«نيويورك تايمز»: بين النار والمطرقة.. إيران تواجه اختبارًا صعبًا بين حرب شاملة وحماية وكلائها
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الحرب الإسرائيلية الجديدة في جنوب لبنان تشكل إحراجًا جديدًا لإيران، وتزيد الضغط على الرئيس الإيراني الجديد "مسعود بزشكيان"، للرد على إسرائيل والدفاع عن حليفها المهم، حزب الله.
وتشير الصحيفة إلى أن المحللين يرون أن إيران رفضت، حتى الآن، الاستفزاز الإسرائيلي، لجرها إلى حرب إقليمية أوسع، ويبدو أن مرشدها الأعلى، علي خامنئي، لا يريد ذلك.
وبدلًا من ذلك، يحرص الرئيس الإيراني «بزشكيان» على تقديم وجه معتدل للعالم أثناء وجوده فى الأمم المتحدة، على أمل الاجتماع بدبلوماسيين أوروبيين لمناقشة إمكانية استئناف محادثات البرنامج النووي الإيراني، وهو ما قد يؤدى إلى تخفيف العقوبات عن الاقتصاد الإيراني المتعثر.
وضح خلال حديثه فى نيويورك هذا الأسبوع، أن بزشكيان يتهم إسرائيل بالسعي إلى زج بلاده فى حرب أوسع نطاقا، معتبرا أن "إسرائيل هى التى تسعى إلى خلق هذا الصراع الشامل، إنهم يجروننا إلى نقطة لا نرغب فى الذهاب إليها".
معضلة الردتواجه إيران معضلة صعبة فى وقت تتفاقم فيه الهجمات الإسرائيلية على حزب الله، فمن جهة ترغب إيران فى استعادة قوة الردع ضد إسرائيل، لكنها تخشى من دخول حرب واسعة النطاق بين البلدين، والتى من المحتمل أن تجذب الولايات المتحدة إليها، مما قد يهدد استقرار البلاد.
كما تريد إيران الحفاظ على وكلائها فى المنطقة، مثل حزب الله وحماس والحوثيين فى اليمن، والتى تعتبر خط الدفاع الأول ضد إسرائيل، دون أن تدخل نفسها فى معركة نيابة عنهم.
وتحاول إيران، فى نفس الوقت السعى إلى رفع بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من خلال استئناف المفاوضات النووية مع الغرب، مع الحفاظ على علاقاتها العسكرية والتجارية الوثيقة مع روسيا والصين، خصمى واشنطن الرئيسيين.
شبكة من الوكلاءوتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إنه منذ ثورة ١٩٧٩ وإطاحة الشاه، حاولت إيران نشر نفوذها فى أنحاء المنطقة وتعهدت بتدمير إسرائيل، وبنت إيران شبكة من الوكلاء الذين تموّلهم وتسلّحهم وتدعمهم لكنها لا تسيطر عليهم بالكامل.
من بينهم حماس والجهاد فى غزة والضفة الغربية، والحوثيون فى اليمن، والشيعة فى العراق، والعلويون فى سوريا، وحزب الله فى جنوب لبنان، الذى يعتقَد أنه مجهز بنحو ١٥٠ ألف صاروخ وقذيفة، مع القدرة على ضرب إسرائيل بأكملها.
وتؤكد الصحيفة أن هجوم حماس على إسرائيل قبل عام أبرز دور إيران، مستغلة الفرصة لتدمير أو تقليص وكيلين لها: حماس على حدودها الجنوبية وحزب الله فى الشمال الذى أرسل صواريخ إلى داخل إسرائيل دعمًا لحماس، مما أدى إلى طرد آلاف الإسرائيليين من منازلهم.
وفى الوقت نفسه؛ واصلت إسرائيل حربها السرية ضد إيران، مما أدى إلى مقتل ضباط كبار فى هجوم صاروخى على القنصلية الإيرانية فى دمشق فى أبريل، ثم تبادلت إسرائيل وإيران الضربات على أراضى كل منهما.
مواجهة محتملةيبدو أن إسرائيل تستغل التحديات التى تواجهها إيران، لكن الخطر يكمن كما هو الحال دائمًا فى أنها قد تخطئ فى التقدير.
وتقول الصحيفة إن إيران تدرك أنه من الصعب على طهران تجنب الرد على الهجمات الإسرائيلية على حزب الله.
ويشير الخبير فى الشئون الإيرانية فى المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إيلى جيرانمايه، إلى أن هناك عناصر متشددة فى الحرس الثوري الإيراني وداخل حزب الله "ممن يرون أن المواجهة مع إسرائيل حتمية، ويفضلون أن تتم سريعًا".
ويحذّر كورنيليوس أديبهر، خبير الشئون الإيرانية فى معهد كارنيغى أوروبا، من أن إيران تُواجه ضغطًا لتعزيز "محور المقاومة" نوعًا ما، قائلًا: "لا يمكن لإيران أن تبتلع ما يجرى إلى الأبد، الناس يسألون، أى نوع من القوة هى إيران، إذا كانت لا تستطيع حماية وكلائها".
ويصبح مستقبل المنطقة غامضا، مع تزايد الضغط على إيران، لمواجهة التحديات الكبيرة التى تواجهها، لكن من المهم مراقبة تفاعلاتها مع إسرائيل ووكلائها فى المنطقة، لفهم أفضل لخطورة المواجهة المحتملة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: لبنان إيران الحرب الإسرائيلية الرئيس الايراني مسعود بزشكيان حزب الله على خامنئي حرب إقليمية البرنامج النووي الإيراني الاقتصاد الإيراني الحرس الثوري الإيراني المجلس الأوروبي حزب الله
إقرأ أيضاً:
الشيخ رمضان عبد المعز: تحويل القبلة كان اختبارًا إلهيًا لتمييز المؤمنين عن المنافقين
أكد الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، أن حادثة تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة كانت اختبارًا إلهيًا لتمييز من يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم بإيمان راسخ، ومن ينقلب على عقبيه، موضحا أن المجتمع حينها انقسم إلى أربع شرائح، حيث كان لكل منها موقف مختلف من هذا التحول.
وقال الشيخ رمضان عبد المعز، خلال حلقة برامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على فضائية "dmc"، اليوم السبت، إن أهل الكتاب اعترضوا على هذا التغيير، معتبرين أن المسجد الأقصى هو القبلة الأولى، بينما المشركون رأوا أن النبي عاد إلى قبلتهم، مما جعلهم يعتقدون أنه قد يعود إلى ملتهم، أما المنافقون، فحاولوا التشكيك قائلين: "إذا كانت القبلة الأولى حقًا، فهذا يعني أن محمدًا ترك الحق، وإذا كانت القبلة الثانية هي الحق، فعبادتهم السابقة كانت باطلة، وما بني على باطل فهو باطل".
وتابع: "أما المؤمنون، فقد كان لديهم تساؤل مشروع حول مصير صلوات من ماتوا وهم يتوجهون إلى بيت المقدس، فجاء الرد الإلهي في قوله تعالى: (وما كان الله ليضيع إيمانكم)، أي أن صلواتهم لم تذهب سدى".
وأشار الشيخ عبد المعز إلى أن القرآن الكريم قد سبق واعترض على اعتراضات الجاهلين، بقوله: "سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها"، مؤكدًا أن هذا تحدٍ قرآني، إذ أن الاعتراض وقع تمامًا كما تنبأ به القرآن الكريم.
وأضاف أن الوسطية هي أساس الإسلام، مستشهدًا بالآية "وكذلك جعلناكم أمة وسطًا"، والتي تقع في منتصف عدد آيات سورة البقرة، مما يعكس الإعجاز العددي والبلاغي في القرآن الكريم.
وأوضح أن الله تعالى يعلم كل شيء منذ الأزل، لكنه يجري الاختبارات ليكون هناك دليل واضح على عدله، وحتى لا يكون للناس حجة أمام الله يوم القيامة.