راشد عبد الرحيم: عبور الكباري
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
من اصعب المعارك العسكرية ان يعبر المشاة جسرا سيرا علي الأقدام و يتقدموا بعد إزالة القوة التي تحرس المخرج و هي قوة مسلحة بالمدرعات و الأسلحة الثقيلة .
المهاجمون في هذا الحالة يسيرون رأسيا و في مساحة محدودة و لا يمكنهم التحرك افقيا .
لم يعبر جنودنا جسرا واحدا بل ثلاث .
و توغلوا في صفوف العدو الذي إعتاد ان يتلقي الهجمات من السماء عبر الطيران و المسيرات .
عملية عبور الكباري كانت جزءا من خطة تم إعدادها و تنفيذها بدقة و في كل ساحات المعارك .
شاركت في التحضير المدفعية و المسيرات و الطيران .
إنها عملية خطيرة نفذتها القوات بشجاعة لا مثيل لها .
و هي اول عملية برية لقوات المشاة .
لم تكن ملحمة الكباري محدودة بل شملت تحركا واسعا في كل محاور القتال في كل الخرطوم في وسط السودان في الجزيرة و في الفاو و في النيل الازرق .
سبقت عمليات الخميس إنتصارات كبيرة ممهدة تم فيها قتل العديد من القادة و تشتيت كتل العدو و تدمير اسلحته الثقيلة .
منذ ان إندلعت الحرب كان التخطيط و العمل المرتب و المنسجم هو الأساس .
بدات المعارك بإلتزام الدفاع عن المواقع و الحفاظ علي القوة البشرية و العتاد .
كان الإلتزام هو الأساس لم تسارع قوة بهجوم مهما كان الإغراء و لم تتاخر وحدة عن تحرك و هجوم متي ما تعين عليها ذلك .
حق لنا ان نفخر بجيشنا و ان نطمئن إلي ان النصر التام و الشامل قادم و قريبا بإذن الله .
سيعود السودان بعد الحرب شامخا بقواته المسلحة القوية و القادرة و الواعية و بشعبه الابي المتماسك و الداعم لجيشه ودولته .
راشد عبد الرحيم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
السودان: الأمل الضائع في مواجهة الأزمات المستمرة والحروب المتجددة
بقلم: د. إبراهيم عمر(صاروخ)
منذ الاستقلال، واجه السودان سلسلة من الأزمات السياسية المتلاحقة والحروب الداخلية المستمرة، مما أعاق قدراته على تحقيق الاستقرار والنمو والتنمية. شهدت الأوضاع السياسية والأمنية تقلبات كبيرة، ما بين انقلابات عسكرية وثورات شعبية وحروب أهلية وقبلية. أدت هذه الأزمات والمشكلات إلى استمرار حالة دائمة من التشظي السياسي، وتفتيت النسيج الاجتماعي، والاستقطاب الإثني والجهوي، مما حال دون تحقيق الوحدة القومية والتكامل السياسي.
رغم الجهود المضنية والمتكررة للوصول إلى تسوية سياسية سلمية، وجد السودان نفسه في دوامة جديدة من الحروب الدموية والصراعات المميتة والفوضى العارمة. وفي ظل الأحداث المأساوية والمتسارعة، تزايدت المخاوف لدى السودانيين من مستقبل قاتم وغير آمن. يتجلى ذلك بشكل خاص مع إصرار مليشيا الدعم السريع والأطراف المتحالفة معها على تشكيل حكومة موازية. في المقابل، تصر القيادة العسكرية والمجموعات المتحالفة معها على أن لا مجال لوقف الحرب أو إجراء أي حوار بشأن الأزمة الجارية إلا بتحقيق النصر على الخصم أو الاستسلام.
هذا التموضع والتمترس يشيران إلى أن هدف طرفي الحرب هو تحقيق مكاسب خاصة بعيداً عن مصلحة الوطن والمواطن، مما يزيد من معاناة الشعب السوداني ويهدد وحدة البلاد ومصيرها. إن الإصرار على استمرار الحرب بلا هوادة يطرح تساؤلات ملحة حول كيفية الخروج من هذه الأزمة المركبة والنفق المظلم. فمن الواضح أن استمرار هذه الحرب الكارثية سيهدد مستقبل كيان الدولة السودانية وشعبه.
تحت وطأة هذا التعنت واللامبالاة، يتعرض المواطنون يومياً لانتهاكات جسيمة في حقوقهم بالنهب والسلب، بما في ذلك القتل الممنهج والدمار الشامل. للخروج من هذه الورطة، يتطلب الوضع تفكيراً جاداً مدعوماً بإرادة وطنية حقيقية لإيجاد حلول جذرية ودائمة للأزمة القائمة. إن العمل من أجل إنهاء الحرب يحتاج إلى أكثر من مجرد اتفاقات وتحالفات مرحلية وسطحية غير المجدية؛ بل يستوجب الأمر تقديم تنازلات من أجل مصلحة البلاد وشعبها.
من حق الشعب السوداني أن يعيش حياة مطمئنة وآمنة وكريمة، خالية من العنف والتنكيل والقتل والدمار. لتحقيق هذا الهدف، يجب على جميع فئات الشعب على مختلف توجهاتهم أن تتكاتف وتضع مصلحة الوطن فوق أي مصالح شخصية، حزبية، طائفية، قبلية وجهوية. إن الوضع الراهن لا يحتمل التأخير، بل يتطلب تحركاً عاجلاً وعملاً دؤوبا وجاداً للوصول إلى سلام شامل ومستدام ينهي مسلسل الحروب ومعاناتها.
رغم الظروف الصعبة والتحديات الكبيرة الماثلة أمام الجميع، يبقى الأمل قائماً في الوصول إلى السلام الشامل المستدام. ولكن هذا الأمل يتطلب دفع جهوداً مشتركة وتنازلات وحواراً مستمراً لتجاوز هذه المراحل الحرجة من تاريخ بلادنا الحبيبة. إن المستقبل الأفضل الذي يتمناه الجميع يتطلب من الجميع تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والوطنية والإنسانية والمساهمة الفعالة من أجل أن يكون السودان حراً، مستقراً، مزدهراً وموحداً أرضاً وشعباً.
ibrahimsarokh@gmail.com