وكالة الصحافة المستقلة:
2024-11-26@00:16:49 GMT

الفضيلة والتخويف

تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT

سبتمبر 27, 2024آخر تحديث: سبتمبر 27, 2024

دارين المساعد

كاتبة سعودية

ما الذي يجبر الإنسان على الصمت وتجاهل السؤال إذا كان يملك الاجابة؟  إنهما الحياء والجهل لأنهما صفتان لا تلتقيان بالمعنى إنما تشتركان بالحاجة الى المعرفة والتطوير. فإن تسليط الضوء بالتوعية على كل جوانب الحياة يغلق المسافات بينهما فلا تشتركان في شيء.

لكن في موضوع الثقافة الجنسية بالتأكيد يتولّد الجهل من الحياء والحرج من السؤال وطلب الفهم للمعاني والرغبات والاطلاع على الحاجات ومسبباتها.

أما القلق من حكم الآخرين هو قناع تشكل رغما عنّا في الطفولة وارتديناه طوال سنوات حياتنا. بتفعيل الوالدين لثقافة العيب والحرام هذا مما جعل من الأجيال الناشئة على مر عقود يشعرون بالغرابة من أنفسهم ومما يحدث في داخلهم من استعداد لاتخاذ الدور المادي في عملية الخلق.

الكُل في مجتمعاتنا بلا استثناء نشأ على معتقدات العار من غريزته الطبيعية. مرّت عقود وعاش البعض ومات الاكثرية دون فهم لهذه المشاعر وتوجيهها بالطريقة السليمة. تحقيقاً للضوابط الاجتماعية فإن التوعية الأولية مهمة الوالدين لكنهما أيضاً يحملون نفس المعتقد بأن الجنس مرتبط بالعار ويبثون هذا الموروث من خلال التخويف والتهديد بالعواقب والأمراض والموت الى ابنائهم ظناً منهم أن هذا هو أنسب سلوك لتعزيز العفة.

وتبعاً لذلك فإن الخوف لم يمنع الشباب من الممارسات العابرة وتفعيل التعلق بها لسريّتها بل حرر طاقات سيئة للمجتمع من قضايا اغتصاب وتحرش لا يردعها قانون أو عرف.  صورة عن انفجار غريزة وتمرّد يَجُبُ ما قبله. وهو نتيجة حتمية للكبت الطويل تحت حراسة الجهل والخزي. لأن إخفاء المشاعر والتعامل معها بسريّة يساهم في تدفق الأفكار الظلامية وينمّي الشيطان من خلال هذا التدفق كل حزن وألم ويقود الإنسان إلى الرغبة في تفريغ اوجاعه بالآخرين واعتبارهم أجساد لتلقي الملامة بحجة اللذة لا اشخاص يتشاركون معه العاطفة والسلام. السلوكيات الشاذة والعنيفة نشأت من الصمت وانعدام التنوير والحوار.

عمود النور والمكان المقدس تعبر عن الأعضاء التناسلية للجنسين باللغة السنسكريتية وهي لغة قديمة من اللغات الأربعة بعد الثمانين في الهند .

ونلاحظ الإشارة هنا إلى أهمية نقاوة التعبير عن هذه الأعضاء وذكرها بطريقة مُلهمة يحفز انتمائنا لها وارتباطها بمشاركتنا الفعالة في حفظ النوع البشري. الكلمة أداة تعبر الى القلب والعقل دون تصريح مسبق حسب ماتحمله من معنى. والتعبير السليم برمجة لغوية من ركائز التوعية بالثقافة الجنسية. ثم من خلال التعبير يفهم الفرد من مرحلة الطفولة المتقدمة بأن الجسد ملكية خاصة لا يجوز لمخلوق التعدّي عليه او التنمر على شكله او تهميش مهمته السامية الممنوحة له من الخالق سبحانه وتعالى.

الجسد مادة نتعامل بها مع الأشياء والأشخاص، ويؤثر بالآخرين مادياً ومعنوياً من خلالنا، ويتأثر بنا بطريقة تفكيرنا، يخزن مشاعرنا في العظام والعضلات وفي القلب والأعصاب والشرايين. وهذا يفعل الانسجام الفكري بين الشريكين عند اللقاء ويعزز الارتباط ويفعّل لغة تواصل أكثر حميمية وألفة يمكن استغلالها في توطيد العلاقة وفهم الذات وتحرير المشاعر والتعبير عن المحبة والانسجام وهي لغة مباشرة من الخافية _ العقل الباطن _ تستقبل وترسل الترسبات والموروثات والتوجهات الفكرية والأحاسيس الوجدانية وتتعامل معها باللذة والاستمتاع.

وهذه التأثيرات القريبة يجب أن تكون واضحة لكل البالغين حتى يختار كل منهم شريكه دون خوض للعلاقات المتعددة وانتقال الكثير من الصدمات والأفكار عبرها حتى يرهق الجسد والوجدان معاً وتتكرر عليهما البصمات من خوض التجارب العشوائية.

العلاقات العابرة تجعل من الألم رغبة ومن الحزن احتياج، تختلط المفاهيم وتغيب الحقيقة عن العقل. ويقود القلب طوال المرحلة أعمى البصيرة يجر أذيال الخيبة بعد كل استغلال، يبحث الفرد عن نفسه في الآخرين، ويتعلق الإشباع الغريزي تحت مسمى الحب دون توافق فكري تبنى على أساسه علاقة صحيّة يدرك أطرافها واجباتهم وحقوقهم، تتفشّى التسليّة بالقلوب والوعود وتعظم صغائر التصرفات وتصغر الكبائر في عين المذنب العاشق، وكل الكلمات وما يعقبها من احساس مشروط بالجنس ويتفرع عنه باعتباره نواة العلاقة.

إنقاذ هذا الجيل يبدأ من التوعية ومن انفتاح العائلة على الحديث الصريح وتخطي الاحراج ومتابعة الأبناء وتنقية مكتسباتهم العلمية. العفة جزء من مصفوفة القيم التي تبدأ من معرفة الفرد لحقوقه الإنسانية والاجتماعية والوعي بحاجاته وكيف يلبيها باستحقاق عالي ومنزه عن الخطأ والاستغلال والحرام، الفضيلة لا يمكن فرضها بالتخويف لكنها تنبت حيث يجد المرء قيمته الإنسانية.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

«تضامن الغربية»: إجراء عمليات قلب لـ3458 مريضا من الأولى بالرعاية مجانا

نجحت جمعية الأورمان، بالتعاون مع مديرية التضامن الاجتماعي بالغربية، في إجراء 3458 عملية قلب للمرضى الأولى بالرعاية بقرى ومدن ومراكز محافظة الغربية.

إجراء بحث ميداني 

أكدت حسناء ابراهيم، وكيلة وزارة التضامن الاجتماعي بالغربية، في بيان، أن المديرية بالتعاون مع جمعية الأورمان نجحت خلال الفترة الماضية في إجراء عملية قلب لنحو 3458 مريضا من الأولى بالرعاية من مختلف مراكز وقرى ونجوع المحافظة بعد اجراء ابحاث ميدانية عليهم للتأكد من أحقيتهم وبما يتفق مع شروط الجمعية على الأسر الأكثر احتياجًا من الأرامل والمرضى ومحدودى الدخل وذوي الهمم من أبناء المحافظة، مشيرة الى ان الدعم الموجه للمرضى الاولى بالرعاية جاء بهدف الحفاظ على صحتهم وسلامتهم وتحقيق حياة كريمة وآمنة لهم، ورفع المعاناة عنهم والتخفيف عن كاهلهم. 

من جانبه أكد اللواء ممدوح شعبان، مدير عام جمعية الأورمان، أن العمليات شملت عمليات القلب المفتوح والقسطرة العلاجية و القسطرة الاستكشافية وغيرها من العمليات الجراحية بالقلب، وذلك من خلال تنظيم سلسلة القوافل الطبية الموسعة بالمحافظة، لافتًا أنها تمت تحت رعاية اللواء أشرف الجندى، محافظ الغربية، وبالتعاون مع مديرية التضامن الاجتماعى بالغربية. 

تقديم الخدمات الطبية مجانا

وأوضح أن دعم مرضى القلب يأتى استكمالاً لما تقوم به الأورمان منذ سنوات في دعم الخدمات الطبية وخاصة علاج مرضى القلب غير القادرين، وذلك من خلال دعمهم في الحصول على فرص علاج ذات جودة وبالمجان تمامًا نظرًا لزيادة معدلات الإصابة بأمراض القلب وزيادة تكلفة العلاج والتكلفة العالية لجراحات القلب والقسطرة العلاجية أما يضاعف معاناة مرضي القلب غير القادرين من أهالى المحافظة.

مقالات مشابهة

  • التظاهر بإمتلاك العادات
  • عالم أزهري: الذكر من أعظم أسباب قوة الجسد (فيديو)
  • عالم أزهري: الذِكر من أعظم أسباب قوة البدن (فيديو)
  • «تضامن الغربية»: إجراء عمليات قلب لـ3458 مريضا من الأولى بالرعاية مجانا
  • النُضج ليس مسألة عُمر
  • فيلم (النافذة ) تناغم لغة الجسد مع الحركة
  • ندوة "الحرية وأثرها على الفرد والمجتمع" بكلية التربية النوعية في الفيوم
  • محمد الشرقي: الفلسفة تعزز وعي الفرد تجاه فهم القيم الإنسانية المشتركة
  • د.حماد عبدالله يكتب: "سن الرشد والأمم"
  • يمد الجسد بالطاقة اللازمة.. فوائد شوربة العدس في فصل الشتاء