الطفل بكل ما يتعلق بالجنس والحياة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الثقافة الجنسية التربية الجنسية أهمية التربية الجنسية التربیة الجنسیة للحدیث مع

إقرأ أيضاً:

تقبيل الرضيع قد يقتله

تقبيل الطفل الحديث الولادة أمر خطير، والكثيرون لا يعرفون هذه الحقيقة.

وتقول الخبيرة في علم الأحياء الدقيقة السريرية بريمروز فريستون -في تقرير في موقع ذا كونفرزيشين- إنه في أواخر العام الماضي، نشرت مؤسسة خيرية في المملكة المتحدة تدعى "لولابي تراست" (The Lullaby Trust) نتيجة استطلاع كشف أن 54% من الآباء الجدد والمتوقعين "سيسمحون للأصدقاء والعائلة بتقبيل أطفالهم الحديثي الولادة، دون أن يدركوا خطر الإصابة بعدوى خطيرة".

ولكن لماذا يكون تقبيل المولود الجديد خطيرا إلى هذا الحد؟

لا يكتمل نمو الجهاز المناعي للطفل عند ولادته، لذا فإن خطر إصابته بعدوى خطيرة يكون أعلى بكثير.

عدد أقل من الخلايا

خلال الأشهر الثلاثة الأولى أو نحو ذلك، يحتوي الجهاز المناعي للطفل على عدد أقل من الخلايا المناعية الفطرية المقاومة للعدوى، مثل الخلايا المتعادلة والوحيدات، مقارنة بالبالغين، مما يعني أن العدوى التي تسبب أعراضًا خفيفة لدى البالغين أو الأطفال الأكبر سنًا يمكن أن تهدد حياة الأطفال.

عدوى فيروس الهربس هي أحد الأمثلة على ذلك. في البالغين، يسبب الهربس تقرحات، ولكن يمكن أن يصاب الأطفال بسرعة بمرض خطير بعد الإصابة بالفيروس. إذا كان الهربس يؤثر فقط على عيني الطفل أو فمه أو جلده، فسوف يتعافى معظمهم بعد العلاج المضاد للفيروسات.

إعلان

ولكن إذا أصبح الفيروس جهازيا وأثّر على أعضاء الطفل، فإن العدوى تكون أكثر خطورة وقد تكون مميتة. وكلما كان الطفل أصغر سنا، كان أكثر عرضة للإصابة بالهربس، وخاصة في الأسابيع الأربعة الأولى بعد الولادة.

الأطفال الحديثو الولادة هم أيضا أكثر عرضة للبكتيريا المعدية من الأطفال الأكبر سنا والبالغين، وهم عرضة بشكل خاص للعدوى بمسببات الأمراض داخل الخلايا (البكتيريا التي يمكن أن تدخل وتعيش داخل خلايا الكائن الحي المضيف) مثل العقديات من المجموعة "ب" (جي بي إس: GBS). غالبا ما تعيش هذه البكتيريا في الجهاز الهضمي والتناسلي لمضيفها دون التسبب في المرض. تسبب عدوى العقديات من المجموعة "ب" عند الأطفال تعفن الدم والالتهاب الرئوي والتهاب السحايا والتهابات الدم.

الأطفال أيضا عرضة للإصابة بسلالات الإشريكية القولونية التي لا تضر بالبالغين، مما يسبب لهم الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا وتسمم الدم، وكلها يمكن أن يكون لها نتائج خطيرة.

قل: لا

لا ينبغي للآباء والأمهات الذين لديهم أطفال صغار جدًا أن يشعروا بعدم الارتياح عند مطالبة الزوار بتجنب تقبيل أو لمس أطفالهم. إذا كان الزائر يهتم حقًا بصحة الطفل، فلا ينبغي له أن يشعر بالإهانة من رفض الطلب. ولا ينبغي للوالدين أن يشعروا بأنهم يبالغون في رد فعلهم.

ضع دائما في اعتبارك أن الأطفال معرضون جدًا للإصابة بالعدوى. على الرغم من أن تقبيلهم علامة على الحب، فإنه قد يجعل المولود الجديد مريضًا بشكل خطير، وستشعر بالسوء إذا حدث ذلك.

نصائح عامة لوقاية الطفل الحديث الولادة من العدوى

تتمثل إحدى أفضل الطرق لتجنب العدوى في الاستعداد، خاصة إذا كان طفلك معرضًا لخطر كبير.

هناك أشياء يمكنك القيام بها للمساعدة في حماية طفلك من الأمراض المعدية الشائعة، وهي:

1- اغسل يديك جيدا

يعد غسل يديك كثيرا أمرًا مهمًا حقا في مكافحة العدوى. عندما يتلامس أشخاص آخرون مع طفلك، اطلب منهم غسل أيديهم. لا تقلق بشأن مطالبة الأشخاص بذلك، سيرغب المقربون منك في المساعدة في حماية طفلك أيضا.

إعلان خطوات غسيل اليدين

الخطوة 1: بلل يديك ورش الصابون في راحة يد واحدة.

الخطوة 2: افرك يديك معًا، راحة يد إلى راحة يد، وافرد الصابون.

الخطوة 3: افرك ظهر كل يد براحة اليد الأخرى مع تشابك الأصابع.

الخطوة 4: افرك راحة يد إلى راحة يد أخرى مع تشابك الأصابع.

الخطوة 5: افرك ظهر الأصابع براحة اليد المعاكسة مع تشابك الأصابع.

الخطوة 6: افرك كل إبهام متشابك في اليد المعاكسة وقم بالفرك.

الخطوة 7: افرك أطراف الأصابع في راحة اليد المعاكسة في شكل دائرة.

الخطوة 8: افرك كل معصم باليد المعاكسة.

الخطوة 9: اشطف يديك بالماء وجففهما جيدًا.

2- استخدم مناديل المرة الواحدة

يساعد التخلص من المناديل على تقليل خطر الإصابة بالعدوى على الأسطح. استخدم منديلًا جديدا في كل مرة تحتاج فيها إلى مسح أنف طفلك أو عينيه، ولا تستخدم المناديل نفسها على أجزاء مختلفة من وجهه لتجنب انتشار العدوى. تأكد من أن الأشخاص المحيطين بطفلك يستعملون هذه المناديل عند عطسهم وسعالهم، ثم تخلص منها.

3- حافظ على نظافة البيئة التي يعيش فيها طفلك

نظف الألعاب والكراسي المرتفعة وأسطح العمل بانتظام، حيث يمكن أن تعيش الجراثيم لمدة تبلغ 48 ساعة على الأسطح. تأكد من أن أي منظفات مضادة للبكتيريا آمنة للاستخدام حول الأطفال، واحتفظ بها بعيدًا عن متناولهم.

4- تجنب الأشخاص الذين يعانون من أمراض

ليس من الممكن منع طفلك من ملامسة جميع أنواع العدوى. ومع ذلك، إذا كان طفلك معرضًا لخطر أكبر، فيجب أن تحاول تجنب ملامسة البالغين والأطفال الآخرين الذين يعانون من أعراض تشبه أعراض البرد (مثل سيلان الأنف أو العطس أو الشعور بالإعياء بشكل عام)، أو الذين يعانون من اضطراب في المعدة.

مطالبة شخص ما بالابتعاد عن طفلك إذا كان مريضًا ليس وقاحة. أنت تساعد في حماية صحة طفلك، وسيتفهم الناس ذلك.

5- تجنب التدخين

التدخين ضار بصحة المدخن ومن حوله. يكون الرضع والأطفال أكثر عرضة للتأثيرات، ويمكن أن يتأثر الأطفال الخدج وأولئك الذين يعانون من ضعف في الرئتين بشكل خطير بدخان السجائر. لقد وجد أن دخان التبغ يجعل أعراض العديد من الأمراض أسوأ بكثير بالنسبة للأطفال الصغار. حتى الدخان الموجود على الأثاث والملابس والشعر وفي البيئة العامة للطفل سيظل له تأثير سلبي على صحته، حتى لو لم تدخن بالقرب من طفلك.

إعلان

إذا كان طفلك معرضًا لخطر الإصابة بالعدوى، فإن الإقلاع عن التدخين سيساعد حقًا في تقليل خطر إصابته بالمرض وتخفيف أعراضه. الإقلاع عن التدخين ليس بالأمر السهل، لكنه قد يساعد في الحفاظ على صحتك وصحة طفلك. إذا كان شخص ما يتعامل بانتظام مع طفلك يدخن، فاطلب منه ألا يدخن أبدًا بالقرب من طفلك.

6- انظر.. لا تلمس

غالبًا ما يجذب الأطفال الكثير من الاهتمام عندما تكون خارج المنزل. إذا طلب شخص ما أو حاول لمس طفلك، لكنك قلق بشأن خطر إصابته بالعدوى، فلا تخف من أن تطلب منه النظر بدلاً من ذلك.

سيساعد هذا في تقليل عدد الإصابات المحتملة لطفلك. مرة أخرى، ليس من الوقاحة أن تسأل هذا. يمكنك أن تقول شيئًا مثل "هل تمانع في إلقاء نظرة عليه؟ لقد أمضى وقتًا في المستشفى، وبالتالي فهو أكثر عرضة للإصابة بالأمراض".

إذا كان طفلك معرضا للخطر بشكل خاص، فمن الأفضل محاولة إبعاده عن الحشود والأماكن العامة بين أكتوبر/تشرين الأول ومارس/آذار. هذا هو الوقت الذي يصاب فيه معظم الناس بأمراض معدية شائعة.

مقالات مشابهة

  • أمانى قنديل: الانتماء الوطني يأتي من التربية والبيت وتنشئة الطفل
  • دليل الأم الذكية في التعامل مع غضب الأطفال
  • حسام موافي: العمر البيولوجي العامل الأهم في تحديد العلاج المناسب
  • نصائح للأمهات للتعامل مع الطفل المصاب بالوسواس القهري
  • العمر الحاسم لتدهور صحة القلب
  • العمر الحاسم لتدهور صحة قلب الأطفال
  • قصور الثقافة تحتفل بيوم ذوي الهمم في حديقة السيدة زينب
  • «الثقافة» تستعد لـ«معرض الكتاب».. واحتفاء خاص بالكاتبة فاطمة المعدول
  • «وزير الثقافة» عن محمد رحيم: السيرة أطول من العمر والإبداع هو من يخلد صاحبه
  • تقبيل الرضيع قد يقتله