راودني الكثير من القلق وأنا أكتب هذه المادة القرائية -قدر الإمكان- عن العرض المسرحي الرابع في مهرجان المسرح العماني الثامن، عرض "من بعثنا من مرقدنا" الذي أقيم مساء أمس ، متسائلًا، كيف لي أن أوفي هذا الجمال الإبداعي حقه من خلال الكتابة عنه؟

كان العرض، الذي قدمته فرقة مسرح الشرق ومن تأليف وإخراج ياسر أسلم البلوشي، بمثابة مفاجأة من العيار الثقيل بالنسبة لي، وبالنسبة لعدد من المسرحيين الذين يملكون خبرة طويلة في المجال.

فقد دار حديث بيننا بعد العرض مباشرة، واتفقنا جميعًا أن ياسر أسلم فاجأنا بعرضه الجبار، بمعية فريقه الرائع الذي يبدو أنه اختارهم بعناية، فكلٌّ يؤدي دوره بانضباط ليس من ناحية الأداء أو الحوار فحسب، بل حتى من ناحية لغة الجسد التي كانت ذات بُعد عميق في العمل المسرحي وذات دلالات تعمق فهمنا للشخصية.

تمثلت المفاجأة بالنسبة لي في انطباعي -الظالم- بشكل مسبق عن العرض؛ فقد سبقته عدة عروض لأسماء كبيرة وقديمة في المجال، إلا أنها لم تقدم الفرجة البصرية التي تشبع حبي للمسرح على أقل تقدير. فكيف لتجربة جديدة نسبيًا -وإن أكملت حوالي 7 سنوات وفق قراءتي المحدودة، فقد عرفت ياسر في مهرجان المسرح العماني السابع أول مرة- أن تشكل فارقًا مسرحيًا؟ كما أنني قد حضرت عرضًا مسرحيًا شارك فيه أسلم مُمثلًا، ولم أخرج من العرض بفهم مطلقًا. وعندما سألته حينها عن فكرة العمل، قال لي: "تركنا الفكرة لتأويل كل متلقٍ"، فجاء في بالي سؤال: "هل سيقدم ياسر عملًا مشابهًا؟" وأقول -وأنا أقدم اعتذاري لياسر وفريق عمله الرائع- إنه صاحب تجربة ناضجة كتابة وإخراجًا، وأنه بجدارة يشكل رقمًا صعبًا في مسيرة المسرح العماني، فهنيئًا لنا به.

وبعد هذه المقدمة التي قد تدفع فضول القارئ ممن لم يشاهد العرض للتعرف عليه، فإنني قد وقفت أمام عرض مسرحي جمع العديد من الفنون البصرية والأدبية في آنٍ واحد، وكسر -ربما- قاعدةً عند البعض بأن النص المسرحي ليس نصًا أدبيًا. فقد كان النص على مستوى رفيع ينضح بالشعر والحوارات الآسرة وشيء من التناص مع الموروث الأدبي. كان العمل يسير في خط "مسرحية داخل مسرحية"، حيث يقف الممثل بدور المخرج، وإن بدا أنه الراوي كذلك، ليسرد لنا تفاصيل المشهد الذي سوف نراه، وهي جثة أثناء عودتها إلى الحياة. وهي فكرة فانتازية خيالية أدار منها ربان العمل رسالة عميقة. يصف لنا المخرج كيف استبدل الأدوار، حيث كان الدور أساسًا لممثلة، لكنها توفيت فجأة دون أي سبب، أو ربما اختبأ السبب وراء حجة واهية وهي "الموت المفاجئ". ليقوم بعد ذلك بتوظيف ممثل بدلًا من ممثلة، واستبدل الخطاب المؤنث بخطاب مذكر، فما الفرق؟ "تبقى الجثة جثة". لينتقل المشهد ويسلط الضوء على الجثة وهي تستعيد أنفاسها، نافضة غبار القبر ممزقة الكفن الهش، متسائلة "من بعثنا من مرقدنا؟" لتواجه محققًا أمامها، إذ ترى نفسها في قفص الاتهام، وتُوجَّه إليها التهمة الأساسية "أنت متُهم بموتك". يستنكر الميت ذلك، فمن يُتهم لأنه مات؟ لتتوالى أسئلة المحقق، ويدور الحوار العقيم بينهما. ليزداد الضغط بإضافة محقق آخر، فهم السلطة التي تعرف كل شيء عنه. يسألونه، كيف مات؟ وماذا كان يفعل قبل الموت؟ يخبرونه عن حقيقته التي نسيها، فهو ممثل مسرحي. فيستعيد الميت شيئًا من ذكراه وأعماله المسرحية، والمشهد الذي طُعن فيه، معتقدًا أن هذا المشهد هو سبب موته، ولكن الحقيقة غير ذلك، فلم يكن ذلك إلا مشهدًا.

يزداد الضغط على الميت، بدخول رئيس المحققين، الذي يبدأ بتذكيره ببعض التفاصيل، منها أنه كان يملك مسرحًا وباعه، وأنه لا يملك عائلة ترثه. وفي ظل هذه الضغوط تتكشف الحقائق تلو الأخرى، فهو فعلًا كان يملك مسرحًا، لكنه لم يبعْه، وأن حياته ظلم في ظلم، فهو الشخصية المسلوب منها الحق، مغتصبٌ في ماله وأرضه وأهله، أُخِذَ حقه بالقوة رغمًا عنه، وبحماية المحققين والقوى الأكبر، أو بغطاء عن الحقائق. في إسقاط واضح على القضية الفلسطينية وما يحدث فيها من هزل أمام مرأى العالم.

ليتضح في نهاية العمل أنه قد مات فجأة كما ماتت قبله الممثلة التي كان من المفترض أن تقوم بالعمل مكانه. مات، وماتت في ظل القمع والقهر والجوع وأمام مرأى العالم الذي "يدين، ويشجب، ويستنكر"، ولا شيء غير ذلك.

رغم سوداوية العمل في فكرته العامة، إلا أن المخرج بذكائه الفذ استطاع أن يملك مشاعر الجمهور وانتباههم من أول دقيقة إلى آخرها، كما أسلفت، باللغة الآسرة، وكسر حدة المأساة بالكثير من الكوميديا غير المخلة في العرض، ومن خلال القصائد التي ضمّنها في النص، فهو الكاتب والمخرج والشاعر، كما أعرفه. إضافة إلى بُعد آخر وجميل أسر الجمهور، الذين لم يمنعوا أنفسهم من التصوير بهواتفهم، وهو البعد الموسيقي الحي. حيث وظّف المخرج الموسيقى التعبيرية في المشاهد وضمن مواهب الممثلين. فقد كان الراوي عازفًا لآلة العود بطريقة آسرة، منتقلًا من مقام إلى مقام آخر بسلاسة، إضافة إلى غنائه العذب والمؤثر جدًا، مما أضاف بُعدًا جماليًا اتفق عليه الأغلب. كما كان لشخصيات المحققين كذلك مهارات في العزف والغناء بطبقة أصوات عالية تعكس القمع والقهر والجبروت.

أما لغة الجسد، فقد أتقن ياسر أسلم في اختيار فريقه الفني، فشخصية الجثة لها جسد هزيل جدًا، يعكس واقع المظلوم والمضطهد، ويذكرنا بأجساد من يعيشون في ظل ويلات الاحتلال الإسرائيلي بمجاعة وجوع ونقص حاد في الوزن. أما أجساد المحققين فهي الممتلئة والسمينة، وتعكس مدى تفاوت الطبقية بين المظلوم والظالم. وهذا ما كان محل إشادة في الجلسة التعقيبية التي تلت العرض المسرحي.

أما بالحديث عن الشخصيات، فتتمثل في شخصية "المخرج أو الراوي"، وهي شخصية محورية تتحكم في سير الأحداث وتوجه باقي الشخصيات خلال رحلتهم. ويتضح من خلال العمل أنه يمثل القدر أو المصير، حيث يقوم بتوجيه الشخصيات وكأنهم تحت سيطرته، لكنه في النهاية منعزل عنهم تمامًا، وكأنه يحمل أداة تشغيل فيلم وإيقافه كيفما يشاء، أو أنه يوقف المشهد ليخبرنا ما الذي حدث، أو يعبر عن تأثره وحالته النفسية التي يعيشها أثناء إخراجه للعمل. فهو الذي يحرك الشخصيات ويعكس الصراع بين الإرادة الحرة والتحكم الخارجي. كان تفاعله مع الشخصيات الأخرى يوحي بتأمل حول مدى سيطرة الإنسان على حياته مقارنة بما يمليه عليه القدر.

الجثة، والتي يتضح لاحقًا أنه ممثل في المسرحية، هي الشخصية التي تنخرط بشكل مستمر في الحوارات الفلسفية مع المحققين ورئيسهم. تعبر عن شخص يعيش تساؤلات وجودية ويتساءل عن دوره في الحياة والمسرح. فهل من حقه أن يموت؟ وتمثل شخصية "الجثة" حالة الإنسان الذي يلعب أدوارًا متعددة في الحياة، ولكنه يظل يتساءل عن طبيعة الواقع. تساؤلاته المتكررة حول الحياة والموت والغرض من الوجود تعكس الصراع الداخلي لإيجاد معنى في هذه الحياة.

أما المحققون الثلاثة، فهم يلعبون دورًا محوريًا في استجواب الممثل والبحث في أفعاله ودوافعه للموت والحياة. يمكن اعتبارهم تجسيدًا للسلطة القهرية المدعومة من عناصر أقوى للتحكم في المصائر باسم "العدالة" أو "المساعدة". يمثل المحققون المواجهة التي يمر بها الفرد مع ذاته أو مع الآخرين في محاولة لفهم حقيقته. يطرح المحققون أسئلة وجودية تُجبر الممثل على مواجهة حقائق مزعجة عن وجوده، مما يدفعه للتفكير العميق حول الحياة والموت والحرية والحقوق.

وبهذا العمل المسرحي الرائع "من بعثنا من مرقدنا"، يدحض ياسر أسلم الإشكاليات المتعددة الناتجة عن تولي المؤلف عملية الإخراج. وتلك ملاحظة قد تتكرر دائمًا، إذ عندما يكون المؤلف مخرجًا دائمًا ما يقدس نصه ولا يمسه، الأمر الذي قد يدعو الملل، أو ضعف الرؤية الإخراجية، إلا أنني قد وقفت على عرض كان مزيجًا بين الكتابة الاحترافية والرؤية الإخراجية الذكية، وعرض يستحق أن يشاد به، فشكرًا لفرقة مسرح الشرق وشكرا ياسر أسلم وفريق العمل ككل.

وقد تكون فريق العمل من عبدالله اليعربي بدور "الجثة"، وهزاع المقبالي بدور "المخرج"، ومحمد النعيمي بدور "رئيس المحققين"، وعادل البوسعيدي و أحمد مستهيل بدور "المحقيين".

أما الجوقة فتكونت من وليد العزيزي، وعبيد الغافري، وميثم القاسمي، وأسامة الوحشي، ومحمد البلوشي، ومحمد الحبسي، إضافة إلى طاقم فني كبير.

الجلسة النقدية

وقد أعقب العرض المسرحي جلسة نقدية -كما جرت العادة- تحدث فيها كل من الدكتور سيد علي إسماعيل من مصر، والمخرج والناقد المسرحي بدر النبهاني، بإدارة هلال الزيدي. استهل الدكتور إسماعيل حديثه بالإشارة إلى أن النص المسرحي يتناول قضية معاصرة وهي القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أنها قضية مستمرة ترافقنا بصور القتل والدمار. كما أشار إلى أن عنوان المسرحية "من بعثنا من مرقدنا" يعكس حالة من الظلام ترمز إلى العرب الذين يقفون متفرجين، غير واعين بالعواقب وكأنهم يشاهدون مسرحًا.

تطرق إسماعيل إلى أن النظام المذكور في النص يُجسد القوى التي تواجه مؤيدي القضية الفلسطينية، مفسرًا أن المقصود بالنظام الأكبر هو إسرائيل. وأوضح أن العرب يعيشون وهم السلام إلى أن استيقظوا على فساد هذا الوهم. وعن ديكور العرض، وصفه بالبسيط لكنه ذو رسالة واضحة، بينما اسم "دانيل" في المسرحية يرمز إلى شخصية دينية في التراث اليهودي، مشيرًا إلى أن موضوع البيع والشراء يمثل السياسة الصهيونية المنظمة للسرقة والنهب. كما أشاد بتوظيف الموسيقى والغناء في العرض، مشيرًا إلى الأداء الحي والمتميز، ووحدة ملابس الجوقة التي عبرت عن الازدواجية.

في ختام حديثه، أكد الدكتور إسماعيل أن العرض سلط الضوء على موضوع غزة، وكانت الرسالة الواضحة موجهة للعرب، داعيًا إياهم للاستيقاظ من الغفلة. كما انتقد تكرار العبارات المألوفة مثل "ندين، نستنكر، نرفض"، مشيرًا إلى أن الجرأة في المسرح ضرورة.

بعد ذلك، تحدث بدر النبهاني معبرًا عن إعجابه بجهود ياسر أسلم، مشيرًا إلى أن العرض تناول القضية الفلسطينية، وهو ما أنقذ المهرجان من غياب هذا الموضوع الهام. وأكد أن المسرح هو أداة تأثير فعالة، وأن إغفال القضية الفلسطينية في مهرجان عربي يعد أمرًا غير مقبول.

وعن النص المسرحي، أبدى النبهاني بعض التساؤلات حول غموض النص، مشيرًا إلى أنه بدا وكأن الكاتب لم يكن يعرف كيف يختمه ثم ربطه في النهاية بالقضية الفلسطينية. كما تساءل عن الرمزية في العنوان وهل تعني إعادة إحياء القضية بعد غيابها؟ وتناول شخصية "دانيل" متسائلًا عن غياب مشهد تعذيبه في الآخرة، الذي كان يجب أن يتجسد بما يتماشى مع العنوان.

وفي حديثه عن تطور الشخصيات، عبّر النبهاني عن حيرته حول سبب تشظي شخصية المحقق إلى شخصيات متعددة، مؤكدًا أن المحقق المخمور كان يمكنه إيصال نفس الرسالة دون هذا التشظي. كما أشار إلى أن استخدام الموسيقى كان مميزًا، لكنه لاحظ أن بعض الأغاني بدت مألوفة وكأنها مستوحاة من أغاني أخرى، مما أثار تساؤلات حول ذلك.

مقهى المسرح

كما تضمنت فعاليات أمس جلسة "مقهى المسرح" قدمتها الجمعية العمانية للمسرح، والتي شهدت استضافة الناقد البحريني يوسف الحمدان وأدارها الإعلامي أحمد الكلباني.

في بداية الجلسة، طرح الكلباني تساؤلاً حول ما يوصف بحدّة بعض النقاد، ليؤكد الحمدان أن تلك الحدة تنبع من مسؤولية النقد الفني الهادف للارتقاء بالعمل، وليست تجريحًا. وأشار إلى أن أي قسوة من الناقد هي بدافع محبة وحرص على الفنانين.

كما تناول الحمدان الموسمية المسرحية، مشيرًا إلى أن المسرح في الوطن العربي يعاني من طابعه الموسمي، بينما في الغرب يشكل جزءًا من الحياة اليومية، مما يخلق وعيًا مسرحيًا مستمرًا.

وناقشت الجلسة أيضًا كتاب الحمدان "صرخات في وجه النقد المميت"، حيث انتقد مجاملة النقاد التي تؤدي إلى تغييب الحقيقة. وختامًا، استعرض الحمدان مفهوم "موت المؤلف" مؤكدًا أن دور المؤلف ينتهي بتسليم النص، ليصبح المخرج والجمهور شركاء في إعادة تشكيل العمل.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة مشیر ا إلى أن مسرحی ا مسرح ا

إقرأ أيضاً:

جودر حقق إبهارا بصريا.. أهم تصريحات ياسر جلال ووفاء عامر مع لميس الحديدي

تفاصيل لقاء ياسر جلال ووفاء عامر مع الإعلامية لميس الحديدي: 

لميس الحديدي تشيد بنجاح مسلسل جودر
 

أشادت الإعلامية لميس الحديدي بالنجاح الكبير الذي حققه مسلسل "جودر" في موسمه الثاني، والذي عُرض خلال رمضان الماضي.

وقالت الحديدي في برنامجها "كلمة أخيرة" المذاع على شاشة ON، إن المسلسل أعاد سحر حكايات "ألف ليلة وليلة" التي تظل جزءًا راسخًا في التراث الأدبي والخيال الشعبي للأجيال المختلفة.

"جودر" يجسد شخصية البطل الشعبي ويعيد قيم الخير والشر في قالب معاصر

أكدت الحديدي أن مسلسل "جودر"، الذي استلهم من التراث الأدبي، يقدم شخصية بطل شعبي يعكس قيم الشجاعة، القوة، الحق، والصدق في صراع تقليدي بين الخير والشر. 

وأضافت أن هذه القيم تظل محورية في حياتنا، خاصة في ظل تحديات العصر الحديث وصخب الحياة.

تسليط الضوء على القيم الخالدة وسط تحديات العصر

وأشارت الحديدي إلى أن تقديم هذه القيم في المسلسل يعد مهمًا في عصرنا الحالي، حيث تحتاج المجتمعات إلى التمسك بهذه المبادئ وسط الارتباك الحاصل في مفاهيم الحياة اليومية.

"جودر" يُحقق إبهارًا بصريًا وتقنيات متقدمة

ختمت الحديدي حديثها بالتأكيد على أن الموسم الثاني من "جودر"، الذي قام ببطولته النجم ياسر جلال، استطاع أن يحقق إبهارًا بصريًا وتقنيات متقدمة تؤكد قدرة الدراما المصرية على تقديم فن صعب، مع العودة إلى عالم "ألف ليلة وليلة" بروح عام 2025.

ياسر جلال يكشف كواليس نجاح "جودر" وتعاونه مع فريق العمل
 

أعرب الفنان ياسر جلال عن سعادته الكبيرة بنجاح مسلسل "جودر" في موسمه الثاني، مشيرًا إلى أن هذا النجاح يعود إلى الجهد الجماعي الذي بذله جميع أفراد فريق العمل، وليس إلى شخص واحد فقط. 

وقال في لقائه مع الإعلامية لميس الحديدي ببرنامج "كلمة أخيرة" على شاشة ON، إن "النجاح ليس نتاج شخص واحد، بل هو نتيجة تعاون مختلف العناصر، بدءًا من الفنانين وصولًا إلى الجرافيكس، والنص، والتصوير، والديكورات."

تنويع الأدوار: ياسر جلال يتحدث عن تحديات تقديم عالم السحر والخيال

في رد على سؤال الإعلامية لميس الحديدي حول تقديمه مسلسلًا يعتمد على السحر والخيال في زمن الدراما الواقعية، قال ياسر جلال إنه يحب التنويع في أعماله، مشيرًا إلى أنه قدم أعمالًا مختلفة مثل الأكشن، والدراما الشعبية، ثم تنقل إلى الأعمال الاجتماعية مثل "علاقة مشروعة". 

وأضاف أن التنويع هو ما يطيل عمر الفنان في المجال، ويجعله قادرًا على تقديم أعمال متنوعة تلبي أذواق الجمهور.

أسباب تقديم "جودر": الهروب من الواقع الصعب وسط الأزمات العالمية

كشف ياسر جلال أن الظروف العالمية الصعبة، مثل الحروب والصراعات، كانت دافعًا له لتقديم عمل يغوص في عالم السحر والخيال، كوسيلة للهروب من الواقع الصعب. 

وأكد أن هذه الأعمال تمنح الجمهور فرصة للهروب إلى عالم آخر.

كواليس اقتراح فكرة "جودر" وتعاون ياسر جلال مع تامر مرتضى

أما عن كواليس اقتراح فكرة مسلسل "جودر"، قال ياسر جلال إنه بعد نجاحه في مسلسل "الاختيار"، عرض فكرتين على مسؤولي المتحدة: إما تقديم عمل صعيدي أو تقديم حكايات من "ألف ليلة وليلة". 

وأوضح أن الفكرة الثانية لاقت ترحيبًا كبيرًا، وأُقترح عليه التعاون مع المنتج تامر مرتضى، الذي كان يمتلك حلمًا قديمًا لإنتاج عمل مماثل بفضل إمكانياته المتطورة في مجال الجرافيكس.

الكاتب أنور عبد المغيث: كيف تحول حلم "جودر" إلى حقيقة

تحدث ياسر جلال عن تعاونه مع الكاتب أنور عبد المغيث، مؤكدًا أنه كان يعرف أن أنور هو الكاتب الحقيقي لهذا المشروع، لكنه لم يكن يعرف كيفية الوصول إليه. 

بعد بحث طويل، اكتشف أنه يقيم في فرنسا وكان يفكر في تقديم عمل مسرحي.

 وعندما تواصل معه وأخبره بالفكرة، أبدى عبد المغيث حماسًا كبيرًا، ووافق على الفور، مما جعل "جودر" يتحول من مجرد حلم إلى حقيقة.

وفاء عامر: أعشق الفن ولا يهمني حجم الدور
 

أعربت الفنانة وفاء عامر عن سعادتها الكبيرة بتقديم دور الأم في مسلسل "جودر" الذي شاركت فيه مع النجم ياسر جلال، مؤكدة أن فكرة تقديم دور الأم لم تكن تشكل لها أي قلق، موضحة أن هذا ليس الدور الأول لها في تقديم شخصية الأم في الأعمال الفنية. 

وقالت خلال لقائها في برنامج "كلمة أخيرة" مع الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON: "لم تكن هذه المرة الأولى التي أقدم فيها دور الأم، فقد قمت بتقديمه في عدد من الأعمال مثل فيلم "كف القمر"، حيث قمت بدور والدة خالد صالح."

وفاء عامر تشيد بياسر جلال: "شخص طيب وموهوب للغاية"

أشادت وفاء عامر بزميلها الفنان ياسر جلال، مشيرة إلى أن علاقتها به رائعة.

وقالت: "ياسر جلال من الفنانين الموهوبين وأحبه جداً على الصعيدين الفني والإنساني، فهو شخص طيب وخلوق محترم، بالإضافة إلى أنه ممثل عظيم."

وأضافت أنها دائماً تتابع زملاءها وتقيم أعمالهم، مؤكدة أن ياسر جلال من أفضل الممثلين في جيله.

حتى لو مشهدين فقط، كانت ستقبل العمل بلا تردد

أكدت وفاء عامر أنها كانت ستقبل العمل مع ياسر جلال في مسلسل "جودر" حتى لو كان دورها لا يتعدى مشهديْن فقط، مشيرة إلى أنها لم تكن تتردد في قبول هذا التحدي. 

وقالت: "حتى لو كان دوري مشهدين فقط، كنت سأقبل بلا تردد، فالأهم هو الرسالة التي يقدمها الدور."

ماذا يشغل وفاء عامر عند اختيار الأدوار؟

تحدثت وفاء عامر عن معاييرها في اختيار الأدوار، موضحة أن ما يشغلها هو رسالة الدور، وليس مساحته أو ترتيبه في العمل. 

وقالت: “ما يشغلني هو ماذا يقول الدور؟ وما هي الرسالة التي يحملها؟ فذلك هو العامل الأساسي في اختياري لأي عمل فني.”

ياسر جلال يكشف عن علاقته بالفنانة وفاء عامر ودورها في “جودر”
 

تحدث الفنان ياسر جلال عن علاقته بالفنانة وفاء عامر منذ أيام الدراسة، حيث كانا زميلين في المعهد. 

وقال خلال لقائه في برنامج "كلمة أخيرة" مع الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON: "وفاء كانت زميلتي في المعهد، لكنني كنت أكبر منها سنًا، إذ كنت في الفرقة الثالثة، بينما كانت هي في الفرقة الأولى."

وفاء عامر: "كنت دائمًا أقوم بدور الأم والجدة في المعهد"

كشف ياسر جلال أن وفاء عامر كانت منذ فترة دراستها تميل إلى تقديم أدوار كبار السن، وأضاف: "كنت أقول لها: ليه كده يا بنتي؟". 

وردت وفاء ضاحكة: "كنت دائمًا أقدم أدوار الأم والجدة، وأحيانًا كنت ألعب دور أم أصدقائي في المعهد!"

ذكريات مرحة من أيام الدراسة: وفاء عامر تجسد دور الجدة على المسرح

استعاد ياسر جلال ذكرى مضحكة من أيام الدراسة عندما شاركا في مسرحية بعنوان "إطلاق النار من الخلف"، حيث جسدت وفاء عامر دور الجدة وكانت ترتدي نظارة طبية لم تكن ترى بها جيدًا. 

وقال ياسر جلال: "كانت تتخبط أثناء الحركة على المسرح، وكنت أقول لها: إيه اللي خلاكي تعملي الدور ده؟ وكنت أسندها حتى لا تتعثر."

وفاء عامر: "دور والدة جودر كان مميزًا والنتيجة كانت مبهرة"

من جانبها، علقت وفاء عامر على تجربتها في مسلسل "جودر" قائلة: "قدمت دور والدة جودر، وكانت النتيجة مبهرة!" مشيرة إلى أنها كانت فخورة بدورها في العمل ونجاحه.

وفاء عامر تشيد بتجربة "جودر" وجرافيكس العمل المذهل
 

أعربت الفنانة وفاء عامر عن إعجابها الشديد بمستوى الجرافيكس والإخراج في مسلسل "جودر"، المستوحى من حكايات "ألف ليلة وليلة"، مشيرة إلى أن العمل تجاوز الخيال الذي تربت عليه في طفولتها.

وقالت في لقائها ببرنامج "كلمة أخيرة" مع الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON: "أنا من الجيل الذي تربى على ألف ليلة وليلة، وكنت أستمع للحكايات عبر الراديو وكان لدي خيال واسع لهذا العالم السحري."

"جودر" يمثل إنجازًا للدراما المصرية: وفاء عامر تتفاخر بمستوى العمل

وأكدت وفاء عامر أن المسلسل يعد إنجازًا تفخر به الدراما المصرية، مشيرة إلى أن الإبهار البصري والجرافيكس المذهل في "جودر" جعلها تسأل عن كيفية المشاركة في عمل بهذه الضخامة. 

وأضافت: "لما بشوف كمية الإبهارات البصرية والإمكانيات الضخمة، بسأل نفسي: إزاي أنا اشتغلت في حاجة عظيمة بالشكل ده؟!"

وفاء عامر: "قدرات مصر في الجرافيكس والإخراج فخر عالمي"

وفاء عامر لم تتوقف عن التعبير عن فخرها بالعمل، مشيرة إلى أن هذا النوع من الأعمال يعكس القدرات الهائلة لمصر في مجال الجرافيكس والإخراج. وأكملت: "لما بسافر بره، بتفشخر بقدرات مصر اللي قدرت تقدم عمل بالمستوى ده!"

وفاء عامر: "ألف ليلة وليلة بحرفية عالمية"

واختتمت حديثها بحماسة قائلة: "كنت جاية من البحرين، وقلت لهم بكل فخر: إحنا عاملين ألف ليلة وليلة بحرفية عالمية، ولازم تشوفوه!" مؤكدة على أهمية تجربة "جودر" في إظهار جمال وروعة الفن المصري للعالم.

أنور عبد المغيث يكشف تفاصيل كتابة مسلسل "جودر" ومفهوم البطل الشعبي
 

روى الكاتب أنور عبد المغيث، مؤلف مسلسل "جودر"، تفاصيل تجربته في كتابة المسلسل في موسميه الأول والثاني، مشيرًا إلى أنه كان يهدف إلى تسليط الضوء على مفهوم "البطل الشعبي" في الأدب العربي. 

وقال عبد المغيث خلال لقائه مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "كلمة أخيرة" على شاشة ON، إن فكرة البطل الشعبي كانت غائبة في الدراما والأدب، مع تداخلها مع مفهوم "بطل الأكشن"، وهو الأمر الذي ألهمه لكتابة شخصية "جودر".

الفرق بين "البطل الشعبي" و"بطل الأكشن"

أوضح عبد المغيث أن هناك لبسًا دائمًا بين البطل الشعبي وبطل الأكشن في الدراما العربية، مشيرًا إلى أن فكرة البطل الشعبي قد تم الخلط بينها وبين شخصية "بطل الأكشن" منذ فترة طويلة. 

وأكد أن شخصية "جودر" تمثل البطل الشعبي بكل معانيه، حيث يمر بتحديات كبيرة ويخوض رحلة شريفة ليس من أجل مصلحة شخصية، بل من أجل خدمة المجتمع والإنسانية.

البطل الشعبي في الأدب العربي: هل نجد مثالًا حقيقيًا؟

ردًا على سؤال لميس الحديدي عن وجود بطل شعبي حقيقي في التراث العربي، فاجأ عبد المغيث الجمهور قائلاً: "لا يوجد بطل شعبي حقيقي في تراثنا إلا جودر المصري". 

وأوضح أنه بعد سنوات من دراسة الفلكلور والأدب الشعبي، لم يجد شخصية تمثل مفهوم البطل الشعبي بهذا الوضوح سوى "جودر".

رسالة "جودر": البطل العربي المختار لخدمة الإنسانية

أكد عبد المغيث أن شخصية "جودر" تمثل نموذجًا للبطل العربي المختار، الذي لا يسعى للقتال من أجل مصلحة شخصية، بل ينطلق في رحلته لحمل قضية شريفة تخدم المجتمع بشكل عام. 

وأوضح أن هذا التميز يجعل "جودر" بعيدًا عن الشخصيات التقليدية التي يسعى أبطالها إلى الثأر أو تحقيق مصلحة فردية.

مقالات مشابهة

  • حقيقة الانفجار الذي حدث أثناء تصوير فيلم "The seven Dogs"
  • أحمد ياسر يكتب: هل نرى اتفاقا أمريكيا سعوديا بدون إسرائيل؟
  • جودر حقق إبهارا بصريا.. أهم تصريحات ياسر جلال ووفاء عامر مع لميس الحديدي
  • ياسر جلال : نجاح جودر لا ينسب لشخص واحد
  • ياسر جلال يكشف عن علاقته بالفنانة وفاء عامر ودورها في “جودر”
  • ياسر جلال يكشف كواليس نجاح جودر وتعاونه مع فريق العمل
  • مارين لوبان في قفص الاتهام: هل ينهي القضاء طموحاتها الرئاسية بفرنسا؟
  • الفنان ياسر عزت في حواره لـ«البوابة نيوز»: أدواري في «إش إش» و«أشغال شقة جدا» بين التشويق والكوميديا.. «الشرنقة» تكشف خبايا غسيل الأموال.. وشخصيتي الحقيقية في انتظار دور يشبهني
  • 3 وفيات وإصابة بحادث تدهور على طريق البحر الميت
  • تعليق مثير من زوجة داني ألفيش بعد براءته