قبل أن تُسدل الستار على هؤلاء الذين كانوا على رأس مجالس إدارات الاتحادات الرياضية، لا بد أن يقدموا كشف حساب عن المدة التى كانوا فيها فى القيادة، كشف حساب بالإنجازات وكم تساوى من الأموال.. للرأى العام قبل الجمعيات العمومية، التى فى كثير من الأحيان يتم كسر عينها بسبب الإعانات التى تصرف قبل انعقاد الجمعيات والإقامات فى أكبر الفنادق وأشياء أخرى.
لم نقصد أحداً!!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حسين حلمى الجمعيات العمومية انعقاد الجمعيات الأصوات
إقرأ أيضاً:
فرص مهدرة فى حياة الشعوب
يحلو للبعض استقراء الماضى، رغم مضيه، سعيًا للتعلم والعظة والعبرة. لذا يتكرر اللوم لنظام الأسد فى سوريا، كونه أهدر فرصًا عديدة لتصحيح المسار والإفلات بالبلاد من سيناريو اللا دولة.
والمؤسف أن مثل هذه الفرص، مرت على كثير من الحكام، لكنهم جميعًا أهدروها تحت تصور خصوصية الوضع، وسيطرتهم المطلقة على كل شىء.
وتتكرر الإشارات فى التاريخ حول صحوات الضمير اللافتة التى تنتاب بعض المستبدين، فيتحولون إلى ملائكة، ويحاولون إصلاح كل شىء. غير أن موجة التصحيح فى الأغلب لا تكتمل لأسباب مختلفة.
ويحكى لنا ابن إياس فى «بدائع الزهور فى وقائع الدهور» فى أحداث سنة 922ه، 1516 م كيف استيقظ ضمير السلطان المملوكى قانصوه الغوري،عندما علم بتأهب العثمانيين لغزو مصر، وقرر رد المظالم، والتحول إلى حاكم عادل، فقام بخلع الفاسدين، ورد الحقوق، وإبطال المكوس، فـ«ارتفعت الأصوات له بالدعاء بالنصر، وانطلقت النساء بالزغاريد من الطيقان».
لكن الانتفاضة التصحيحية من السلطان المستبد اقترنت بخطر داهم يهدد عرشه وحياته، لذا لم يُكتب لها النجاح، إذ سرعان ما قاومه رجاله، وخانه بعضهم لينهزم فى موقعة مرج دابق أمام العثمانيين، ويُقتل.
فى تاريخ مصر المعاصر كانت هزيمة يونيو 1967 ضربة قاصمة لأمجاد وأحلام ثورة يوليو ولفكرة «المستبد العادل» التى بشرت بها. ورغم ذلك استخدمها بعض الناصريين للإيحاء بأن الكارثة التى حلت نبهت عبدالناصر إلى ضرورة التخلى عن الاستبداد وسلك طريق الديمقراطية كموجة تصحيح واجبة، وهو ما طرحه كتابان مهمان حديثان الأول «هزيمة الهزيمة» لمصطفى بكرى، والثانى «أخيل جريحًا» لعبدالله السناوى.
فى الكتاب الأول استعان مصطفى بكرى بالمحاضر السرية لاجتماعات ما بعد 1967، والتى تضمنت مناقشات حول أسباب الهزيمة وكيفية التصحيح، وكان من بين التصورات اللافتة ما قدمه عصام حسونة وزير العدل وقتها من ضرورة استعادة الحريات والتعددية، وهو ما أيده «عبدالناصر» وقتها لكن قولًا فقط.
فى الكتاب الثانى خلص «السناوي» من خلال وثائق جديدة إلى أن ناصر أبدى نوايا ديمقراطية، قبيل الهزيمة، ففى سنة 1966 قال فى اجتماع خاص: «إن الحزب الواحد أثبت عيوبه، ولا بد أن تكون هناك معارضة، والمعضلة هى ألا تقوم هذه المعارضة بالرجوع بالوطن إلى الوراء». والمشكل أن الإشارة جاءت فى وقت أزمة اقتصادية، وربما مناورة سياسية للتخلص من بعض المناوئين، ولم يُثبت عبدالناصر صدق نواياه، بدليل وقوع الهزيمة.
فى أماكن أخرى حكايات لا تنتهى عن نوايا إصلاح ركزت على الشكلية دون اهتمام بالمضمون الحقيقى لطلب العدل والإصلاح. ومثلًا، إننى أتذكر عندما سافرت فى ربيع 2002 إلى العراق قبل الغزو الأمريكى، وذهبت بصحبة صديق عراقى إلى شارع بالعاصمة يُسمى «العرصات» كان يضم ملاهى ليلية. ولفت نظرى هدوء الشارع الغريب، فتساءلت عن ذلك، فحكى لى الصديق أن القائد صدام حسين قرر بعد الحرب الإصلاح العام، فأعلن ما يُسمى بـ«الحملة الإيمانية». وعلى إثر ذلك أغلقت كل الملاهى فى شارع العرصات، وقبض على الراقصات وقطعت رءوسهن وعلقت فوق أعمدة الإنارة، وتم تغيير العلم العراقى ليحمل لفظ «الله أكبر»، وسارعت زوجات قادة الحزب ورجال القائد بارتداء الحجاب، وانتشر التدين المظهرى، وكأن القائد قد عاد إلى الله. كانت الحملة الإيمانية لصدام نموذجًا مثاليًا لتوبة الديكتاتور الذى يصحح ديكتاتوريته بمزيد من العسف.
لكن كما علمنا التاريخ، توبة الديكتاتور عمومًا لا تصلح، لأن التوبة الوحيدة له، هى خروجه من السلطة بإرادته.
والله أعلم
[email protected]