فرنسا – ماري أنطوانيت تعد من أكثر الشخصيات جدلا في التاريخ الفرنسي. وعلى الرغم مما ألصق بها من فجور وعربدة وتبذير بدرجات تفوق الوصف، يجد البعض لها حسنات ويقول إنها كانت تعطف على الفقراء!

زُوجت ماري أنطوانيت، ابنة الإمبراطور فرانسيس الأول في النمسا وهي في سن 15 عاما من ولي عهد فرنسا، الدوق دي بيري الذي اعتلى عرش البلاد في عام 1774، وأصبح يدعى الملك لويس السادس عشر.

أقيم لهذه الصبية التي كانت توصف بأنها آية في الحسن حفل زفاف في فيينا قبل أن تنتقل إلى باريس ويقام لها حفل مشهود انتهى بكارثة ارتبطت بمصيرها المأساوي.

حفل الزفاف الثاني الذي أقيم في فرساي استمر لمدة أسبوعين، اختتم يومه الأخير في ساحة الكونكورد في باريس، إلا أن المنطقة التي نظمت فيها الاحتفالات كانت مليئة بخنادق البناء والحفر، وحين بدأت الألعاب النارية تنطلق وتنفجر بأصوات مدوية، تدافع السكان للهرب وسقط العديد منهم فيما سارت حشود أخرى على أجسادهم، وانتهت المأساة بمقتل 139 شخصا دهسا. جمعت الجثث ودفت في قبر مشترك.

مر هذا الأمر وأصبحت ماري انطوانيت ملكة على فرنسا، وكان زوجها الملك لويس السادس عشر يعاني من مشكلة تمنعه من إداء واجباته الزوجية، وبعد جهود وتدخلات من فيينا، أقنع الملك بإجراء عملية “ختام” لتصحيح الوضع، الأمر الذي جرى بنجاح، إلا أن المشكلة علقت بصاحب تاج فرنسا حينها، وأصبحت مادة للتندر والسخرية.

على خلفية هذا الأمر وجرأة ماري أنطوانيت في حفلات الرقص، انتشرت الشائعات عن عشاقها العديدين وعن ولعلها بالهدايا وتبذيرها على “نزواتها” المختلفة، ومن جهة أخرى اشتهرت بحدبها على الفقراء.

رواية شائعة تنسب لها قولها أثناء تدافع الجياع أمام قصرها قبيل تفجر الثورة الفرنسية قولها “إذا لم يكن لديهم خبز، فليأكلوا البسكويت”، إلا أن أصوات تشكك في هذه الرواية قائلة إن ماري أنطوانيت كانت تساعد الفقراء وكانت تدرك أوضاعهم بشكل جيد، ومن المستبعد أن تقول مثل هذه العبارة.

من الإيجابيات التي تنسب إلى ماري أنطوانيت أنها كانت تحب الأطفال كثيرا، وأنها بعد أن توفى لها طفلان من بين الأربعة الذين أنجبتهم، تبنت خمسة أطفال على الأقل في حياتها، آخرهم صبي من أصل سنغالي أهدي إليها، لكنها عمدته واعتبرته ابنا لها.

بالمقابل، يُذكر أنها شيدت مقرا منعزلا يشبه مزرعة فاخرة. وهنا سرت شائعات بأنها كانت تتصرف بطريقة غير لائقة، وأنها ونساء أخريات في هذه القرية الملكية كن منغمسات في الفجور سواء مع رجال أو فيما بينهن!

أطاحت الثورة الفرنسية بلويس السادس عشر، وبعد خمسة أشهر أعدم الملك، وانتهى الأمر بماري أنطوانيت والأسرة الملكية إلى السجن، فيما فشلت عدو محاولات من قبل أنصار الملكية لإنقاذها.

الثورة الفرنسية أنهت حياة الرخاء والرفاهية واللهو التي تعودت عليها ماري أنطوانيت، وبدأت رحلتها مع العذاب والإهانة. جرى استغلال ابنها الثاني لويس تشارلز في هذا الأمر الذي قام أحد رجالات الثورة الفرنسية، يوصف بالقسوة والجهل ويدعى أنطوان سيمون بالسيطرة على هذا الابن وتلقينه ودفعه للإدلاء بشهادة ضد والدته عن علاقاتها الحميمية، بل واعترف بانه ووالدته مارسا سفاح الأقارب، الأمر الذي نفته ماري أنطوانيت بشدة. اللافت أن لويس تشارلز ان صغيرا لن يتعدى في ذلك الوقت سن الثامنة.

يحكى أن ماري أنطوانيت في الليلة التي سبقت إعدامها بالمقصلة بعد إدانتها بالتآمر وخيانة مصالح البلاد، استحال شعرها فجأة إلى اللون الرمادي، وكانت تبلغ من العمر ثمانية وثلاثين عاما فقط. وهذا التغيير المفاجئ في لون الشعر أرجع إلى الإجهاد الشديد، وأطلق عليه اسم “متلازمة ماري أنطوانيت”.

بعد أن قطع رأسها بالمقصلة، ألقيت بقية جثة ماري أنطوانيت في نفس ذلك القبر الجماعي الذي ضم الضحايا الذين سقطوا في حفل زفافها في باريس.

الوضع تغير في يناير عام 1815، وتسنى التعرف على رفاتها وإعادة دفنه في دير “سان دوني”، وكذلك بقايا زوجها، الملك لويس السادس عشر.

المصدر: RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

مخيم جباليا “هيروشيما” غزة التي يدمرها الاحتلال الإسرائيلي

#سواليف

يحاول #الاحتلال_الإسرائيلي منذ أكثر من شهر #تهجير سكان شمال قطاع #غزة قسرا، من خلال فرض #حصار مشدد وتدمير واسع للمنازل والمباني، مانعا الدخول والخروج إلا عبر حواجز أقامها لتفتيش #النازحين لغزة وإلى الجنوب.

ووثقت مقاطع فيديو وصور على مدار عام كامل من #الحرب دمارا واسعا ألحقه الاحتلال الإسرائيلي بالأحياء السكنية والمساجد والمدارس في غزة. وكان أحدث توثيق صورة جوية لمخيم #جباليا، تظهر مسح المربعات السكنية وحجم الإبادة التي يتعرض لها المخيم.

لاقى هذا المشهد انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل مغردون فلسطينيون وعرب مع الصورة التي تظهر سحبا كثيفة من #الدخان تغطي المنطقة بالكامل، وهذا يوحي بأن المنطقة قد تحولت إلى #رماد.

مقالات ذات صلة المسيّرات تتساقط على الأردن.. من أين تأتي؟ وكيف يواجهها؟ 2024/11/07

وتعليقا على ذلك، كتب الداعية الفلسطيني جهاد حلس تدوينة على منصة “إكس”: “هذه ليست #القنبلة_النووية التي سقطت على #هيروشيما، هذه مدينة جباليا التي تباد الآن على مرأى ومسمع العالم أجمع”.

كما علق أحد المدونين: “عملية نسف كارثية تحدث الآن في شمال غزة بهدف تشكيل محور جديد. الجيش يضع خططا عسكرية فوق الأحياء السكنية المكتظة، ومن يختار البقاء سينتهي به الحال تحت أنقاضها؛ هذه سياسة مسح إجرامية”.

صورة جوية حديثة لجباليا التي تتعرض للمسح والإبادة

العائلات الان في الطرقات تجلس ولا تجد لها مكان لتنام به#جباليا_تُباد تباد .. كل غزة تباد و تدمر.. سياسة الارض المحروقة ????

#جباليا_تُباد #يحيى_السنوار #ترمب #أمريكا #أوباما #فلسطين pic.twitter.com/VmnXINgSqP

— عفيف الروقي (@AfifAlRoqi511) November 6, 2024

أما الصحفي الفلسطيني محمد حمدان، فكتب: “صعد الدخان حاملا رمادا من بشر وحجر وتبخرت ذكرياتنا وأحلامنا، لا شيء يبرر ذلك، لا شيء يشبه ذلك، لا شيء يعوض ذلك”.

وكتب مغرد آخر بمشاعر مختلطة: “جزى الله الفلسطينيين عنا كل خير؛ فقد كان لأمتهم شهداء أحياء بعقيدتهم التي يجب أن تسود وتتجاوز الحدود”.

كما تفاعل مغردون آخرون مع الصورة بقولهم: “منظر يندر مشاهدته إلا في الحروب العالمية؛ جباليا تُباد بدعم ومباركة من أنظمة عربية شقيقة. غزة تُمحى بالكامل وفق سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها جيش الاحتلال وسط حصار خانق على العائلات”.

وشارك مراسل قناة الجزيرة، أنس الشريف، مقطع فيديو على حسابه بمنصة “إكس” يظهر فيه حجم المعاناة في شمال غزة، حيث يشهد قصفا ونسفا وإطلاق نار ونزوحا.

ويرى كثيرون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استغل انشغال العالم بالانتخابات الأميركية لتنفيذ أخطر مراحل إبادة شمال غزة، ودفع سكان الشمال للنزوح بهدف السيطرة على الأراضي بحجة “الأمن”.
إعلان

وأعرب بعض المغردين عن استغرابهم من تفجير الاحتلال لمخيم جباليا المكتظ بالسكان وسط صمت عالمي.

كما أشار بعض المغردين إلى أن الدول العربية ما زالت تعيش حالة غياب عن الوعي، وكأن الأمر يحدث على كوكب آخر، مع أنها قد تكون أول من سيدفع الثمن.

وقال المدون عفيف الروقي: “صورة جوية حديثة لجباليا التي تتعرض للإبادة؛ العائلات الآن بلا مأوى، كل غزة تُباد وتُدمر وفق سياسة الأرض المحروقة”.

وبحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فإن التدمير الهائل للمنازل والمباني في شمال قطاع غزة واستعدادات الجيش للاحتفاظ بالأراضي من خلال تعبيد الطرق وإنشاء البنية التحتية، كلها إجراءات تشي بالاستعداد لضمها بحكم الأمر الواقع، وإقامة مستوطنات فيها على غرار تلك المقامة في الضفة الغربية.

وقد وضعت إسرائيل خطة الجنرالات في شمال غزة في سبتمبر/أيلول 2024، بهدف تهجير سكان شمال قطاع غزة قسرا، وذلك بفرض حصار كامل على المنطقة، بما في ذلك منع دخول المساعدات الإنسانية، لتجويع من تبقى من المدنيين، وكذلك المقاومين ووضعهم أمام خيارين إما الموت وإما الاستسلام.
إعلان

وتشن إسرائيل بدعم أميركي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على غزة، خلفت آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: 70% من شهداء حرب غزة في 6 أشهر نساء وأطفال
  • تقرير أممي: 70% من ضحايا حرب غزة في ستة أشهر نساء وأطفال
  • تقرير أممي: 70% من ضحايا حرب غزة في 6 أشهر نساء وأطفال
  • “حوالي 70%” من شهداء حرب غزة خلال 6 أشهر نساء وأطفال
  • «التنمية الحضرية»: العشوائيات غير الآمنة كانت من أبرز التحديات التي واجهت الدولة
  • مخيم جباليا “هيروشيما” غزة التي يدمرها الاحتلال الإسرائيلي
  • لولا العرب ما كانت باريس.. المسلماني يستعرض تقريرا لمجلة فرنسية
  • ماكونل: انتخابات الثلاثاء كانت “استفتاء حول إدارة بايدن”
  • ما بعد “قازان”: ما الذي يحتاجه “بريكس” ليصبح قوة عالمية مؤثرة؟
  • بعد فوز ترامب وقبل مغادرة بايدن، ما الذي تعنيه مرحلة “البطة العرجاء”؟