أول مريضة سكري بالعالم تنتج الأنسولين من جسمها.. كيف ذلك؟
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
قالت مجلة "نيتشر" "Nature"، إن "امرأة تبلغ من العمر 25 عاما، مصابة بمرض السكري من النوع 1، بدأت في إنتاج الأنسولين الخاص بها، وذلك عقب أقل من ثلاثة أشهر من تلقيها عملية زراعة خلايا جذعية".
وأضافت المجلة، عبر تقرير لها، أن "هذه المريضة أصبحت أول شخص مصاب بالمرض يتلقى علاجا باستخدام خلايا تم استخراجها من جسدها"، فيما أوضحت المريضة التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، وتعيش في مقاطعة تيانجين شمال الصين، إنه يمكنها الآن تناول السكر، بعد إجراء العملية لها منذ أكثر من عام.
كيف تمت العملية؟
قام عالم الخلايا في جامعة بكين، دنغ هونغكوي، وزملاؤه، في أول تجربة من نوعها، باستخراج خلايا من ثلاثة أشخاص مصابين بمرض السكري من النوع 1 وإعادتها إلى حالة متعددة القدرات، والتي يمكن من خلالها تشكيل أي نوع من الخلايا في الجسم.
في حزيران/ يونيو من عام 2023، وخلال عملية استغرقت أقل من نصف ساعة، حقن الباحثون ما يعادل حوالي 1.5 مليون من "خلايا الجزر" في عضلات البطن لدى المرأة، وهو موقع جديد للزراعة، إذ كانت عمليات معظم عمليات الزرع تجرى في الكبد، ولكن من خلال وضعها في البطن.
وتمكن الباحثون من مراقبة الخلايا، عبر استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، وإمكانية إزالتها إذا لزم الأمر. بعد شهرين ونصف، كانت المرأة تنتج كمية كافية من الأنسولين للعيش بدون الحاجة إلى جرعات إضافية، وقد حافظت على مستوى الإنتاج هذا لأكثر من عام.
وعمل على تطوير تقنية إعادة البرمجة هذه، لأول مرة، على يد شينيا يامانكا في جامعة كيوتو في اليابان، قبل نحو عقدين من الزمن. لكن دنغ وزملاءه قاموا بتعديل التقنية، فبدلا من إدخال بروتينات تحفز التعبير الجيني، كما فعل يامانكا، عرضو هذه الخلايا لجزيئات صغيرة، وهذا أتاح مزيدا من التحكم في العملية.
وإثر ذلك، استخدم الباحثون خلايا الجذعية متعددة القدرات المستحثة كيميائيًا (iPS) لتوليد كتل ثلاثية الأبعاد، فيما اختبروا سلامة وفعالية الخلايا في الفئران و"الرئيسيات غير البشرية".
العملية مذهلة
وفي السياق نفسه، قال جراح زراعة الأعضاء والباحث في جامعة ألبرتا في إدمونتون، كندا، جيمس شابيرو، إن "نتائج العملية مذهلة؛ لقد عكست هذه الخلايا وضع السكري تماما في المريضة التي كانت بحاجة إلى كميات كبيرة من الأنسولين سابقا".
وبحسب مجلة "نيتشر" فإن معظم المصابين بالسكري من النوع 2، لا ينتج جسمهم كميات كافية من الأنسولين أو تنخفض قدرة الجسم على استخدام هذا الهرمون، فيما تعد هذه الدراسات من بين عدد قليل من التجارب الرائدة التي تستخدم خلايا جذعية لعلاج السكري، الذي يؤثر على ما يقرب من نصف مليار شخص حول العالم.
وأبرزت: "في حالة مرض السكري من النوع 1، فإن الجهاز المناعي للجسم يهاجم ما يطلق عليها بـ"خلايا الجزر" وهي خلايا موجودة في البنكرياس، وتلعب دورا حيويا في تنظيم مستويات السكر في الدم وهي مسؤولة أيضا عن إنتاج هرمونات متعددة، أهمها الأنسولين".
وأضافت:"يمكن معالجة هذا النوع من المرض لكن لا يوجد عدد كاف من المتبرعين لتلبية الطلب المتزايد، ويجب على المتلقين استخدام أدوية مثبطة للمناعة لمنع الجسم من رفض الأنسجة المانحة".
واسترسلت، بأن "الأبحاث الجديدة لجأت لاستخدام خلايا جذعية لتنمية أي نسيج في الجسم بحيث يمكن زراعتها وتكون مثلا مصدرا محتملا غير محدود لنسيج البنكرياس. ومن خلال استخدام نسيج مصنوع من خلايا الشخص نفسه، يأمل الباحثون أيضًا في تجنب الحاجة إلى أدوية مثبطة للمناعة.
من جهته، قال أخصائي الغدد الصماء في جامعة ميامي، فلوريدا، الذي يدرس مرض السكري من النوع 1، جاي سكايزر، إن "النتائج مثيرة ولكن يجب تكرارها على مزيد من الأشخاص.
وأضاف سكايزر، يجب أن نرى ما إذا كانت خلايا المرأة سوف تستمر في إنتاج الأنسولين لمدة تصل إلى خمس سنوات، قبل اعتبار هذه التجربة "علاج" يمكن اعتماده.
العلاج بالجزر
وفي سياق متصل، تم الإبلاغ عن نتائج أولية لتجربة واحدة، تقودها شركة فيرتكس Vertex للأدوية في بوسطن، ماساتشوستس، في حزيران/ يونيو. حيث تلقى عشرون مشاركا مصابا بالسكري من النوع 1 "جزرا" مستمدة من خلايا جذعية جنينية تم التبرع بها، والتي تم حقنها في الكبد. وتم علاجهم جميعا بأدوية مثبطة للمناعة.
وبعد ثلاثة أشهر من الزراعة، بدأ جميع المشاركين في إنتاج الأنسولين عند وجود الجلوكوز في مجرى الدم، وأصبح بعضهم مستقلًا عن الأنسولين.
في العام الماضي، أطلقت شركة فيرتكس Vertex تجربة أخرى حيث تم وضع خلايا الجزر المستمدة من خلايا جذعية متبرع بها في جهاز مصمم لحمايتها من هجمات جهاز المناعة. تم زراعته في شخص مصاب بالسكري من النوع 1، الذي لم يتلق أدوية مثبطة للمناعة.
ويخطط الباحثين الآخرين، بينهم دايسوكي يابي، هو باحث في مجال السكري في جامعة كيوتو اليابانبة، لتطوير صفائح من الجزر وزرعها جراحيًا في الأنسجة البطنية لثلاثة أشخاص مصابين بالسكري من النوع 1، والذين سوف يتلقون أدوية مثبطة للمناعة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة الصين مرض السكري الصين مرض السكري الإنسولين المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بالسکری من النوع السکری من النوع 1 خلایا جذعیة فی جامعة
إقرأ أيضاً:
المغرب يطلق أول دواء بالعالم يعتمد على القنّب الهندي.. ماذا نعرف عنه؟
بعد سنوات قليلة من تقنين استعمال القنب الهندي لأغراض مشروعة، أعلنت مختبرات أدوية مغربية، عن شروعها في إطلاق أول دواء جنيس في العالم، يعتمد أساسا على القنب الهندي، وهو ما وُصف بكونه: "إنجازا في مجال الصيدلة المغربية".
ويستجيب هذا العلاج الذي يحتوي على مادة الكانابيديول، وهي مادة مشتقة من نبات القنب الهندي، لأعلى المعايير الصحية الدولية، بحسب المختبرات ذاتها التي تشرف على إنتاجه.
لمن الدواء؟
بغية تعويض الأدوية الموجهة لعلاج الحالات المستعصية من مرض الصرع، كانت تعتمد على مركبات كيميائية خالصة؛ قالت المختبرات المغربية المعروفة باسم "فارما 5"، إنها سوف تطلق قريبا "دواء جنيسا" يعتمد على القنب الهندي، لعلاج "مرض الصرع"، كنسخة جنيسة لدواء "Epidiolex".
وأشارت المختبرات، عبر منشور على موقع "لينكد إن" إلى أن: الدواء المستخلص من القنب الهندي سوف يباع بوصفة طبية فقط، وستبدأ عملية تسويقه في المغرب وخارج البلاد، انطلاقا من بداية عام 2025، بسعر أقل من نصف سعره في أوروبا (1.500 يورو).
"المادة الأساسية المستخدمة في إنتاج هذا الدواء، وهي القنب، تزرع في مناطق شفشاون المغربية، حيث يتم اتباع عملية متكاملة تشمل الزراعة والاستخراج والتجفيف محليا" بحسب المختبرات نفسها.
وتابعت: أما الإنتاج النهائي للدواء، فإنه سوف يتم داخل مختبرات "فارما 5" الرسمية.
في سياق متصل، أشرفت "فارما 5" قد أشرفت في آذار/ مارس 2023 على تدشين مصنعها الذكي "Smart Factory" في مدينة بوسكورة، نواحي العاصمة الاقتصادية للمغرب، الدار البيضاء. يُعتبر الأول من نوعه في إفريقيا.
لماذا الصّرع؟
مرض "الصرع" يعتبر هو السبب الثاني للاستشارة في طب الأعصاب في المغرب، حيث يقدر معدل انتشاره بـ1,1 في المئة من السكان، أي ما يعادل حوالي 400 ألف شخص.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الصرع يعدّ من أكثر الأمراض العصبية المزمنة شيوعا، علما أنه يمكن أن يصيب الأشخاص من جميع الأعمار. فيما يعاني منه أكثر من 50 مليون شخص حول العالم؛ ويعيش حوالي 80 في المائة منهم في البلدان ذات الدخل المنخفض أو المتوسط.
إثر هذه المعطيات، قرّرت مختبرات "فارما 5" تطوير أول دواء مغربي، يحتوي على الكانابيديول. الدواء الأصلي، هو: EPIDYOLEX وتنتجه شركة GW البريطانية.
كم كلّف المشروع؟
المشروع الذي يبرز أنه يهدف إلى تلبية احتياجات السوق المحلية والتصدير إلى دول ذات دخل متوسط، قد تطلّب قيمة 25 مليار سنتيم، وبمساهمة محلية من زراعة القنب في شفشاون.
أما فيما يتعلّق بالسعر الذي سوف يباع به الدواء في المغرب، فإن الأمر لا زالت لم تكشف عنه بعد وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، التي من المرتقب أن تعلن عن ذلك خلال الأشهر القليلة القادمة، بعد أن منحت المختبرات رخصة تصنيعه وتسويقه في المملكة.
ماذا يقول القانون؟
بتاريخ 22 تموز/ يوليو 2021، صدر القانون المتعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي "الكيف" في المغرب 21.13، المُعد من طرف وزارة الداخلية المغربية.
جاء في القانون الذي اطّلعت عليه "عربي21" آنذاك: "المغرب كان سباقا لوضع إطار قانوني ينظم استعمال المخدرات لأغراض طبية من خلال الظهير (مرسوم ملكي) الصادر في 2 كانون الأول/ ديسمبر 1922، غير أن القانون 24 نيسان/ أبريل 1954 وضع حدا لزراعة القنب الهندي في كافة الأنشطة المشروعة".
وفي وقت سابق، كانت وزارة الداخلية المغربية قد أوضحت أنّ: "هناك دراسات وطنية خلصت إلى أن المغرب يُمكن له أن يستثمر الفرص التي تتيحها السوق العالمية للقنب الهندي المشروع، بالنظر لمؤهلاته البشرية والبيئية، علاوة على الإمكانيات اللوجستيكية والموقع الاستراتيجي للمملكة القريب من أوروبا التي تعد الأكثر إقبالا على منتجات القنب الهندي".
وعقب مرور ثلاث سنوات من تقنين زراعة القنب الهندي "الكيف" في عدّة مناطق مغربية، تمّ افتتاح المقر الإقليمي للوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي. ومنذ مطلع عام 2024، أصدرت الوكالة، في إطار القانون رقم 21-13 المتعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي، 3029 ترخيصا مقابل 721 ترخيصا في سنة 2023.
وبحسب المعطيات الصادرة عن الوكالة، فإن الأمر يتعلق بـ 2837 ترخيصا لفائدة 2659 فلاحا لنشاط زراعة وإنتاج القنب الهندي، مقابل 430 ترخيصا في 2023 و192 ترخيصا لفائدة 98 فاعلا، مقابل 291 ترخيصا لفائدة 138 فاعلا سنة 2023.
وتتوزع التراخيص البالغ عددها 192 بين 60 ترخيصا لنشاط التحويل، و49 ترخيصا لنشاط التسويق، و39 ترخيصا لنشاط التصدير، و24 ترخيصا لنشاط استيراد البذور، و18 ترخيصا لنشاط النّقل، وترخيصا واحدا لنشاط تصدير البذور وآخر لنشاط إنشاء واستغلال المشاتل.
وأكدت الوكالة أن "الفاعلين الـ98 المستفيدين من هذه التراخيص يتوزعون، على 23 تعاونية و51 شركة و24 شخصا ذاتيا".
إلى ذلك، إن تقنين "القنب الهندي" أو كما يعرف بـ"الكيف" في المغرب، يتعلق حصريا بـ"الاستعمال الطبي"؛ إذ أن المزايا العلاجية لهذه النبتة تنكشف أكثر فأكثر من طرف الهيئات العلمية المختصة.
ويعتبر "القنب الهندي" فعّالا، بحسب عدد من الأبحاث، في علاج الأمراض التالية: الأمراض العصية "التوليدية" مثل الباركنسون والزهايمر، بالإضافة إلى الأمراض الناجمة عن الالتهابات المرتبطة بالمناعة الذاتية، وداء التهاب الأمعاء، وعلاج بعض الأمراض السرطانية، والصرع، وعدد من أمراض الجهاز العصبي المركزي.
وبحسب تقارير رسمية لعام 2019 فإن نحو 80 إلى 120 ألف أسرة مغربية، تعتمد على زراعة "القنب الهندي" كمصدر رئيسي للدخل. فيما كانت الملاحقات القضائية تُلاحق المزارعين من ساكنة جبال الريف (شمال المغرب)، منذ حظر الزراعة قانونيا خلال عام 1954، إذ يُستخرج منه مخدّر "الحشيش" الذي يتم تهريبه، خصوصا إلى عدد من الدول الأوروبية.
وبمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب لهذه السنة الجارية، أُصدر العفو الملكي، على 4831 شخصا من المدانين أو المتابعين أو المبحوث عنهم في قضايا متعلقة بزراعة القنب الهندي المتوفرين على الشروط المُتطلبة للاستفادة من العفو.
إثر ذلك، سيتمكّن المعفو عنهم من الاندماج في الاستراتيجية الجديدة التي انخرطت فيها الأقاليم المعنية، في أعقاب تأسيس الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي. الرّامية لـ"تصنيع وتحويل وتصدير القنب الهندي واستيراد منتوجاته لأغراض طبية وصيدلية وصناعية، وكذا المساهمة في تطوير الزراعات البديلة والأنشطة غير الفلاحية".