قال المحلل العسكري رون بن يشاي لصحيفة يديعوت أحرنوت، إنه "بسبب قوة القصف، قد تمر أيام قبل أن نعرف ما حدث لنصر الله".

وأضاف، أن "الهجوم على مقر حزب الله تم باستخدام قنابل خارقة للتحصينات تزن قرابة الطن، وبكميات كبيرة، ويُعتقد أن هذه القنابل قادرة على اختراق طبقات من الخرسانة بسمك عدة أمتار، وطبقات من الأرض بعمق عشرات الأمتار".



ولم يستهدف القصف نقطة واحدة بل امتد على مساحة تبلغ عدة مئات من الأمتار المربعة فوق الأرض وتحتها. هذه التفاصيل تفسر لماذا قد يستغرق الأمر بعض الوقت، ربما أيامًا، حتى يتضح مصير نصر الله، إذا كان هناك. احتمالية أن يكون نصر الله قد نجا بإصابات طفيفة ضئيلة جدًا، لكنها قائمة وفقا للمحلل.



وبين بن يشاي، أن هذه القنابل تسبب دمارًا كبيرًا، خاصة للأهداف البشرية، إلى درجة يصعب التعرف عليها. في بعض الأحيان، قد يكون من الصعب معرفة عدد الأشخاص الذين أصيبوا، بسبب القوة الهائلة للانفجار والحرارة التي تولدها، بالإضافة إلى الحطام الكبير الذي يغطي المكان المستهدف، مما يجعل الوصول إلى البونكر الذي قد يكون فيه قادة حزب الله أمرا صعبا.

وأضاف، أن من المحتمل أنه لو لم يكن نصر الله في المكان المستهدف، لكان حزب الله قد قدم أدلة على ذلك أو على الأقل أصدر بيانا، ولكنهم لا يعلمون، لذا هم صامتون.

وردا على سؤال حول ردة فعل حزب الله وما تأثير ذلك على إسرائيل، أجاب بن يشاي، أن حزب الله هو تنظيم سياسي يمتلك جيشًا إرهابيًا يضم بين 30 و50 ألف مقاتل، ويملك ترسانة صواريخ وطائرات مسيرة تتفوق على العديد من الدول، بما في ذلك قوى أوروبية كبرى.

وأوضح، أنه خلال الأيام التسعة الأخيرة، تمكنت إسرائيل من القضاء على جزء كبير من القيادة العليا والمتوسطة للتنظيم عبر ضربات مركزة. وفقًا لمصادر أجنبية، أدت هجمات البايفر إلى ضرب المستويات الدنيا المسؤولة عن تشغيل أنظمة الأسلحة أيضا.

ومع ذلك، لا يعني هذا أن التنظيم لن يتمكن من العمل. ما زال لدى حزب الله صواريخ ثقيلة بعيدة المدى يمكنها الوصول إلى مئات الكيلومترات، بما في ذلك صواريخ دقيقة، حتى مع إصابة القيادة العليا، يمكن للقادة المحليين اتخاذ قرار بشن هجمات صاروخية وطائرات مسيرة على إسرائيل بمفردهم. ربما لديهم دافع كبير للقيام بذلك حتى بدون أوامر من القيادة العليا بحسب بن يشاي.

كما أشار إلى عواقب الحادثة قال بن يشاي، إن ذلك يعتمد على ما إذا كان نصر الله قد نجا من الهجوم، فمن المؤكد أن الإيرانيين سيكونون معنيين بهذا الأمر، لأنهم من زودوا حزب الله بترسانته من الصواريخ الثقيلة والدقيقة، وهم يسعون إلى الحفاظ على قدرته الاستراتيجية لضرب إسرائيل، وتفتيت جهد سلاح الجو الإسرائيلي في حالة قررت إسرائيل مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.



علاوة على ذلك، نصر الله يعد شخصية رئيسية في "محور المقاومة"، وله مكانة رفيعة فيه إلى جانب المرشد الإيراني علي خامنئي. وعلى الرغم من أن خامنئي هو "الشريك الأكبر"، فإنه كان يعتمد بشكل كبير على ما ينصحه به نصر الله، ويعتبره خبيرًا في الشؤون الإسرائيلية.

وتابع، "بالنسبة للإيرانيين، إصابة نصر الله تعادل إصابة قائد ديني شيعي، وهي ضربة لجسد الطائفة التي تسعى إيران لتقوية نفوذها عبرها في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي. وبالتالي، فإن هذا الحدث يتطلب من طهران الانتقام، ولو من منظور ديني-طائفي".

وأكد أن على دولة الاحتلال أن تتوقع رد فعل إيراني قوي، قد يكون ذلك عبر هجوم مباشر من إيران، أو عبر إرسال ميليشيات شيعية وأخرى موالية لها في العراق وسوريا. النتيجة النهائية هي أنه يجب على إيران أن تكون جزءًا من الانتقام، وسيتم توجيه قادة حزب الله المتبقين في لبنان لتكون جزءًا من هذه الجهود.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية القصف حزب الله نصر الله الاحتلال قصف حزب الله الاحتلال نصر الله الضاحية الجنوبية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله نصر الله

إقرأ أيضاً:

غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار  

 

 

بيروت - استهدفت غارة إسرائيلية الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة، وذلك للمرة الأولى منذ دخول وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، بعدما شن الجيش الإسرائيلي ضربات في جنوب لبنان ردا على إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي الاسرائيلية.

وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية "أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على حي الحدث في الضاحية الجنوبية" المكتظ بالسكان والذي أغلقت مدارسه أبوابها عقب إصدار الجيش الإسرائيلي أمر إخلاء للمنطقة بعد إطلاق صاروخين على إسرائيل في عملية لم تتبنّها أي جهة ونفى حزب الله مسؤوليته عنها.

ووسط المباني المتضررة من الضربة وفيما كان عناصر الاطفاء يحاولون إخماد النيران، كان مسعفون يبحثون بين الانقاض وينقلون الجرحى، بحسب مشاهد لوكالة فرانس برس.

وشهدت مداخل الضاحية الجنوبية زحمة سير خانقة، فيما سعى عدد كبير من سكانها الى الفرار.

وقال محمد (55 عاما) الذي كان يفر مع عائلته على غرار ما فعل خلال الحرب الاخيرة، "نخاف بشدة من عودة الحرب".

وقبل الغارة، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على "إكس"، "إنذار عاجل للمتواجدين في الضاحية الجنوبية في بيروت وخاصة في حي الحدث (...). أنتم تتواجدون بالقرب من منشآت تابعة لحزب الله. من أجل سلامتكم... أنتم مضطرون لإخلاء هذه المباني"، محددا على خارطة عددا من المباني.

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان عقب الغارة "ضربت قوات الدفاع الإسرائيلية موقعا تستخدمه وحدة حزب الله الجوية (127) لتخزين المسيرات في منطقة الضاحية".

وفي وقت سابق، أعلن الجيش الاسرائيلي أنه يشن هجمات في جنوب لبنان بعدما توعّد وزير الدفاع يسرائيل كاتس بالرد "بقوة" عقب إطلاق صاروخين من لبنان نحو الدولة العبرية.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية ان القصف الاسرائيلي خلف خمسة قتلى على الاقل في قريتين بجنوب لبنان.

ونفى حزب الله الجمعة "أي علاقة" له بإطلاق صاروخين صباحا من جنوب لبنان.

- عون ينفي مسؤولية حزب الله -

وأعلن الرئيس اللبناني جوزاف عون فتح تحقيق، وقال إن "كل شيء يشير" إلى أن "حزب الله ليس مسؤولا" عن إطلاق الصواريخ أخيرا نحو إسرائيل.

وأفاد الجيش اللبناني بأنه عثر في جنوب لبنان على منصات إطلاق صواريخ استخدمت لاستهداف اسرائيل.

وقال الجيش في بيان "تمكن الجيش من تحديد موقع انطلاق الصواريخ في منطقة قعقعية الجسر - النبطية شمال نهر الليطاني، وباشر التحقيق لتحديد هوية مطلقيها"، فيما قال مصدر أمني لبناني لوكالة فرانس برس شرط عدم كشف اسمه إن الموقع يبعد 15 مترا فقط من نهر الليطاني الذي كان من المقرر أن ينسحب حزب الله إلى شماله بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

وأعلن حزب الله إلغاء احتفال يوم القدس المقرر الجمعة في الضاحية الجنوبية لبيروت بعد الغارة الإسرائيلية.

وهي المرة الثانية منذ بدء وقف اطلاق النار يتم اطلاق صواريخ من لبنان في اتجاه اسرائيل. وتعود المرة الاولى الى 22 آذار/مارس.

وحذر وزير الدفاع يسرائيل كاتس من أنه "إذا لم يعم الهدوء في بلدات الجليل، لن يكون هناك هدوء في بيروت".

ولاحقا، حذر كاتس من "أي محاولة لإلحاق الضرر بقرى الجليل"، مؤكدا ان "أسطح المنازل في الضاحية الجنوبية لبيروت ستهتز". وتوجّه إلى الحكومة اللبنانية قائلا "إذا لن تفرضوا تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار (مع حزب الله)، فنحن سنفرضه".

بدوره، توعد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بأن اسرائيل "ستضرب في كل مكان في لبنان ضد اي تهديد".

وندد الرئيس اللبناني الذي يزور باريس ب"كل المحاولات البغيضة لإعادة لبنان إلى دوامة العنف" بعد الغارة الإسرائيلية.

كذلك، دان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ضربات "غير مقبولة" تشكل "انتهاكا لوقف اطلاق النار"، معلنا انه سيتحدث الى الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو.

- إغلاق مدارس -

وبعد القصف الاسرائيلي، اغلقت مدارس عدة ابوابها في الضاحية الجنوبية والعديد من مناطق جنوب لبنان، كما في مدينة صور التي استهدفت في 22 آذار/مارس.

وقال علي قاسم الاب لاربعة اولاد "قررت ارسال اولادي الى المدرسة رغم الوضع، لكن الادارة ابلغتني انها أغلقت المدرسة بعد التهديدات الاسرائيلية".

وبعد اعتراض الصواريخ التي أطلقت من لبنان في 22 آذار/مارس، رد الجيش الإسرائيلي بغارات جوية على جنوب لبنان، مؤكدا أنها استهدفت "عشرات منصات إطلاق الصواريخ ومركز قيادة كان إرهابيو حزب الله ينشطون فيه". وأسفرت الهجمات عن مقتل ثمانية أشخاص، بحسب السلطات اللبنانية.

من جهة أخرى، استأنف الجيش الإسرائيلي قصفه لقطاع غزة في 18 آذار/مارس ثم نفذ عمليات برية، بعد هدنة استمرت قرابة شهرين في الحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس.

وأنهى استئناف إسرائيل عملياتها الجوية والبرية في قطاع غزة هدوءا حذرا، فيما استأنفت حماس إطلاق الصواريخ على إسرائيل بعد أيام.

وأفادت الأمم المتحدة الأربعاء بأن استئناف العمليات الإسرائيلية في غزة أدى إلى نزوح 142 ألف شخص خلال سبعة أيام، مبدية قلقها حيال مخزون المساعدات الإنسانية الذي لا يكفي إلا لأسبوعين، بعدما أغلقت إسرائيل نقاط العبور أمام المساعدات الإنسانية في 2 آذار/مارس.

ومن أصل 251 رهينة اختطفوا في الهجوم، ما زال 58 محتجزين في غزة، منهم 34 قتلوا بحسب الجيش الإسرائيلي.

وأسفرت الحرب على غزة عن مقتل 50251 شخصا معظمهم من المدنيين، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس في القطاع والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

 

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • كبير علماء المجمع الفقهي يكشف حقيقة الجدل بشأن رؤية الهلال
  • مجازر إسرائيلية في أول أيام عيد الفطر.. استشهاد 43 فلسطينيا جراء القصف على غزة
  • إسرائيل تزيد عدوانها على غزة.. 22 شهيدا بأول أيام عيد الفطر
  • مصير 59 أسيرا الموت.. عائلات إسرائيلية تدعو لمظاهرات عارمة في تل أبيب
  • غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت خلفت نحو 5 فتلى
  • غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار  
  • قيادي كبير بحزب الله يعلق للجزيرة على صواريخ كريات شمونة
  • الأهلي يحسم مصير معلول ورضا سليم وعطية الله قبل مونديال الأندية
  • توافد جماهيري كبير الى الساحات للمشاركة في مسيرات يوم القدس
  • بعد تهديد إسرائيل للضاحية.. فيديوهات لنزوح الأطفال من المدارس والهلع كبير!