بعد استهداف الجيش الإسرائيلي للمقر المركزي لمنظمة حزب الله، يتبادل الجانبان ضربات صاروخية الجمعة. 

في ثوان قليلة، تحولت ستة أبنية إلى ركام في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، وارتفعت سحابة من الغبار، في حين اندلعت حرائق بين الركام ووسط حفر عميقة خلفتها غارات إسرائيلية.

قبل السادسة والنصف من مساء الجمعة، هزت سلسلة انفجارات متتالية العاصمة اللبنانية وضواحيها وبثت الرعب في نفوس السكان، وسُمعت في مناطق بعيدة جدا عن بيروت.

وساد الذهول فور ورود أنباء عن وسائل إعلام إسرائيلية بأن الضربات استهدفت الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله.

لنحو عشر ثوان، استمرت الضربات، بينما كانت شاشات التلفزة تنقل مشاهد لسحب دخان رمادية كثيفة غطت سماء حارة حريك. وسرعان ما علا صراخ السكان وأطفال مذهولين، بحسب مقاطع فيديو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي.

Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.

وكافح رجال إطفاء لإخماد نيران اندلعت إثر القصف، في وقت فرض حزب الله طوقا على المكان وأبعد الصحافيين الذين توافدوا بكثافة، بينما كانت فرق إنقاذ تهرع إلى المنطقة وتباشر البحث عن ضحايا وناجين مستخدمة آليات لرفع الأنقاض، وسط دمار كامل.

ودعا الجيش الإسرائيلي الجمعة السكان في حيين في الضاحية الجنوبية لبيروت لإخلائها، لأنهم "يتواجدون قرب مصالح لحزب الله".

وكتب المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي في منشور على منصة "أكس"، متوجها الى سكان مبان معينة في حيي الليلكي والحدث "أنتم متواجدون بالقرب من مصالح تابعة لحزب الله. من أجل سلامتكم وسلامة أحبائكم، أنتم مضطرون لإخلاء المباني فورا والابتعاد عنها لمسافة لا تقلّ عن 500 متر". وعرض خريطة للمباني المعنية.

#عاجل ‼️ الى سكان الضاحية الجنوبية في بيروت:
⭕️ حي الليلكي، مبنى منير شديد والمباني المجاورة وفق ما يعرض في الخارطة
⭕️حي الحدث، مبنى شيت والمباني المجاورة وفق ما يعرض في الخارطة
⭕️حي الحدث، مبنى كومبلس السلام والمباني المجاورة وفق ما يعرض في الخارطة

????انتم متواجدون بالقرب من… pic.twitter.com/oT1esh56FP

— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) September 27, 2024

وخلفت غارات الجمعة حفرا ضخمة يصل قطر بعضها الى خمسة أمتار في المكان المستهدف، وفق ما شاهد مصورو فرانس برس، بينما تحركت سيارات إسعاف من كل ناحية وصوب. ولم تُعرف حصيلة الضحايا النهائية في منطقة تعجّ بالأبنية السكنية.

صاروخ يصيب منزلا في صفد إسرائيل تفعل منظومة الدفاع الصاروخي ضد هجمات حزب الله

وأعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أن صاروخا أطلقه حزب الله أصاب منزلا في شمال البلاد، بعد ساعات من ضربات إسرائيلية عنيفة في ضاحية بيروت الجنوبية.

وقال الجيش في بيان "رصدت إصابة مباشرة بصاروخ لحزب الله" على منزل في صفد، فيما قالت هيئة الإسعاف الإسرائيلية نجمة داود الحمراء إنها في طريقها إلى مكان القصف.

تكهنات بشأن مصير نصرالله بعد غارة استهدفته في الضاحية أكد مصدر مقرب من حزب الله لفرانس برس أن أمينه العام حسن نصرالله "بخير" بعد الغارات الإسرائيلية التي سوت ستة أبنية في الضاحية الجنوبية ببيروت، الجمعة.

من جانبه أعلن حزب الله الجمعة قصفه مدينة صفد في شمال إسرائيل بـ "صلية صاروخية".

وقال الحزب في بيان إن مقاتليه قصفوا "مدينة صفد المحتلة بصلية صاروخية" وذلك "ردا على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين".

الجيش الإسرائيلي يرد بغارات

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف المزيد من أهداف حزب الله في لبنان مساء الجمعة، فيما دوت صفارات الإنذار في شمال إسرائيل للإشارة إلى إطلاق صواريخ.

وقال الجيش بعد أقل من أربع ساعات من غارات عنيفة شنها على ضاحية بيروت الجنوبية، "خلال الساعة الماضية، ضربت طائرات مقاتلة لسلاح الجو أهدافا إرهابية تابعة لمنظمة حزب الله الإرهابية في عمق لبنان وجنوب لبنان، من بينها منصات إطلاق كانت موجهة نحو مدنيين إسرائيليين بالإضافة إلى مرافق تم تخزين أسلحة فيها".

بايدن: واشنطن لم تكن على علم ولم تشارك في الهجوم على بيروت قال الرئيس الأميركي، جو بيايدن، الجمعة، إن الولايات المتحدة لم تكن على علم ولم تشارك في الهجوم على بيروت.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول إسرائيلي كبير الجمعة قوله إن إسرائيل تأمل ألا تضطر إلى شن غزو بري ضد جماعة حزب الله في لبنان لكنها لن تستبعد ذلك.

وأضاف المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه، لصحفيين أنه من السابق لأوانه القول ما إذا كان الهجوم قد أصاب الأمين العام زعيم حزب الله حسن نصر الله.

قال مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون إن الغارات الجوية الإسرائيلية على بيروت الجمعة استهدفت اجتماعا "لأشرار" يخططون لشن هجوم على إسرائيل.

ورفض دانون تأكيد ما إذا كانت إسرائيل استهدفت الأمين العام لجماعة حزب الله لكنه قال إن نصر الله "ممثل سيئ" و"إرهابي" يستحق العقاب.

واشنطن لم تشارك أو تعلم

أعلن مسؤولون أميركيون الجمعة أن واشنطن لم تتلق إخطارا مسبقا من إسرائيل بشأن الغارة الجوية الضخمة على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية.

وقالت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية سابرينا سينغ للصحفيين "الولايات المتحدة لم تشارك في هذه العملية، ولم نتلق أي إخطار مسبقا".

وأضافت أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تحدث مع نظيره لويد أوستن "بينما كانت العملية جارية بالفعل".

وتابعت سينغ "ما زلنا نسعى للحصول على مزيد من التفاصيل ونحاول فهم العملية نفسها".

بدوره، قال مسؤول أميركي طلب عدم كشف هويته لفرانس برس إن الإسرائيليين "أبلغوا الحكومة الأميركية أنهم سيقومون بعمل عسكري بينما كانت العملية جارية وكان لديهم طائرات في الجو"، مضيفا "لم تكن لدينا أي دراية مسبقة".

وقال البيت الأبيض إنه يتم إطلاع الرئيس جو بايدن على الوضع.

وقال الرئيس الأميركي، بايدن، الجمعة، إن الولايات المتحدة لم تكن على علم ولم تشارك في الهجوم على بيروت.

الدبلوماسية لا الصراع بعد غارة إسرائيلية شمال بيروت

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة إن الخيارات التي تتخذها جميع الأطراف في الشرق الأوسط في الأيام المقبلة ستحدد المسار الذي ستتخذه المنطقة وستكون لها عواقب عميقة لسنوات قادمة.

وأضاف في مؤتمر صحفي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة أن واشنطن أوضحت أنها تعتقد أن السبيل للمضي قدما سيكون من خلال الدبلوماسية وليس الصراع.

وأكد بلينكن أن واشنطن ستتخذ "كل الإجراءات" اللازمة إذا تعرضت مصالحها للهجوم وسط تصاعد العنف في الشرق الأوسط.

وصرح أن "ستتخذ الولايات المتحدة كل الإجراءات ضد أي طرف يستغل الوضع لاستهداف الطواقم الأميركية والمصالح الأميركية في المنطقة".

Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه الجمعة من أن "موجة الصدمة" التي أحدثتها الحرب في غزة تهدد الشرق الأوسط برمته بـ"السقوط في الهاوية"، معربا عن دعمه لمقترح الهدنة الفرنسي-الأميركي بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.

وقال أنطونيو غوتيريش خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في غزة، إن "موجة الصدمة الناجمة عن الموت والدمار غير المسبوقين في غزة تهدد الآن بدفع المنطقة بأكملها إلى السقوط في الهاوية: انفجار واسع النطاق له عواقب لا يمكن تصورها".

وأشار إلى أن "الحرب في لبنان يمكن أن تؤدي إلى تصعيد جديد يشمل قوى خارجية"، لافتا إلى الضربة التي استهدفت بحسب إسرائيل المقر المركزي لحزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية الجمعة.

وقال في هذا السياق "أؤيد تماما اقتراح وقف إطلاق النار الموقت الذي من شأنه أن يتيح توصيل المساعدات الإنسانية ويمهد الطريق لاستئناف مفاوضات جادة من أجل سلام مستدام".

وقال المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إن رئيس الحكومة قرر إنهاء الاجتماعات التي يعقدها في نيويورك خلال اعمال الجمعية العمومية الأمم المتحدة والعودة الى بيروت، بحسب مراسلة الحرة.

وأضاف المكتب الإعلامي أن ميقاتي قرر ابقاء اجتماعات الحكومة مفتوحة على أن يعقد مجلس الوزراء اجتماعا طارئا فور عودته.

وقطع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة زيارته إلى الولايات المتحدة حيث كان يحضر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأفاد بيان صادر عن مكتبه "رئيس الوزراء نتنياهو قرر العودة إلى إسرائيل قبل الموعد المقرر، وسيغادر الولايات المتحدة " الجمعة، في حين أكد مكتبه أنه كان من المفترض أن يعود إلى إسرائيل الأحد.

وقالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت "ينتابني قلق بالغ وتوجس عميق إزاء التأثير المحتمل على المدنيين نتيجة الضربات المكثفة التي استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية المكتظة بالسكان هذا المساء".

واختصرت مشهد العاصمة بمنشور على منصة أكس، كتبت فيه "لا تزال المدينة ترتجف خوفا وذعرا".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: ضاحیة بیروت الجنوبیة الضاحیة الجنوبیة الولایات المتحدة الجیش الإسرائیلی للأمم المتحدة الأمین العام لم تشارک فی فی الضاحیة بینما کانت على بیروت لحزب الله حزب الله فی لبنان لم تکن وفق ما

إقرأ أيضاً:

الجولاني: لن نسمح باستخدام سوريا نقطة انطلاق لشن هجمات على “إسرائيل”

أكد قائد العمليات العسكرية في سوريا، أبو محمد الجولاني، عدم نية النظام الجديد مهاجمة كيان العدو الصهيوني أو السماح بشن أي هجوم على الكيان عبر سوريا.

وفي مقابلة مع صحيفة “التايمز” البريطانية أعلن رئيس النظام الجديد في سوريا أنه “لن يسمح باستخدام البلاد نقطة انطلاق لهجمات ضد “إسرائيل”.

ودعا الجولاني، الغربَ، إلى رفع العقوبات التي فُرضت على سوريا في عهد نظام الأسد، مطالبا “إسرائيل” بوقف غاراتها، وسحب قواتها من الأراضي التي سيطرت عليها، مضيفا: إن “تبرير إسرائيل كان وجود حزب الله والميليشيات الإيرانية، لذا فإن هذا التبرير انتهى”.

وقال الشرع: “نحن ملتزمون باتفاقية عام 1974 ومستعدون لإعادة المراقبين الدوليين، ولا نريد أي صراع، سواء مع إسرائيل أو أي طرف آخر، ولن نسمح باستخدام سوريا نقطة انطلاق لشن هجمات، فالشعب السوري يحتاج إلى استراحة، ويجب أن تنتهي الضربات، وعلى إسرائيل التراجع إلى مواقعها السابقة”، حد وصفه.

إلى ذلك قلل الجولاني من احتمال فرض الشريعة الإسلامية في البلاد، وقال: “أعتقد أن سوريا لن تتدخل بصورة عميقة في الحريات الشخصية”، لكنها ستأخذ “العادات” في الحسبان.

مقالات مشابهة

  • لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله تعقد اجتماعها الثاني اليوم
  • كيف نفهم تغير خطاب إيران وحزب الله تجاه سوريا؟
  • اقرأ غدا في "البوابة".. الجولاني يغازل تل أبيب: سوريا لن تكون منصة لشن هجمات على إسرائيل
  • الجولاني: لن نسمح باستخدام أراضي سوريا لشن هجمات ضد إسرائيل
  • الشرع لـ"التايمز": لن نستخدم سوريا كمنصة لإطلاق هجوم على إسرائيل
  • الجولاني: لن نسمح باستخدام سوريا نقطة انطلاق لشن هجمات على “إسرائيل”
  • الشرع: لن نسمح باستخدام سوريا لشن هجمات على إسرائيل.. هذا ما قاله عن الانتخابات
  • سوريا من الحضن العربي إلى الأحضان التركية والصهيونية
  • الحوثيون يعلنون قصف هدف عسكري في إسرائيل بصاروخ باليستي
  • شرف الدين: الغرب يريد ضمان مصالح إسرائيل لإبرام أي اتفاقيات مع بيروت