بوابة الوفد:
2024-11-15@23:23:40 GMT

السحر فى واقعنا المعاصر

تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT

أيها السادة انتبهوا جيدا وأعيرونى عقولكم وقلوبكم قبل آذانكم وأبصاركم. 

من الظواهر الاجتماعية البئيسة التعيسة التى انتشرت واستشرى خطرها فى مجتمعنا المصرى وخصوصا فى أرياف هذا المجتمع، بل وامتد خطرها إلى مجتمع الحضر والمدنية الحديثة فى قاهرة المعز والوجه البحرى، بل وطال خطرها البلدان العربية.

بل وطال خطرها طوائف كبيرة من جميع الأوساط تساوى فيها الفقير الذى من الممكن إن طلب منه أن يبيع كل ما يملك من أجل أن يشفى، وكذلك الغنى الذى من الممكن أن يكتب بعض املاكه لهذا الدجال من أجل أن يفك سحره فكك الله عظامه إن لم يهتدِ.

ولم يقتصر الأمر ويقف عند هذا الحد بل وطال المشاهير على كافة الأصعدة والأنشطة.

فالرياضى يذهب إلى الشيخ فلان -شيخه الله وقبح وجهه -من أجل أن يجلب له الحظ ويفوز فى بطولة من البطولات الرياضية، ومشاهير الفن والسياسة وللأسف طال هذا الوباء الكثير من المثقفين حاملى أعلى الدرجات العلمية لمجرد أنه لم يوفق فى عمل أو ترقية.

أو حتى ولو كان شابا ولم يوفق ليلة عرسه على الفور ينصح الناصحون -الأغبياء -بالذهاب إلى الشيخ فلان ليفك العمل السفلى -أسكنهم الله أسفل سافلين.

ويذهب هذا المأفون فورا ليجد السراب والوهم ورأيت ذلك بعينى نكون جلوسا فى المسجد نتدارس كتاب الله وآيات الله ورجل أو امرأة تدخل علينا المسجد بنتى معمول لها عمل -عملك وعملها أسود زى وجهكما- لماذا يا حاجة لأن سنها كبر 25سنة ولم يتقدم لخطبتها أحد وهى جميلة.

وذهبت وزورتها كل الأولياء وآخر شيخ روحت له قال دى مسحورة ومعمول لها عمل وهذا العمل مربوط على ورك نملة دكر، أو كشفت عليها أيها الدجال.

طب يا حاجة هو كشف على النملة شافها دكر ولا أنثى ومطلوب منك كذا.... ويرص قائمة طلبات، ما هذا الهراء وهذا الجهل الذى تفشى فى مجتمعاتنا المصرية والعربية.

فيا أمة الله، أما تعلمين أن الرازق هو الله تعالى، أما تعلمين أن هذا التأخير قد يكون فيه خير كثير، فالله يعلم ونحن لا نعلم، أما تعلمين أنه لا يقع شيء فى ملك الله إلا بقدر الله وقدرته وقضائه.

لكن ليس العيب عيبك، وإنما فى عدم وجود خطاب توعوى دينى، ثقافى، اجتماعى، عن طريق عقد ندوات تثقيفية وليست منتديات ترفيهية بتوعية هؤلاء البسطاء بخطر هذه الأفاعيل، والأباطيل التى تهلك الحرث والنسل وتصيب المجتمع برمته بالرجعية والتخلف، فلا يليق ونحن أبناء القرن الحادى والعشرين أن تسيطر علينا هذه الأوهام والشبهات الخطيرة التى تؤدى إلى تشويه المعتقد الصحيح. 

تركنا القرآن الكريم وما هم بضارين به من أحد، تركنا الرقية الشرعية وتركنا أذكار الصباح التى إذا قرأتها فى الصباح فأنت فى معية الله حتى تمسى، تركنا أحاديث النبى من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد.

يا سادة أفيقوا وأقلعوا عن كل هذه الخزعبلات ولا تسلموا عقولكم لهؤلاء المرتزقة الذين يبيعون لكم الوهم وعودوا إلى قرآنكم وسنة نبيكم لعلكم تفلحون. 

عودوا إلى رشدكم، واعلموا أن لكم ربا كريما إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون، فأمره بين الكاف والنون، وهو تعالى المدبر والمعتنى بكل شىء فهل يعقل أن يخلقنا الله ويهملنا؟ لا ورب محمد صلى الله عليه وسلم، فعنايته محيطة بكل شىء. 

 

أستاذ الفلسفة الإسلامية ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الظواهر الاجتماعية البلدان العربية

إقرأ أيضاً:

الداعية محمد علي: السحر مجرد مرض.. وهذه حقيقة علم التنبؤات

صرح الداعية الإسلامي محمد علي، بأن المصريين القدماء كانوا يمتلكون في العصور القديمة علمًا يسمى "علم الكهانة"، والذي يُعرف بمفهومه الحديث بـ"علم التنبؤات". 

جاء ذلك خلال لقائه مع الإعلامية فاتن عبد المعبود في برنامج "صالة التحرير" المذاع على قناة “صدى البلد”، حيث تناول الداعية بعض المفاهيم المتعلقة بالتنبؤات والسحر ومدى تفاعل الناس مع هذه الأفكار في الزمن الحالي.

النبوءات في الإسلام وادعاء معرفة الغيب

وأكد الداعية محمد علي أن الإسلام ينظر للتنبؤات المستقبلية من منظور واقعي، مشيرًا إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم الغيب، ورغم ذلك، فإن بعض التنبؤات التي جاء بها القرآن والسنة حدثت بالفعل، ومن بينها انتشار شرب الخمر تحت مسميات حديثة مثل "البيرة"، وظهور الشذوذ بشكل واضح.

وأشار إلى أن هناك من يدّعي في العصر الحالي معرفة الغيب وتنبؤ الأحداث، مثل الحديث عن موت الفنانين قبل حدوثه، مؤكدًا أن هذه الادعاءات لا تستند إلى أي قدرة حقيقية ولا تعكس سوى استغلال للقدرة الإلهية بشكل خاطئ.

وأضاف: "النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم الغيب، فكيف يأتي أشخاص الآن ويدعون قدرتهم على ذلك؟".

السحر والمرض: تفسير ديني وواقعي

كما تطرق الداعية إلى موضوع السحر في الإسلام، مشيرًا إلى أن السحر موجود كمرض يصيب البشر كغيره من الأمراض، إلا أنه حذر من استخدامه كذريعة للتغطية على الفشل الشخصي أو للتبرير. وعلق على ذلك قائلاً: "مش كل مرض هنعلق شماعة السحر عليه"، مشددًا على أن الإيمان بأثر السحر يجب أن يكون معتدلًا دون المبالغة فيه، وأن الناس يجب أن يتحملوا مسؤولية أفعالهم وعدم إلقاء اللوم على السحر دائمًا.

رسالة للابتعاد عن الدجالين والكهانة

ووجه الداعية محمد علي رسالة تحذيرية للشباب من الانجراف وراء ادعاءات الدجالين الذين يدعون التنبؤ بالمستقبل أو القدرة على فك السحر، مؤكدًا أن اللجوء إلى الله هو السبيل الحقيقي للتخلص من أي مشكلات روحية أو نفسية. ودعا إلى تعزيز الثقة بالنفس والإيمان بالله كسبيل لتحقيق النجاح وتخطي العقبات، وعدم الاعتماد على مفاهيم الكهانة التي تحاول ترويج الأكاذيب.

الإعلام والمسؤولية في نقل المفاهيم الدينية

وفي ختام حديثه، دعا الداعية محمد علي وسائل الإعلام إلى توخي الدقة والحذر في نقل المواضيع الدينية التي تتعلق بالتنبؤات والسحر، مشددًا على أهمية تبني خطاب معتدل يسهم في رفع الوعي لدى المجتمع، ويحد من انتشار الأفكار المغلوطة حول قدرة الإنسان على معرفة الغيب أو التأثير في مصير الآخرين بواسطة السحر.

مقالات مشابهة

  • ميكالى: شباب مصر كانوا الأفضل والحظ ساند المغرب
  • عودة سوبر دونالد
  • محافظ أسوان: حققنا معدلات إنجاز بملف التقنين واسترداد أراضى الدولة
  • الأولى من نوعها المفروضة على أحد طرفي الصراع.. خبراء يكشفون مدى فاعلية عقوبات مجلس الأمن الدولي ضد السودان
  • قانون الإيجار.. والسلام المجتمعى
  • وزبر في قمة الرياض
  • «الدولة الفلسطينية» فى مهب الريح!
  • منتخب مصر ضد المغرب.. مواجهة صعبة على "شط القناة"
  • الداعية محمد علي: السحر مجرد مرض.. وهذه حقيقة علم التنبؤات
  • انفجار محول كهرباء يحول مزغونه إلى جحيم ورئيس شركة الكهرباء يرفض صرف 100 متر كابلات