وحدة الساحات السودانية وخطاب البرهان
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
ماذا أراد السودانيون عندما اندلعت الحرب قبل نحو عام ونصف ؟ لا أحد يدري بالتأكيد. لكنهم يريدون الآن أن يقتصوا من “آل دقلو” ومليشياتهم ، وامتدت رغبات البعض والتي يجاهرون بها إلى حد إبادتهم، لم يطالب السودانيين اللاجئين والنازحين بأن تتوقف، لأنهم يعلمون إن توقفوا من طرف واحد فستكون الهزيمة، وهم لا يتحملونها بعد عام ونصف من تحطيم السودان أرضاً وشعباً ومحاولة تقسيمه.
المتابع جيداً وبدون أحكام مسبقة ، يجد أن لغة الرئيس البرهان في خطابه أمام الجمعية العامة للامم المتحدة، قد تغيرت كثيراً من سابقتها ، وأصبحت شروطاً لا استجداء للمجتمع الدولي ، قال الرئيس :” مليشيات آل دقلو تمردت على الدولة السودانية وحاولت الاستيلاء على السلطة بالقوة العسكرية بمساعدة دول في الإقليم قدمت لها الدعم المالي والعسكري وحشدت لها المرتزقة”.
للامارات وكلاء دائماً يشنون الحرب بدلاً عنها وهي تجني الثمار السياسية والاستراتيجية، بل والمادية! لكن هذه المرة في حرب السودان ، الخسائر من الضخامة بحيث لا يسهل تعويضها عن طريق تنازلات الولايات المتحدة. او ضغوط المجتمع الدولي ، أما زعماء القبائل والسياسيين والناشطين ، اولئك الذين ورطهم “دقلو” في الحرب و عملوا كمخالب قط من أجل حماية وتعزيز مصالح حقيقية أو وهمية تخص سيداً يقبع بعيداً، فمصيبتهم قد لا تكفي عقود لرفعها!
الواقع أنه بعد تدمير الكتلة الصلبة للمليشيات ، وافتتضاح نوايا قادتها الحقيقية التي دفعتهم لخوض الحرب ، وأنه لا علاقة لها بأي تحول ديمقراطي أو مصلحة للسودانيين، وافتتضاح حاضنتها السياسية التي استخدمت “التقية” خلال الفترة الأولى في أضخم عملية تضليل سياسي ، الواقع أن الجيش الان يخوض المعركة على جبهتين أو ثلاث داخلياً وخارجياً، والحقيقة الماثلة أن الدولة السودانية متقدمة على كافة الجبهات .
بالامس ظهرت “وحدة الساحات” السودانية في أضخم عملية برية خاضها الجيش السوداني داخل العاصمة “الخرطوم” منذ اندلاع الحرب ، حيث عبرت قوات الجيش، هيئة مكافحة الإرهاب ، كتائب الاسناد من المقاومة الشعبية، الجسور إلى الخرطوم والخرطوم بحري ، وأجبرت المليشيا إلى الفرار من شمال بحري ووسط الخرطوم ،تزامن ذلك والرئيس البرهان يقول أمام المجتمع الدولي:” مليشيات آل دقلو روعت ملايين السودانيين ووقف الحرب لن يتم إلا بتجريد المليشيات من السلاح وتجميعها في مواقع محددة”، وبهذا يعلن الرئيس “البرهان” ان رصيد الحد الأدنى قد أصبح فارغاً.
خطاب الرئيس أمام العالم بهذه اللغة الحادة والمباشرة ، توضح أنه وصل إلى قناعة مفادها :لو كانت هناك نية دولية حقيقية لإرغام الامارات ومليشياتها فعلياً على وقف الحرب والعدوان لكان حصل ذلك منذ أشهر طويلة، ولكن الملاحظ هو الصمت واللعب على الوقت وعلى استدراج أطراف أخرى.
بعد محاولات لقراءة افكار الرجل ، وانطباعات متذبذبة نتاج مواقفه في بعض المحكات ، بدا لي واضحاً أن الرئيس البرهان رجل ذكي ، جنرال ثعلب ، انحنى لعاصفة الايام الأولى عسى ولعل أن ينقذ شيئاً من الحريق ، كان يفهم إن الشخص الذي يعيش واقعاً ملتبساً ومعقداً ومتأزماً لن يتجاوزه إلا بالحكمة.
ولكن بعد مرور عام ونصف ، استغرقها في محاولة لملمة الاوراق التي بعثرتها رياح العدوان داخلياً وخارجياً، وبعد تجارب لصيقة مع المجتمع الدولي الغربي واكاذيبه، وصل إلى يقين أن السياسة الدولية تنبذ الحكمة وتعدها خيار الضعفاء، لذلك اتجه إلى خيار آخر ، وهو فرض إرادة الشعب على الجميع بالقوة العسكرية بميدان القتال في السودان ، واعلان ذلك أمام العالم قائلا:” إرادة الدولة السودانية ستنتصر على العدوان”.
محبتي واحترامي
رشان اوشي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
اجتماع حاسم لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن أوكرانيا
المناطق_متابعات
قال مسؤول أمريكي ومصدر مطلع إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيعقد اجتماعًا بعد ظهر الاثنين بشأن الخطوات التالية فيما يتعلق بالأزمة مع أوكرانيا، بما في ذلك تعليق محتمل للمساعدات العسكرية الأمريكية.
وكان ترامب وحلفاؤه يضغطون على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد اجتماعهم الكارثي في المكتب البيضاوي الأسبوع الماضي.
أخبار قد تهمك الرئيس الأمريكي يُعلّق على قول الرئيس الأوكراني إن إنهاء الحرب “لا يزال بعيداً للغاية” .. ترامب: هذا أسوأ تصريح لزيلينسكي ولن نتحمله لفترة أطول 3 مارس 2025 - 9:23 مساءً ترامب يهنئ المسلمين بحلول شهر رمضان 3 مارس 2025 - 9:01 مساءًومن شأن تعليق المساعدات العسكرية أن يلحق الضرر بقدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها ضد روسيا ويضعف نفوذ أوكرانيا بشكل أكبر بينما يدفع ترامب نحو محادثات السلام.
ورد ترامب على Truth Social على تقرير لوكالة أسوشيتد برس بأن زيلينسكي قال إن نهاية الحرب “ما زالت بعيدة جدًا جدًا”، وكتب: “هذا أسوأ بيان يمكن أن يصدره زيلينسكي، ولن تتحمل أميركا ذلك لفترة أطول!”.
وفقا للعربية: تابع “هذا ما كنت أقوله، هذا الرجل لا يريد أن يكون هناك سلام طالما أنه يحظى بدعم أمريكا، وأوروبا، في الاجتماع الذي عقدته مع زيلينسكي، صرحت بشكل قاطع أنها لا تستطيع القيام بالمهمة بدون الولايات المتحدة”، وأضاف “ربما لم يكن هذا تصريحًا رائعًا من حيث إظهار القوة ضد روسيا. ماذا يفكرون؟”
وكتب زيلينسكي على X أنه “من المهم جدًا أن نحاول جعل دبلوماسيتنا جوهرية حقًا لإنهاء هذه الحرب في أقرب وقت ممكن ، وتابع “نحن بحاجة إلى سلام حقيقي والأوكرانيون يريدون ذلك أكثر من أي شيء آخر لأن الحرب تدمر مدننا وبلداتنا. نحن بحاجة إلى وقف الحرب وضمان الأمن. نحن نعمل مع أميركا وشركائنا الأوروبيين ونأمل كثيرًا في دعم الولايات المتحدة على طريق السلام. السلام مطلوب في أقرب وقت ممكن”.
ويبدو أن هذا التبادل يحدد لهجة اجتماع الاثنين.
إلى جانب ترامب، من المتوقع أن يشارك نائب الرئيس فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الدفاع بيت هيجسيث ومستشار الأمن القومي مايك والتز ومسؤولون كبار آخرون، حسبما ذكرت المصادر.
وكشفت صحيفة نيويورك تايمز لأول مرة عن الاجتماع.
وقال والتز لفوكس نيوز الاثنين أن الوقت ليس في صالح زيلينسكي، صبر الشعب الأمريكي ليس بلا حدود، ومحافظهم ليست بلا حدود، ومخزوناتنا وذخائرنا ليست بلا حدود. لذا فإن الوقت للتحدث هو الآن”.
وأضاف مستشار الأمن القومي لترامب أنه من أجل حل الأزمة، يحتاج زيلينسكي إلى التعبير عن أسفه لخلافه العلني مع الرئيس في المكتب البيضاوي يوم الجمعة الماضي، والقول إنه مستعد لتوقيع صفقة المعادن وأنه مستعد للدخول في محادثات سلام مع روسيا.
وكان ترامب يدعو إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا، على أن يتبعه مفاوضات. لكن زيلينسكي يقاوم فكرة وقف إطلاق النار غير المشروط.
وأصبح اجتماع ترامب وزيلينسكي مثيرًا للجدال بشكل خاص بعد أن قال زيلينسكي إن بوتن انتهك الاتفاقات السابقة ولا يمكن الوثوق به.
كما لم تدع روسيا إلى وقف إطلاق النار، لكن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قال الأحد إن السياسة الخارجية “المتغيرة بسرعة” لترامب “تتوافق إلى حد كبير مع رؤيتنا”.