عربي21:
2024-09-28@00:30:26 GMT

هل أخطأ حزب الله في التكتيك؟

تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT

فاجأت الحملة الإسرائيلية على حزب الله في الأيام الأخيرة، خبراء الاستراتيجيات العسكرية، بكثافتها وحجم الأهداف التي ضربتها، لدرجة اعتبرها البعض أنها غير مسبوقة، ووصفوها بالأكبر والأقوى تاريخيا.

التفسير الأقرب لهذه الشراسة تقدير إسرائيلي لقوة الحزب وقدرته على إحداث أضرار بالغة بإسرائيل، فقد ظهرت إسرائيل، ورغم أنها صاحبة المبادرة في الهجوم، خائفة إلى حد بعيد وتسابق الزمن بهدف نزع أكبر قدرة من حزب الله، عبر تدمير مرابض صواريخه ومواقع قواته وطرق إمداده اللوجستية، وذلك بهدف إضعاف خيارات الحزب ودفعه للاستسلام ورفع الراية ليحافظ على ما تبقى له من قدرات وأدوات قتالية.



وادعت إسرائيل أنها، وفي اليوم الأول، قضت على نصف قدرات الحزب، بما يعنيه ذلك من تدمير عشرات آلاف الصواريخ ومخازن الأسلحة التي يخزنها في عمق لبنان. وبالطبع مصادر حزب الله كذّبت هذه الادعاءات، وأوحى مقربون من الحزب أن الرد الضعيف من قبله كان مدروسا، وأن الأيام القادمة ستفرج عن ردود تُذهل إسرائيل وتدفعها لطلب التفاوض العاجل مع الحزب.

في التقييم الأولي لما حصل في الأيام الأولى للهجوم الإسرائيلي، ورجحان الكفّة لمصلحة إسرائيل في هذه الحرب، وبنك الأهداف الواسع الذي استهدفته إسرائيل، وقبلها تفجيرات البيجر واغتيال قادة الرضوان، يبدو أن الحزب كان تحت المجهر الإسرائيلي طيلة المدّة الماضية، وليس معلوما ما إذا كان ذلك نتيجة تهاون الحزب في المجال الأمني ما فسح المجال لإسرائيل لجمع هذا الكم من المعلومات، والتي على أساسها وجّهت ضربات مؤلمة للحزب، أم أن طموحات الحزب في لعب دور إقليمي، ولا سيما بعد توسعه الكبير في سوريا وسيطرته على مساحة كبيرة، وحاجته لأعداد كبيرة من المقاتلين، جعلته مكشوفا أمام الاختراقات الأمنية.

لكن، يبدو أن الخطأ التكتيكي الأكبر الذي وقع به حزب هو ركونه لقواعد الاشتباك والمعادلات التي اعتقد أنه أرساها في مواجهة إسرائيل، وتقديره بأنها كافية للجم قادة إسرائيل من الاندفاع إلى حرب على لبنان، ومن ثم فالحزب، وبما يملكه من قوّة ردع، اعتبر أنه بأمان، كما راهن على أن إسرائيل المستنزفة لما يقارب العام في حرب غزة لن تجرؤ على القيام بحرب أخرى.

وثمة خطأ تكتيكي آخر يتمثل بعدم انتهاز الحزب لفرصة قيام حماس بالهجوم على إسرائيل، ولا سيما وأن لديه خططا مسبقة للقيام بهجوم على مناطق في الجليل وقوّة مدرّبة للقيام بهذه المهمة. وبحسب تقديرات كثير من الخبراء العسكريين أنه لو حصل ذلك لوقعت إسرائيل في مأزق فعلي، صحيح أن أمريكا حركت أساطيلها في ذلك الوقت خوفا من حصول هذا السيناريو، لكن المؤكد أنها كانت ستضطر ومن خلفها إسرائيل إلى سلوك طريق التفاوض للخروج من المأزق، بالنظر لضعف العمق الاستراتيجي وقدرة الحزب على السيطرة على مناطق واسعة في ظل الصدمة والارتباك الذي أحدثه هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي.

ربما يعتقد البعض أن حزب الله لو فعل ذلك لكان ارتكب مجازفة كبيرة قد تدفع إسرائيل إلى استخدام أقصى قدراتها في مواجهته، لكن المؤكد أن إسرائيل استطاعت التكيف بعد مدّة بسيطة مع حرب المشاغلة التي شنها حزب الله لمساندة غزة، ولم تتأثر حملتها على غزة بدرجة كبيرة، ثم إن نتنياهو استطاع الثَّبات أمام ضغط مستوطني الشمال عبر التسويف والمماطلة إلى حين توفّر ظروف أفل بتقديره لفتح جبهة ثانية في الشمال.

الآن، أصبح كل ذلك وراءنا، المهم كيف يمكن للبنان أن يخرج بأقل الخسائر، فمن الواضح أن ثمة حدود لقدرة حزب الله على التصعيد والضغط على نتنياهو ليوقف الحرب، في ظل التهديد بتدمير الضاحية الجنوبية وربما لبنان بالكامل، واعتبار نتنياهو أنه أمام فرصة للتخلص من تهديد حزب الله، في ظل بيئة دولية مساندة وإقليمية غير معنية بمصير حزب الله، وضعف حلفاء الحزب وعجزهم عن تقديم مساندة حاسمة.

على ذلك يبدو أن المطلوب من حزب الله الاستفادة ما أمكن من الفرص الدبلوماسية المطروحة حتى اللحظة، والاستفادة من قرار 1701 إذ يمكن التفاوض على تحسين شروطه، ولا سيما منع الطيران الإسرائيلي من خرق الأجواء اللبنانية، وطالما أن تطبيق القرار شرط إسرائيل وذريعتها وكذلك وسيلتها لإسكات العالم عن حربها ضد لبنان، فإن الحزب، يمكنه اللعب على هذه الورقة، وهنا لا مجال أبدا لخطأ تكتيكي جديد لأنه سيكون قاتلا.

x.com/ghazidahman1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلية حزب الله لبنان لبنان إسرائيل حزب الله استراتيجية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله

إقرأ أيضاً:

سرور عاد من اليمن قبل 3 أيام فقط.. هؤلاء هم أبرز قادة حزب الله الذين استهدفتهم إسرائيل

تكّبد حزب الله خسائر كبرى في صفوف قياداته العسكرية مع شنّ إسرائيل ضربات دقيقة استهدفت قادة بارزين من الصف الأول والثاني، آخرهم محمد حسين سرور المعروف "بأبو صالح".

في ما يأتي أبرز قادة الحزب الذين استشهدوا بنيران إسرائيلية، فيما نجا أحدهم هذا الأسبوع من ضربة دقيقة استهدفته.

محمد حسين سرور

سرور وجّه وأشرف على تنفيذ "عمليات بالمسيّرات، وصواريخ كروز وطائرات من دون طيار تم توجيهها لاستهداف الجبهة الداخلية لإسرائيل" بحسب ما أعلنه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.

وكان سرور يعتبر أحد رواد مشاريع إنتاج الطائرات المسيّرة في لبنان حيث أنشأ مواقع إنتاج المسيرات الانقضاضية والمسيرات المكلفة بجمع المعلومات في لبنان.

انضم سرور إلى حزب الله خلال الثمانينيات من القرن الماضي وأدى سلسلة وظائف منها قائد وحدة صواريخ الأرض جو، وحدة "عزيز" التابعة لوحدة الرضوان وكذلك أرسله حزب الله إلى اليمن للعمل على قضية المنظومة الجوية التابعة للحوثيين.

كما أكدت مصادر العربية/الحدث أن سرور كان مسؤول الوحدة الجوية في اليمن وكان مسؤولا عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات من هناك، وعاد من اليمن إلى لبنان قبل 3 أيام فقط.

فؤاد شكر
فؤاد شكر يُعد من الجيل المؤسس لحزب الله وأحد أبرز عقوله العسكرية، واغتيل في ضربة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية، في 30 تموز.

وتولى شكر، وهو على غرار بقية قادة حزب الله غير معروف إعلاميا، مهام "قيادة العمليات العسكرية في جنوب لبنان" ضد إسرائيل، منذ بدء التصعيد بين الطرفين بعد اندلاع الحرب في قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس في السابع من تشرين الأول.

وفي بيان نعيه، وصف حزب الله شكر بأنه "رمز من رموز (المقاومة) الكبار، ومن صانعي انتصاراتها وقوتها واقتدارها ومن قادة ميادينها".

وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أنهما كانا على تواصل يومي منذ بدء الحزب عملياته ضد إسرائيل من جنوب لبنان.

وشكر من بين قادة الحزب الذين كانوا مدرجين على قوائم الإرهاب الأميركية. وعرضت الخزانة الأميركيّة عام 2017 خمسة ملايين دولار "في مقابل الإدلاء بأيّ معلومات" بشأنه.

وكانت واشنطن تعتبره "أحد العقول المُدبّرة لتفجير" طال ثكنات مشاة البحريّة الأميركيّة في بيروت في العام 1983، الذي أسفر عن مقتل 241 عسكرياً أميركياً.

إبراهيم عقيل

أعلنت إسرائيل في 20 أيلول اغتيال ابراهيم عقيل بغارة شنّتها على الضاحية الجنوبية.

وعقيل غير المعروف إعلاميا، كان يعد وفق مصدر مقرب من الحزب، الرجل الثاني عسكريا بعد شكر. وتولى قيادة قوة الرضوان، وحدات النخبة في حزب الله، التي تعد رأس حربة حزب الله في القتال البري والعمليات الهجومية، وتشارك وحداتها الصاروخية في قصف مواقع عسكرية إسرائيلية منذ بدء التصعيد قبل نحو عام.

واستهدف عقيل بينما كان يقود اجتماعا لقادة قوة الرضوان، ما أسفر عن استشهاد 16 منهم على الأقل بحسب حزب الله.

وعلى غرار شكر، رصدت واشنطن منذ سنوات سبعة ملايين دولار لمن يقدم معلومات عنه لدوره في تفجيرات استهدفت سفارتها ومشاة البحرية الأميركية في بيروت عام 1983. وفي عام 2019، صنّفته وزارة الخارجية على أنه "إرهابي عالمي".

علي كركي
في 23 أيلول ، أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذه "ضربة محددة الهدف" على ضاحية بيروت الجنوبية.

وتبين وفق ما قال مصدر من الحزب لفرانس برس إن الغارة كانت تستهدف القيادي العسكري علي كركي، الذي يعدّ الرجل الثالث عسكريا في حزب الله بعد شكر وعقيل، ويشغل حاليا مهام قائد جبهة الجنوب في الحزب.

ومساء اليوم ذاته، أعلن حزب الله في بيان أن "القائد الحاج علي كركي بخير"، وفي "كامل صحته وعافيته وقد انتقل إلى مكان آمن". نافيا مقتله في الغارة.

إبراهيم قبيسي

أعلن حزب الله في 25 أيلول أنّ أحد قادته العسكريين، إبراهيم قبيسي، استشهد في غارة إسرائيلية استهدفت معقله قرب بيروت.

وانضمّ قبيسي إلى الحزب منذ تأسيسه في العام 1982، وشغل مناصب عسكرية مهمّة من ضمنها قيادة وحدة بدر، المسؤولة عن منطقة شمالي نهر الليطاني، إحدى مناطق عمليات حزب الله الثلاث في جنوب لبنان.

في نبذة عن حياته، قال حزب الله إن قبيسي تدرّج في المسؤوليات التنظيمية وقاد عددا من التشكيلات الصاروخية.

فيما قال الجيش الإسرائيلي إن قبيسي كان يقود وحدات عسكرية عدة، بما في ذلك وحدة الصواريخ الموجّهة الدقيقة. وتم استهدافه بينما كان مع قادة آخرين من الوحدة الصاروخية للحزب.

قياديون آخرون
إلى جانب القادة المذكورين، خسر حزب الله منذ بدء التصعيد اثنين من قادة مناطقه العسكرية الثلاث في جنوب لبنان، وهما محمّد نعمة ناصر الذي استشهد بغارة إسرائيلية استهدفت سيارته في منطقة صور في 3 تموز، وطالب عبدالله بضربة على منزل كان داخله في بلدة جويا في 11 حزيران.

وخسرت كذلك قوة الرضوان عددا من قادتها أبرزهم وسام الطويل الذي استشهد مطلع العام باستهداف سيارته في جنوب لبنان.(العربية)


مقالات مشابهة

  • حسن نصرالله.. إسرائيل تستهدف أهم أذرع إيران
  • أبرز قيادات حزب الله التي اغتالتها إسرائيل بعد طوفان الأقصى
  • البنتاغون: لم نتلق إشعارا مسبقا بضربة إسرائيل في بيروت
  • العميد فدوي: “إسرائيل” ستتعرض لهزيمة كبيرة في الحرب البرية مع حزب الله
  • سرور عاد من اليمن قبل 3 أيام فقط.. هؤلاء هم أبرز قادة حزب الله الذين استهدفتهم إسرائيل
  • آخرهم سرور.. من هم أبرز قادة حزب الله الذين اغتالتهم إسرائيل؟
  • أحدهم نجا.. قيادات بارزة في حزب الله استهدفتهم إسرائيل
  • إيكونوميست: هل أخطأ نصر الله تقدير رد فعل إسرائيل؟
  • هل أخطأ حزب الله؟!