صحيفة الاتحاد:
2024-09-27@23:25:30 GMT

دراما المرأة.. من الهامش إلى النجومية

تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT

علي عبد الرحمن (القاهرة)

أخبار ذات صلة 10 ممثلات عربيات في صدارة الدراما المصرية أسماء أبو اليزيد في «مملكة الحرير»

بدأت المرأة العربية رحلتها في عالم الدراما منذ بداياتها، تظهر كظل خافت على هامش الحكاية، كأنها مجرد انعكاس لمجتمع أرادها دائماً داعمة، صامتة، ومطيعة، وكانت خلف تلك الشخصيات البسيطة، براكين من القوة والكفاح تنتظر اللحظة المناسبة للظهور.


مع مرور الزمن، تحولت المرأة من مجرد ظل إلى نجم يضيء عوالم الحكايات، وتطرح أسئلة حول الحرية والعدالة والهوية. وبذلك شهدت الدراما العربية صعود المرأة كقائد للسرد، ورمز للتحولات المجتمعية وكاشفة للصراعات الداخلية والخارجية التي تعيشها.

نسخ مهمشة
في ستينيات القرن الماضي، كانت الدراما العربية تخطو خطواتها الأولى، حيث ظهرت الشخصيات النسائية كنسخ مهمشة من الواقع الاجتماعي القاسي، وجاء المسلسل المصري «هارب من الأيام» عام 1962، بطولة عبدلله غيث ومديحة سالم، وإخراج نور الدمراش، من أوائل الأعمال التي تناولت موضوع المرأة، حيث كانت تُعرض كخلفية درامية للرجل البطل، لكن المسلسل أشار إلى صراع المرأة الداخلي ضد القيود الاجتماعية المفروضة عليها.
وفي الدراما الشامية، بدأ التمرد النسائي يظهر بشكل أوضح في مسلسلات مثل «أسعد الوراق» عام 1975، بطولة منى واصف، حيث قدمت الشخصيات النسائية تحديات تتجاوز الأدوار التقليدية، وكانت المرأة السورية في هذا العمل رمزاً للتمرد، وتعبّر عن النضال الاجتماعي والاقتصادي.

كسر القيود
في السبعينيات من القرن الماضي، بدأت المرأة تكسر القيود التي كانت تكبلها، وتحولت من مجرد خلفية للأحداث إلى محور أساسي في البناء الدرامي، حيث قدم المسلسل المصري «الضباب» عام 1977 بطولة كريمة مختار، المرأة كمحرك رئيس للأحداث، وظهرت النساء في العمل مطالبات بالحقوق التي طالما حُرمن منها، متحديات الأدوار التقليدية.
وفي الخليج، بدأت الدراما تتناول قضايا النساء بطريقة أعمق، وكان مسلسل «إلى أبي وأمي مع التحية» عام 1979، بطولة حياة الفهد، من الأعمال التي قدمت المرأة الخليجية كعنصر فاعل في الأسرة والمجتمع، وبدأت الشخصيات النسائية تعكس الواقع الذي تعيشه، محاولة التوفيق بين طموحاتها الشخصية وحياتها العائلية.
وفي الدراما الشامية، بدأت علامات التغيير تظهر مع أعمال مثل «حارة الصيادين» عام 1979، الذي قُدمت فيه الشخصيات النسائية كرمز للمجتمع، تتحدى القيود التقليدية وتسعى لإثبات نفسها في سياق اجتماعي ضاغط.
وقدم هذا العمل تصوراً متقدماً لدور المرأة، ونماذج تعكس الصراعات والتحديات التي تواجهها في حياتها اليومية.

ثورة درامية
وشهدت فترة الثمانينيات من القرن الماضي ثورة درامية حقيقية في تمثيل المرأة على الشاشة، ففي مصر، قدم مسلسل «ليالي الحلمية» عام 1988 نموذجاً للمرأة القوية التي تتحدى الأدوار التقليدية وتبحث عن استقلالها في سياق اجتماعي يعاني من القيم التقليدية، وتعكس الشخصية الرئيسة في هذا العمل صراع المرأة مع التوقعات المجتمعية والبحث عن تحقيق ذاتها.
وفي الدراما الخليجية، شهدت هذه الفترة تقديم مسلسلات تتناول قضايا المرأة بجرأة، ومنها «خالتي قماشة» عام 1983، الذي قدمت فيه حياة الفهد، صورة المرأة الخليجية التي تسعى لتحقيق طموحاتها، متجاوزةً القيود التقليدية ومواجهةً التحديات الاجتماعية.
أما الدراما الشامية، فقدمت في مسلسل «الأجنحة» عام 1984 شخصية المرأة المثقفة التي تتمرد على القيود، باحثة عن هويتها في عالم يفرض عليها التبعية. وتعكس هذه الشخصيات صراع المرأة السورية مع التقاليد والمجتمع الذي كان يضع حدوداً صارمة لدورها.

تحرر واستقلال 
مع دخول التسعينيات من القرن الماضي، تطورت صورة المرأة بشكل غير مسبوق في الدراما العربية.
وفي مصر، قادت ليلى علوي مسلسل «التوأم»، الذي قدم المرأة كشخصية مستقلة، تعيش واقعاً مليئاً بالتحديات، وتواجهه بعقلانية وإرادة حرة.
وفي الخليج، ظهرت المرأة بشكل أكثر تعقيداً ونضجاً، حيث قدمت فاطمة الحوسني في مسلسل «دارت الأيام» شخصية المرأة المتعلمة والمثقفة التي تسعى لفرض نفسها في مجتمع يفرض عليها قيوداً صارمة.

صنع الحكاية
مع الألفية الجديدة، أصبحت المرأة العربية مركز الدراما، وقادت نيللي كريم مسلسل «سجن النسا» الذي قدم شخصية المرأة التي تعاني من قسوة المجتمع، وتحتفظ بصلابة داخلية تجعلها قادرة على مواجهة الظلم.
وفي الخليج، تألقت هدى حسين في مسلسل «أم هارون»، الذي عرض قصة امرأة قوية تتحدى تقاليد مجتمعها التي فُرضت عليها، لتصنع لنفسها مكاناً جديداً وسط التحولات الاجتماعية الكبرى التي تشهدها منطقة الخليج.
وفي الدراما الشامية، عُرض مسلسل «خمسة ونص» قوة المرأة في مواجهة الظلم، حيث قدمت نادين نسيب نجيم دوراً مميزاً يعبر عن معاناة المرأة اللبنانية وسط الاضطرابات الاجتماعية والسياسية.

انعكاس للواقع
تقول الناقدة الفنية منّة عبيد: «لم تقتصر رحلة المرأة العربية في الدراما على التحول في الأدوار التمثيلية فحسب، بل كانت أيضاً انعكاساً لواقع اجتماعي وثقافي متغير، فقد ارتفعت نسبة الأعمال التي تركز على قضايا النساء بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، مما يعكس تغييراً في التوجهات الثقافية والاجتماعية».
ومن المتوقع أن تستمر المرأة في توسيع دورها في الدراما، حيث تسهم التكنولوجيا الحديثة والبث الرقمي في فتح آفاق جديدة للتعبير عن قضاياها، وقد نرى أعمالاً تتناول موضوعات مثل التمرد الاجتماعي والتغيير الثقافي بطرق مبتكرة، مما يعزز صورة المرأة كقوة فاعلة في تشكيل المجتمع.

تشكيل المفاهيم 
شددت الناقدة منّة عبيد على أن دراما المرأة تظل مرآة تعكس واقعاً معقداً، وبفضل تطورها، لم تعد مجرد متفرجة على التغيرات، بل صانعة لها، تسهم في إعادة تشكيل المفاهيم الثقافية والاجتماعية، مؤمنة بأن رحلتها لم تنته، وفي صعود مستمر نحو مستقبل أكثر عدالة.

تحدي القيود
في الدراما الشامية، أبرز مسلسل «أبناء وأمهات» تطور صورة المرأة من خلال تقديم شخصيات نسائية تتحدى القيود، وتبحث عن فرص جديدة في المجتمع.
وتميزت هذه الشخصيات بالقوة والاستقلالية، مما ساعد في تعزيز صورة المرأة الشامية كمحور أساسي في الحكايات الدرامية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الدراما الدراما التلفزيونية المرأة العربية الدراما المصرية الدراما الخليجية الدراما العربية الدراما السورية قضايا المرأة الشخصیات النسائیة القرن الماضی صورة المرأة وفی الدراما فی الدراما فی مسلسل حیث قدم

إقرأ أيضاً:

"إعلام القومي للمرأة": مسلسل "برغم القانون" يرصد العنف المادي والمعنوي ضد النساء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قامت  لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة إلقاء الضوء على مسلسل "برغم القانون" الذي يناقش العديد من القضايا يأتي في مقدمتها العنف المادي والمعنوي ضد المرأة وتحكم الرجل فيها ماديا، وهروب الأزواج وتحمل الأم والزوجة مسؤولية الأطفال وإعالتهم وتربيتهم، الخطف والاحتجاز والتهديد مقابل سداد ديون الزوج، إجبار الزوجات على ارتداء حجاب داخل المنزل، وذلك 
في إطار حرص لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة برصد صورة المرأة في وسائل الاعلام المختلفة على مدار العام اهتمت اللجنة بمتابعة الدراما المصرية والتي تعد الأكثر تأثيراً في الأشكال الإعلامية المقدمة عبر شاشات التليفزيون والمنصات الرقمية .

واضافت اللجنة، أن المسلسل إنتاج "شركة فنون مصر" المنتج: ريمون مقار ومحمد محمود عبدالعزيز بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، تأليف: نجلاء الحديني ،إخراج: شادي عبدالسلام وبطولة  ايمان العاصي الفنان هاني عادل، وليد فواز، الفنان محمد القس، الفنانة رحاب الجمل، عابد عناني، فرح يوسف، عايدة رياض، محمد محمود عبدالعزيز، جيسيكا حسام الدين، نبيل على ماهر ، وغيرهم.

وقالت اللجنة، إن المعالجة الدرامية لتقديم صورة المرأة داخل المسلسل، أظهرت الحلقات الأولى المرأة المصرية من الطبقة المتوسطة الأم التى ترعى أبنائها، وكانت الصورة متسمة مع الواقع الفعلي للمرأة داخل المجتمع المصري سواء في طريقة الملبس أو الكلام أو التصرفات، وجاء ذلك من خلال صورة البطلة إيمان العاصي والفنانة رحاب الجمل التي تقوم بدور شقيقتها، وأن الزوج المتسلط  الذي يضيق الخناق على زوجته اخت البطلة في التواصل مع الآخرين ويمنعها من الاختلاط أو اللجوء لمساعدة منزلية ، ويمنع عنها المال كونه بخيل.

وأكدت لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة ، ان فئة السيدات الشعبية والتي تظهر بها لمحة بلطجة ظهرت في مشهد واحد فلاش باك خلال مشادة مع ابن البطلة وابن تلك المرأة الشعبية، وظهرت بشكل غير لائق، ولكنها فئة موجودة بالفعل.

كما ظهرت فئة العاملات البسيطة التي تستعين بها البطلة لرعاية أطفالها ومساعدتها بالمنزل خلال غيابها خارج المنزل، الحماة المتسلطة التي تستمتع بإحراج الزوجة وتعمد مضايقتها .

وقد رصدت اللجنة العديد من الصور الايجابية في هذا المسلسل ومنها:

أظهرت الحلقات الأولى السيدة المصرية المتحملة للمسؤولية والتي تخاف على زوجها بسبب غيابه خارج المنزل فجأة لأكثر من 24 ساعة وفعلت كل ما بوسعها للبحث عنه ،وبلغت الشرطة، حتى انها تعرضت لمحاولة اختطاف بسبب عداوة زوجها مع أحد الأشخاص حينما ذهبت للسؤال عن زوجها لديه.

أيضا الأم التي تتحمل مسؤولية أطفالها من توصيل للمدرسة وعودتهم للمنزل والمذاكرة والعناية والرعاية

كما أظهرت المرأة المصرية المدبرة المتحملة لتكاليف المعيشة الصعبة حتى مع زوج بخيل.

وتظهر الحلقات قوة شخصية ليلى واستمرارها واصرارها للعمل وكسب المال بطرق مشروعة ، كما أظهرت انها من أوائل دفعتها في كلية الحقوق وتعود للعمل محامية، من أجل تربية أولادها والانفاق عليهم

الصور السلبية التي قدمها المسلسل :
في الحلقة الأولى
مشهد واحد فلاش باك لإحدى سيدات المناطق الشعبية تتشاجر مع البطلة بسبب لعب الأطفال سويًا حيث ظهرت بأسلوب وألفاظ غير لائقة تتعدى بها على البطلة وابنها، لكنه لم يتعدى دقيقة.
كما أظهرت زوج البطلة "أحمد" انه جبان وضعيف الشخصية يرفض أخذ حقه من جاره الذي ضربه وجرحه أمام أبناؤه.

وفي الحلقة الثانية 
تتعرض زوجة محمود شرشر تهاني لعنف معنوي يتمثل في معايرة حماتها لها انها لم تنجب و طالبت زوجها بالزواج من اخرى امامها، تعرضت ليلي لعنف معنوي من ابنتها واتهمتها أنها سبب ذهاب والدها من البيت، كما تعرضت ليلي لعنف معنوي من جارها فرغلي عندما حدث حريق في شقتها و حدثها بطريقة غير لائقة، وأيضًا لعنف مادي بإطلاق النار عليها من رجال خال زوجها حينما ذهبت للبحث عنه في سوهاج.

وفي الحلقة الثالثة:
1. تعرضت ليلي للتنمر من زميلتها سوسن المحامية عندما رأتها على باب المحكمة، خلال محاولتها البحث عن اي زبائن يحتاجون محامين للدفاع عنهم، اثناء نزول المساجين من عربية الترحيلات.
2. اصطحبت فاتن شقيقة ليلى إلى طبيب نساء لإجهاض طفلها ومخالفة الشرع والقانون، وهنا يثير المسلسل قضية الاجهاض ومدى مشروعيتها خاصة في حالة ليلى وزوجها الهارب ولا يوجد لديه أهل وستواجه مشاكل في تسجل وتقييد المولود بالسجلات الحكومية.

تعليق على أبرز القضايا التي يعتقد ان المسلسل يحاول طرحها لتعديل القوانين:

أولا: فيما يتعلق بتسجيل المواليد فبالرغم من وجود مواد منصوص عليها في القانون بأنه يحق للأم تسجيل المولود إلا أن السجل المدني لا يعترف به الا في حالة وجود حكم محكمة.

ثانيا: الأم لا تستطيع تسجيل المولود دون وجود الأب أو الجد أو العم للمولود ما يضع النساء اللاتي يتعرضن للنصب او سفر او غياب او هروب أزواجهن لمأزق ولا يستطعن تسجيل أبنائهم.

ثالثا: قضية الاجهاض ما بين المشروعية القانونية، والحرمانية الدينية في حالات تعرضت فيها الزوجة للنصب ولا تستطيع تسجيل المولود ولا الصرف على ابنائها.

مقالات مشابهة

  • "إعلام القومي للمرأة": مسلسل "برغم القانون" يرصد العنف المادي والمعنوي ضد النساء
  • برغم القانون حقوق المرأة على مائدة الدراما المصرية
  • مع إعادة عرضه على «DMC» دراما.. سر تعلق المصريين بـ«لن أعيش في جلباب أبي»
  • حازم إيهاب يكشف عن الصعوبات التي واجهته في مسلسل "انترفيو"
  • دراما رمضان 2025.. دانا حلبي تنضم لمسلسل «الحلانجي» بطولة محمد رجب
  • في يوم ميلاده.. سوف يشارك خالد سرحان بهذا العمل في دراما رمضان 2025
  • نجمات الصف الأول تختار دراما الـ 15 حلقة في موسم رمضان 2025
  • الأمراض النفسية تطغى على أحداث مسلسل إقامة جبرية.. القصة وموعد العرض
  • دراما رمضان 2025.. حمادة هلال يستعد لتصوير المداح 5