وكالة الصحافة المستقلة:
2024-12-26@17:44:53 GMT

الفضيلة والتخويف

تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT

سبتمبر 27, 2024آخر تحديث: سبتمبر 27, 2024

دارين المساعد

كاتبة سعودية

ما الذي يجبر الإنسان على الصمت وتجاهل السؤال إذا كان يملك الاجابة؟  إنهما الحياء والجهل لأنهما صفتان لا تلتقيان بالمعنى إنما تشتركان بالحاجة الى المعرفة والتطوير. فإن تسليط الضوء بالتوعية على كل جوانب الحياة يغلق المسافات بينهما فلا تشتركان في شيء.

لكن في موضوع الثقافة الجنسية بالتأكيد يتولّد الجهل من الحياء والحرج من السؤال وطلب الفهم للمعاني والرغبات والاطلاع على الحاجات ومسبباتها.

أما القلق من حكم الآخرين هو قناع تشكل رغما عنّا في الطفولة وارتديناه طوال سنوات حياتنا. بتفعيل الوالدين لثقافة العيب والحرام هذا مما جعل من الأجيال الناشئة على مر عقود يشعرون بالغرابة من أنفسهم ومما يحدث في داخلهم من استعداد لاتخاذ الدور المادي في عملية الخلق.

الكُل في مجتمعاتنا بلا استثناء نشأ على معتقدات العار من غريزته الطبيعية. مرّت عقود وعاش البعض ومات الاكثرية دون فهم لهذه المشاعر وتوجيهها بالطريقة السليمة. تحقيقاً للضوابط الاجتماعية فإن التوعية الأولية مهمة الوالدين لكنهما أيضاً يحملون نفس المعتقد بأن الجنس مرتبط بالعار ويبثون هذا الموروث من خلال التخويف والتهديد بالعواقب والأمراض والموت الى ابنائهم ظناً منهم أن هذا هو أنسب سلوك لتعزيز العفة.

وتبعاً لذلك فإن الخوف لم يمنع الشباب من الممارسات العابرة وتفعيل التعلق بها لسريّتها بل حرر طاقات سيئة للمجتمع من قضايا اغتصاب وتحرش لا يردعها قانون أو عرف.  صورة عن انفجار غريزة وتمرّد يَجُبُ ما قبله. وهو نتيجة حتمية للكبت الطويل تحت حراسة الجهل والخزي. لأن إخفاء المشاعر والتعامل معها بسريّة يساهم في تدفق الأفكار الظلامية وينمّي الشيطان من خلال هذا التدفق كل حزن وألم ويقود الإنسان إلى الرغبة في تفريغ اوجاعه بالآخرين واعتبارهم أجساد لتلقي الملامة بحجة اللذة لا اشخاص يتشاركون معه العاطفة والسلام. السلوكيات الشاذة والعنيفة نشأت من الصمت وانعدام التنوير والحوار.

عمود النور والمكان المقدس تعبر عن الأعضاء التناسلية للجنسين باللغة السنسكريتية وهي لغة قديمة من اللغات الأربعة بعد الثمانين في الهند .

ونلاحظ الإشارة هنا إلى أهمية نقاوة التعبير عن هذه الأعضاء وذكرها بطريقة مُلهمة يحفز انتمائنا لها وارتباطها بمشاركتنا الفعالة في حفظ النوع البشري. الكلمة أداة تعبر الى القلب والعقل دون تصريح مسبق حسب ماتحمله من معنى. والتعبير السليم برمجة لغوية من ركائز التوعية بالثقافة الجنسية. ثم من خلال التعبير يفهم الفرد من مرحلة الطفولة المتقدمة بأن الجسد ملكية خاصة لا يجوز لمخلوق التعدّي عليه او التنمر على شكله او تهميش مهمته السامية الممنوحة له من الخالق سبحانه وتعالى.

الجسد مادة نتعامل بها مع الأشياء والأشخاص، ويؤثر بالآخرين مادياً ومعنوياً من خلالنا، ويتأثر بنا بطريقة تفكيرنا، يخزن مشاعرنا في العظام والعضلات وفي القلب والأعصاب والشرايين. وهذا يفعل الانسجام الفكري بين الشريكين عند اللقاء ويعزز الارتباط ويفعّل لغة تواصل أكثر حميمية وألفة يمكن استغلالها في توطيد العلاقة وفهم الذات وتحرير المشاعر والتعبير عن المحبة والانسجام وهي لغة مباشرة من الخافية _ العقل الباطن _ تستقبل وترسل الترسبات والموروثات والتوجهات الفكرية والأحاسيس الوجدانية وتتعامل معها باللذة والاستمتاع.

وهذه التأثيرات القريبة يجب أن تكون واضحة لكل البالغين حتى يختار كل منهم شريكه دون خوض للعلاقات المتعددة وانتقال الكثير من الصدمات والأفكار عبرها حتى يرهق الجسد والوجدان معاً وتتكرر عليهما البصمات من خوض التجارب العشوائية.

العلاقات العابرة تجعل من الألم رغبة ومن الحزن احتياج، تختلط المفاهيم وتغيب الحقيقة عن العقل. ويقود القلب طوال المرحلة أعمى البصيرة يجر أذيال الخيبة بعد كل استغلال، يبحث الفرد عن نفسه في الآخرين، ويتعلق الإشباع الغريزي تحت مسمى الحب دون توافق فكري تبنى على أساسه علاقة صحيّة يدرك أطرافها واجباتهم وحقوقهم، تتفشّى التسليّة بالقلوب والوعود وتعظم صغائر التصرفات وتصغر الكبائر في عين المذنب العاشق، وكل الكلمات وما يعقبها من احساس مشروط بالجنس ويتفرع عنه باعتباره نواة العلاقة.

إنقاذ هذا الجيل يبدأ من التوعية ومن انفتاح العائلة على الحديث الصريح وتخطي الاحراج ومتابعة الأبناء وتنقية مكتسباتهم العلمية. العفة جزء من مصفوفة القيم التي تبدأ من معرفة الفرد لحقوقه الإنسانية والاجتماعية والوعي بحاجاته وكيف يلبيها باستحقاق عالي ومنزه عن الخطأ والاستغلال والحرام، الفضيلة لا يمكن فرضها بالتخويف لكنها تنبت حيث يجد المرء قيمته الإنسانية.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

انطلاق أعمال المؤتمر العلمي السابع للمركز العسكري للقلب بصنعاء

يمانيون../
انطلقت بالعاصمة صنعاء، أعمال المؤتمر العلمي السابع للمركز العسكري للقلب الذي تقيمه على مدى ثلاثة أيام وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة ودائرة الخدمات الطبية العسكرية.

ودعا عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، خلال مشاركته في افتتاح أعمال المؤتمر اليوم الثلاثاء، إلى ضرورة إضافة مبلغ بسيط على بعض السلع التي تعد من أكثر المسببات لأمراض القلب لصالح مرضى القلب، خصوصاً والشعب اليمني يقبل بشكل كبير على شرائها.

ولفت إلى أهمية انشاء صندوق لدعم ورعاية مرضى القلب.. داعياً إلى ضرورة الخروج بتوصيات لإدراجها ضمن جدول أعمال الحكومة لمعالجة هذا الموضوع.

وحث عضو السياسي الأعلى المشاركين في المؤتمر على الخروج بنتائج تخدم المجتمع اليمني وفي مقدمتها وضع المقترحات والحلول لإيجاد صمامات نسيجية في اليمن لصالح مرضى القلب.

وتطرق إلى ما يحصل في غزة التي تمثل قلب الأمة العربية، ورمز الصمود والوفاء والجهاد والنضال.. لافتا إلى أن غزة أصبحت اليوم تواجه الإبادة والإجرام العالمي بقيادة الصهيونية الأمريكية والبريطانية بمفردها.. مؤكدا أن الشعب اليمني سيستمر في إسناده لغزة مهما كانت التضحيات.

وأضاف ” نقول لنتنياهو بأن اليمن أبعد عليه من عين الشمس، فاليمنيين يختلفون عمن يعرفهم من المطبعين، ويحملون البأس اليماني، ولا يخافون اليهود ولا يكترثون لأي تهديدات، بل يعتبرونها تصريحات جوفاء، ومن لا يعلم الحقيقة، فليسال عن الشعب اليمني وشجاعته وقوته وصموده واستبساله”.

وتابع:” نقول للأمريكي أنت تأتي اليوم بالبارجة أو حاملة الطائرات الرابعة إلى اليمن، وبالأمس تقول القيادة المركزية بأنها تذخر من أجل قصف اليمن، ولم تأخذ العبرة من حاملات الطائرات الثلاث التي فرت من اليمن.

وحذّر عضو السياسي الأعلى، من أنَّ وجود حاملة الطائرات الأمريكية، هاري ترومان، في البحر الأحمر يعد إعلان حرب وتهديداً للأمن القومي اليمني.. مذكراً الولايات المتحدة، بتجربة حاملتي الطائرات “إيزنهاور” و”روز فلت” اللتين غادرتا المنطقة تحت تأثير ضربات القوات المسلحة اليمنية، وبتصريحات طاقمها عن تفوق القوات المسلحة اليمنية والمواجهة الصعبة التي خاضاها أمام الهجمات اليمنية المكثفة بالصواريخ البالستية والمجنحة والطائرات المسيرة.

ودعا الأمريكان لأخذ العبرة من الدروس السابقة، والحذر من التورط في العدوان على اليمن وقال” إذا لم تغادر وتعود لتحمي موانئ وشواطئ أمريكا ستكون صيدا سهلا لأبطال القوات المسلحة اليمنية، الذين استطاعوا أن يرسموا معادلة واضحة وحقيقية بالنسبة للمواجهة البحرية وتمكنوا من إسقاط طائرة إف 18 وإفشال عدوان غاشم على اليمن.

من جانبه أثني رئيس مجلس الوزراء أحمد غالب الرهوي، على إقامة هذا المؤتمر الذي يأتي ضمن الحراك العلمي المستمر الذي يشهده القطاع الصحي في العاصمة صنعاء في تخصصات طبية نوعية.

ولفت إلى أن ظروف العدوان والحصار زادت اليمنيين إصرارا على التزود بالعلم والمعرفة ومتابعة كل جديد في شتى المجالات العلمية والمعرفية.

وأكد الرهوي، أن الثروة الحقيقية التي يمتلكها اليمن هي العقول التي يواجه بها ومن خلالها العدو الإسرائيلي بل والأمريكي والبريطاني من خلال التطور في الصناعات العسكرية.

وتوجه رئيس مجلس الوزراء بالشكر لكل من نظم ورتب لهذا المؤتمر.. معبرا عن الأمل في الخروج بكل ما يفيد شعبنا في هذا التخصص الهام ومواكبة تطلعه في مواصلة تطوير القطاع الصحي.

وفي افتتاح المؤتمر بحضور نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق الركن جلال الرويشان، أكد وزير الصحة العامة والبيئة الدكتور علي شيبان أن العدوان على اليمن مثل فرصة للتطور والنهوض والإبداع، وإقامة مثل هذه المؤتمرات العلمية المتميزة.

وأشار إلى أن المؤتمرات العلمية التي يقيمها المركز العسكري للقلب في ظل العدوان والحصار ساهمت في التغلب على الكثير من التحديات والصعوبات التي واجهها القطاع الصحي.

وأوضح وزير الصحة أن اليمن يمتلك كوادر وكفاءات متميزة وكذا أجهزة ومعدات حديثة خاصة بأمراض وجراحة القلب.

وأشاد الدكتور شيبان بالجهود المتميزة للقائمين على المركز العسكري للقلب وكافة كوادره الطبية والجراحية والتمريضية.. لافتاً إلى أن أطباء وجراحي القلب هم أكثر نشاطاً في جانب التأهيل العلمي.

وبين أن وزارة الصحة تسعى لإنشاء برنامج خاص بالوزارة لتبديل الصمامات عن طريق القساطر القلبية.

من جانبه اعتبر رئيس جامعة صنعاء الدكتور القاسم عباس، المؤتمر العلمي السابع، محفلا علميا مهما يستمد أهميته من عنوانه الخاص بأمراض وجراحة القلب التي تعد من أمراض العصر.

وقال ” إن أمراض القلب كانت في السابق غالباً ما تصيب كبار السن، أما حالياً أصبح الكثير من الشباب يصابون بهذا المرض وهذا يعد من التحديات”.. مؤكداً على ضرورة وجود حراك علمي يواكب التطورات الحديثة التي يشهدها العالم في مجال أمراض وجراحة القلب.

فيما أكد مدير دائرة الخدمات الطبية العسكرية الدكتور عبدالمحسن حجر، على أهمية المؤتمر لمواكبة جديد العلوم الطبية والجراحية والتشخيصية والعلاجية في مجال أمراض وجراحة القلب والاستفادة من الخبرات المشاركة في هذا المؤتمر العلمي والطبي للارتقاء بمستوى الخدمات الطبية التي تقدم لمرضى القلب.

بدوره أوضح مدير المركز العسكري للقلب الدكتور علي الشامي، أنه سيتم خلال فعاليات المؤتمر العلمي السابع عرض ومناقشة العديد من الأبحاث العلمية النوعية، وإقامة ست ورش عمل تشمل (تخطيط القلب – تلفزيون القلب – الإنعاش القلبي الرئوي – زراعة الصمامات بالقسطرة والتي تقام لأول مرة في اليمن – تعليم استخدام أجهزة التنفس الصناعي – والقرية الذكية التي تهدف إلى تعليم الطلاب المهارات الأساسية للتعامل مع المرضى من خلال الدمى الذكية).

وأشار إلى أن المؤتمر الذي يشارك فيه نخبة من أطباء القلب من داخل وخارج اليمن سيسهم في الارتقاء بمستوى أداء أطباء وجراحي القلب اليمنيين من خلال ما سيكتسبونه من مهارات طبية وجراحية عبر الجلسات العلمية والورش التدريبية التي ستقام خلال أيام المؤتمر.

ولفت إلى أن مركز القلب العسكري تمكن خلال الفترة السابقة من إجراء معظم التدخلات الطبية لجميع المرضى وفق أعلى المعايير ما يعكس مستوى الالتزام بتوفير الرعاية بجودة عالية للمرضى ومساعدة كل مواطن يحتاج للعلاج.

ولفت الشامي إلى أن المركز أجرى حتى منتصف شهر ديسمبر 2024 أكثر من 421 عملية قلب مفتوح، وأكثر من 4612 قسطرة قلبية تشخيصية وعلاجية، وأكثر من 12 ألف تلفزيون للقلب باستخدام أحدث أجهزة الايكو.

فيما أشار رئيس المؤتمر البروفيسور طه الميموني إلى أن هذا المؤتمر الذي يشارك فيه أربعة آلاف طبيب يمثل حدثا طبيا وعلميا سيسهم في الارتقاء بالمستوى العلمي والأداء العملي لأطباء وجراحي القلب وكذا إيجاد الحلول الناجعة لمعالجة الحالات المرضية الصعبة والمعقدة.

من جهته أوضح نائب مدير المركز العسكري للقلب الدكتور وليد الشرفي، أن الهدف من المؤتمر هو تحقيق أكبر قدر من المعرفة العلمية والاستفادة من كل ما هو جديد على مستوى العالم في مجال أمراض وجراحة القلب وبما من شأنه تحقيق المزيد من التطوير والارتقاء بمستوى أداء الكوادر اليمنية المتخصصة في هذا المجال.

حضر الافتتاح مدير المستشفى العسكري الدكتور عباس نجم الدين، ومدراء المستشفيات والمراكز الطبية، وقيادات وزارة الصحة والمجلس الطبي الأعلى، والمجلس اليمني للاختصاصات الطبية، وجامعة صنعاء، والجهات ذات العلاقة.

إلى ذلك اطلع رئيس مجلس الوزراء ومعه رئيس جامعة صنعاء وعدد من المسئولين على معامل المحاكاة الطبية الحديثة التي وفرتها كلية الطب بجامعة صنعاء لمواكبة التطورات في عالم الطب بمختلف تخصصاته.

مقالات مشابهة

  • الفن يساعد في دعم التطور المعرفي ويخفف الألم والإجهاد
  • علامات من لغة الجسد تعكس الوقوع في الحب
  • الصحة: زراعة 100صمام قلب أورطي بتقنية تافي بمعهد القلب
  • معهد القلب يجري 100 عملية زراعة للصمام الأورطي باستخدام قسطرة TAVI
  • 100 جراحة زراعة صمام قلب أورطي بتكلفة تتعدى 800 ألف جنيه للحالة
  • المستشفيات التعليمية تستعرض إنجازاتها خلال ٢٠٢٤
  • انطلاق أعمال المؤتمر العلمي السابع للمركز العسكري للقلب بصنعاء
  • 7 أسرار للغة الجسد تكشف الوقوع في الحب.. ماذا يحدث للعيون؟
  • سيكلوجية السماح
  • "أداب الإستئذان ونشر الفضيلة" ندوة تثقيفية للرواق الأزهري بالشرقية