مناحة تحت ظلال الشرعية الدولية
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
تابعت بكثير من الحسرة،عددا من كلمات قادة العالم فى الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة فى نيويورك الآن. لم أكن أبحث عن حلول لبعض مآسى منطقتنا المنكوبة، التى باتت مطوقة بجهود لا تتوقف من قوى الغرب الاستعمارى لمحاصرة تقدمها ونموها، وسلب حقوق شعوبها المشروعة فى أوطان آمنة تحظى بالاستقلال والعيش الكريم.
تشكلت هيئة الأمم المتحدة فى أعقاب الحرب العالمية الثانية، بهدف منع نشوب الحروب وإقرار السلم العالمى، بعدما صارت القنابل النووية سلاحا فى يد القوى المنتصرة، يفترض أن يردع تكرارها. لكن امتلاك إسرائيل بمساعدة فرنسية للقنبلة النووية، ورفضها بدعم أمريكى، التوقيع على معاهدة الحد من انتشار السلاح النووى، او منح حق التفتيش عليه للوكالة الدولية للطاقة الذرية، كان بمثابة إعلان بأن تحقيق ذلك بعيد المنال.
وعلى امتداد نحو ثمانين عاما من تأسيسها، أخذت الأهداف التى جاءت لأجلها الهيئة الأممية تتآكل عاما بعد آخر، بعد التحايل على تلك الأهداف والالتفاف عليها. وبعد أن غدت شعارات الثورة الفرنسية عن الحرية والمساواة والإخاء، حبرا على ورق، وصارت مبادئ «هارى ترومان» غداة إنشائها،عن السلام والحرية، وتعهده بالدعم التام للأمم المتحدة ومنظماتها، وتقوية الأمم المحبة للحرية، ومساعدتها على دفع أى عدوان عنها، أثرا على الرمال.
احتكرت الولايات المتحدة، ولا أقول إسرائيل، القرار الدولى، ليس فحسب بسبب تمويلها لأكثر من ثلث ميزانية أنشطة المنظمات التابعة لها وتبلغ نحو 18مليار دولار، أنفقت أكثر منها، فى دعم حرب أوكرانيا، ولكن أيضا لتنامى نزعتها الإمبراطورية نحو الهمينة السياسية والاقتصادية، والإنفراد بحكم العالم، وإخضاع دوله وتفكيكها لعرقلة نزوعها للتحرر والاعتماد على الذات.
يقف العالم كله تحت قبة الأمم المتحدة،عاجزا عن ردع الغطرسة الإسرائيلية، ووقف حرب الإبادة والتدمير التى تقودها الدولة العنصرية، ضد الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية وضد لبنان، لكى تتحول معظم الشعوب بها، إما إلى لاجئين وشهداء أو جرحى ومعوقين.
وبدت كلمة الأمين العام للهيئة الدولية الشجاع «أنطونيو جوتيرش» باعثة على الشفقة والاستفزاز وهو يستنجد بالمنظمة التى يقودها لمنع تحويل لبنان إلى غزة أخرى، ويشكو قتل القوات الإسرائيلية أكثر من 200 من موظفيه فى هجمات الموت والدمار فى غزة، فى الوقت الذى يهاجمه ممثل إسرائيل ويصفه بمعاداة السامية، ويكيل الشتائم للمنظمة الدولية دون أن يتمكن أحد من وقف تجاوزاته.
دعوة «أبومازن» بتجميد عضوية إسرائيل، لا ضرورة لها، فمن بين نحو 150قرارا أصدرتها الأمم المتحدة لصالح العرب والقضية الفلسطينية وضد إسرائيل، لم ينفذ قرار واحد منها بينما تم تنفيذ القرارات التى اتخذت ضد ليبيا وسوريا والعراق واليمن.
لا بديل لنا غير التوقف عن المناحات، والبحث عن تقوية المواقف العربية بأدوات فاعلة وتحالفات جديدة، والالتفاف بخطوات عملية حول دعوة «جوتيرش» إلى إصلاح خلل النظام العالمى القائم. وهو هدف من المستحيل الوصول إليه، سوى بتعدل نظام التصويت فى مجلس الأمن، ومنح الجمعية العامة حق القرارات الملزمة، وقبل هذا وبعده وحدة الموقف العربى فى مواجهة غطرسة إسرائيل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أمينة النقاش على فكرة الحسرة الجمعية العامة نيويورك
إقرأ أيضاً:
درة الكيانات الدولية
منذ أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الرئاسة قام بزيارات مكوكية خارجية لتهيئة المناخ مع كثير من الدول المتقدمة لإيمانه برؤية الاحتكاك الدولى والشراكات الدولية للاستعداد، لعصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى وتكون رسالة للمسئولين بأن أى إنجاز لا بد أن يكون على أحدث ما وصل إليه العلم فى العالم، وهذا ما أثمر عنه تحديث شبكات الكهرباء بمصر للقضاء على مشكلة انقطاع الكهرباء، وحاليًا كثير من المشروعات تتم الآن على أحدث التكنولوجيا وآخرهم القطار الكهربائى الذى سوف يغطى مصر بالكامل.. وفى الطيران المدنى وخاصة بعد توقيع معاهدة شيكاغو لمنظمة الطيران المدنى الدولى الايكاو، وهو يعمل بسياسات وإجراءات دولية، وكانت مصر ضمن 55 دولة موقعة على هذه الاتفاقية و أصبحت «الايكاو» هى التى تصدر القواعد القياسية للأعضاء التى بلغ عددها الآن 193 دولة، منها مصر ضمن الدول الأعضاء الدائمين وعددها 36 دولة مقسمة على ثلاث مجموعات، المجموعة الأولى للدول مصنعى الطائرات، والثانية للدول التى لها إسهامات على المستوى الدولى، والثالثة الدول التى تمثل استكمالًا جغرافيًا للعالم و مصر ضمن المجموعة الثانية، وكل ثلاث سنوات تعقد الجمعية العمومية لانتخاب الدول الأعضاء، وغالبًا ما تكون انتخابات شرسة ثم تأتى بعد ذلك للكيانات الدولية التى تدعم الايكاو والدول مثل اتحاد النقل الجوى «الاياتا» ومجلس المطارات الدولى، «ACI» ولمصر تمثيل بها عن قارة أفريقيا للاطلاع على كل ما هو جديد.. دون الانتظار الى إصدار السياسات والاطلاع عليها ولنا رأى فى هذه الكيانات الدولية.. ويمثل مصر دائمًا مندوب دائم بالمنظمة الدولية للطيران المدنى الإيكاو.. وكان آخرها الطيار سامح الحفني، وزير الطيران المدنى الحالى والذى كان يشغل منصب مندوب مصر الدائم بـ«الايكاو» وعضوًا بمجلس إدارة المنظمة العالمية قبل أن يتم اختياره وزيرًا للطيران لما. يتمتع به من كفاءة وخبرة كبيرة في مختلف أنشطة قطاع الطيران المدني، حيث شغل العديد من المناصب المهمة بالطيران المدني المصري.