أحيانا يفكر البعض في ما هو أول شيء خُلق في الكون، أو ما ترتيب الخلق، ومسألة أول ما خلق الله سبحانه وتعالى اختلف حولها بعض العلماء، فالبعض ذهب إلى أن القلم هو أول شيء خلقه الله سبحانه وتعالى، ومنهم ابن جَرير الطبري وابن الجوزي، في حين ذهب البعض الآخر إلى أن أول ما خُلق في الكون هو العرش، وذلك ما اتفق عليه ابن تيمية، في حين قال ابن مسعود وغيره من السلف أن الماء هو أول ما خُلق.

أول ما خلق الله سبحانه وتعالى

وقال عطية لاشين، أستاذ الفقه بكلية الشريعة بالقاهرة، والعضو الأسبق للجنة الفتوى، في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن هناك دلالة استند عليها كل عالم لتحديد ما أول شيء خلقه الله، فمن اتفق من العلماء على أن القلم هو أول ما خُلق، استند إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: في حديث عبادة بن الصامت: (إنَّ أوَّلَ ما خلقَ اللَّهُ القلمَ، فقالَ لَهُ: اكتُب، فجرى بما هوَ كائنٌ إلى الأبدِ)، وصحّ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (قدَّرَ اللَّهُ المقاديرَ قَبلَ أن يخلُقَ السَّمَواتِ والأرضَ بخَمسينَ ألفَ سنةٍ)، أي أن الله سبحانه وتعالى قد خلق القلم أول وكتب عز وجل بعلمه كل مقادير الكون، وهو أكثر الآراء الشائعة بين علماء الفقه.

دلالة من السنة النبوية الشريفة 

أما من قال إن العرش هو أول ما خلق الله عز وجل، فأوضح لاشين أن هذا الرأي استند إلى سؤال أحد الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم عن أول شيء خلقه الله، وأجاب صلى الله عليه وسلم: كانَ اللَّهُ ولَمْ يَكُنْ شيءٌ قَبْلَهُ، وكانَ عَرْشُهُ علَى المَاءِ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ والأرْضَ، ونقل هذا القول أبو جعفر الطبريّ عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: «أوَّل ما خلق الله تعالى العرش فاستوى عليه». 

وأضاف أستاذ الفقه بكلية الشريعة بجامعة الأزهر في القاهرة، أن هناك بعض العلماء ذهبوا إلى أن الماء هي أول شيء خلقه الله سبحانه وتعالى، حيث سأل بو هريرة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن الخلق، فردّ عليه -صلّى الله عليه وسلّم-: (كلُّ شيْءٍ خُلِقَ من الماءِ)، أي أن الماء هي المادة الأساسية لكل شيء خلقه الله سبحانه وتعالى، بالتالي هي جاءت قبل كل المخلوقات، وأشار لاشين إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «كان عرشه على الماء»، ما يدل على أن الماء والعرش هما أول ما خلق الله سبحانه وتعالى في الكون.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: خلق الله السنة النبوية دار الإفتاء الله سبحانه وتعالى صلى الله علیه وسلم ل ما خلق الله أول شیء خ فی الکون أن الماء أول ما خ هو أول

إقرأ أيضاً:

بالتزامن مع السوبر الإفريقي.. الأزهر يحذر من التعصب الرياضي ويوجه نصيحة لهؤلاء


كتب - محمود مصطفى أبوطالب:

حذّر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية من التَّعصب الرِّياضي، وأكد أن السخرية، والتنابذ بالألقاب، والسبٍّ، والغيبة، والعنف اللفظي؛ سلوكيات محرمة، تنافي الروح الرياضيه الراقية، وتُهدد السِّلم المُجتمعي.

وأوضح أنه مع إباحة الإسلام الحنيف لممارسة الرياضة والأخذ بأسباب اللياقة البدنية، والقوة الجسمية؛ إلا أنه وضع ضوابطَ للألعاب البدنية يحافظ اللاعب من خلالها على دينه، ونفسه، وماله، ووقته، وسلامته، وسلامة غيره؛ بما في ذلك منافسه. كما جعل مراعاة هذه الضوابط كاملة أمرًا لا ينفك عن حكم الإباحة المذكور؛ بحيث لو أُهدرت، أو أُهدر أحدُها بما يبعث على الانحرافات الأخلاقية والسلوكية، أو الفتنة؛ ومن ثمّ الفرقة وقطع أواصر الترابط في المجتمع؛ كان ذلك مُسوّغًا للتحريم.

ولفت إلى أن الحفاظ على الوَحدة مقصد شرعي جليل راعته هذه الضوابط، وقام على وجوبِ حِفظه أدلة عديدة، منها قول الله سبحانه: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا..} [سورة آل عمران: 103]؛ حتى كان زوال مسجدٍ أولى عند الله سبحانه من نشوب فتنة، أو ظهور فُرقَة؛ ويدل عليه قوله تعالى لنبيه رسول الله ﷺ في مسجد ضرار: {لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}. [سورة التوبة: 108] كما بيّن ﷺ أن إذكاء الفرقة من فعل الشيطان، فقال محذرًا: «إنَّ الشَّيْطانَ قدْ أيِسَ أنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، ولَكِنْ في التَّحْرِيشِ بيْنَهُمْ» [أخرجه مسلم].

ولفت إلى أن ما يحدث عقب المباريات الرياضية من ممارسات سلوكية غير أخلاقية؛ سواء على الشّاشات التلفزيونية، أم على صفحات مواقع التّواصل الاجتماعي؛ تتضمن إشارات بذيئة، وألفاظ نابية، وأوصاف مشينة، لا تتناسب مع أخلاق ديننا، وتاريخ أمتنا وثقافتنا، وحضارتنا، ولا تعد أمرًا هينًا فالكلمة أمانة ومسئولية سيحاسبنا الله سبحانه وتعالى عليها.

وأكد حرمة هذه السّلوكيات وما تضمنته من سخرية، أو تنابذ بالألقاب، أو تعصب، أو سبٍّ، أو غيبة، أو عنف لفظي وبدني؛ فأدلة الشرع على تحريم هذه السّلوكيات وأمثالها أكثر من أن تحصى، ومن ذلك قول الحق سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَننْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّاالِمُونَ} [ سورة الحجرات: 11]، وقول سيدنا رسول الله ﷺ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً؛ يَرْفَعُهُ اللهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَييَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً؛ يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ» [أخرجه البخاري وغيره]، وقوله ﷺ: «ليس المؤمنُ بالطَّعَّانِ، ولا اللَّعَّانِ، ولا الفاحش، ولا البذيءِ» [أخرجه الترمذي والحاكم]. ويناشد المركز مسؤولي منظومات الرياضة أن يواجهوا هذا التّعصب الرّياضي بوسائل توعويّة وعقابيّة تمنعه بالكلية.

وأهاب بالرياضيين أن يكونوا قدوة صالحة لأبنائنا، ولجماهير لعبتهم، وأن ينكروا التصرف الخاطئ على من جاء به من أي فريق أو اتجاه، وأن يغرسوا في النشء الانتماء الخالص للدين والوطن. وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين، والحمد لله رب العالمين. وَصَلَّىٰ اللَّه وَسَلَّمَ وبارَكَ علىٰ سَيِّدِنَا ومَولَانَا مُحَمَّد، وَعَلَىٰ آلِهِ وصَحبِهِ والتَّابِعِينَ، والحَمْدُ للَّه ربِّ العَالَمِينَ. #الفتوى_الإلكترونية

مقالات مشابهة

  • تزامنا مع مباراة الأهلي والزمالك.. «الأزهر للفتوى» يحذر من التعصب الرياضي
  • سلوكيات محرمة تهدد السلم المجتمعي. .. الأزهر يحذر من التعصب الرياضي
  • بالتزامن مع السوبر الإفريقي.. الأزهر يحذر من التعصب الرياضي ويوجه نصيحة لهؤلاء
  • الأزهر للفتوى يحذِّر من التَّعصب الرِّياضي
  • علي جُمعة: سد الله كل الأبواب إلا باب سيدنا النبي
  • حكم الصلاة مع وجود طلاء الأظافر.. الإفناء تجيب
  • اللؤلؤ والمسك والعنبر والفرج القريب
  • بيان من الأزهر للفتوى بشأن تلاوة القرآن الكريم على أنغام الموسيقى
  • استشاري نفسي: "الزوجة تفضل كلمة بحبك من زوجها أكثر من المال"