عبر 7 أسئلة وإجاباتها، يحاول جوليان لي، محلل الطاقة الاستراتيجي في "بلومبرج"، تفسير سبب إقدام الولايات المتحدة على تعزيز قواتها البحرية  التي تحمي الملاحة في مضيق هرمز الاستراتيجي، الذي يحمل ثلث النفط المنقول بحريا في العالم، علاوة على سفن الشحن  التجارية الأخرى.

ويقول لي، في تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن التوتر بلغ مستواه الأعلى في المنطقة، تزامنا مع إعلان واشنطن تعزيز قواتها البحرية التي تقوم بدوريات في الممر المائي في أغسطس/آب الجاري.

وهذه هي الأسئلة وإجاباتها، التي لخصت القصة وتداعياتها، كما جاء في تقرير الصحيفة:

أين يقع مضيق هرمز؟

على شكل حرف V مقلوب، يربط مضيق هرمز الخليج العربي بالمحيط الهندي، مع إيران من الشمال والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان من الجنوب.

يبلغ طوله حوالي 100 ميل (161 كيلومترًا) وعرضه 21 ميلاً في أضيق نقطة، مع عرض ممرات الشحن في كل اتجاه ميلين فقط.

عمقه الضحل يجعل السفن عرضة للألغام، كما أن قربه من اليابسة - إيران على وجه الخصوص - يترك الناقلات الكبيرة مفتوحة للهجوم من صواريخ ساحلية أو اعتراض زوارق الدورية والمروحيات.

اقرأ أيضاً

حذر من حرب ناقلات.. كارنيجي يدعو أمريكا للحفاظ على أمن مضيق هرمز

ما هو الدور الذي يلعبه المضيق؟

مضيق هرمز ضروري لتجارة النفط العالمية، وعلى سبيل المثال، نقلت الناقلات ما يقرب من 17 مليون برميل يوميًا من الخام والمكثفات من السعودية والعراق والكويت والإمارات عبر المضيق في النصف الأول من عام 2023، وفقًا لبيانات جمعتها "بلومبرج".

يعد المضيق أيضًا مهمًا للغاز الطبيعي المسال، حيث يمر أكثر من خمس إمدادات العالم - معظمها من قطر - خلال نفس الفترة.

ما الذي حدث مؤخرا؟

قالت البحرية الأمريكية إنه في 6 أغسطس/آب الحاري، وصلت سفينتان إضافيتان و 3 آلاف بحار ومشاة البحرية إلى الشرق الأوسط لتعزيز عملياتها هناك.

وتقول الولايات المتحدة إن إيران هاجمت خلال العامين الماضيين أو احتجزت أو حاولت الاستيلاء على ما يقرب من 20 سفينة تجارية ترفع علمًا دوليًا في مناطق تحرسها القوات البحرية الأمريكية.

على سبيل المثال، في 5 يوليو/تموز الماضي، وفقًا لوزارة الدفاع، حاولت البحرية الإيرانية الاستيلاء على ناقلتين نفطيتين قبالة سواحل عمان، وأطلقت النار على إحداهما، قبل أن تتدخل مدمرة أمريكية.

وفي أواخر أبريل/نيسان، استولت البحرية الإيرانية على ناقلة النفط Advantage Sweet في المياه الدولية في خليج عمان، كانت تحمل النفط الخام المحملة في المنطقة المحايدة المشتركة بين السعودية والكويت لصالح شركة "شيفرون كورب".

وبعد أقل من أسبوع، احتجزت طهران ناقلة أخرى.

كلا السفينتين لا تزالان في المياه الإيرانية.

اقرأ أيضاً

جنرال أمريكي يزور الخليج ويعبر مضيق هرمز على متن مدمرة

لماذا تعطل إيران الشحن في المضيق؟

لعقود من الزمان، استخدمت إيران استراتيجية مضايقات السفن في الخليج للتعبير عن استيائها من العقوبات المفروضة عليها، أو كوسيلة ضغط في النزاعات.

عندما احتجزت إيران ناقلة نفط متجهة إلى الولايات المتحدة في أبريل، زعمت أن السفينة اصطدمت بسفينة أخرى.

لكن الخطوة جاءت انتقاما فيما يبدو من مصادرة السلطات الأمريكية لسفينة محملة بالخام الإيراني قبالة سواحل ماليزيا على أساس انتهاكات العقوبات.

وفي مايو/أيار 2022، استولت إيران على ناقلتين يونانيتين واحتجزتهما لمدة ستة أشهر، على الأرجح رداً على مصادرة السلطات اليونانية والأمريكية للنفط الإيراني على متن سفينة أخرى.

تم الإفراج عن الشحنة في نهاية المطاف وتحرير الناقلتين اليونانيتين.

هل سبق لإيران إغلاق مضيق هرمز؟

خلال حرب 1980 - 1988 بين العراق وإيران، هاجمت القوات العراقية محطة لتصدير النفط في جزيرة خرج، شمال غرب المضيق ، جزئياً لإثارة رد انتقامي إيراني من شأنه أن يجر الولايات المتحدة إلى الصراع.

بعد ذلك، فيما سمي بحرب الناقلات، هاجم الجانبان 451 سفينة بينهما.

أدى ذلك إلى رفع تكلفة التأمين على الناقلات بشكل كبير وساعد في رفع أسعار النفط.

عندما فُرضت العقوبات على إيران عام 2011 ، هددت إيران بإغلاق المضيق لكنها تراجعت في النهاية.

يشك تجار النفط في أن تغلق إيران المضيق بالكامل، لأن ذلك سيمنعها من تصدير نفطها.

علاوة على ذلك، فإن البحرية الإيرانية لا تضاهي الأسطول الخامس الأمريكي والقوى الأخرى في المنطقة.

اقرأ أيضاً

لتأمين مضيق هرمز.. أمريكا ترسل طائرات إف-16 للخليج

هل يمكن حماية مضيق هرمز؟

خلال حرب الناقلات، لجأت البحرية الأمريكية إلى مرافقة السفن عبر الخليج.

في عام 2019 ، أرسلت حاملة طائرات وقاذفات B-52 إلى المنطقة.

وفي العام نفسه، بدأت الولايات المتحدة عملية الحراسة، ردًا على تعطيل إيران للشحن.

انضمت عشر دول أخرى - بما في ذلك المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين - لاحقًا إلى العملية، المعروفة الآن باسم بناء الأمن البحري الدولي.

وبحلول منتصف عام 2023 ، كان من المتصور أن تصعد فرق مسلحة من البحارة ومشاة البحرية الأمريكيين على متن السفن إذا طُلب ذلك وتبقى أثناء العبور عبر المضيق.

من يعتمد أكثر على المضيق؟

تصدر المملكة العربية السعودية معظم النفط عبر مضيق هرمز، على الرغم من أنه يمكن تحويل التدفقات باستخدام خط أنابيب بطول 746 ميلًا عبر المملكة إلى محطة على البحر الأحمر.

يمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة تجاوز المضيق جزئيًا عن طريق إرسال 1.5 مليون برميل يوميًا عبر خط أنابيب من حقولها النفطية إلى ميناء الفجيرة على خليج عمان.

يتم شحن بعض النفط العراقي عن طريق البحر من ميناء جيهان التركي، لكن 85% منه يمر عبر المضيق، مما يجعله يعتمد بشكل كبير على حرية المرور.

الكويت وقطر والبحرين ليس لديهم خيار سوى شحن نفطهم عبر الممر المائي.

المصدر | جوليان لي / واشنطن بوست - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مضيق هرمز ناقلات النفط البحرية الأمريكية إيران الولایات المتحدة مضیق هرمز

إقرأ أيضاً:

بعد الحوثيين.. هل تتحرك أمريكا ضد ميليشيات إيران في العراق؟

بعد الضربات الأمريكية المكثفة التي استهدفت مواقع ميليشيا الحوثيين في اليمن، تدور تساؤلات حول ما إذا كانت واشنطن ستوجه ضربات مشابهة للميليشيات العراقية المدعومة من إيران، خصوصًا بعد تصاعد الهجمات ضد المصالح الأمريكية في العراق وسوريا.

شنت الولايات المتحدة ضربات جوية واسعة ضد مواقع الحوثيين في صنعاء ومأرب والحديدة، واستهدفت أنظمة الدفاع الجوي والطائرات المسيّرة ومخازن الأسلحة.
وأكدت إدارة الرئيس دونالد ترامب، أن الهدف من هذه الضربات هو "حماية المصالح الأمريكية وضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر"، بعد تهديدات متزايدة للسفن التجارية والعسكرية.


هذه الضربات تمثل التصعيد الأكبر منذ بداية ولاية ترامب الثانية، حيث تعهد بعدم التورط في "حروب لا تنتهي"، لكن الهجمات المتكررة للحوثيين على الملاحة الدولية دفعت واشنطن إلى التحرك بقوة، وفق قوله.
وتعهد مسؤولون أمريكيون بضربات "لا هوادة" فيها، حتى إفقاد الحوثيين قدراتهم العسكرية، مثلما هددوا إيران إذا واصلت دعم الميليشيا.

هل تكون الضربة المقبلة في العراق؟

الميليشيات العراقية المرتبطة بإيران، مثل "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق"، صعّدت هجماتها ضد القواعد الأمريكية في العراق وسوريا خلال الأشهر الماضية.
هذه الجماعات، التي تعمل تحت ما يسمى "المقاومة الإسلامية"، نفّذت هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ على القواعد الأمريكية في أربيل وعين الأسد ودير الزور، مهددة الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.
وتوحي تصريحات المسؤولين الأمريكيين الأخيرة بأن استهداف هذه الجماعات بات خياراً مطروحاً، خصوصاً أن واشنطن سبق أن وجهت ضربات لها في الأعوام الماضية.
وأعلنت ميليشيات عراقية أنها ستساند حلفائها في اليمن ضد الولايات المتحدة، وذلك في رسالة وجهتها ما تسمى بـ"المقاومة الإسلامية في العراق" إلى زعيم الحوثيين؛ تقول "إننا رهن إشارة عبدالملك الحوثي".

رسالة من الميليشيات وذيول ايران بأسم المقاومة الإسلامية كتائب صرخة القدس في #العراق إلى الارهابي #عبدالملك_الحوثي

المقاومة الإسلامية في العراق كتائب صرخة القدس

بسم الله الرحمن الرحيم

كتائب القدس

إلى القائد المفدى السيد عبد الملك الحوثي (حفظه الله)، وإلى شعبنا اليمني الأبي… pic.twitter.com/6Fkc7PNDQF

— ☆بغدادالمنصورة☆ (@antfadt) March 16, 2025 رسالة قوية

يعتقد المحلل السياسي محمود أبو واصل، أن واشنطن أرسلت رسالة قوية لطهران بضرب الحوثيين، مفادها أن أي استهداف للمصالح الأمريكية سيُواجه برد عسكري قوي، بغض النظر عن المكان الذي تنطلق منه التهديدات.
ويرى أبو واصل في حديث لـ"24"، أن إيران قد تحاول الرد عبر وكلائها في العراق وسوريا، مما قد يدفع الولايات المتحدة لتوجيه ضربات استباقية ضد الميليشيات العراقية لمنع التصعيد.
ويضيف: "إذا استمرت الميليشيات في استهداف المصالح الأمريكية، فمن المحتمل أن نرى ضربات محدودة في العراق، لكنها لن تكون بحجم الضربات في اليمن، لأن الوضع السياسي في بغداد أكثر تعقيداً، والولايات المتحدة لا تريد تصعيداً كبيراً هناك".

???? عاجل : #ترامب يعلن "بدء ضربات أميركية على الحوثيين" في اليمن ..✈????#الحوثيين #اليمن pic.twitter.com/I5QDVaN5hs

— أخبار عاجلة .. (@newsnow7345) March 15, 2025

أما الخبير في الشؤون الإقليمية عامر ملحم، فيرى أن استهداف الميليشيات العراقية قد يكون مسألة وقت، لكنه يعتمد على سلوك هذه الجماعات في الأسابيع المقبلة.
ويشير ملحم إلى أن الضربات الأمريكية الأخيرة تحمل أبعادًا تتجاوز مجرد الرد العسكري، قائلاً: "الإدارة الأمريكية تريد إرسال رسالة مزدوجة: أولًا، أنها لن تتسامح مع أي تهديد مباشر لقواتها أو مصالحها؛ وثانيًا، أنها مستعدة لاستخدام القوة ضد إيران وحلفائها إذا استمروا في التصعيد".
لكن الفرق بين الحوثيين والميليشيات العراقية، بحسب ملحم، هو أن الأخيرة تعمل ضمن بيئة سياسية معقدة، حيث للحكومة العراقية نفوذ معين، وهذا يجعل قرار الضربات أصعب من الناحية الدبلوماسية.

السيناريو المتوقع

وفقًا للمحليين هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة: أولها تصعيد محدود عبر توجيه ضربات أمريكية دقيقة ضد مواقع محددة للميليشيات العراقية، مثل مستودعات الأسلحة أو مواقع إطلاق المسيرات، دون استهداف قادة الجماعات لتجنب تصعيد كبير.
والخيار الثاني هو الردع الدبلوماسي، من خلال ممارسة ضغوط على الحكومة العراقية لضبط أنشطة الميليشيات، مقابل تجنب الضربات العسكرية المباشرة، خاصة مع مساعي بغداد للحفاظ على التوازن بين واشنطن وطهران.

الحوثيون يعلنون استهداف حاملة طائرات أمريكية - موقع 24أعلنت ميليشيا الحوثي في اليمن، مساء اليوم الأحد، تنفيذ عملية عسكرية مشتركة استهدفت حاملة طائرات أمريكية والقطع البحرية التابعة لها، شمالي البحر الأحمر، بـ 18 صاروخاً بالستياً ومجنحاً وطائرة مسيرة.

والسيناريو الثالث وهو مستبعد، عبارة عن تصعيد شامل، إذا قامت الميليشيات العراقية بهجوم كبير يستهدف قواعد أمريكية بشكل مباشر، فقد يكون الرد الأمريكي أوسع، ليشمل استهداف شخصيات قيادية في هذه الجماعات، كما حدث في 2020 عندما قُتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.

مقالات مشابهة

  • بعد الحوثيين.. هل تتحرك أمريكا ضد ميليشيات إيران في العراق؟
  • خبير: ضرب أمريكا لـ الحوثيين يستهدف السيطرة على التجارة الدولية والضغط على إيران
  • العراق: 5ملايين برميل من صادرات النفط إلى أمريكا
  • أمريكا تنشر مدمرة بحرية بالقرب من الحدود الجنوبية.. ما القصة؟
  • بول فون هايس .. لماذا فاز بجائزة نوبل في الأدب؟
  • العراق يتحرر من أغلال إيران.. السوداني في البصرة لمتابعة مشروع استيراد الغاز الخليجي
  • العراق يتحرر من أغلال إيران.. السوداني في البصرة لمتابعة مشروع استيراد الغاز الخليجي- عاجل
  • شواطئ إيران تتحول إلى اللون الأحمر بعد سقوط الأمطار.. ما السبب؟
  • أوبك: إنتاج النفط في إيران يشهد نموا ملحوظا خلال فبراير
  • إيران تندد بالعقوبات الأمريكية على وزير النفط وتصفها بـ "النفاق"