تفاقمت مشكلة تراكم النفايات في غزة بشكل كبير بسبب الحرب والحصار المتواصل، مما أسفر عن تكدسها في الشوارع والساحات العامة، مسببًا مخاطر صحية وبيئية كبيرة على السكان، كما أدي تدهور البنية التحتية ونقص الوقود والموارد إلى تراكمها دون معالجة، مما يزيد من انتشار الحشرات والقوارض ويهدد بانتشار الأمراض.

نشر موقع "موندويس" تقريرًا سلط فيه الضوء على معضلة تراكم النفايات في مدينة غزة، والتي تمثل تهديدًا خطيرًا للصحة العامة.



وقال الموقع في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن أنظمة إدارة النفايات في القطاع أصبحت عاجزة أمام استهداف الاحتلال الإسرائيلي لبنية الصرف الصحي.


ويوضح الموقع أنه مع تجاوز عدد سكان مدينة غزة 800,000 نسمة، أصبحت المدينة تنتج أكثر من 700 طن من النفايات يوميًا، وقد كانت إدارة هذا الحجم من النفايات في مدينة محاصرة تحديًا كبيرًا قبل بدء الإبادة الجماعية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر؛ حيث منع الاحتلال الإسرائيلي استيراد أو صنع المعدات اللازمة للقيام بهذه المهمة.

ومع بدء الإبادة الجماعية، تفاقمت الأزمة حيث شن الاحتلال الإسرائيلي حربًا على جميع مرافق الصرف الصحي وأنظمة إدارة النفايات بهدف خلق أزمة بيئية وصحية في غزة.

يضيف الموقع أن إدارة النفايات في المدينة تمكنت من التكيف مع الوضع وتقديم خدماتها الأساسية على مر الحروب الإسرائيلية السابقة على غزة، لكن هذه الحرب لا تشبه أيًا من سابقاتها، فهي إبادة جماعية تهدف إلى سلب المدينة قدرتها على الحياة، وأصبح كل يوم يبدو وكأنه سباق مع الزمن للحفاظ على الخدمات الأساسية للمدينة التي يتم طمسها بشكل منظم.

وقد قام الاحتلال باستهداف فرق إدارة النفايات في شرق غزة، حيث يقع مكب النفايات التابع للإدارة، وهو ما حال دون نقل النفايات وأجبر الفرق على تكديسها في وسط المدينة، وأدى إلى خلق ظروف خطيرة للغاية على سكان غزة.


إدارة النفايات والإبادة الجماعية
يؤكد الموقع أن نظام إدارة النفايات كان هشًا بالفعل قبل الحرب الحالية، نتيجة للحصار الذي استمر 17 سنة، والذي منع القطاع من استيراد المعدات المناسبة مثل الضاغطات أو المحارق.

وقد أدى هذا الحصار إلى لجوء إدارة النفايات إلى حلول مؤقتة، مثل استخدام 300 عربة تجرها الحيوانات، وهو ما أبقى الخدمات مستمرة لسنوات حتى بداية الحرب الحالية.

وفي اليوم الأول من حرب الإبادة الجماعية، استهدفت القوات الإسرائيلية العاملين في مكب النفايات، مما أدى إلى إصابة العديد منهم وتدمير معدات بقيمة 1.5 مليون دولار، ولم يكن هناك خيار سوى التخلص من النفايات في مواقع مؤقتة وسط المدينة، مثل سوق اليرموك والمساحات المفتوحة في سوق الفراس، وأصبحت هذه المناطق الآن مليئة بالقمامة المتعفنة، مما يشكل مخاطر صحية شديدة على السكان القلائل الذين بقوا في هذه المناطق.

وأشار الموقع إلى أن إدارة أكثر من 500 عامل في ظل هذه الظروف أصبحت أمرًا شبه مستحيل، فنصف أفراد الفريق يعيشون في شمال غزة؛ وقد واصلوا استخدام العربات في الأيام الأولى للحرب، ولكن مع اشتداد القتال لم تعد حتى هذه الطريقة آمنة.

دمرت الغارات الجوية عربات نقل القمامة وفقد العديد من العمال مصدر رزقهم، وفي إحدى الغارات، قُتل أكثر من 40 موظفًا كانوا يحتمون في المرآب الرئيسي، كما دمرت ثمانية صواريخ أكثر من 120 مركبة تُستخدم لجمع النفايات وإدارة مياه الصرف الصحي وتوزيع المياه، وأصيب نصف الفريق بجروح قد تجعل العديد منهم غير قادرين على العودة إلى العمل مرة أخرى.


مدينة تغرق في نفاياتها
يتابع الموقع أن العواقب البيئية والصحية أصبحت خطيرة في ظل تراكم أكثر من 150,000 طن من النفايات في مدينة غزة، ومع اقتراب فصل الشتاء، من المنتظر أن تؤدي أكوام النفايات إلى سد أنظمة الصرف الصحي، وإلى فيضانات محتملة في مدينة مدمرة.

سيواجه العديد من السكان النازحين الذين يعيشون في ملاجئ مؤقتة رعبًا إضافيًا بسبب هذه الفيضانات، ورائحة النفايات المحترقة؛ حيث يحاول السكان اليائسون التعامل مع النفايات بإشعال النار فيها، وتؤدي هذه الأدخنة السامة إلى تفاقم الوضع وزيادة أمراض الجهاز التنفسي.

وقد أبلغت وزارة الصحة في غزة عن أكثر من 250,000 حالة إصابة بأمراض جلدية بسبب التعرض للنفايات، مما ينذر بأزمة صحية كارثية.

يختم الموقع بأن نظام إدارة النفايات الذي كان هشًا قبل الحرب أصبح الآن مدمرا، فهناك أكثر من 150,000 طن من النفايات التي تسمم المدينة، وسيؤدي موسم الأمطار إلى تفاقم الوضع، وهو ما يتطلب تحركا دوليا عاجلا قبل أن تصبح غزة غير صالحة للعيش بشكل كامل.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية النفايات غزة مخاطر صحية غزة نفايات انتشار الامراض مخاطر صحية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إدارة النفایات الصرف الصحی من النفایات النفایات فی النفایات ا الموقع أن العدید من فی مدینة أکثر من

إقرأ أيضاً:

علي الظاهري لـ «الاتحاد»: مصنع لاستعادة المواد القابلة للتدوير من النفايات في الربع الأول

هالة الخياط (أبوظبي)
أعلن المهندس علي الظاهري، العضو المنتدب، الرئيس التنفيذي لـ«مجموعة تدوير»، أن الربع الأول من العام الجاري، سيشهد ترسية مشروع أول منشأة لاستعادة المواد القابلة لإعادة التدوير المشتقة من النفايات البلدية الصلبة في أبوظبي، بهدف استعادة المواد القابلة لإعادة التدوير، وتوفير مواد أولية لمنشأة أبوظبي لتحويل النفايات إلى طاقة، ما يسهم في تقليل النفايات المعالجة في مكبّات النفايات.
وأوضح الظاهري، في حوار مع «الاتحاد»، أن المنشأة سيبدأ تشغيلها خلال الربع الأول من عام 2027 بقدرة إنتاجية تصل إلى أكثر 1.3 مليون طن متري سنوياً.
وأشار إلى أن المشروع يندرج في إطار جهود «مجموعة تدوير» لتحقيق هدف تحويل %80 من نفايات أبوظبي بعيداً عن المكبّات بحلول عام 2030. 

أخبار ذات صلة «المنافسة» تشعل عروض السيارات خلال رمضان رئيس بنك «HSBC الإمارات» لـ «الاتحاد»: المتانة المالية لأبوظبي ترسخ جاذبيتها للاستثمار العالمي

وتنضمُّ المنشأة إلى المجموعة الدائرية للمؤسَّسة، وهي سلسلة من المرافق التي تُسهم في تعزيز الاقتصاد الدائري، وتضمن إرسال الحد الأدنى من النفايات إلى مكبّات النفايات، علماً أن الأهداف طويلة المدى للمنشأة تتمثل في توفير المواد الخام لعمليات تحويل النفايات الأخرى، مثل تحويل النفايات إلى وقود الطيران المستدام. ولفت الظاهري إلى أن مجموعة تدوير تعمل ضمن استراتيجياتها على إحداث تغيير جذري في إدارة النفايات، واستخلاص القيمة منها وإرساء معايير جديدة في توفير الحلول الدائرية. كما تسهم في تمكين المجتمعات من تغيير نظرتها إلى النفايات والقيمة الكامنة فيها، باعتبارها حافزاً للتأثير البيئي والاقتصادي الإيجابي، حيث تواصل المجموعة ابتكار الحلول لتقليل النفايات والاستفادة منها.
محطة تحويل 
وأعلن الظاهري عن أن عمليات البناء والتنفيذ لمحطة تحويل النفايات إلى طاقة بدأت خلال العام الماضي، حيث وصلت نسبة الإنجاز حتى ديسمبر الماضي 20%.
وتتعاون مجموعة تدوير مع شركة مياه وكهرباء الإمارات واتحاد ياباني لتطوير محطة ذات مقاييس عالمية لتحويل النفايات إلى طاقة حيث ستقع بالقرب من مكب النفايات الحالي في الظفرة بأبوظبي، وستبلغ قدرتها المتوقعة في معالجة النفايات 900.000 طن من النفايات سنوياً، وستكون قادرة كذلك على توليد الكهرباء وتزويدها إلى نحو 52.500 أسرة في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما ستستخدم المحطة تكنولوجيا الشبكات المتحركة المتقدمة لتحويل النفايات الصلبة البلدية إلى كهرباء عبر مجموعة مولدات توربينية بخارية عالية الكفاءة.
وقال الظاهري: «إن مجموعة تدوير تعمل على إعداد استراتيجية لتنفيذ فرز النفايات من المصدر، وستعلنها قبل نهاية العام الجاري، وإنها ستكون بمثابة خريطة طريق لكافة الجهات المعنية بتنفيذ مبادرات الفرز من المصدر، والتوضيح للشركاء من الجهات المشرعة والجامعات والقطاع الخاص والمدارس والمؤسسات الحكومية والمصانع ما الأهداف المطلوب تحقيقها في جانب الفصل من المصدر وصولاً إلى أفضل الممارسات، وتوحيد الجهود والعمل في إطار واضح لخلق الالتزام والتحضير لعملية فصل النفايات من المصدر».
مكبات هندسية
وأوضح الظاهري أن المجموعة ستستبدل مطامر النفايات الموجودة حالياً بمكبات هندسية يجري تصميمها، بما يتماشى مع معايير هيئة البيئة- أبوظبي والاشتراطات الصحية، حيث ستتوزع في مناطق مختلفة في أبوظبي، وستكون بسعة أكبر. وفيما يخص الشراكات المحلية والعالمية، أوضح العضو المنتدب لـ«مجموعة تدوير»، أن نهج مجموعة تدوير تجاه الشراكات يتوسع إلى ما هو أبعد من توقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، حيث أكملت المجموعة استحواذها الأول على 50% من أسهم شركة «إنفايروسيرف» باعتبارها المركز المتكامل الوحيد لمعالجة النفايات الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والقوقاز.
وبين أن الشركة قادرة على إعادة تدوير النفايات الناتجة عن المعدات الكهربائية والإلكترونية في المنطقة، وهي شريك متكامل في معالجة جميع أنواع النفايات.
خطة
تابع: «إن خطة فرز النفايات من المصدر طويلة ومتوسطة المدى، تبدأ بالمدارس والمناطق السكنية لتسير بنفس الوقت مع تجهيز البنية التحتية لاستقبال النفايات بعد فرزها، ومعالجتها، والحفاظ على قيمة المواد القابلة لإعادة التدوير قبل تحويلها للحرق أو للمكبات الهندسية».
وفي هذا الإطار، بين الظاهري، أن المجموعة بصدد تأسيس شركة متخصصة في عمليات الجمع والنقل للنفايات الهدف منها بناء الخبرة التشغيلية للارتقاء بمستوى الخدمات وخلق جو تنافسي أكبر مع القطاع الخاص، واستراتيجياً نريد أن نكون قادرين على التدخل في الحالات الطارئة.
وأوضح، أن الشركة ستكون تابعة للمجموعة، ومنافسة للقطاع الخاصة وفق معايير أشد ومعايير أفضل للارتقاء بمستوى تقديم الخدمات، وستكون مهامها ذات بعد استراتيجي، بما يحقق استقرار واستدامة النظافة وضمان استمرارية عمليات جمع النفايات والتخلص منها في الأماكن المخصصة، من خلال بناء الخبرات التشغيلية لتغطي كافة المهام ضمن القطاع، ابتداء من الجمع والنقل وحتى إدارة وتشغيل محطات الفرز.
مخلفات الهدم
أشار الظاهري إلى أن مصنع إعادة تدوير مخلفات البناء والهدم في منطقة الظفرة يقدم مساهمات كبيرة في قطاع الاستدامة، حيث يتم تشغيل ما بين 80% إلى 90% من طاقته باستخدام الألواح الشمسية، وهي بالتالي أول محطة تكسير في المنطقة تعمل بالطاقة الشمسية. ويبلغ إنتاج هذا المصنع السنوي 10.000 طن يومياً. 
وقال في هذا الإطار: حصلت مجموعة تدوير مؤخراً على اعتماد لمنتجاتها النهائية مثل الحصى الركامية المعاد تدويرها بقياس 0-5 مم و5-10 مم، ما يمثل أول اعتماد على الإطلاق للحصى الركامية المعاد تدويرها في إمارة أبوظبي.

مقالات مشابهة

  • علي الظاهري لـ «الاتحاد»: مصنع لاستعادة المواد القابلة للتدوير من النفايات في الربع الأول
  • زيت الزيتون الإسباني تغرق السوق المغربية خلال رمضان
  • بلدية غزة: المدينة تعيش كارثة بيئية بفعل تراكم النفايات
  • رمضان في غزة.. حصار وأزمة إنسانية ومساجد مدمرة وحرب مستعرة
  • إطلاق أول محطة لمعالجة النفايات الصلبة داخل ميناء جدة
  • ضبط أكثر من 1000 علبة تبغ محظورة في محلات بنغازي 
  • صور.. العثور على مستودع سري لـ "ذخائر هاون" في مدينة سورية
  • قوات الأمن تنتشر في مدينة بانياس لحفظ استقرار المدينة والحفاظ على السلم الأهلي
  • مبادرة بيئية.. المركزي العراقي يمول معامل الطابوق بـ 500 مليون دينار
  • توتر في مدينة جرمانا بريف دمشق والأمن العام ينصب حواجز على جميع مداخل المدينة ومخارجها