المرأة اليمنية تكتسب مهناً حرفية جديدة وتعيل أسراً كاملة
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
الثورة /خاص
على أرصفة الطريق وفي الأسواق يشدك جمال الصنع للاقتراب ورؤية تلك الأصناف المتنوعة من الأدوات والخزف والمشغولات اليدوية التي أنتجتها أنامل يمنيات رغم ضراوة الحرب والحصار وفي تحد حقيقي للأوضاع الصعبة لتترك المرأة اليمنية آثارا لا يمحوها الزمن تحكي قوة وعظمة هذه المرأة التي وقفت في وجه العدوان وتحملت العبء الأكبر وهي صامدة بل وساهمت بضراوة وقوة غير عادية لحماية أسرتها والتخطيط لمستقبل أبنائها…
الحرف اليدوية وأهميتها وخاصة في مثل هكذا أوقات وغيرها من التفاصيل تجدونها في الاستطلاع التالي:
تعتبر الحرف اليدوية والصناعات التقليدية المعتمدة في صناعتها على الأيدي باستخدام الأدوات البسيطة من ابرز ما قامت به المرأة اليمنية خلال فترة العدوان للتغلب على الظروف المعيشية الصعبة والدخول إلى سوق العمل بما تصنع يداها من إبداع وذوق جمالي وعراقة وفرادة حيث دفعت الحرب النساء في اليمن لاكتساب مهن جديدة ومختلفة كصناعة العطور والبخور والحلويات والمشغولات اليدوية التي تميزت بأصالتها وبريقها عبر مئات السنين .
فرص عمل
عرفت اليمن منذ القدم بصناعة المنتجات التقليدية وارتبط اسم اليمن السعيد بهذه المنتجات جيلا بعد جيل وعرف المنتج الحرفي اليمني قبل مئات السنين كصناعة الخناجر والجنابي وبقيت هذه المنتجات محتفظة بجودتها معبرة عن تراث اليمن الأصيل وماضيه العريق.
تقول الدكتورة منى المحاقري – رئيسة مؤسسة شهرزاد الثقافية: إن ما تقوم به الآن المرأة اليمنية تحد حقيقي للعدوان وذلك بصناعة ما أمكنها من الأشغال اليدوية المختلفة مثل صناعة الحقائب ثم بيعها وذلك يعتبر تشجيعا للناتج المحلي وكذلك خلق فرص عمل للمرأة وخاصة في ظل صعوبة هذه الأوضاع.
تحد وصمود
وتضيف المحاقري : المرأة اليمنية صامدة وصابرة وهذا ما نشهده حقيقة منذ بداية العدوان فقد استطاعت أن تتحدى المستحيل وتكون امرأة مصنعة ومنتجة وتشهد الكثير من الأسواق اليمنية أصنافا متعددة لإنتاج يمنيات مثل صناعة بكلات الشعر المختلفة وفساتين الفتيات وقد أدخلت البعض منهن ابتكارات رائعة بإدماج التراث في الصناعة واستخدام الأقمشة المحلية كالستارة الصنعانية ودمجها في الأقمشة أو في صناعة الحقائب النسائية وهذا يدل على قدرة وكفاءة المرأة اليمنية وأنها لا مثيل لها في تحمل الظروف المختلفة .
تحملت المرأة اليمنية طيلة الأعوام الماضية ولا تزال العبء الأكبر من أوزار العدوان وتصدرت القائمة الوطنية في الخسائر والآثار الناجمة عن الحرب وتداعياتها الكارثية على الحياة المعيشية وإذا بها تدفع أثمانا باهظة في مواجهة العدوان سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ويشهد سوق باب اليمن كثيرا من النساء بائعات اللبن والبخور واللبان واللحوح والحلويات وغيرها.
تحمل المسؤولية
من جانبها تؤكد غادة حسان أن المرأة اليمنية هي من تعاني من الحرب فهي المسئولة عن أطفالها وأسرتها وخاصة في حالة فقدانها معيلها أو احد أفراد أسرتها، وتقول حسان: إن الكثير من النساء والفتيات اضطررن للعمل وفتح مشاريع صغيرة تعيلهن وأسرتهن، وتضيف غادة بأنها قد عملت مع إحدى صديقاتها على فتح محل صغير لبيع البخور والعطور وبعض المشغولات اليدوية التي تقوم بتصنيعها بعض الفتيات مثل الأساور والميداليات التي تصنع من الرخام وأنها تأمل أن يتوسع مشروعها مع مرور الأيام.
وتقول أم أسوان وهي أرملة وربة بيت تعيش في مديرية أزال بالعاصمة صنعاء: إنها وجدت نفسها أمام ظروف قاهرة بسبب العدوان والحصار، وتضيف هذه السيدة وهي أم لسبعة أطفال بينهم 4فتيات: أن زوجها الذي كان يعمل مدرسا في إحدى مدارس العاصمة صنعاء انتقل إلى جوار ربه في العام الأول من العدوان وان انقطاع راتبه أضاف المزيد من صعوبات الحياة لهذه الأسرة خاصة وان معظم أفرادها من الصغار دون العاشرة من العمر.
مشاريع صغيرة
وتضيف أم أسوان أنها قامت بفتح كشك صغير لبيع الكيك بعد أن كانت تصنعه للبقالات وأنها تقوم بصناعة الحلويات للمناسبات والأعراس وتقوم بصناعة الكيك والكعك في منزلها ثم تقوم ببيعه للبقالات وبعض المحال التجارية، وتضيف أن الكثير من النساء قد لجأن إلى صناعة الحلوى وبيعها وتتنافس النساء في صناعة الحلويات وتقديم الأفضل للحصول على أكبر عائد ممكن
وتبقى هذه الأم اليمنية الصامدة واحدة من ملايين النساء اللائي يدركن حجم المسئولية الوطنية الكبرى المناطة على عاتقهن في هذا الظرف العصيب الذي يتعرض له الوطن ليسطرن إلى جانب إخوانهن الرجال الأفذاذ أجمل صور التلاحم والصمود في وجه أعتى الهجمات التي تواجهها الأرض اليمنية في تاريخها الحديث.
أفكار ومشاريع
وتقوم بعض الأمهات بصناعة الزينة الخاصة بالأعراس وكذلك الإكسسوارات التراثية التي تلبسها العروس ليلة حفلة الحناء أو ما يسمى بيوم ” الذهب” حيث يجمعن كل ما صنعنه ثم يباع إلى التجار أو المحلات التي تبيع مستلزمات العروس.
فيما تقوم سوسن اليريمي ببيع الإكسسوارات في كشك بأحد المولات التجارية بالعاصمة صنعاء وتظل أختها آمنة في المنزل لرعاية إخوتها الأربعة الصغار والذي توفي والداهم ولا يوجد من يكفلهم.
وتقول سوسن: إنها اختارت الذهب المقلد لبيعه لعلمها بان النساء لا تستغني عنه وان الفتيات يملن إلى شراء الإكسسوارات والخواتم المقلدة وأنها من الأشياء الضرورية لزينة البنت اليمنية، وفي حالة الحرب وارتفاع أسعار الذهب تلجأ الكثير من الفتيات لاقتناء الذهب المقلد ولبسه في الأعراس والمناسبات.
وتضيف أنها اضطرت مع أختها إلى تحمل المسئولية بعد وفاة والديهما في حادث سير وأنها تذهب لبيع الذهب المقلد والإكسسوارات في احد الأكشاك الصغيرة لتوفر لإخوتها لقمة العيش وترى بأن هذا المشروع الصغير جدا سيكبر مع إخوتها وأنها ستربي إخوتها على القيم النبيلة والاعتماد على النفس الذي تعلمته من أبويها.
وترى العديد من الفتيات اليمنيات أن الظروف المادية هي العائق الأكبر لعدم تنفيذ مشاريعهن وأفكارهن وأنهن في استعداد دائم لمواجهة ظروف العيش وإنشاء العديد من المشاريع إذا ما توفر الدعم اللازم، وان الظروف الصعبة التي مرت بها المرأة اليمنية جعلتها تخرج وتعمل وتتحمل المسئولية غير آبهة لثقافة المجتمع بل أصبحت كالرجل وعملت في الأسواق الشعبية وفي المحلات التجارية .
تحديات جمه
وفي ذات السياق أوضحت عبير الوصابي أن لديها الكثير من الأفكار والمشاريع التي تأمل بإنشائها مستقبلا إذا ما توفر لها المال وان الكثير من الجهات التي تقوم بدعم المشاريع الصغيرة لا تلبي حاجة الشخص بل تضع عليه الكثير من الشروط والأعباء التي يعجز عن الوفاء بها وان المنتجات اليمنية تلاقي تحديا كبيرا الآن من المنتجات الصينية المقلدة وتهدد المنتج الأصلي التقليدي بالزوال بسبب رخص كلفتها وقلة جودتها على عكس المنتجات اليمنية الحرفية التي تعد تراث الماضي الجميل.
وتضيف عبير: المنتجات المحلية قد أصبحت منتشرة في كثير من الأسواق وعلى الأرصفة المجاورة للمحلات والمولات وتعتبر مبادرة جيدة من قبل الفتيات لإنتاج وتشجيع الصناعات المحلية ومن حيث القيمة فهي الأفضل وخاصة مع الارتفاع الكبير للبضائع المستوردة.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: المرأة الیمنیة الکثیر من
إقرأ أيضاً:
مواجهة جديدة.. حزب الله والقوات المسلحة اليمنية يُعيدان رسم خريطة الصراع الإقليمي
يمانيون/ كتابات/ براق المنبهي
تشهد المنطقة العربية تحولات جذرية في المشهد العسكري والسياسي، حيث أطلق حزب الله والقوات المسلحة اليمنية سلسلة من العمليات النوعية التي تُعيد رسم خريطة الصراع الإقليمي. فمن جهة، أعلن حزب الله عن بداية فصل جديد من المقاومة، بعد أن وجه ضربة موجعة لإسرائيل باستهداف مقر وزارة الحرب الإسرائيلية وهيئة أركانها في تل أبيب بصواريخ متطورة. ومن جهة أخرى، أظهرت القوات المسلحة اليمنية قدرة استثنائية على إحباط أي عدوان على أراضيها، مستهدفة حاملة طائرات أمريكية ومدمرات حربية في البحر الأحمر.
عملية حزب الله غير المسبوقة في تل أبيب تُمثل تحولًا جذريًا في موازين القوى في المنطقة. فرسائل حزب الله، التي عبر عنها الأمين العام الشيخ معين قاسم، تؤكد أن لا مكان آمن للكيان الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، مهما بلغت قدراته العسكرية من تطور.
هذه العمليات ليست ردود فعل عابرة، بل هي جزء من استراتيجية مدروسة تهدف إلى فرض واقع جديد على الصراع مع إسرائيل. فإطلاق الصواريخ من القرى التي ادعى نتنياهو سيطرته عليها يُظهر زيف ادعاءاته ومهزلة زعمه بالسيطرة على قرى جنوب لبنان.
تُعاني إسرائيل من حالة قلق وتصدعات في جبهتها الداخلية، حيث تواجه الحكومة انتقادات لاذعة بسبب فشلها في مواجهة التحديات المتصاعدة. يزداد قلق المواطنين الإسرائيليين من عجز حكومتهم عن حماية أراضيهم، مما يثير تساؤلات جدية حول قدرة المؤسستين العسكرية والسياسية على مواجهة التحديات الراهنة.
أظهر حزب الله، من خلال استخدام صواريخ متطورة كـ”فادي 6″ و”قادر 2″، تطورًا ملحوظًا في قدراته العسكرية، مما يُشكل تحديًا استراتيجيًا لإسرائيل. ويؤكد الشيخ معين قاسم على استمرار الضربات وعدم وجود ملاذ آمن لجنود العدو، مما يعزز معنويات مقاتلي المقاومة في ظل تراجع معنويات جيش الاحتلال المُثقل بالخسائر.
فشل الحملة البرية الإسرائيلية في جنوب لبنان، ودخولها في مناورة برية ثانية، يُظهر ضعف قدراتها العسكرية ويُفضح أكاذيب نتنياهو حول احتلاله لقرى لبنانية. فقد أطلق حزب الله صواريخه من تلك المناطق، مُثبتًا زيف ادعاءاته أمام الرأي العام العالمي.
وليس فشل إسرائيل في لبنان وحده ما يُثير القلق، بل تُضاف إليه العملية النوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، والتي استمرت لثمان ساعات واستهدفت حاملة الطائرات الأمريكية “أبراهام لنكولن” ومدمّرتين حربيتين، باستخدام مسيرات وصواريخ مجنحة وبالستية. تُظهر هذه العملية قدرة اليمن على إحباط أيّ عدوان على أراضيها، وتُؤكّد على تصاعد قدرات المقاومة في المنطقة، مُرسلةً رسالةً قويةً حول قدرة المقاومة على مواجهة القوى العظمى.
تطرح هذه التطورات تساؤلات جوهرية حول مستقبل المنطقة: هل تُشير هذه العمليات إلى بداية مرحلة جديدة من المواجهة بين المقاومة وإسرائيل؟ وهل ستُؤدّي إلى تصعيدٍ أكبر في التوتر الإقليمي؟
من الواضح أن المقاومة في المنطقة، ممثلةً بحزب الله والقوات المسلحة اليمنية، تزداد قوةً وقدرةً على مواجهة أيّ عدوان، مُفضحةً في الوقت ذاته ادّعاءات إسرائيل حول سيطرتها وفاعليتها العسكرية.