سواليف

نشرت صحيفة “ #وول_ستريت_جورنال” تقريراً أعدّه روري جونز، تساءل فيه عن السبب الذي استطاعت فيه #المخابرات_الإسرائيلية التحضير لحربها مع “ #حزب_الله” في وقت فاجأت حركة “ #حماس” #الاستخبارات الإسرائيلية في هجماتها بـ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وقال إن إسرائيل عانت، في العام الماضي، من أسوأ #فشل_استخباراتي في تاريخها عندما هاجمتها “حماس” فجأة وقتلت أكثر من 1,200 شخص، وأسَرَتْ حوالي 250 إسرائيلياً.

أما اليوم، فقد أدت هجمات إسرائيل ضد “حزب الله” لاستعادة جواسيس إسرائيل الثقة بأنفسهم.

مقالات ذات صلة “حزب الله” يصدر بيانا هاما بشأن هجوم الضاحية الجنوبية 2024/09/27

ويعكس هذا التحول التحضيرات التي تقوم بها إسرائيل، منذ عقدين، أي بعد حرب 2006، للمواجهة مع الجماعة اللبنانية المسلحة، وربما مع راعيتها إيران.

أفنير غولوف: الخدمات الأمنية الإسرائيلية جيدة في الهجوم وليس الدفاع. جوهر العقيدة الاستخباراتية الإسرائيلية هو نقل الحرب للعدو

وتزعم الصحيفة أن سبب الضربة المفاجئة من “حماس” نابع من عدم رؤية إسرائيل لـ “حماس” كتهديد كبير مقارنة مع “حزب الله”.

فقبل هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر، تجاهل المسؤولون الإسرائيليون الإشارات عن هجوم قادم من #غزة. وفي أيلول/سبتمبر الماضي، صوّرت المخابرات الإسرائيلية غزة بأنها في حالة “استقرار غير مستقر”، وأن “حماس” حوّلت نظرها عن إثارة العنف في الضفة الغربية، وأنها تريد تخفيض مخاطر المواجهة مع إسرائيل ورد انتقامي.

ونقلت الصحيفة عن كارميت فالنسي، الباحثة البارزة بمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، قولها: “كان معظم تركيزنا على المواجهة مع حزب الله”، و”تجاهلنا نوعاً ما المنطقة الجنوبية، والوضع المتطور في حماس غزة”.

وتقول الصحيفة إن سلسلة من الهجمات التي نفذتها إسرائيل ضد “حزب الله”، وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، تركته في حالة من الصدمة، ومن قدرة إسرائيل على اختراق الجماعة، حيث واجه صعوبة في سد الفجوات. فقد انفجرت آلاف أجهزة بيجر وتوكي ووكي في وقت واحد تقريباً، في أيام متتالية، في الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل 37 شخصاً، وإصابة حوالي 3,000 آخرين. وبعد فترة وجيزة، أدت غارة جوية في بيروت إلى مقتل مجموعة من أكثر من 12 قائداً عسكرياً في وحدات النخبة. ولا تزال قدرات الأمن لـ “حزب الله” مفتوحة، ففي يوم الثلاثاء قتلت غارة قيادياً في وحدة الصواريخ التابعة للحزب. وجاءت الهجمات بعد شهرين تقريباً من إظهار قدرات المخابرات الإسرائيلية على اختراق “حزب الله”، وقتل ما يصل إلى رئيس هيئة أركان قوات “حزب الله”، فؤاد شكر، الذي ظلت الولايات المتحدة تلاحقه منذ أربعة عقود. وقُتل في غارة جوية على شقته في الطوابق العليا من مبنى سكني في بيروت، حيث تم استدعاؤه بمكالمة هاتفية قبل ذلك بوقت قصير.

وتضيف الصحيفة أن الحملة المكثفة التي شنّتها أجهزة التجسس الخارجية الإسرائيلية، الموساد، ووحدات الاستخبارات العسكرية، لتدمير قيادة “حزب الله”، وتقليص ترسانته من الأسلحة. وقد أعقب ذلك حملة قصف جوي إسرائيلية أصابت أكثر من 2,000 هدف، هذا الأسبوع.

وقال رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، يوم الأربعاء، إن الجيش زاد من الضغط على “حزب الله”، ويحضّر الآن لعملية برية، في وقت تعمل فيه الولايات المتحدة واثنان من حلفائها على وقف القتال وتجنّب جبهة أخرى، بل وتوسع إقليمي في الحرب، مع استمرار الحرب في غزة منذ 12 شهراً.

وخلّفت الهجمات الإسرائيلية أكثر من 600 قتيل لبناني، وأكثر من 2,000 جريح، حسب أرقام وزارة الصحة اللبنانية.

وقارن أفنير غولوف، المدير السابق لمعهد دراسات الأمن القومي، والباحث حالياً في شركة “مايند” للاستشارات الأمنية، نجاح إسرائيل مع “حزب الله” بفشلها مع “حماس”، ولأن الخدمات الأمنية الإسرائيلية جيدة في الهجوم وليس الدفاع. وقال إن “جوهر العقيدة الاستخباراتية الإسرائيلية هو نقل الحرب للعدو”، و”في غزة، كان الأمر مختلفاً. لقد فوجئنا، لذا كان الأمر فشلاً”.

وتقول الصحيفة إن إسرائيل راقبت “حزب الله” وهو يبني ترسانته، منذ أن وقّع الطرفان هدنة في عام 2006، بعد حرب استمرت 34 يوماً. في ذلك الوقت، كان العديد من أفراد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يشعرون بخيبة أمل إزاء أداء الجيش في الحرب، حيث فشل في إلحاق أضرار كبيرة بـ “حزب الله”، الذي بدأ في إعادة بناء مواقعه في الجنوب.

وحاول الجيش الإسرائيلي الحصول على فهم عن “حزب الله”، وخنق الدعم العسكري والمالي من إيران له، بما في ذلك حملة غارات جوية في سوريا، أو ما أطلق عليها “الحرب بين الحروب”.

ومقارنة مع لبنان، تبنّى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إستراتيجية احتواء “حماس”، معتقداً أن الجماعة تركّز جهودها على حكم غزة، وليس مواجهة إسرائيل.

وخاض الطرفان عدة حروب، منذ سيطرة الحركة على القطاع في عام 2007، كما بدا زعيم الحركة في غزة، يحيى السنوار، مهتماً بإدارة القطاع وتحسين الظروف الاقتصادية فيه.

وكانت هناك إشارات عن تحضير الحركة لعملية عسكرية، وتم تجاهل المناورات العسكرية التي قامت بها “حماس” قبل الهجوم بأشهر. ورأت المخابرات الإسرائيلية فيها محاولة لاستعراض القوة أمام الجماهير المحلية في القطاع.

واعتقد المسؤولون الأمنيون أن الجدار الأمني العازل قويٌّ ومزوّد بالتكنولوجيا التي تصمد أمام أي محاولة اختراق.

وقال المسؤول الأمني الإسرائيلي السابق عوزي شايا إن جمع المعلومات عن القطاع أصبح صعباً بعد خروج القوات الإسرائيلية من القطاع عام 2005. وقال شايا إن “القدرة على بناء شبكة استخبارات بشرية في غزة في منطقة صغيرة وكثيفة للغاية باتت صعبة، ذلك أن الجميع يعرفون بعضهم البعض، ويتم التعرّف على أي شخص غريب”.

ومقارنة مع غزة، فقد كان الوصول إلى أشخاص في لبنان، أو خارجه، من المرتبطين بحزب، أسهل. وفي النهاية لا تحدد الإنجازات الاستخباراتية نتيجة الحرب مع “حزب الله” أو “حماس”، ففي قطاع غزة الضيق ضربت القوات العسكرية الإسرائيلية “حماس”، ودمرت البنى المدنية والحضرية فيه، وهي ستواجه عدواً مختلفاً في تلال لبنان.

وعلى الرغم من الجهود الطويلة التي بذلتها إسرائيل لتقليص الحشد العسكري لـ “حزب الله”، فقد تمكّنت الميليشيا اللبنانية من حشد ترسانة ضخمة يمكنها نشرها في الحرب. والآن تدرس المجموعة كيفية الرد على سلسلة الهجمات الإسرائيلية المدمرة.

فقد أطلق “حزب الله” أول صاروخ له على الإطلاق على العاصمة التجارية، تل أبيب، يوم الأربعاء، وهو الرد الأكثر جرأة حتى الآن، ولكنه لم يقترب من استخدام كل قدراته.

وعلّقت فالنسي، من معهد دراسات الأمن، بأن هناك خطراً يتمثّل في أن النجاحات التي حققتها إسرائيل في الآونة الأخيرة قد تشعرها بالثقة المفرطة. وأضافت أن غزواً برياً للبنان قد يمنح “حزب الله” الفرصة لإظهار تفوقه العسكري على الأرض. وقالت: “لقد رأينا مدى التحدي والصعوبة التي ينطوي عليها القضاء على منظمة معقدة مثل “حماس”. أما “حزب الله” فهو قصة مختلفة”.

أطلق “حزب الله” أول صاروخ له على الإطلاق على تل أبيب، وهو الرد الأكثر جرأة حتى الآن، ولكنه لم يقترب من استخدام كل قدراته

ورأت الصحيفة، في تقرير آخر نقلاً عن أشخاص مطّلعين على مداولات “حزب الله”، أنه يتعامل مع بعض الخلافات بين صفوفه حول كيفية الرد على سلسلة من الهجمات المدمرة على الجماعة المسلحة اللبنانية. وفي غياب أي خيارات جيدة متاحة، تواجه الجماعة أحد أكثر القرارات أهمية في تاريخها الممتد لأربعة عقود. ويتعين على الحزب الآن أن يختار ما إذا كان سيطلق المزيد من أسلحته المتقدمة، ويضرب عمق إسرائيل، وربما يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة، أو يتراجع ويخاطر بتقويض سمعته كأحد أشرس القوى المقاتلة في الشرق الأوسط.

وقالت ريم ممتاز، المحللة الأمنية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، والتي تتمتع بخبرة في شؤون “حزب الله”: “هذه هي اللحظة الأكثر أهمية بالنسبة لـ “حزب الله” منذ إنشائه. لا يوجد لدى “حزب الله” خيارات جيدة”. فالحرب الشاملة، مثل تلك التي خاضها مع إسرائيل في عام 2006، من المرجح أن تكون مدمرة للبنان، ما يؤدي إلى تفاقم أزمته الاقتصادية، وتآكل دعم “حزب الله” بين السكان. ومع ذلك، إذا لم ترد المجموعة بالمثل على الهجمات الأخيرة، فقد تقوّض الردع الذي أمضى “حزب الله” عقوداً في بنائه ضد إسرائيل، إلى حد كبير بمساعدة عسكرية ومالية من إيران.

وقال أشخاص مطّلعون على مناقشات “حزب الله” إن هناك خلافاً بين أعضاء “حزب الله” حول كيفية الرد.

ويقول بعض الأعضاء إن المجموعة كانت حذرة للغاية بشأن تصعيد الصراع، وإن “حزب الله” يجب أن يرد الآن، مستغلاً الغضب في صفوفه، وفي صفوف الشعب اللبناني الأوسع. كما أعرب أعضاء “حزب الله” عن إحباطهم في محادثات مع مسؤولين في “الحرس الثوري” الإسلامي الإيراني، لأن طهران لم تتدخل لدعم حليفها اللبناني، بحسب ما نقل الأشخاص المطّلعون.

لكن قيادة “حزب الله” تريد تجنّب ما تراه فخّاً نصبتْه إسرائيل: جعل “حزب الله” يُنظر إليه على أنه يبدأ حرباً إقليمية تجتذب إيران والولايات المتحدة، كما قال الأشخاص. وقال هؤلاء الأشخاص إن قيادة المجموعة تحاول معرفة كيفية إعادة تأسيس الردع دون الدخول في حرب مع إسرائيل. وليس من الواضح إلى أي مدى أدت هجمات إسرائيل إلى تدهور أسلحة “حزب الله”.

حتى وقت قريب، كانت المجموعة تمتلك ما يقدّر بنحو 150 ألف صاروخ وقذيفة، أي حوالي 10 أضعاف العدد الذي كان لديها في عام 2006.

ويقول الجيش الإسرائيلي إن “حزب الله” أطلق 9000 قذيفة على إسرائيل، منذ العام الماضي، وإن الضربات الأخيرة دمرت عشرات الآلاف من الذخائر. وقد يكون أحد الردود المحتملة من جانب “حزب الله” إطلاق مئات الصواريخ غير الموجهة لإرباك الدفاعات الجوية الإسرائيلية، واستهداف المواقع غير العسكرية.

وقالت الصحيفة إن مسؤولي “حزب الله” كانوا قلقين بشأن اختراق الاستخبارات الإسرائيلية، منذ أن بدأ قصف شمال إسرائيل، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: وول ستريت جورنال المخابرات الإسرائيلية حزب الله حماس الاستخبارات فشل استخباراتي غزة المخابرات الإسرائیلیة حزب الله أکثر من فی عام فی غزة

إقرأ أيضاً:

لماذا فشلت قوة الدعم السريع في بناء مناطق محررة آمنة؟ في صياغة تصور مابعد 1956؟

[محاولة لإستقراء الفجوة الإدراكية (المعرفية) بين الهامش والمركز - عقلية مجتمعات الستلايت (الهامش والهامش المزدوج)]

الطبيعية الإنقسامية لحرب 15 إبريل 2023 تبدو مخاتلة حتى بعد مضي أكثر من عام على حرب الخرطوم التي تحولت لحرب شاملة عقب سقوط مدينة مدني ديسمبر من نفس العام.

لم تُثار الكثير من الأسئلة المُهمة حول طبيعة الحرب نفسها (حرب قوة الدعم السريع (قدس) ضد مؤسسات دولة 1956 - دولة الوصايا الكولونيالية العشر) وليس السياقات الإجتماعية السياسية لها. هل هي حرب بالوكالة في مواجهة حرب قذرة dirty war لفلول نظام الجبهة الإسلامية للقوميين الشماليين على غرار النموذج الأرجنتيني 1976 ؟ من جهة ثانية حرب تحرير في مواجهة حرب إسترداد ؟ أم إستيلاداً ثالثاً من النموذجين؟ من بين فرث العنوانين الرئيس والفرعي؟

فالصراع الإقليمي والإثنوثقافي قائم بين الإثنيات المتنافسة وفي إنقسام المجال الجغرافي بالجزئين الغربي (لاندسكيب شمال وسط إفريقيا) والشرقي (لاندسكيب شمال شرق إفريقيا) الذي كان يوصف في مداولات برلمان 1954 (الشمال الكبير - سابقاً) ، قبل نِشوب الحرب وبعدها.

لا تعدو أن تكون التظاهرة الرئيسية للحرب مجرد تعبئة للصراع الإجتماعي القديم وتوظيفه في أجندة غير متعالمة غير عقلانية أو (عبثية) absurd لمغالبة الآخر (الهامش) وإخضاعه ، ليس رومنطقية فقط (غير ممكنة التحقق).

تقدمة I :
الأنتلجنتسيا الشمالية.. إستمرار فجوة الفعل

أول مثقف شمالي (من أصدقاء المُهمشين) أشار إلى طبيعة حروب دولة 1956 مابعد الإستعمارية للدفاع عن المركزية وإخضاع المهمشين المستبعدين (القبائل - الإثنيات الوطنية) خلال التدخل الأنغلو مصري من تكوين الدولة بوصفها مسرح حرب عبثية ، هو دكتور جعفر محمد علي بخيت (1968) في رسالته المنشورة للدكتوراة في الجامعة البريطانية ، التي صاغ منها نظريته لإعادة بناء الدولة على أسس إقليمية (الاقلمة) بدلاً عن تركة النظام اليونتاري.

حرب 15 إبريل 2023 ليست نسيجاً مفرداً بل بمثابة نهاية لحرب 2003 ، وإمتداد لمقاومة الإثنيات الوطنية لسلطة الإستعمار الجديد واوليغارشيته اللصوصية المعرقلة للتحول التنموي والمقرطة المتكافئة منذ مذبحة (أنزارا) وعصيان كتيبة (توريت) 1955 مروراً بمذبحة جودة في الشمال الكبير (الجزء الشرقي) 1956 التي كانت مذبحة (تأسيسية) لوحشية الدولة وانتلجنستيتها وعنفهم الهمجي ، في مسارين مختلفين إنفصالي (الجنوب) وإندماجي (الغرب) قائم على سردية كبرى master narrative أو هوية تكتيكية تتعلق بقواسم تجربة القرن السادس عشر.

مطلع القرن العشرين أقامت الإدارة البريطانية مفهومها الإثنولوجي ومخيلتها السياسية لكينونة الدولة وحدودها الكارتوغرافية المستولدة ، على أساس التفريق بين مكونات الدولة (الراشدة) - الراقية متمثلة فيما أسماه فريدريك لوغارد مكون شعب الإثنيات المدنية civil races التي هيئت لها اسباب الهيمنة، و بين تلك (القاصرة) - المتخلفة التي يمكن تأجيل تمثيلها وضمان تطورها من خلال إخضاعها للفئة الأولى وهي مكون شعب إثنيات الأهالي native races. كما هو في التعبير الفرنسي.

مكون شعب الإثنيات المدنية يتم وصفه في نفس الادبيات الغربية اليوم بمصطلح (القوى المدنية) civil forces ويقصدون به الأنتلجنتسيا الشمالية ، التي كانت جزءا من نظام الطبقات الهيتراركي الثلاثي في القرن التاسع عشر تحت وظيفة (الكمبرادور) قبل أن تتخلص من الطبقتين الأخريتين وهما (الكريول) و الخلاسيين (اولاد ريف) ، بينما يتم وصف مكون شعب الأهالي (القبائل - القوميات الوطنية) بمصطلح (القوى المسلحة).

هناك صك ثالث للقاعدة الهرمية (الإثنيات العُمالية) ليمين الأنتلجنتسيا - تسمى القوى السياسية ، وهو إبتداع في المعرفة الإجتماعية غير مألوف التجربة.

تلك المثنوية الكولونيالية و إستمرار بنية الوصاية المزدوجة الذين رسما بعدين غير مكتملين للأسطورة المشرعنة لدولة 1956 ومذاهب الغربيين لإعادة إنتاجها في لحظات مختلفة ، عظمت من إغتراب مجتمع إثنيات الأهالي عن ممارسة المواطنة السياسية والوعي المتكافئ بمهمة الدولة ، من عزلة كرست التفاوت التنموي والثقافي ، من تأجيل التطور التاريخي وتفريغه من محتواه الإنتقالي أو التأسيسي ، إلى مجتمعات كيتش Kitsch (نفايات التخلف - القاع الإجتماعي) معزولة عن بعضها ، تتبادل وعياً تناحرياً خالصاً ، مصطرعة على دولة الغنيمة state of capture ، عاجزة عن مباشرة التعبير عن قضاياها خارج ذلك الوعي التناحري (السرديات الصغرى) .

خارج المسار الإنفصالي للقوميين الجنوبيين (الهامش المزدوج رقم واحد) double periphery الذي تأسس على ذاكرة صدمة مأساوية في القرن التاسع عشر ، لم تتشكل أية قومية إقليمية مكتملة الوجود أو موحدة (مسيسة) في المسار الإندماجي - الغرب و الشرق على غرار القوميتين الجنوبية (بوث ضيو) والشمالية في الثلاثينيات الذين لعب الغرب والإستعمار دوره في تشكيلهما ، ولم تكن للمركزيات الإثنية المتعددة أنتلجنسيا وبرجوازيات مستقلة قادرة على تحمل مشقة الإستيعاب الفيدرالي (الفدرلة).

منذ أكتوبر 1964 اخذ الصراع الإقليمي للجماعات المحلية الوطنية المتبلور ، ياخذ طابع التبعية لإنقسامية القوميين الشماليين أنفسهم بين جناح يميني و آخر يساري منقسمة هي بدورها لتشكلات وبيوتات حزبية أصغر ( factionalism) ، كصراع بالوكالة (إتحادات قوي الريف مثالاً) عرف محلياً بإسم صراع الواجهات ، وقد بلغت حدة ذلك التشظي الإنقسامي بالحرب الأهلية بين القوميين الشماليين 1970- 1976 إنتهت بمصالحة رسمت تقليد نقل السلطة فيما بينهم.

تحور النزاع من العنف الحزبي داخل نادي الأنتلجنتسيا الشمالية في الأربعينات إلى مذابح 1970 والرد عليها من خلال غزو 1976 ، نقل مستوى التعبئة السياسية للأطراف (الهامش) الذي كان صراعاً تديره قوى الإقطاع المحلي (الإدارة الأهلية والبيوتات الدينية) المتخلفة إلى سياق برجوازي مسلح.

عمل جعفر بخيت 1971 قصارى جهده في تصميم النظام الإقليمي وإرساء نظريته التي أسماها الحكم المحلي في دستور 1973 ، لتجابه كل المعيقات الوطنية نحو بناء متمرحل لدولة اساسها الهويات التاريخية (المركزيات الإثنوإقليمية) بدلاً عن الوطنية التكتيكية التي تأسس خطابها سنة 1970 كهوية للبرجوازية الصغيرة وثقافتها العمالية التي أستبدلت (مركزية الحبيبة - العشيقة) في القصيدة الغنائية بديلا عن (مركزية القبيلة) في خطاب البرجوازية الكبيرة وقوى الإقطاع في القصيدة الشعبية ، ورغم أن جهوده تعرضت للتقويض من قبل الجناح اليميني للقوميين الشماليين (تحالف الجبهة الوطنية بقيادة الهندي والصادق) الذي رفض الفدرالية والنظام الإقليمي من حيث المبدأ وقام بتفريغه من مضمونه الفكري والسياسي من خلال الممارسة - حين إستولي من جديد على السلطة 1985، إلا أنه أفلح في الإستيعاب البرجوازي لمجتمعات الهامش والأطراف Counter - bourgeoisiation (من خلال توظيف - توطين سياق التمدين المضاد Counter Urbanization داخل الهامش. سياق التمدين الهامشي للمستبعدين داخل المركز (المونوبول) Sub-Urbanization الذين يمثلون مركزاً خفياً Invesible monopolis) وهي النخب الإجتماعية (الجامعية والمتمدرسة) التي تقود دفة الصراع مع المركز الإحتكاري في الخرطوم حتى تأريخه.

بقى الحلم الأساسي لبخيت (الحلم التنموي) ناقصاً وبعيد المنال بسبب سطحية الإستيعاب البرجوازي والإقليمي ، بسبب العجز الإقتصادي وغياب الثورة الثقافية ، لتأتي عليه مجاعة 1983 التي أفرزت إقتصادها السياسي من خلال إنقلاب 1989 الذي مثل ثورة مضادة في كل الإتجاهات بإعتراف الذين شاركوا فيه إنتخبتها قوى دولة 1956 الرجعية للبقاء في وسط المتغيرات العاصفة (هشام عمر النور : 2005) ، و أفرزت تشوهاتها من خلال تدمير الريف (الهامش الريفي) rural decay وصعود مجتمعات الكيتش (مجتمعات ماقبل الدولة) بقسوتها وتوحشها وتخلفها الإجتماعي وذاكرتها التعبيرية اللامندمجة (folk memmory) إلى سدة الصراع على السلطة ومسرحها.

إفتقرت الأنتلجنتسيا الشمالية إلى ثقافة واضحة لممارسة السلطة ، لغياب التدريب السياسي والتثقيف الفكري في أي بلد ثوري أو تقدمي عالمثالثي منذ أربعينات القرن الماضي ، فعُقدة التفوق الكمبرادورية والمازوخية السياسية المرتبطة بتنشئتهم وسط المستعمر socialization كرست عزلتهم وقطيعتهم النفسية مع العالم الثالث وجعلت الجيل الأول من طلائع البعثة التكوينية في إرسالية قرية (حنتوب) أكثر إرتباطاً وإغتراباً بالميتربول في لندن ، يعيشون عقدة الإنجليزي الأسود.

غياب ثقافة الممارسة السياسية إرتبط أيضاً بغياب تقاليد واضحة لنقل السلطة سوى المؤامرات والمكائد الفردية ، عليه منذ عام 1955 رفضت النُخبة فكرة دسترة الحياة السياسية (الإستيعاب الدستوري) بإعتبار أن ذلك سيثير مشاكل مسكوت عنها للاقلية المُهددة ستراتيجياً من مُحيطها كما تستشعِر وتنتج مخاوفها في مقولاتها categories ، والتي تصف نفسها بتعبير أرنولد توينبي كاقلية مبدعة وهي محض أسطورة مشرعنة ، ومنذ سبعين عاماً تحكم الدولة من خلال مانفستو موازي غير مكتوب (إتفاق شفاهي) ، يُمثل الحد الأدنى من توافقاتها التساكنية (دولة الغنيمة).

مُنذ سبعين عاماً أيضاً ، يعيش مجتمع الدولة لحظات قلقة متواترة ، مرتبطة بإقتصاد الحرب الدائمة واللاإستقرار المرتبطين بحكم الأقلية من حيث تنميطه (الأوليغاركي) ، وبالوعي التناحري بين الجماعات المحلية وبين مكونات الأنتلجنتسيا نفسها ، وهي لحظات الصدمة المرتبطة بنقل السلطة power transtion Psychotraumatology.

غِياب حلقة التلقي السياسي والتواصلي بين المنقلبين والمنقلب ضدهم ، وحتى المعرفة الانثربولوجية المتبادلة بمكونات الصراع الدائم ، يحل محله وعي الصدمة وتتابعاته من سرديات الخوف وخطاب الكراهية الذي يستغرق في كل مرة سنوات من الدماء وسوء فهم الآخر ومعاملته (التعاطي السياسي) ، بدلاً عن َممارسة التهدئة وتجميد أو تحيين - الصراعات.

كانت هذه التقدمة المستطردة ضرورية لفهم ديناميات السياق الصراعي الذي نشبت ضمنه حرب 15 إبريل 2023 ، و أن إتجاهات الحرب لن تخرج عن تلك السياقات ولا دينامياتها المتجددة.

**
ملاحظات على وعي الإغلاق

لدى نخب القومية الشمالية بأسرتها القوميين منهم والإقطاعيين ، العلمانيين والتقليديين ، مجموعة من القناعات الراسخة والتداولية كبراديغم إجتماعي ، حول عدم حاجتهم للتفكير والإنفتاح الفكري الذي يبدو بالنسبة إليهم(مؤذياً) في مجتمعات قائمة على مجموعة من المسلمات والأساطير التأسيسية والمؤسسة (المشرعنة).

ذلك الإنسداد الذهني mental blockage (الإغلاق الإدراكي المتوهم) مرده الطبيعة الكمبرادورية (الوساطة الثقافية) أو (ذهنية الحامل الثقافي) للقومية الشمالية منذ تأسيسها الأنثربولوجي 1505 كحامل محلي لمهمة الإقطاع الإسلامي (الكولونيالية الإسلامية) - رسالته (الإستيعاب والإغتراب في الثقافة العربية الإسلامية). أو تأسيسها السياسي 1820 كحامل محلي لمهمة الإقطاع الأوربي (التمدين الغربي) التي يتم تعريفها لاحقاً كوظيفة (نيوكولونيالية).

بتعبيرات مختصرة وبسيطة عملت القومية الشمالية ككمبرادور مزدوج. كمبرادور محلي للثقافة العربية وكمبرادور محلي لمهمة البريطانيين الإستعمارية من خلال إحتكارها (العروبة) Arabism ، و إحتكارها الحكم neocolonialism.

**

تقدمة II
مدخل إلى فجوة الفكرة لدى نخب الإقليم الغربي

آثرت إستخدام الترمنولوجيا المحلية (الإقليم الغربي - جعفر بخيت 1973) ، بدلاً عن القاموس الإيتمولوجي (مقاطعة دارفور الموحدة : 1916) التسمية التي لم يجدوا لها بديل مناسب في زمن الإستيعاب الوطني عِوض ذاكرة السلطنات الإقطاعية ، بدلاً عن القاموس الأنثربولوجي (اللاندسكيب النيلو تشادي nilo-chadian : جمال حمدان 1967).

بعد عام من ثبوت نتائج معركة الخرطوم وخروج الستراتيجية القتالية لمجتمع قوة الدعم السريع (قدس) من دائرة التكتيك الماوي بشأن الإستئناف (القائل إنه لا يمكن السيطرة على مدينة أو حيز مدني قبل أن تتداوله الأيدي مرات عديدة) ، بالسيطرة على حاضرة ولاية الجزيرة ، ظلت قيادة قوة الدعم السريع والنخب الإجتماعية الموالية لها تتهرب من المواجهة - الوطنية - ، من الإجابة عن الأسئلة الجوهرية والتاريخية التي تواجهها ببراديغم من خطاب الكراهية المضاد (الفلنقاتيزم - الفلنقاتيوم) العاجز عن تفسيرها لديناميكيات الصراع الإجتماعي الطبيعية والإحتجاج ضدها ، خطاب التخوين والصمت والتهرب والإنكار وأحيانا لغة العنف واللغة المضمرة ولغة التهويمات التي ميزت أغلب فترات ما يمكن تسميته ((لحظات الصدمة المزدوجة)) التي واكبت عمليات نقل السلطة في تأريخ دولة 1956 ، من مكتب العلاقات العامة المسمي بالمكتب الإستشاري A. B الموجه للخارج لا الداخل. كانت مهمة هذا المكتب سيئ السمعة - إعلامية بحتة وعسيرة في التصدي لخطاب الحرب القذرة لأنصار النظام السابق وبروباغندتهم الضخمة الموجهة بخطاب الكراهية ، لكن بالكثير من الأكاذيب وعجز الحيلة الخطابية. كما بدى ماثلاً أن ذلك المكتب مجرد صدى لكوادر وخطاب أحزاب ما عرفت بوثيقة الإتفاق الإطاري (النيوميراثية) بوضع اليد وأحلامها الرومنطقية في السلطة.

قرار الزحف (الماوي) المعاكس للسيطرة على المديريات السابقة ، الولايات الإقليمية اللاحقة ، لم يكن سهلا فيما يبدوا (سياسياً) ، لكنه كان أقل كلفة من حرب الإستنزاف على الحصون العسكرية والإستعمارية في الخرطوم القديمة ، لغياب إرادتها في إمتلاك السلاح الستراتيجي (الدبابات - المدفعية - الطائرات).

رغم ذلك ظلت المفارقة قائمة في المعاملة اليومية والموجهة وفي درجة العنف والتعنيف (military engagement) - التعاطي غير المدني بين ساكنة المدينة الحضرية الوحيدة تقريباً (الخرطوم) ، وساكنة الولايات الإقليمية الذين سخرت لهم ميليشيات إستطلاع ومناوشة غير مدربة وغير منضبطة من مرتزقة قطاع الطرق القبائليين (أجراء حرب) لقاء غنائم السلب والأنفال تسمى (أم باقة) ، وعدد أقل من القوات القتالية المدربة. أقل كلفة ، تمول ذاتها من أعمال السلب. تكتسب سمعتها من إشاعة أعمال الرُعب العشوائية والإنتقامية (لغة العصابات الجنائية المسلحة).

في الوقت نفسه الذي تفتقر فيه قوة الدعم السريع إلى نظام محاكم عسكرية داخلي بيروقراطي ، إلى أجساد سياسية لديها سلطة فعلية على المقاتلين ومهارة تواصلية غير عنفية مع الجمهور المدني والمكونات الأهلية. إلى معايير أخلاقية وإجتماعية للتجنيد القتالي العسكري.

بمعنى آخر فشلت منذ نحو عقد من الزمن في التحول البنيوي من شركة مقاولات أمنية شبه عسكرية ، تعمل على تجنيد مجتمعات الكيتش القبلية (الفاقد الإجتماعي) وأحياناً العُمالية (القاعدة الإجتماعية للزبونية - المحسوبية المسلحة) من المجرمين الجنائيين القبائليين والإفادة من قدراتهم العنيفة والدموية في سوق الأعمال العسكرية military business ، إلى جيش مجتمعي societal militia ، أو إعادة تأهيلهم إجتماعياً في دورة تأهيل إجتماعي مكتملة.

في ذلك ( طبيعة تناقضات العمران الإجتماعي لدولة 1820 في القرم العشرين) ثمة ملاحظتين ومفارقة واحدة ، ملاحظة (1) عمل البريطانيين خلال العشرينات حتى بداية الثلاثينات ، في توطين الإثنيات الرعوية والنصف رعوية de-nomadization وتصفية مجتمعات البداوة من خلال تمدينها في نظام إقتصادي تعاوني شديد الهشاشة ، شبيه بتصميم و ايدلوجيا نظام الكيبوتزات الإسرائيلية (kibbutz) ، نسخة من معمار غرب إفريقيا (المعمار السوداني) ، يسمى (مزارع الإعاشة الجماعية) ، مثاله النموذجي ما تسمى اليوم - ولاية الجزيرة - وهي (مديرية النيل الازرق) الأصل ، إنحصرت في تخوم مثلث عبدالرحيم حمدي و حزامه المروي irregated belt ، لكنها تجاهلت أحزمة البداوة الأساسية والغالبة في الإقليمين الغربيين (أحزمة مطرية) ، قبل إنهيارها نهاية الثلاثينات - بداية الأربعينات بسبب ظروف الحرب العالمية وصولاً إلى الجفاف (1960).

ملاحظة (2) قانون المقاطعات المغلقة (المناطق المقفولة) closed districts كأول تجربة جدية يتم توطينها للتخلص من مجتمعات الكيتش غير العربية وتمدينها ضمن خصوصيتها الإفريقية - الفلاحية المستقرة ، أول عملية إستيعاب مدني خارج هيمنة النخبة وثقافتها، والمقاومة الكمبرادورية له 1932.

مفارقة (3) موقف رئيس النظام السابق (البشير) في إستيعابه الدستوري لقوة الدعم السريع بدون إدماج عسكري ولا تأهيل مدني ، وما لقيه من مقاومة مجتمعية داخل المدينة الكمبرادورية 2018 ، كمفارقة ميكافيلية دنيئة في إزدراء الحياة المدنية والتمدين والإنكار الميكافيلي للمثنوية الثقافية (الحضارية) التي قامت عليها جمهورية - دولة 1956.

خلاصة تلك الإشارات الثلاثة ، هي حول النمط الإقليمي للصراع - النمط الإقليمي للحرب بعد إفراغ المدن (المستوطنات الحضرية) للمرة الثانية خلال 150 سنة من ساكنيها.

تنحصر حرب 15 إبريل الآن كصراع بين مفارقات العمران الكولونيالي (التركو مصري) ، كمواجهة بين مجتمعات الكيبوتزات والكنابي المغلقة والدامرات ، بين مكونات ذلك العمران المحافظ على تناقضاته (الأهالي) و (العمال) و(القبائل). بعد إنمحاء آثار (الزرائب) slavery pens - نتيجة لتغيير نظام مايو 1970. (ألبيرت ممي : المُستعمِر و المستعمَر).

**
ملاحظات عن المعتقدات السياسية

مجموعة المعتقدات المضمرة impilict political beliefs هي جذر السلوك السياسي لنخب الإقليم الغربي (مقاطعة دارفور - بحدودها البريطانية الموحدة 1916) في لاوعيها المكبوت الذي يُخفى الشعور العميق بالإذلال منذ 1898 ، في وعيها التناحري الذاتي ، الذي يتعمد تجاهل ثلاثة إشكاليات تأريخية لعلاقة التكييف القهرية المتبادلة - التي يمكن تجنيس نمطها الإنتاجي ، ونمطها الإقليمي ، إلى علاقات (تبعية عقارية) مع المركز ، تبعية تعاقدية [الزبونية - الزبونية المسلحة ] و تبعية غير تعاقدية [القنانة - القنانة المسلحة ] .

نموذج1 :

(1) المهدوية كتاريخ إشكالي لمكون الشوا خصوصاً مع شعوب اللاندسكيب الشرقي (سردية إثنية المسيرية).

(2) المهدوية كتاريخ إشكالي يتعلق بالإستغلال الديموغرافي الولائي (سردية المكون الإفريقي).

(3) العلاقة القهرية بين السلطنات الإقطاعية الإفريقية (العلاقة الكونفدرالية المضطربة) مع ثلاثة أقليات هي مكونات الشوا والمكون النوبي ومكون البانتو.

(4) محاولة إنكار اللاشرعية الإجتماعية والتاريخية للهوية التكتيكية (الوحدة غير الطوعية) بين المجالين الجغرافيين في 1820 و 1874 و 1916 ، والأسس القهرية والخلافية للنظام اليونتاري (الوحدة الترابية) قبل إعادة إنتاجه لمصلحة المهمشين المتضررين أو المهيمنين المستفيدين.

بتعبير مغاير ، السعي إلى مخاطرة إلغاء النظام الكونفدرالي - القاري - المتشكل محلياً على التوالي خلال القرن السادس عشر و القرن الثامن عشر الميلادي ، الذي تمتع خلال ثلاث إلى أربعة قرون بالمرونة والتجدد قبل أن يتوقف تطوره مع عنف الدولة المركنتلية في القرن التاسع عشر ، والذي يشكل العقد الإجتماعي الوحيد المتجذر بين القوميات والإثنيات الوطنية المنسجمة والمتنافسة ، المكونات الأساسية لدولة 1820 اليونتارية.

ذلك العقد الإجتماعي (النظام الكونفيدرالي) المتشكل على إمتداد قرون من تاريخ حركة الإثنيات والجماعات الإفريقية من الصحراء إلي الهضبة الإثيوبية ، هو نظام المواطنة العقارية الأكثر مرونة titular citizenship. راجع : الشيخ أنتا ديوب 1974.

وهذا السعي هو ترجمة العقيدة المنفعية الهجومية (الرأسمالية الريعية) ، للمانفستو المكتوب الوحيد لقوة الدعم السريع وإثنيته السياسية (بيانات قريش 1و2 : 1992).

(5) محاولة تكوين شرعية قهرية مضادة لشرعية مؤسسات 1820 - القهرية - ، أو - ستراتيجية الحل النهائي- كبديل ذاتي عن البديل الموضوعي في إعادة توزيع السُلطة المختلة بين المجالات الجغرافية والقوميات الإثنية أو الإثنيات السياسية المختلفة. من خلال فدرلة متكافئة على غرار نموذج نيجيريا (إتحاد الأقاليم الثلاثة بنوي / لاغوس / كانو 1960) و نموذج نيبال.

يؤكد ذلك - فجوة الفكرة- لدى نُخب الإقليم الإثنية - المتنافسة والتي لم تتبلور إلى أنتلجنتسيات برجوازية حتى بعد التسييس والتجنيد السياسي ، بل ظلت محافظة على نمط تضامنها الآلي (إميل دوركايم) لمجتمع بطريركي متماسك ، كعائلات سياسية خالصة التكوين و أنماط الولاء.

لعوزها عن إنتاج مثقفين Intellctuals وإنقسام طبقي غير بسيط لتكوين برجوازية مجتمعية ، بقيت أيضا رهينة دائرة الإنفعال Reaction في التطور السياسي وفي العلاقة الإشكالية مع الآخر. والإنقلاب في سعي (تصحيحي) على منحى العلاقة التساكنية مع المركز الإحتكاري (المونوبول) في 15 إبريل 2023 ، كحافة إنفجار تاريخي تراكمي من الغبن هو دليل على وجود فجوة الفكر وغياب الأنتلجنتسيا المجتمعية الخاصة بهم التي يمكن أن تتعاطى مع السياسات الكلية - المتقاطعة وتتحكم في مساراتها ، أزمة ومتلازمة ستتعقد وتستمر.

كمثال على منحى التعقيد ، تبني العائلة السياسية لقوة الدعم السريع خطاب وتوجه المجتمع الدولي (الغرب) ، خطاب الإستيعاب المدني الخالص وغير المتكافئ كسردية شاملة (التحول المدني الديمقراطي) لتحول عقائدي ، ذلك الذي ظل يسّوق له الشيوعيين الشماليين منذ أكتوبر 1964 تحت غير دثار (الإشتراكية العلمية) ولم يستكملوه في يوليو 1971 ، ولعلي أضيف هنا أن ذلك الخطاب - البرنامج كان سيحول السودان الأنغلو مصري إلى (أنغولا) أخرى وليس نموذج (الكونغو برازافيل).

غض النظر عن تكتيكية التبني أو الإيمان به ، فإنهم تبنوه كايدلوجيا عملية لتحول سياسي ، من غير تفكير ولا تدبر أو منح فرصة لأحد في عمل التفكير والتدبر ، حين أنه من قضايا المواطنة الحاسمة critical citizenship التي تحتاج إلى أغلبية مجتمعية بل ديمقراطية توافقية - لا قهرية.

وهو السلوك الابوي الذي نبههم إلى مخاطره البعيدة الدكتور الوليد مادبو ، فيما أسماه القضايا الكبرى التي لا يجب أن يتصدون لها وحدهم. لكنها فيما تبدوا (عُقدة البطل) وعُقدة الآلهة المُخلِصة في ثنيات الوعي الابوي الذي يتقمصه الإخوة حميدتي.
تحولت أسطورة التحول المدني الديمقراطي (القهري) accommodative بميكافيلية حميدتي إلى أيدلوجيا - خطاب حرب أهلية (راجع - فريدريك معتوق : 1994).

كان التحالف الرسمي مع جيش الدولة (المؤسسة البريتورية) 2020 والإنقلاب عنه للتحالف مع المجتمع المدني للانتلجنتسيا الشمالية 2021 ، تناذر شؤم - إكتملت فيه أضلاع الإقتصاد السياسي لنزعة الإحتراب ودوافع الحرب الأهلية ، لدى الإثنية السياسية لقوة الدعم السريع كواحدة من الإثنيات المتنافسة في الإقليم الغربي ، (مُركب المظلومية والطمع) ، الضلع الأيدلوجي مع الضلع الإقتصادي ، التي لم تتحول منذ أربعين عاماً 1987 ولا يزال الطريق طويلاً أمام تحولها إلى نزعة بناء أمة - بناء دولة.

مثال آخر للمتلازمة التي تتشكل الآن هو عجز هيئة الإسناد المدني التي أُعلنت عن إبراز العمل الدبلوماسي المستقل عن العمل العسكري (التجربة الايرلندية) ، والفصل بين القيادة السياسية والعسكرية ، من أجل تطبيق اي نموذج صادق وعملي لفكرة المنطقة المحررة Free zone ، أو المنطقة الآمنة في المناطق الخلفية ، ناهيك عن صوغ تصور لمنطقة عازلة buffer zone في أي مداخلة دبلوماسية تضمن عودة الحياة المدنية وإنهاء مظاهر العسكرة في مناطق سيطرة أُستهدف فيها المواطن بأسوأ من تجربة العراق - هاييتي.

غياب الإيمان والعمل بالفعل الجماعي (التعاوني) الذي عوض أن يخرجنا من مأساة دولة البرجوازية الإقطاعية 1820 ، إنتهي إلى مأساة دولة القبيلة (المركزية الإثنية).

نهاية التقدمات.

III

غياب المنطقة المحررة - الآمنة في وعي العائلة السياسية لقوة الدعم السريع

تشكيل المنطقة الآمنة أو المناطق الآمنة في نطاق التمدد العسكري لقوة قدس RSF أو نطاقات سيطرتها العسكرية لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تشكيل مخيلة سياسية أو خيال سياسي political imagination وتصور ثقافي - إجتماعي للمنطقة الآمنة أو المناطق الآمنة المقترحة.
لماذا؟
لأن فشل إمكانية إنقلاب عسكري كلاسيكي إعتيادي في 19 إبريل 2023 وإستباقه من دولة 1956 بحرب 15 إبريل الماضي المزدوجة في كونها أهلية وقذرة ، لم يكن بسبب ضعف الترتيبات الأمنية الخاصة بصناعة الإنقلاب الكلاسيكي داخل الحكم والسلطة.

الإنقلابات العسكرية تتم عادة من داخل بنية الحكم والسلطة من داخل تراتبياتها الهرمية ، لا من خارجها ولا يمكن أن تتم من خارج تلك المؤسسات الحاكمة.

السبب الرئيسي ليس في فشل تجربة - محاولة أو إمكانية الإنقلاب العسكري الكلاسيكي فقط ، بل في فشل تجربة نظرية نقل الصراع و الحرب إلى المونوبول (المركز) في الخرطوم ، في إحداث تغيير فوري في السلطة ، و ترحيل السلطة من الخرطوم إلى بورتسودان بسلاسة دون أن تفقد سلطة مابعد الإستعمار 1956 النيوكولونيالية هيبتها أو رمزيتها أو سلطتها أو كارزميتها السلطوية أو شرعيتها الحكمانية ، هو دليل مادي ليس على التكتل الإجتماعي والإثني لدولة 1956 فقط وأنها دولة كلية الوجود مرتبطة بهيمنة طبقة حكم معينة إنما بإثنية أو تحالف - تكتل إثني ، يشير ذلك إلى التضليل التاريخي حول نظرية الصراع. الذي أهمل أن الفوارق الثقافية هي السبب الرئيسي في عداء السلطة لمكونات الهامش وممارسة ظاهرة التهميش وسياسة الإذلال ، بإعتبارها جغرافيات تهديد قائمة Geography of Threat أو بعبارة أخرى جغرافيات غزو conquest societies.

نعلم أن دولة 1820 الكولونيالية إستبعدت الإثنيات الوطنية من تكوين الدولة وتكوين القومية الوطنية (المركزية).

لكن ثمة تجاهل تاريخي من المؤرخين الإستعماريين لمحتوي المخيلة التاريخية لمؤسسة الجلابة (الكمبرادور) ليست كتحالف مركنتيلي مجرد من أي محتوى سياسي بل كتنظيم إجتماعي يملك وعيه الخاص بشأن التاريخ ، في الإندفاع في المشاركة في الغزو ، وهي ذاكرة الإقليم التاريخي والحيز الواحد التي حفزتهم لممارسة مهمة الوصاية المزدوجة - على مكونات الإقليم الشرقي الذي ظلت تقريباً كل حدوده الثقافية والجيوسياسية هي نفسها حدود الدولة التركو مصرية حتى 1874، ذاكرة إقليم البدويت الجنوبي Southern Beja Country - بجا الجنوب المعروف بإسم (سنار).

يرد إسم (سنار) الإسم التحريفي والمعرب Arbized toponymy كثيراً في الخيال الادبي للقوميين الشماليين المرتبط وجدانيا بوعي الإقطاع الإسلامي في القرن السادس عشر. لكن روايتهم التحريفية عن إقليم البجا الجنوبية الحقيقي في مقابل ذاكرتهم المثالية والمتخيلة (طبقات ود ضيف الله) ، ظلت مبتسرة وناقصة.

ظلوا دائما كعهدهم عاجزين عن الإستيعاب الانثربولجي لتركيب وتحيين (سرديات) التأريخ Anthropologization (راجع تجربة مدرس الكتابة التاريخية في المدرسة المغربية محمد القبلي) ، لكن مجتمعات أخرى ظلت تحتفظ بالذاكرة والرواية التاريخية الأصيلة والممكن مقارنتها في اركيولوجيا الشفاهة من مرتفعات البجا الشمالية إلى منخفضات إريتريا.

خلال مائتي سنة ، قدم القوميون الشماليون ذاكرتهم الإثنية والنخبوية وإرتباطاتهم الوجدانية بنستالوجيا الإقطاع الإسلامي في القرن السادس عشر وعلاقتهم اللغوية - الألسنية بتجربة الإستيعاب الخاصة به ، على أنها تاريخ وطني وذاكرة وطنية ولغة وطنية ونستالوجيا وطنية ، وقدموا تلك النستالوجيا على أنها إثنولوجيا وطنية حتى؟ ، لعجزهم عن التفريق بين ماهو إثني - مجتمعي societal وماهو سياسي ، العجز المردود إلى هامشية إستيعابهم الرأسمالي وهامشية تمدينهم في البدء peripheral assimilation.

تلك الرواية المضللة الشاملة في تضليليتها Full agnotologisaton ، التي مثلت جهد الأنتلجنتسيا النيوكولونيالية والقومية الشمالية في إعادة كتابة التاريخ لمصلحتها إنحيازا لنستالوجيتها (مدرسة جامعة الخرطوم) ، في قلب الرواية (مدرسة الطيب صالح) ، أربكت كثيراً الوعي الثوري والتحرري للهامش والمهمشين.

المهمشين أو المستبعدين من تكوين دولة 1820 الكولونيالية و جمهورية 1956 النيوكولونيالية ، ليسوا جزءاً من التكوين الجنيني أو النفسي أو الثقافي لتلك الدولة ، عليه فإن ثورتهم التحررية لا يمكن أن تتحقق من خلال المشاركة في إنقلاب دستوري أو بيروقراطي في مؤسسات الحكم بل من خلال إنقلاب جيوسياسي إقليمي (الزحف من الريف إلى المدينة) من خلال حرب ريف أو ثورة فلاحية peasantry War.

إضطرار المهمشين والمستبعدين لحمل السلاح أو الكفاح المسلح من أجل حركة أو مطالب حقوق عادية تنموية ، لا يشير فقط إلى أنهم ليسوا جزءاً من التكوين الجنيني والثقافي لتلك الدولة التي ترفض التحول من دولة إستعمارية بمنطق امبريالي إلى دولة وطنية تفاوض مكوناتها المرغوبة والمرفوضة وتكفكف عن الإحتفاظ بشرعية الأخ الأكبر في مواجهة أي احتجاج سياسي ، إنما يشير تماماً إلى الطبيعة غير المدنية لدولة 1820 و 1956 المنتجة للحروب والميليشيات والتي لا يمكن الرد عليها من خلال ثورة مدنية كالثورة التونسية تقمع بالرصاص والسجون وبالنزعة البريتورية أو البريتاريانية للجيش.

مثل هذا الإنقلاب البنيوي لا يمكنه المحافظة على وحدة الدولة الإستعمارية أو إنجاز تغيير محدود في مؤسسة الحكم ، كما هو في مثال الصين وتايوان - الكوريتين - اليمنين - الفيتنام الشمالي والجنوبي - الباكستانين الخ ، في نماذج أقل تناشزا ثقافياً من السودان الأنغلو مصري ، لكنه يفرز دولة جديدة.

الان ترد دولة 1956 على ثورة الجيش الميداني الثاني الذي كانت تقول انه جزء من رحم الدولة - الدعم السريع التي لم يردها أحد في الغرب ولا في الخرطوم المنتفعة من علاقات الإستعمار الداخلي سابقا بالطبع من خلال تجنيد وتعبئة سلسلة حروب اهلية ، بتأليب الزغاوة في الفاشر والمساليت في الشتات وبتحريض الإثنيات في جبال النوبا ضد مكونات العطاويزم - وحدة العطاوة. وضد السلطة المنافسة الجديدة. بدلا عن التفاوض على مطالبهم من سلطة أمر واقع كأي سلطة.

إحتفاظ دولة 1956 بوضعية المؤسسة الموازية للميليشيات المجتمعية نابع من وعي الدولة الباطني نفسها بالفوارق الثقافية مع الأقاليم المستبعدة من تكوينها الجنيني الذي يسمى اليوم الدولة العميقة deep state. وبأن هؤلاء ليسوا جزءاً من تكوينها الثقافي فلا يمكن أن يكون هناك إدماج معهم لجيش موحد انطلاقاً من وعي (أمننة) إثنيات ومجتمعي خالص. طالما أنها تحتفظ بالبنية المركزية الإستعمارية والجغرافيا الإستعمارية وليس لديها الرغبة في المخاطرة بالتعبير عن نفسها من خلال تكوين دولة وطنية متفاوض عليها ببنى إجتماعية حديثة متوازنة إقليمياً من خلال الإلتفات إلى إقليمها الإثني وإلى قوميته الإقليمية أو الثقافية .

محاولة العائلة السياسية لقوة الدعم السريع الإحتفاظ بهذه البني الإستعمارية كاملة هو نوع الوقوع في فخاخ المغالطة الصورية والإعتباط أو اللاوعي السياسي.

والحقيقة أن العائلة السياسية لقوة الدعم السريع تعاني من أوهام القبيلة (فرانسيس بيكون) اي وعي التعميم Generalization ، ومن عجزها عن القطيعة المعرفية مع وعي 1956 وثقافية 1956.

* مخطط سيسيولوجي لمؤشرات وعي التعميم..

(i)
العجز عن رسم الحدود الثقافية للسيطرة

نخب الهامش والهامش المزدوج ليست تعاني فقط من أوهام القبيلة (التعميم) وأوهام الكهف بتعبير فرانسيس بيكون. لكنها لا تريد الإعتراف بالحقائق المقابلة (المعاكسة) أو أنها مصابة بالإنحياز الذاتي في خطابها.

ومن تمظهرات ذلكم الإنحياز الذاتي هو العجز عن فهم وإلتزام حدود الأنا والآخر (وعي الإختلاف الطائفي ) Communal differentization.

العجز عن فهم الحدود والسياقات الإقليمية للصراع الإجتماعي (وعي الأقلمة) Regionalization.

العجز عن إستيعاب الخصوصية والسيادة الإجتماعية للمجموعات الثقافية (القوميات الثقافية) Sovereignty في ديناميات مواقفها ومواقعها من الصراع.

(ii)

الفشل في تغيير التركيب الإثني لمؤسسة الدولة

سيناريو مفاصلة الهوية - تحضير الحياة nation building أو نموذج التعايش الدستوري الذي أفرزته حروب الإبادة العرقية الجماعية طيلة 70 عاماً من الدفاع عن مركزية الدولة بتعبير جعفر محمد علي بخيت 1968 والدفاع عن هيمنة الأقلية (وراثة الإمتيازات) بتعبير إسماعيل آدم أبكر أو الحرب العبثية بتعبير عبدالفتاح البرهان وإستعارته بدلاً عن التعايش الطبيعي [أبوالقاسم قور 2008] . او نموذج الفرز الهوياتي Grouping غض النظر عن مصدره من الهامش أو المركز. يقتضي تحرير الهامش (بناء الجنوب الجديد) لا غزو المركز وإعادة إنتاجه لمصلحة المضطهدين [نموذج 1885 أو المهدوية] لأن الإضطهاد والإذلال قائم على خلفية إختلاف أنثربولوجي ووعي فائق بهذا الإختلاف.

- راجع تجربة إسياس افورقي (الجبهة الشعبية (الهقدف) لتحرير إريتريا) 1994 ورفضه المشاركة في الدخول إلى اديس أبابا بعد سقوط النظام
.

(iii)
الفشل في إسترداد مظاهر الحياة المدنية

أزمة الإستعمار الداخلي (التنمية غير المتكافئة) internal colonization لا تكمن فقط في مشروعية العنف. بل أيضاً في نموذج (الهمجيات المتنافسة) التي يتطلب الخروج من دائرتها تاسيس سلطة عقلانية غير كارزماتية وغير تقليدية (وراثية) من خلال توطين المساومة السياسية Political negotiating indigenization وإعتماد تكييفي لعقد إجتماعي (الفدرالية العقارية منذ القرن الخامس عشر المحدد لعلاقة الإثنيات البينية والضابط للحدود المجالية بينها (الحواكير)) Titular citizenship.

 

northernwindpasserby94@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • لماذا تعتبر إيران الحرب ضد إسرائيل فخا؟
  • هل تمكنت إسرائيل من اختراق حزب الله وفشلت مع حماس؟
  • لماذا نجحت إسرائيل أمام حزب الله وفشلت مع حماس؟
  • وول ستريت تتحدث عن مؤشرات على غزو بري إسرائيلي للبنان
  • جيش الاحتلال يعترف: حركة حماس تعيد تعزيز سلطتها وسيطرتها على المناطق التي يغادرها بغزة
  • وول ستريت جورنال: خطاب بايدن يعكس الإرث الفاشل أمام الحوثيين
  • باحث سياسي: أمريكا فشلت في الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب بقطاع غزة
  • الحرب الإسرائيلية اللبنانية.. هجوم جديد من حزب الله على شمال إسرائيل
  • لماذا فشلت قوة الدعم السريع في بناء مناطق محررة آمنة؟ في صياغة تصور مابعد 1956؟