بوابة الوفد:
2024-09-27@18:14:03 GMT

السحر فى واقعنا المعاصر

تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT

أيها السادة انتبهوا جيدا وأعيرونى عقولكم وقلوبكم قبل آذانكم وأبصاركم. 

من الظواهر الاجتماعية البئيسة التعيسة التى انتشرت واستشرى خطرها فى مجتمعنا المصرى وخصوصا فى أرياف هذا المجتمع، بل وامتد خطرها إلى مجتمع الحضر والمدنية الحديثة فى قاهرة المعز والوجه البحرى، بل وطال خطرها البلدان العربية.

بل وطال خطرها طوائف كبيرة من جميع الأوساط تساوى فيها الفقير الذى من الممكن إن طلب منه أن يبيع كل ما يملك من أجل أن يشفى، وكذلك الغنى الذى من الممكن أن يكتب بعض املاكه لهذا الدجال من أجل أن يفك سحره فكك الله عظامه إن لم يهتدِ.

ولم يقتصر الأمر ويقف عند هذا الحد بل وطال المشاهير على كافة الأصعدة والأنشطة.

فالرياضى يذهب إلى الشيخ فلان -شيخه الله وقبح وجهه -من أجل أن يجلب له الحظ ويفوز فى بطولة من البطولات الرياضية، ومشاهير الفن والسياسة وللأسف طال هذا الوباء الكثير من المثقفين حاملى أعلى الدرجات العلمية لمجرد أنه لم يوفق فى عمل أو ترقية.

أو حتى ولو كان شابا ولم يوفق ليلة عرسه على الفور ينصح الناصحون -الأغبياء -بالذهاب إلى الشيخ فلان ليفك العمل السفلى -أسكنهم الله أسفل سافلين.

ويذهب هذا المأفون فورا ليجد السراب والوهم ورأيت ذلك بعينى نكون جلوسا فى المسجد نتدارس كتاب الله وآيات الله ورجل أو امرأة تدخل علينا المسجد بنتى معمول لها عمل -عملك وعملها أسود زى وجهكما- لماذا يا حاجة لأن سنها كبر 25سنة ولم يتقدم لخطبتها أحد وهى جميلة.

وذهبت وزورتها كل الأولياء وآخر شيخ روحت له قال دى مسحورة ومعمول لها عمل وهذا العمل مربوط على ورك نملة دكر، أو كشفت عليها أيها الدجال.

طب يا حاجة هو كشف على النملة شافها دكر ولا أنثى ومطلوب منك كذا.... ويرص قائمة طلبات، ما هذا الهراء وهذا الجهل الذى تفشى فى مجتمعاتنا المصرية والعربية.

فيا أمة الله، أما تعلمين أن الرازق هو الله تعالى، أما تعلمين أن هذا التأخير قد يكون فيه خير كثير، فالله يعلم ونحن لا نعلم، أما تعلمين أنه لا يقع شيء فى ملك الله إلا بقدر الله وقدرته وقضائه.

لكن ليس العيب عيبك، وإنما فى عدم وجود خطاب توعوى دينى، ثقافى، اجتماعى، عن طريق عقد ندوات تثقيفية وليست منتديات ترفيهية بتوعية هؤلاء البسطاء بخطر هذه الأفاعيل، والأباطيل التى تهلك الحرث والنسل وتصيب المجتمع برمته بالرجعية والتخلف، فلا يليق ونحن أبناء القرن الحادى والعشرين أن تسيطر علينا هذه الأوهام والشبهات الخطيرة التى تؤدى إلى تشويه المعتقد الصحيح. 

تركنا القرآن الكريم وما هم بضارين به من أحد، تركنا الرقية الشرعية وتركنا أذكار الصباح التى إذا قرأتها فى الصباح فأنت فى معية الله حتى تمسى، تركنا أحاديث النبى من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد.

يا سادة أفيقوا وأقلعوا عن كل هذه الخزعبلات ولا تسلموا عقولكم لهؤلاء المرتزقة الذين يبيعون لكم الوهم وعودوا إلى قرآنكم وسنة نبيكم لعلكم تفلحون. 

عودوا إلى رشدكم، واعلموا أن لكم ربا كريما إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون، فأمره بين الكاف والنون، وهو تعالى المدبر والمعتنى بكل شىء فهل يعقل أن يخلقنا الله ويهملنا؟ لا ورب محمد صلى الله عليه وسلم، فعنايته محيطة بكل شىء. 

 

أستاذ الفلسفة الإسلامية ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الظواهر الاجتماعية البلدان العربية

إقرأ أيضاً:

الهوية الوطنية حائط الصد الأول فى مواجهة الحروب الفكرية

أصبح العالم ساحة للحروب ليست فقط الحروب العسكرية، ولكن أيضا الحروب الفكرية التى تستهدف تدمير الشعوب وتفكيك المجتمعات، وهو الخطر الذى فطنت إليه القيادة السياسية على مدار السنوات الماضية، فكان السعى المستمر نحو تنمية الوعى وتعزيز  الهوية الوطنية التى تُعد بمثابة حائط الصد الأول للأفكار الغريبة والشاذة التى تستهدف المجتمعات العربية والإسلامية، فالهوية الوطنية تضم مجموعة من السمات التى تُميز كل دولة عن غيرها، وتتضمن الموقع الجغرافى والتاريخ،  والثقافة والدين، لذلك فإن تعزيز هذه العناصر داخل أفراد المجتمع ضرورة لتعزيز الولاء والانتماء للوطن، فالهوية الوطنية تلعب دورا مهما فى رفع شأن الأمم وتقدمها وازدهارها، وبدونها تفقد الأمم كل معانى وجودها واستقرارها.

وتحرص الدولة المصرية على مدار تاريخها على حماية الهوية الوطنية المصرية الفريدة من أى محاولات لطمسها أو تشويهها، خاصة خلال العشر سنوات الأخيرة التى زادت فيها المخاطر والتحديات التى تواجه الهوية المصرية، لذلك كان تعزيز الهوية الوطنية جزءا رئيسيا من برنامج حكومة الدكتور مصطفى مدبولي، حيث أكدت أن أهمية الهوية الوطنية للمجتمع تكمن فى غرس القيم الإيجابية وروح الانتماء والولاء للوطن داخل أفراده، فى كونه عنصرًا جوهريا لتحقيق التماسك بين فئات المجتمع المتنوعة والمختلفة، وهو ما يتسق مع نص المادة ٤٨ من الدستور المصرى والتى تنص على التزام الدولة بإتاحة الثقافة لمختلف فئات الشعب دون تمييز بسبب القدرة المالية أو الموقع الجغرافي، لذلك فمن الضرورى عند وضع الرؤية الخاصة بتعزيز الهوية الوطنية مراعاة حصول أصحاب  الهوية على الحقوق ذاتها، كحق التعليم، وحق التعبير عن الرأي، وحق الحياة بكرامة، وحق العمل، وغير ذلك من الحقوق التى تجسد معانى الهويّة الوطنية، كذلك الواجبات وهو ما تحاول الدولة المصرية العمل عليه من خلال مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان المصرى التى تستهدف تعظيم استفادة كل مواطن من موارد الدولة.

وفى خطوة تعكس جدية الدولة فى التعامل مع قضية الهوية الوطنية، فإن  استراتيجية مصر 2030 لم تغفل عن وضع رؤية خاصة بحالة الثقافة والهوية الوطنية، حيث نصت على أنه بحلول عام 2030 يكون هناك منظومة قيم ثقافية إيجابية فى المجتمع المصري، تحترم التنوع والاختلاف وتمكين المواطن المصرى من الوصول إلى وسائل اكتساب المعرفة، وفتح الآفاق أمامه للتفاعل مع معطيات عالمه المعاصر، وإدراك تاريخه وتراثه الحضارى المصري، وإكسابه القدرة على الاختيار الحر وتأمين حقه فى ممارسة وإنتاج الثقافة، على أن تكون العناصر الإيجابية فى الثقافة مصدر قوة لتحقيق التنمية، وقيمة مضافة للاقتصاد القومي، وأساسًا لقوة مصر الناعمة إقليميًا وعالميًا.

وفى خطوة مهمة أعلنت الحكومة الاستجابة للمطالب الخاصة بإطلاق استراتيجية للحفاظ على الهوية الوطني، وتشكيل الوعى وفق خطط تنمية ثقافية عادلة، ومواصلة وزارة الثقافة خطتها لتفعيل وتنفيذ التوصيات الصادرة عن لجنة الثقافة والهوية الوطنية بالحوار الوطني، وهو ما يساهم بشكل جدى فى مواجهة الأفكار المتطرفة والشاذة ومحاولات سرقة الهوية وتزييف التراث، والعمل على الوعى الجمعى ووضع برامج للتوعية، وترسيخ القيم الإنسانية وتفعيل قيم المواطنة، والارتقاء بالذوق العام المصرى وتأصيل الحس الجمالي، فى ظل الانفتاح الذى تسببت فيه وسائل التواصل الاجتماعى والتى جعلت العالم قرية صغيرة من السهل نشر الأفكار من خلالها، الأمر الذى يتطلب دعم صناعة الوعى وتوثيق العلاقة بين الدولة والمواطن.

وأخيرا.. الدولة المصرية تدرك أهمية ترسيخ الهوية الوطنية، لذلك تعمل بجدية على خوض هذه المعركة الهامة على عدد من المحاور بداية من تطوير المناهج الدراسية لتشمل مزيدًا من التاريخ المصرى والثقافة الوطنية، بالإضافة إلى تدشين حملات توعية دينية وثقافية للشباب والمراهقين من خلال مراكز الشباب والأندية الاجتماعية، وتعزيز مشاركة الشباب سياسيا واجتماعيا وتمكينهم اقتصاديا، وتعزيز روح التوافق والتلاحم بين فئات الشعب المصري، وبناء الإنسان المصرى بما يجعله مؤهلا لخوض التحديات الراهنة، فضلا عن نشر الفكر الذى يتناسب مع قيم المجتمع الدينية والتراثية.

مقالات مشابهة

  • العالم يعيش أفلام سينما الحروب المرعبة
  • 6 مجلدات لمحمد سيد صالح تشارك في معرض الرياض الدولي للكتاب
  • الهوية الوطنية حائط الصد الأول فى مواجهة الحروب الفكرية
  • مجتمع النفايات الفكرية «٤»
  • برغم القانون حقوق المرأة على مائدة الدراما المصرية
  •  «الإجراءات الجنائية» دستور الحقوق والحريات
  • غزة ولبنان.. جرائم أمريكية
  • 10 أفلام ..انتعاشة سينمائية على أبواب شباك التذاكر
  • محمد مغربي يكتب: كيف تحدت «هواوي» قرارات الحظر الأمريكية؟