هل التدليل الزائد والتربية الخاطئة للطفل تولد الميول المثلية؟.. «خلوا بالكم»
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
تساؤلات عديدة تُثار حول أسباب الميول الجنسية غير السوية، ومن بينها الميول المثلية، وغالبًا ما ترتبط هذه التساؤلات ببعض المعتقدات الشائعة حول دور التربية والبيئة في تشكيل هذه الميول، مثل التدليل الزائد أو التربية الخاطئة.. فهل التدليل الزائد والتربية الخاطئة تولد الميول المثلية؟.
حملة «تعزيز قيم الهوية الاجتماعية»وفي إطار حملة توعوية أطلقتها «الوطن» بعنوان «تعزيز قيم الهوية الاجتماعية»، تحت شعار «أسرة قوية.
لطالما ارتبطت الميول الجنسية غير السوية بمحاولات تفسيرها من خلال عوامل نفسية واجتماعية، ومن أبرز هذه العوامل التدليل الزائد والتربية الخاطئة؛ فبعض الآراء ترى أن الطفل المدلل بشكل مبالغ فيه قد ينشأ بشخصية ضعيفة ومتطلبة، مما يدفعه إلى البحث عن أشخاص يشبهونه في الضعف، وبالتالي يميل إلى الجنس نفسه، كما يعتقد البعض أن التربية الخاطئة، مثل غياب أحد الوالدين أو وجود صراعات أسرية مستمرة، قد تؤثر سلبًا على تكوين هوية الجنس لدى الطفل، وتدفعه إلى البحث عن بدائل عاطفية خارج إطار الجنس الآخر، بحسب توضيح الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، خلال حديثه لـ«الوطن».
وأضاف أنه على الرغم من شيوع هذه الاعتقادات، فإن الأبحاث العلمية لم تتوصل إلى دليل قاطع يربط بين التدليل الزائد وظهور الميول الجنسية الخاطئة؛ فالأغلبية العظمى من الدراسات تشير إلى أن الميول الجنسية هي نتيجة لتفاعل معقد بين العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية، وليس هناك عامل واحد يمكن عزله كسبب مباشر.
تشكيل الميول الجنسيةوتتشكل الميول الجنسية في مراحل مبكرة من التطور، وتتأثر بعوامل وراثية وهرمونية، بالإضافة إلى العوامل البيئية؛ فالتجارب المبكرة، مثل العلاقات الأسرية والاجتماعية، تلعب دورًا مهمًا في تشكيل الهوية الجنسية، ولكنها لا تحددها بشكل كامل.
علامات قد تشير إلى وجود ميول مثلية لدى الطفلوهناك بعض العلامات التي قد تشير إلى وجود ميول مثلية لدى الطفل، حسب توضيح «هندي»، منها تفضيل اللعب مع أطفال من الجنس نفسه، والاهتمام بالألعاب أو الملابس التي يرتبط بها جنس معين، والشعور بعدم الارتياح تجاه الجنس الذي يحدد له اجتماعيًا، إلى جانب التساؤل عن الجنس أو الهوية الجنسية: «برضو من المهم التأكيد على أن العلامات دي كلها ممكن تكون طبيعية جدًا ومجرد رغبة طبيعية من الطفل وملهاش علاقة خالص بالميول المثلية، علشان كده لو الآباء شكوا في سلوك ابنهم ممكن يستعينوا بمتخصص».
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
الجنس مقابل الطعام.. نساء السودان يدفعن ثمن النزاع بأجسادهن
منتدى الإعلام السوداني: غرفة التحرير المشتركة
إعداد وتحرير: سودان تربيون
الخرطوم 25 نوفمبر 2024 — لم تتوقع سلمى الطاهر – اسم مستعار – أن تُلم بها كُربة أقسى من التي عاشتها في جنوب كردفان، قبل أن تفر مع أسرتها إلى العاصمة الخرطوم التي لاحقتها فيها الحرب.
فقدت سلمى التي بلغت عامها الـ 20 قبل أشهر، أبيها في الحرب التي اشتعلت في كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان في 6 يونيو 2011، لكن صمود أمها أمام العاصفة وصغر سنها آنذاك جعلها تتعايش مع قسوة الحياة.
وقالت سلمى، لـ “سودان تربيون”، إن “أمها نزحت من كادقلي إلى الخرطوم بعد أشهر من اندلاع الحرب فيها، حيث استقرت في أحياء جنوب المدينة الأكثر فقرًا وحرمانًا، لتعمل بائعة شاي في السوق المركزي لإطعام أطفالها الثلاث”.
وأفادت بأن والدتها، بعد اندلاع النزاع في 15 أبريل 2023، اضطرت إلى العمل في السوق المركزي للخضر والفاكهة جنوبي الخرطوم، في بيع الشاي والقهوة والأكلات الشعبية رغم انعدام الأمن، وذلك قبل أن تلقى حتفها في غارة جوية.
وتابعت “بعد مقتل والدتي وجدت نفسي مسؤولة عن إعاشة وتأمين حياة أخي وأختي، دون القدرة على العمل الذي امتهنته والدتي لإطعامنا، فلم أجد غير ممارسة الجنس مع جنود الدعم السريع وسكان آخرين مقابل المال”.
وأشارت سلمى إلى أنها لا تجني الكثير من الأموال، لكنها تضطر إلى ذلك لردع أخيها من الاستنفار لصالح قوات الدعم السريع، حيث تقول له إنها تعمل في مكان والدته تبيع الشاي في السوق المركزي.
وأوضحت بأنها شقيقها يشعر بأنه مسؤول عن إعالتي، لكنه لا يزال طفلًا عمره 15 عامًا حيث أجاهد لمنعه من الاستنفار والعمل من أجل إكمال تعليمه بعد توقف الحرب وإعادة فتح المدارس.
وتتحدث تقارير عن أن تدمير سُبل العيش في الريف والحضر، دفع الأسر إلى تدابير متطرفة، منها تزويج الطفلات للمقاتلين خاصة في مناطق النزاع النشطة وانضمام الأطفال إلى الجماعات المسلحة؛ من أجل الحصول على الطعام.
وفي 9 أكتوبر الجاري، قال عمال إغاثة في 8 منظمات دولية تعمل في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، إن بعض الفتيات تزوجن مقاتلين كوسيلة للبقاء على قيد الحياة للحصول على الطعام.
وأكدوا أن الفتيات يُجبرن على الزواج بالمقاتلين كما تمارس الشابات الجنس من أجل البقاء، مقابل الغذاء والماء والمال.
الشعور بالعاروقالت سلمى الطاهر إنها تخشى على مشاعر شقيقها الأصغر، حال عرف سلوكها حيث باتت لا تقوى على النظر في عينيه.
ولا يتسامح معظم أفراد المجتمع السوداني على ممارسة النساء الجنس خارج نطاق الزواج، حيث يرى الرجال أن صون الفتاة إلى أن تتزوج بمثابة شرفه الذي دونه الموت.
وفي الفاشر التي تخضع لحصار قوات الدعم السريع منذ أبريل المنصرم، وتعيش على وقع دوي المدافع وأصوات الاشتباكات، اضطر خالد إبراهيم — اسم مستعار — إلى تزويج ابنته إلى أحد مقاتلي القوة المشتركة للحركات المسلحة التي تُدافع عن المدينة بضرورة إلى جانب الجيش.
وقال إبراهيم، لـ “سودان تربيون”، إنه “كان يبيع الخضروات في سوق الفاشر، لكن بعد نشوب الحرب في المدينة اعتبارًا من 10 مايو 2024، بات عاطلًا ومع استمرار القصف المدفعي اضطر إلى النزوح لمخيم زمزم المجاور للمدينة”.
وأفاد بأنه زوج صغرى فتياته إلى مقاتل لعدم قدرته على حمايتها وإطعامها، رغم أن عمرها لا يتجاوز الـ 16 عامًا، ممتدحًا أخلاق صهره الجديد رغم خشيته على مقتله في المعارك الدائرة في المدينة.
وأفاد بوجود فتيات صغيرات أُجبرن على الزواج لعدم قدرة آبائهن على إعالتهن وحمايتهن، نافيًا علمه بممارسة شابات الجنس مقابل الطعام.
ويعمل متطوعون على تقديم الطعام إلى ملايين السكان العالقين في مناطق النزاع النشطة في الخرطوم ودارفور، فيما عُرف بـ “التكايا والمطابخ الجماعية”، رغم القيود التي تفرضها أطراف النزاع على النشطاء وملاحقتهم.
وقال خالد إبراهيم أن لا يقوى على الوقوف ساعات من أجل الحصول على الطعام من المطابخ الجماعية، بسبب تقدم العمر والمرض، حيث يعتمد على الطعام الذي يوفره صهره الجديد رغم قلته.
الافتقار إلى آليات الحمايةولم تستبعد مديرة وحدة حماية المرأة والطفل في وزارة التنمية الاجتماعي، سليمى إسحاق، ممارسة النساء للجنس وتزويج الطفلات من أجل الطعام، قائلة “نتوقع حدوث ذلك في الحرب”.
وأفادت سُليمى، في تصريح لـ “سودان تربيون”، بأن الوحدة تعمل على توثيق حالات الاستغلال والإساءة الجنسية التي يمكن أن تحدث حتى في المناطق الآمنة — في إشارة إلى الولايات الخاضعة لسيطرة الجيش.
وأشارت إلى أنها طلبت من وزير الداخلية في أبريل المنصرم، تكوين مكاتب شكاوى انتهاكات حقوق الإنسان والطفل في الوحدة لتقديم الخدمة القانونية والمساعدات ضحايا الاستغلال الجنسي، مع إلزام العاملين في المكاتب بمدونة سلوك.
وذكرت أن وزير الداخلية أصدر قرارات بإنشاء المكاتب في ولايات كسلا والقضارف والنيل الأبيض، بغرض زيادة آليات الحماية، مشددة على أن النساء “لا يبلغن عن حالات الاستغلال في ظل عدم وجود آلية تساعدهم”.
وكشفت عن سعيهم لتكوين لجان حماية في دُور الإيواء للإبلاغ عن حالات الاستغلال الجنسي مع تدريب المتطوعين والعاملين في هذه المراكز.
وأفادت سليمى إسحاق بأن الوحدة لا تكشف المعلومات عن الانتهاكات في مناطق سيطرة الدعم السريع، خشية تعرض السكان هناك للخطر.
وتحمّل الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان عناصر قوات الدعم السريع مسؤولية القدر الأكبر من الانتهاكات الواقعة على النساء، خاصة العنف الجنسي المرتبط بالنزاع والاغتصاب والاستغلال.
وتتكشف يومًا بعد الآخر مآسي النزاع خاصة فيما يتعلق بالجوع وتزايد معدلات سوء التغذية والاستغلال الجنسي، بعد أن فقد معظم السودانيين وظائفهم وأعمالهم التجارية.
منتدى الإعلام السودانيينشر هذا التقرير بالتزامن في منصات المؤسسات والمنظمات الإعلامية والصحفية الأعضاء بمنتدى الإعلام السوداني
الوسومالجرائم والانتهاكات حرب السودان منتدى الإعلام السوداني