ما أول شيء خلقه الله في الكون؟.. الإجابة في الأحاديث الشريفة
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
أحيانا يفكر البعض في ما هو أول شيء خُلق في الكون، أو ما ترتيب الخلق، ومسألة أول ما خلق الله سبحانه وتعالى اختلف حولها بعض العلماء، فالبعض ذهب إلى أن القلم هو أول شيء خلقه الله سبحانه وتعالى، ومنهم ابن جَرير الطبري وابن الجوزي، في حين ذهب البعض الآخر إلى أن أول ما خُلق في الكون هو العرش، وذلك ما اتفق عليه ابن تيمية، في حين قال ابن مسعود وغيره من السلف أن الماء هو أول ما خُلق.
وقال عطية لاشين، أستاذ الفقه بكلية الشريعة بالقاهرة، والعضو الأسبق للجنة الفتوى، في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن هناك دلالة استند عليها كل عالم لتحديد ما أول شيء خلقه الله، فمن اتفق من العلماء على أن القلم هو أول ما خُلق، استند إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: في حديث عبادة بن الصامت: (إنَّ أوَّلَ ما خلقَ اللَّهُ القلمَ، فقالَ لَهُ: اكتُب، فجرى بما هوَ كائنٌ إلى الأبدِ)، وصحّ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (قدَّرَ اللَّهُ المقاديرَ قَبلَ أن يخلُقَ السَّمَواتِ والأرضَ بخَمسينَ ألفَ سنةٍ)، أي أن الله سبحانه وتعالى قد خلق القلم أول وكتب عز وجل بعلمه كل مقادير الكون، وهو أكثر الآراء الشائعة بين علماء الفقه.
دلالة من السنة النبوية الشريفةأما من قال إن العرش هو أول ما خلق الله عز وجل، فأوضح لاشين أن هذا الرأي استند إلى سؤال أحد الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم عن أول شيء خلقه الله، وأجاب صلى الله عليه وسلم: كانَ اللَّهُ ولَمْ يَكُنْ شيءٌ قَبْلَهُ، وكانَ عَرْشُهُ علَى المَاءِ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ والأرْضَ، ونقل هذا القول أبو جعفر الطبريّ عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: «أوَّل ما خلق الله تعالى العرش فاستوى عليه».
وأضاف أستاذ الفقه بكلية الشريعة بجامعة الأزهر في القاهرة، أن هناك بعض العلماء ذهبوا إلى أن الماء هي أول شيء خلقه الله سبحانه وتعالى، حيث سأل بو هريرة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن الخلق، فردّ عليه -صلّى الله عليه وسلّم-: (كلُّ شيْءٍ خُلِقَ من الماءِ)، أي أن الماء هي المادة الأساسية لكل شيء خلقه الله سبحانه وتعالى، بالتالي هي جاءت قبل كل المخلوقات، وأشار لاشين إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «كان عرشه على الماء»، ما يدل على أن الماء والعرش هما أول ما خلق الله سبحانه وتعالى في الكون.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: خلق الله السنة النبوية دار الإفتاء الله سبحانه وتعالى صلى الله علیه وسلم ل ما خلق الله أول شیء خ فی الکون أن الماء أول ما خ هو أول
إقرأ أيضاً:
أمين الفتوى: صلة الرحم تزيد العمر وتجلب البركة
أجاب الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال متصلة تدعى نادية ممدوح، من محافظة أسيوط، حول تراجع صلة الأرحام وتباعد الأقارب عن بعضهم البعض.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج «مع الناس»، المذاع على قناة «الناس»، اليوم الثلاثاء، أن صلة الرحم أمر بالغ الأهمية في الشريعة الإسلامية، وهي من الأسباب التي تعزز البركة في الحياة، وتزيد العمر، وتحفظ الروابط الأسرية.
قطع الرحم من الأعمال الفاسدةوأشار «وسام» إلى أن الله سبحانه وتعالى حذر من قطع الأرحام، حيث قال في القرآن الكريم: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَتُقَطِّعُوۤاْ أَرْحَامَكُمْ * أَوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ}، ما يدل على أن قطع الرحم يُعد من الأعمال الفاسدة التي قد تؤدي إلى نتائج سلبية على الفرد والمجتمع، كما أن صلة الرحم تساهم في التآلف والتكافل بين أفراد المجتمع، وتخلق بيئة مليئة بالرحمة والعطاء.
توجيه الزكاة للأقارب المحتاجينوأوضح أن العديد من الأشخاص قد يغفلون عن حقوق أقاربهم، خصوصًا عندما يكونون في ظروف مادية صعبة، رغم توافر العطاء لهم من الأغنياء، مستشهدا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يحث على الإحسان إلى الأقارب، وتجنب إهدار حقهم، رغم أن البعض قد يميل إلى تقديم الزكاة والصدقة لغير الأقارب رغم احتياجهم الشديد.
وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من هذا التصرف، موضحا، أن الزكاة لا تحل لغني ولا لقوي مكتسب، ما يعكس أهمية العناية بالأقارب، خاصة في أوقات الضيق.
وشدد على أن صلة الرحم ليست مجرد زيارة، بل هي تكافل حقيقي وتعاون في أوقات الحاجة، ومعاملة الله تعالى في أقاربنا كنوع من العطاء والرحمة التي ترضي الله سبحانه وتعالى، مؤكداأن البركة التي تتحقق من خلال صلة الرحم هي من أعظم الأسباب التي تجعل الحياة أكثر استقرارًا، وتضمن رضا الله سبحانه وتعالى.
ودعا الدكتور محمد وسام إلى ضرورة أن يتكاتف الجميع، خاصة في الأوقات الصعبة، ليعيشوا معنى صلة الرحم، وذلك في إطار خدمة المجتمع وتنمية الروابط الأسرية، مما يؤدي إلى رضا الله تعالى وصلاح المجتمعات.