حزمة التحفيز تقفز بالأسهم الصينية محققة أسبوعا قياسيا
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
شهدت الأسهم الصينية أكبر ارتفاع أسبوعي لها اليوم الجمعة منذ عام 2008 بعد أن أطلقت بكين حزمة تحفيز اقتصادي شاملة تضمنت صندوقًا بقيمة 114 مليار دولار لدعم سوق الأسهم وفق ما ذكرته صحيفة فايننشال تايمز.
وأضافت الصحيفة أن مؤشر "سي إس آي 300″، الذي يتتبع الشركات المدرجة في شنغهاي وشنتشن، ارتفع بنسبة 15.7% هذا الأسبوع، مسجلا أفضل أداء له منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2008 عندما أعلنت الصين عن حزمة تحفيز مماثلة استجابة للأزمة المالية العالمية.
هذا الارتفاع في الأسهم الصينية أدى أيضا إلى دفع الأسواق الأوروبية وأسعار المعادن الصناعية إلى الارتفاع وفقا للصحيفة، في وقت تسعى فيه القيادة الصينية إلى استقرار أسواق رأس المال، ومعالجة أزمة قطاع العقارات، وتعزيز الاستهلاك المحلي لتحقيق هدف النمو الاقتصادي المحدد عند مستوى 5% لهذا العام.
وكان بنك الشعب الصيني قد أعلن الثلاثاء الماضي إنشاء صندوق إقراض بقيمة 800 مليار يوان (114 مليار دولار) لأسواق رأس المال، بهدف تمكين الشركات من إعادة شراء أسهمها وتوفير التمويل للمؤسسات المالية غير المصرفية، مثل شركات التأمين، للاستثمار في الأسهم المحلية.
الأسواق تستجيب بمكاسب قياسيةوأغلق مؤشر "سي إس آي 300" مرتفعا بنسبة 4.5% يوم الجمعة، بينما صعد مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 3.6%، محققا أكبر مكاسب أسبوعية منذ الأزمة المالية الآسيوية عام 1998.
هذا الارتفاع تم دعمه بتوقعات المزيد من التحفيز في الصين، مما دفع بالأسهم الأوروبية إلى الارتفاع. وبلغ مؤشر "ستوكس 600" في أوروبا مستوى قياسيا جديدا اليوم الجمعة، مدفوعا بشركات السلع الفاخرة التي ستستفيد من زيادة الإنفاق الاستهلاكي المتوقع في الصين .
ووصف نيكولاس يو، رئيس الأسهم الصينية في شركة "أبيردن" لفايننشال تايمز، هذا الوقت بأنه لحظة حاسمة للاقتصاد الصيني وسوق الأسهم، مشيرا إلى أن خفض سعر الفائدة الأخير من قبل الاحتياطي الفدرالي الأميركي (البنك المركزي) سيوفر أيضا دفعة كبيرة. وقال "الظروف العالمية المواتية من شأنها تعزيز الاستهلاك، وهو أمر مفيد للصين، أكبر مُصدر في العالم".
واتخذت السلطات الصينية خطوات لتقييد البيانات اليومية لتدفقات المستثمرين الأجانب إلى الأسهم المحلية عبر برنامج "هونغ كونغ ستوك كونكت"، ولكن النشاط التجاري شهد ارتفاعا كبيرا وفقا لفايننشال تايمز.
وأفادت شركة "سيتي" بأن الأيام الثلاثة الماضية كانت الأكثر ازدحاما لفريق مبيعات وتداول الأسهم في آسيا، مع تدفقات قياسية للعملاء نحو الأسهم في هونغ كونغ والصين. وأصدرت بورصة شنغهاي إشعارا يحذر من بطء "غير طبيعي" في سرعات المعاملات نتيجة التداول المحموم في فترة الصباح.
وأكدت ويني وو، محللة الأسهم في بنك أوف أميركا في حديث لفايننشال تايمز، على تفرد هذا الوضع قائلة "هذه هي المرة الأولى التي تشجع فيها الحكومة الاستثمار المدعوم بالرافعة المالية في سوق الأسهم. لا يزال أمام هذا الارتفاع المدفوع بالسيولة مجال كبير للتقدم."
ارتفاع المعادن الصناعية بفضل التحفيزودفعت إجراءات التحفيز أسعار السلع الأساسية إلى الارتفاع، حيث شهدت المعادن الصناعية مثل النحاس والألمنيوم والزنك زيادات كبيرة على حد قول الصحيفة.
وقد ارتفع النحاس، الذي يستخدم بشكل كبير في قطاع البناء للتوصيلات الكهربائية، بأكثر من 5% منذ يوم الثلاثاء، متجاوزًا حاجز 10 آلاف دولار للطن، وهو أعلى مستوى له في 3 أشهر.
كما ساعدت الحزمة التحفيزية في تحقيق انتعاش في أسعار خام الحديد، الذي انخفض مؤخرا إلى أدنى مستوى له خلال عامين بسبب ضعف استهلاك الصلب.
وأعرب ديفيد تشاو، الخبير الإستراتيجي للأسواق العالمية في "إنفسكو"، عن تفاؤله بشأن استدامة الارتفاع في الأسهم الصينية، مشيرا إلى أوجه التشابه مع ارتفاع 2014-2015 عندما ارتفع مؤشر شنغهاي بنحو 150% قبل أن ينهار.
وأشار في حديث للصحيفة إلى إمكانية التحول من الأصول التكنولوجية العالمية الباهظة إلى الأصول الأقل تكلفة في الأسواق الناشئة مع تراجع الدولار الأميركي بسبب تخفيض سعر الفائدة.
فيما أكد كولين هاميلتون، خبير السلع في "بي إم أو" الاستشارية، قائلا "في سلعة كانت التوقعات تجاهها سلبية، مثل خام الحديد، يشير هذا إلى تحول واضح. نراه كتجارة إعادة التضخم، ولكن يبقى السؤال ما إذا كان ذلك كافيًا لتعزيز ثقة المستهلك الضعيفة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الأسهم الصینیة
إقرأ أيضاً:
تراجع حاد في سوق الأسهم الأمريكية بعد قرار الصين بفرض رسوم انتقامية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت سوق الأسهم الأمريكية تراجعا حادا، اليوم الجمعة، بعد أن ردت الصين بفرض رسوم جمركية جديدة على السلع الأمريكية، مما أثار مخاوف من أن الرئيس دونالد ترامب قد أشعل حربا تجارية عالمية ستؤدي إلى ركود اقتصادي.
وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من 1900 نقطة، أي بنسبة 4.7%. يأتي هذا عقب انخفاضه 1679.39 نقطة يوم امس الخميس.
وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 5.3% بعد أن انخفض المؤشر القياسي بنسبة 4.84% يوم الخميس، وهو الآن متراجع بأكثر من 16% عن أعلى مستوى له مؤخرا، وفقا لشبكة "سي ان بي سي".
كما انخفض مؤشر ناسداك المركب، الذي يضم العديد من شركات التكنولوجيا التي تبيع منتجاتها للصين وتصنع فيها أيضا، بنسبة 5.4%.. وفي حال إغلاقه عند هذا المستوى، فسيكون المؤشر أقل بنسبة 22% من مستوى إغلاقه القياسي في ديسمبر، وهو ما يوصف بسوق هبوطية بمصطلحات وول ستريت.
وصرحت وزارة التجارة الصينية اليوم بأن البلاد ستفرض ضريبة بنسبة 34% على جميع المنتجات الأمريكية، ويتماشى هذا مع التعريفات الجمركية على البضائع الصينية الواردة إلى الولايات المتحدة التي أعلن عنها الرئيس دونالد ترامب يوم الأربعاء.
وواصلت أسهم التكنولوجيا نزيفها اليوم.. تراجعت أسهم شركة آبل، الشركة المصنعة لهواتف آيفون، بأكثر من 4%، لتضيف إلى خسارتها الأسبوعية 10%.. وتراجعت أسهم إنفيديا، الشركة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، بنسبة 7%، بينما انخفضت أسهم تيسلا بنسبة 9%. جميع الشركات الثلاث لديها انكشاف كبير على الصين، وهي من بين الأكثر تضررا من الرسوم الجمركية الانتقامية التي فرضتها بكين.