أكد الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، أن الجامعات تستقبل غداً السبت، الطلاب الجدد والقدامى بمختلف الكليات فى 111 جامعة، لافتاً إلى أن العام الدراسى الجديد 2024-2025 سيكون عاماً مميزاً بالكثير من المجالات، أبرزها التطور الكبير الذى سيلاحظه الطلاب فى تطوير نظم الدراسة والبرامج المؤهلة لسوق العمل.

مبادرة «100 يوم رياضة» تستهدف ترسيخ القيم بين شباب الجامعات

وأضاف وزير التعليم العالى والبحث العلمى، فى حوار لـ«الوطن»، أن الاهتمام بتنفيذ الأنشطة الطلابية من أولويات عمل الوزارة خلال الفترة المقبلة، باعتبارها من أهم أُسس المنظومة التعليمية، التى تستهدف تقوية ودعم روح الفريق، منوهاً بأن مبادرة «100 يوم رياضة»، تستهدف ترسيخ القيم بين شباب الجامعات المصرية، فهى جزء لا يتجزأ من عملية بناء الإنسان المصرى القادر على مواجهة تحديات المستقبل والمساهمة فى بناء مجتمع مُتقدم، فإلى نص الحوار:

ماذا عن الاستعدادات العامة للعام الدراسى الجديد؟

- العام الدراسى الجديد 2024ـ 2025 بدأ فى موعده المحدد من قبل المجلس الأعلى للجامعات ولا تغيير فى الخريطة الزمية التى جرى إقرارها، والعام الدراسى الجديد سيكون عاماً مميزاً بالكثير من المجالات، أبرزها التطور الكبير الذى سيلاحظه الطلاب فى تطوير نظم الدراسة والبرامج التى تؤهلهم لسوق العمل ومتطلبات وظائف المستقبل، بجانب الأنشطة الطلابية المختلفة، التى سيتم تفعيلها بمختلف الكليات من أول يوم دراسى.

وزير التعليم العالى: 3.7 مليون طالب يبدأون نظم الدراسة والبرامج المؤهلة لسوق العمل

الجامعات أنهت كافة الاستعدادات الخاصة بالعام الجديد، لاستقبال ما يزيد على 3.7 مليون طالب وطالبة فى التعليم الجامعى، وهناك طفرة غير مسبوقة شهدها التعليم الجامعى المصرى خلال السنوات الماضية، من حيث التوسع فى الكليات والبرامج التى تحتاجها سوق العمل، وكذلك التوأمة والشراكة مع كبرى الجامعات الإقليمية، والتأكيد على استمرار مخطط تحول الجامعات المصرية إلى أن تكون من جامعات الجيل الرابع، وهناك 111 جامعة و181 معهداً انتهت من الجاهزية لاستقبال الطلاب الجدد والقدامى، وفقاً للخريطة الزمنية التى أقرها المجلس الأعلى للجامعات ولا تعديل أو تغيير بها.

ماذا عن تنسيق الجامعات 2024؟

- مكتب التنسيق هذا العام قام بجهد عظيم فى توزيع الطلاب على مختلف الجامعات الحكومية والمعاهد من الحاصلين على شهادة الثانوية العامة المصرية وما يعادلها من شهادات، على أكمل وجه، وتمت مراعاة التعليمات التى أسهمت فى منح الطلاب فرصهم للالتحاق بالكليات التى يرغبون فيها، وكل طالب ناجح فى امتحانات الثانوية العامة 2024 كان له مكان فى التعليم الجامعى وفقاً للضوابط والقواعد التى أقرها المجلس الأعلى للجامعات، وكل الموضوعات المتعلقة بالتنسيق جرى العمل عليها من قبل المجالس واللجان المختصة، استهدفت مصلحة الطالب أولاً، ومكتب التنسيق رشح أكثر من 940 ألف طالب من الثانوية والشهادات الفنية للجامعات الحكومية والمعاهد.

ماذا عن الأنشطة الطلابية ومدى الاهتمام بها فى الجامعات؟

- الاهتمام بتنفيذ الأنشطة الطلابية من أولويات عمل الوزارة خلال الفترة المقبلة، باعتبارها من أهم أُسس المنظومة التعليمية، وتستهدف تقوية ودعم روح الفريق، وتوطيد الروابط الإنسانية وتوثيقها بين الطلاب، وتمثل أحد أهم السُبل لاندماج الطلاب مع المجتمع، سواء داخل الجامعات والمعاهد أو تأهيلهم للمجتمع الخارجى، ونوجه دوماً بضرورة الاهتمام بالأنشطة الطلابية، لخلق بيئة تنافُسية فى جميع المجالات (الثقافية، الرياضية، الفنية، الاجتماعية، والعلمية).

ماذا عن مبادرة 100 يوم رياضة؟

- مبادرة 100 يوم رياضة ترسخ القيم بين شباب الجامعات المصرية، فهى جزء لا يتجزأ من عملية بناء الإنسان المصرى القادر على مواجهة تحديات المستقبل والمساهمة فى بناء مجتمع مُتقدم، والرياضة ليست مجرد نشاط ترفيهى، بل هى دعامة أساسية لتطوير وتنمية وبناء الإنسان، ومن خلال ممارسة الرياضة نعزز الصحة الجسدية والعقلية لشبابنا، بجانب دورها الحيوى فى تنمية مهارات القيادة والعمل الجماعى، ونعمل على التركيز على بناء الإنسان المصرى فى كافة جوانب حياته، فإن هذه المبادرة تُعد إحدى الركائز الأساسية لتحقيق هذا الهدف، ونسعى إلى إعداد جيل من الشباب يتمتع بالقوة البدنية والعقلية، والقدرة على الإبداع والابتكار، ليكونوا رواداً فى تحقيق رؤية مصر 2030، والارتقاء بوطننا نحو مستقبل أفضل.

كما أن تدشين مبادرة 100 يوم رياضة يأتى تزامناً مع بداية العام الدراسى الجديد 2024-2025، والمبادرة تتضمن العديد من المحاور التى تسعى لتحقيق مردود إيجابى يشعر به المواطن خلال فترة وجيزة، إلى جانب اهتمام المبادرة ببناء الوعى، وإعداد أجيال جديدة تترسخ لديها قيم الانتماء والولاء للدولة المصرية، والحفاظ على مقدرات الوطن، والمشاركة بفاعلية فى عملية التنمية الشاملة.

وخطة وزارة التعليم العالى والبحث العلمى للارتقاء بالرياضة والصحة البدنية تسير بشكل مستمر لتطوير قطاع الرياضة، وتحسين الصحة البدنية للشباب، من خلال عدة محاور رئيسية، تشمل توسيع البنية التحتية الرياضية، التى تتمثل فى بناء وتحديث الملاعب والمرافق الرياضية فى الجامعات والمدارس، مما يتيح للشباب ممارسة الرياضة فى بيئة مجهزة وآمنة، وإطلاق المبادرات الوطنية مثل مبادرة 100 يوم رياضة التى تهدف إلى نشر ثقافة الرياضة وجعلها جزءاً من الحياة اليومية للشباب، ودعم الرياضات الفردية والجماعية عبر تقديم برامج تدريبية متقدمة وتأهيل المدربين على أعلى مستوى، لضمان تقديم تعليم رياضى متكامل.

«GENZ» أكبر مسابقة للأفكار الابتكارية فى مصر بالتعاون بين الوزارة والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية

وماذا عن مسابقة برنامج Gen-Z؟

- المسابقة يتم تنظيمها بالتعاون بين وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، ممثلة فى صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وهى أكبر مسابقة للأفكار الابتكارية بمصر، وتمت زيادة دعم المسابقة إلى 100 مليون جنيه بفضل توجيهات الرئيس السيسى، وتخصيص هذا المبلغ للمسابقة يؤكد التزام الدولة المصرية بدعم الابتكار وريادة الأعمال، والطلاب المشاركون فى مسابقة Gen-Z يمثلون أمل المستقبل وطموحاتنا فى تحقيق إنجازات جديدة،

التنسيق مع الجهات المعنية للتصدى للكيانات الوهمية

ونسعى لإنشاء نظام بيئى متكامل لدعم الابتكار وريادة الأعمال بمؤسسات التعليم العالى والبحث العلمى لتعزيز الاقتصاد الوطنى، والتكامل بين مخرجات المراكز البحثية والبرامج والمجتمع الصناعى لتحقيق أهداف رؤية مصر 2030، والوزارة حريصة على تقديم كل الدعم لهؤلاء الطلاب، من خلال تسخير كافة إمكانياتها والجهات التابعة لها، وفى مقدمتها صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ، لدعم الطلاب وتحفيز إبداعاتهم.

وماذا عن الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالى تجاه ملف الاستثمار فى التعليم والشراكة مع القطاع الخاص؟

- الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالى والبحث العلمى تعزز الشراكة مع القطاع الخاص، والجهود غير المسبوقة التى شهدتها المنظومة التعليمية بفضل الدعم المستمر من القيادة السياسية، وأصبح لدينا 111 جامعة فى مختلف المسارات التعليمية (حكومية، أهلية، خاصة، وتكنولوجية) و181 معهداً، وبلغ عدد الطلاب نحو 3.7 مليون طالب، والوزارة تستهدف رفع معدلات الالتحاق بالتعليم العالى لتصل إلى 37%، وهو ما يوفر بيئة ملائمة للاستثمار فى التعليم بمصر.

ماذا عن خطتكم لمواجهة الكيانات الوهمية والمؤسسات غير الشرعية التى تقدم خدمة تعليمية وتمنح شهادات مزورة؟

- اتخاذ كافة الإجراءات القانونية بالتنسيق مع الجهات المعنية للتصدى للكيانات الوهمية، ونخاطب كافة الجهات المُختصة لتنفيذ القرار الوزارى بالغلق الإدارى، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية والقضائية حيال أى مُنشأة يتم ضبطها أو معاودة مُمارسة أعمالها مرة أخرى، وأصدرنا توجيهات مكثفة للجنة الضبطية القضائية لزيادة جهودها خلال الفترة المُقبلة لمُداهمة أى كيانات وهمية أو مقرات تُمارس أنشطة تعليمية، دون الحصول على ترخيص، حفاظاً على مصالح الطُلاب وأولياء الأمور وضماناً لعدم التلاعب بهم.

وماذا عن الجامعات التكنولوجية وخطة التوسع بها؟

- أولاً توجيهات القيادة السياسية تدعم إنشاء جامعات تكنولوجية لتعزيز التنمية المستدامة، ونعمل للتوسع فى الجامعات التكنولوجية لتجهيز الشباب لسوق العمل، والبنية التحتية للجامعات التكنولوجية مجهزة نحو تعليم فنى وتقنى مُعتمد دولياً، وهناك 10 جامعات حالياً تعمل وتقدم 58 برنامجاً تلبى متطلبات سوق العمل، ونستهدف إضافة 17 جامعة تكنولوجية جديدة لتحقيق نقلة نوعية فى التعليم العالى بمصر، وهناك ارتفاع ملحوظ فى عدد الطلاب بالجامعات والمعاهد التكنولوجية، بإجمالى يتجاوز 100 ألف، وتوقعات بزيادة إقبال الطلاب على التعليم الفنى والتقنى فى ظل التحولات العالمية، والهدف يتلخص فى بناء كوادر وطنية مؤهلة علمياً وعملياً قادرة على دفع عجلة التنمية المستدامة، وتعزيز مكانة مصر التنافسية عالمياً، فالجامعات التكنولوجية العشر الحالية تقدم برامج تعليمية متخصصة تواكب سوق العمل، مما يبرر الارتفاع الكبير فى إقبال الطلاب عليها، ويعكس تغيراً إيجابياً فى نظرة المجتمع لهذا النوع من التعليم.

وماذا عن تصنيف الجامعات 2024؟

- العام الجارى تم إدراج 46 جامعة مصرية فى تصنيف أهداف التنمية المستدامة لعام 2024، والجامعات المصرية حققت قفزة كبيرة بدخول 35 جامعة فى تصنيف التايمز لعام 2024 للجامعات الناشئة.

ملف الطلاب الوافدين

هذا الملف له أولوية منذ توليت حقيبة الوزارة، حيث تمت مضاعفة عدد الوافدين ليصل إلى نحو 150 ألف طالب يدرسون فى الجامعات المصرية، ونستهدف زيادة هذا العدد إلى 500 ألف، وهناك رؤية شاملة لأقاليم مصر السبعة، وما تحتاجه من جامعات وبرامج ومشروعات تعليمية، وتمت صياغة هذه الرؤية فى خريطة تعليمية توضح الاحتياجات والرؤى المستقبلية فى مختلف قطاعات التعليم، وتعمل على أن يكون للقطاع الخاص دور للمشاركة فى القطاع الحيوى، لتقديم برامج تعليمية متميزة تلبى احتياجات السوق بمختلف أشكاله.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: وزارة التعليم العالى التعلیم العالى والبحث العلمى العام الدراسى الجدید مبادرة 100 یوم ریاضة الجامعات المصریة الأنشطة الطلابیة بناء الإنسان وزیر التعلیم فى الجامعات لسوق العمل فى التعلیم وماذا عن ماذا عن فى بناء

إقرأ أيضاً:

على هامش زيارة ماكرون.. وزيرا التعليم العالي المصري والفرنسي يشهدان توقيع 42 بروتوكول تعاون

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وفيليب بابتيست وزير التعليم العالي والبحث الفرنسي، توقيع عدة بروتوكولات واتفاقيات لتعزيز التعاون المشترك بين مصر وفرنسا، وذلك ضمن فعاليات ملتقى الجامعات المصرية الفرنسية، وذلك بحضور إيريك شوفالييه سفير فرنسا في مصر، وعدد من رؤساء الجامعات المصرية والفرنسية، وقيادات التعليم العالي بالبلدين، وأمناء المجالس، ورؤساء المراكز والمعاهد البحثية، وعدد من الشركات الفرنسية العاملة في مصر، ولفيف من كبار الإعلاميين والصحفيين، وذلك بقاعة الاجتماعات الكبرى بجامعة القاهرة، ذلك على هامش زيارة السيد إيمانويل ماكرون رئيس فرنسا.

وفي كلمته، توجه الدكتور أيمن عاشور بالشكر لكل من الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية وإيمانويل ماكرون رئيس فرنسا، لدعمهما الذي مثل ركيزة أساسية في تحقيق تطوير نوعي في علاقات التعاون بين البلدين في كافة المجالات وخاصة التعليم العالي والبحث العلمي.

وأكد الدكتور أيمن عاشور عمق العلاقات التاريخية التي تربط بين مصر وفرنسا، خاصة في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي، مشيرًا إلى حرص مصر على دعم علاقات التعاون الثقافي والعلمي مع فرنسا، وفتح المزيد من قنوات التعاون مع الجامعات الفرنسية، من خلال استحداث برامج وتخصصات جديدة يحتاجها سوق العمل، موضحًا أن هذا يأتي تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بالتوسع في التعاون مع الجامعات العالمية ذات السمعة والمكانة الدولية المتميزة؛ للاستفادة من خبراتها في تقديم برامج دراسية ذات جودة عالمية، لافتًا إلى نجاح الوزارة في إجراء شراكات مع عدد من المؤسسات التعليمية الدولية.

واستعرض الدكتور أيمن عاشور ما حققته منظومة التعليم العالي المصرية من إنجازات من بينها تضاعف أعداد الجامعات المصرية خلال السنوات العشر الماضية والتي تضم ما يقرب من 4 ملايين طالب مصري منهم 53% من الفتيات وهو ما يعكس دور مصر في تمكين المرأة لتكون شريكة في التنمية، فضلًا عن 180 ألف طالب وافد من 119 دولة، مستعرضًا دور بنك المعرفة المصري في الارتقاء بالتصنيفات الدولية للجامعات المصرية والذي يُعد من أكبر البوابات الرقمية للتعليم عن بُعد، مؤكدًا دور الشراكة المصرية الفرنسية في دعم مسيرة التنمية في البلدين، وفي ذات الوقت، تدعم جهود مصر لتعزيز دور مصر كقبلة للتعليم في الوطن العربي وإفريقيا.

وأشار الوزير إلى أن التعاون الدولي يعد من أهم محاور الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي التي أُطلقت في مارس 2023، والتي تتماشى مع رؤية مصر 2030، مؤكدًا أن ما نشهده اليوم من فعاليات ملتقى الجامعات المصرية الفرنسية يمثل طفرة غير مسبوقة في تاريخ التعاون المصري الفرنسي، الذي يمتد منذ عصور، وحتى العصر الحديث، موضحًا أن هذا التعاون يأتي في وقت تشهد فيه الدولتان تحديات تستدعي التكامل، والتعاون العلمي والبحثي المشترك للتغلب عليها، مع التركيز على البرامج العلمية الحديثة، وأولويات الاحتياجات البحثية التي تسهم في خدمة خطط التنمية في كلا البلدين، مؤكدًا أهمية التركيز في هذه الجهود على مجالات التكنولوجيا الحديثة، واستخدام الذكاء الاصطناعي، والابتكار؛ لتطوير الصناعة وتعزيز الاقتصاد الوطني.

وأضاف الوزير أن مصر تسعى من خلال "رؤية 2030" إلى تعزيز المعرفة والابتكار كمحركين رئيسيين للتنمية، مع التركيز على التخصصات في العلوم والتكنولوجيا، كما أطلقت إستراتيجيتها الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، التي تدعم التكامل بين التعليم، البحث، والصناعة، وكذلك التأكيد على أن مصر أصبحت مركزًا إقليميًا للتعليم والبحث العلمي، خصوصًا للدول الإفريقية الناطقة بالفرنسية، عبر مبادرات مثل "تحالف وتنمية" و"مصر الرقمية.

وأوضح الدكتور أيمن عاشور أن التعاون العلمي والبحثي المصري الفرنسي المشترك، يعكس دور الدولتين في دعم خطط التنمية في إفريقيا، والدول الفرنكوفونية، مع التركيز على الشباب الذين يشكلون غالبية السكان في مصر وإفريقيا، مؤكدًا أن دعم الشباب من خلال البرامج العلمية والتكنولوجية الحديثة يعد هدفًا مشتركًا، حيث تلعب مصر دورًا رياديًّا في قارة إفريقيا في مجالات البحث العلمي والابتكار، من خلال الشراكات بين الجامعات والمراكز البحثية المصرية والفرنسية، حيث يتم التركيز على مشروعات ذات اهتمام مشترك، ومنها تغير المناخ، الأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي، وذلك بما يعزز التعاون في قضايا التنمية المشتركة بين البلدين.

ومن جانبه، أكد فيليب بابتيست أن التعاون الأكاديمي والعلمي التاريخي بين فرنسا ومصر أسفر على مر العصور عن نتائج هامة في مجالات التدريب والبحث والابتكار، مشيرًا إلى أنه قد مضى 35 عامًا منذ أن فتحت كلية الحقوق التابعة للسوربون أبوابها داخل جامعة القاهرة؛ مما أسهم في استمرارية الثقافة القانونية المشتركة بين البلدين، لاسيما تلك الموروثة عن مدرسة الحقوق الخديوية الشهيرة التي تأسست في القاهرة عام 1868، لافتًا إلى أنه في مجالي الآثار وحفظ التراث، يواصل التعاون التاريخي تقدمه، حيث يتم تطوير واستخدام تقنيات متقدمة، مثل: المساحة التصويرية، والتصوير ثلاثي الأبعاد في وادي النبلاء، ووادي الملوك، وذلك من خلال فرق العمل الفرنسية والمصرية، وهذه الأمثلة تعكس التاريخ المشترك والثقة والطموح الذي يجمع بين البلدين.

وأعرب الوزير الفرنسي عن سعادته بتواجده في رحاب جامعة القاهرة، التي تعتبر صرحًا علميًا ساهم في إثراء الحياة الثقافية حيث أخرج لنا أبرز الشخصيات منها نجيب محفوظ، مشيرًا إلى أن الملتقى يعد دلالة قوية على قوة التعاون بين البلدين ويعكس الرغبة التي أبداها الرئيسان المصري والفرنسي في تعزيز هذا التعاون، مؤكدًا أهمية دور العلم في التقريب بين الشعوب فضلًا عن دوره في تحقيق النماء الاقتصادي، ويجب أن نواصل البناء وتوطين علاقاتنا على هذا الأساس.

وأكد وزير التعليم العالي الفرنسي أن اليوم، كما كان في الماضي، تتعدد التحديات التي يجب مواجهتها، وتتطور مع التحولات التكنولوجية، والتغيرات المناخية، والأزمات الصحية، حيث تمثل مصر، بشبابها الديناميكي والموهوب، مصدرًا هائلا للكفاءات، ومحركًا أساسيًّا على مستوى المنطقة، ويجب أن تكون هذه التحديات في صميم عملنا المشترك، وتستدعي تفكيرًا إستراتيجيًا حول كيفية تكثيف شراكتنا، وهيكلتها بشكل أفضل.

كما أكد وزير التعليم العالي الفرنسي أن هذا ملتقى الجامعات المصرية الفرنسية يمثل لحظة جوهرية لتعزيز الروابط، وتحديد آفاق طموحة لمواصلة تعزيز شراكتنا الثنائية، مشيرًا إلى أن فرنسا ومصر يجددان التزامهما المشترك بتقديم تعليم عالٍ، وبحث علمي متميز، وذلك من خلال هدف واضح، وهو تقديم الأدوات معًا لمواطنيهما؛ لتمكينهم من مواجهة تحديات المستقبل، والإسهام بشكل فعال في تنمية البلدين.

ورحب الدكتور محمد سامي عبدالصادق رئيس جامعة القاهرة، بالحضور في رحاب جامعة القاهرة التي تمثل صرحًا علميًا واقدم المؤسسات التعليمية في مصر والوطن العربي وقارة افريقيا منذ تأسيسها عام 1908 وتلعب دورًا محوريًا في تخريج العقول والمبدعين والمفكرين، مشيرًا إلى أن ملتقى الجامعات المصرية الفرنسية الذي يُقام برعاية رئيسي جمهورية مصر العربية وفرنسا يأتي في إطار العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر وفرنسا، والتي تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون الثقافي، يحمل في طياتها دلالات كثيرة منها دور ومكانة الجامعة في استضافة الفعاليات التي تخدم قضايا التنمية المستدامة. 
وخلال فعاليات الملتقى، تم استعراض نماذج التعاون الناجحة بين مصر وفرنسا، ومنها إعادة تأسيس الجامعة الفرنسية في مصر (UFE)، التي تقدم شهادات فرنسية معترف بها دوليًا، وتدعمها القيادة المصرية بتطوير حرم جامعي جديد يُتوقع أن يستوعب 3،000 طالب بحلول عام 2027، كما تم توسيع البرامج الأكاديمية لتلبية احتياجات سوق العمل في مجالات، مثل: (الأمن السيبراني والاستدامة البيئية).

كما تم تسليط الضوء على مدرسة الحقوق التابعة للسوربون بالقاهرة، التي تحتفل بمرور 35 عامًا على إنشائها، وتسهم في تعزيز الروابط القانونية بين البلدين، وكذلك تسليط الضوء على إطلاق شراكة هوبير كوريان – إمحوتب في 2005 لدعم التعاون العلمي بين مصر وفرنسا، حيث تم تمويل أكثر من 200 مشروع بحثي مشترك حتى اليوم.

وشهد الملتقى توقيع 42 اتفاقية وبروتوكول تعاون بين 13 جامعة مصرية و22 جامعة فرنسية لتقديم 70 برنامجًا لتلبية احتياجات وظائف المستقبل ومنهم 30 برنامجًا لمنح درجات علمية مزودجة؛ بهدف تعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي وخدمة المجتمع بين الجامعات الفرنسية والمصرية، ودعم التعاون في مجال التدريب والأنشطة الأكاديمية من خلال تطوير برامج ومناهج دراسية مشتركة، وتنسيق الأنشطة التعليمية بين الجامعات في كلا البلدين، وتعزيز التعاون العلمي والتعليمي في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتسهيل تبادل الطلاب وأعضاء الهيئة الأكاديمية والإدارية، وكذلك إنشاء برامج تمنح درجات مزدوجة أو مشتركة، وتبادل المعلومات حول الإنجازات الأكاديمية في مجالات معينة.

وعلى هامش الملتقى، أقيمت جلسة نقاشية لاستعراض تجارب واقعية للشراكة البحثية والأكاديمية بين الجانبين المصري والفرنسي، وأوضح المشاركون بالجلسة مزايا الدراسة بالجامعات الفرنسية وكيف تثري تنمية التفكير النقدي والتفكير خارج الصندوق والإبداع، كما ثمّن المشاركون الجوانب الإنسانية التي تم اكتسابها ومنها توطيد أواصر الصداقة والاهتمام بتغيير المجتمع نحو الأفضل وتأصيل مبادئ حرية التعبير وهو ما ينعكس على فتح آفاق الاستكشاف وإجراء البحوث العلمية التي تخدم المجتمع، كما قدم المشاركون نصائح بشأن مستقبل البلدين في البحث العلمي ونصائح للباحثين والدارسين للاستفادة من التجربة التعليمية الثرية وانعكاساتها على الجوانب الشخصية والإنسانية.

جدير بالذكر أنه سبق وأن تم توقيع توقيع أضخم اتفاق إطاري للشراكة الدولية بين الجامعات المصرية والفرنسية، ويهدف هذا الاتفاق إلى منح درجات علمية مزودجة في 15 تخصصًا علميًا و100 منحة لدرجة الدكتوراه.

 

IMG-20250408-WA0089 IMG-20250408-WA0088 IMG-20250408-WA0090 IMG-20250408-WA0092 IMG-20250407-WA0192 IMG-20250407-WA0219 IMG-20250407-WA0223 IMG-20250408-WA0085 IMG-20250408-WA0087 IMG-20250408-WA0081 IMG-20250408-WA0083 IMG-20250408-WA0079 IMG-20250408-WA0078 IMG-20250408-WA0076 IMG-20250408-WA0074 IMG-20250408-WA0072 IMG-20250408-WA0070 IMG-20250408-WA0068

مقالات مشابهة

  • انطلاق مبادرة «مودة الدامجة» للطلاب ذوي الإعاقة بالجامعات المصرية
  • انطلاق مبادرة "مودة الدامجة" للطلاب ذوي الإعاقة بالجامعات المصرية
  • التعليم العالي تبدأ الامتحان التقويمي الموحد بين الجامعات الحكومية والأهلية
  • برعاية وزير التعليم العالي.. الفيوم تكرم 1200 عالمًا في عيد العلم السابع عشر
  • «التعليم العالي» تناقش إطلاق منصات رقمية لتسهيل التواصل بين الجامعات والباحثين
  • وزير التعليم العالي يتفقد سير العملية التعليمية في جامعة عدن
  • برعاية وزير التعليم العالي.. إطلاق برنامج رائد لإعداد قادة الابتكار الاجتماعي بالجامعات والمعاهد المصرية
  • على هامش زيارة ماكرون.. وزيرا التعليم العالي المصري والفرنسي يشهدان توقيع 42 بروتوكول تعاون
  • وزيرا التعليم العالي المصري والفرنسي يشهدان توقيع 42 بروتوكول تعاون بين الجامعات المصرية والفرنسية
  • طفرة غير مسبوقة.. وزير التعليم العالي يشيد بملتقى الجامعات المصرية الفرنسية