يديعوت عن خطابات نتنياهو: غيّر أهداف الحرب بغزة وهذه أكثر الكلمات التي ردّدها
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الجمعة، 27 سبتمبر 2024، تحقيقًا مطولا عن الخطابات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، منذ السابع من أكتوبر من عام 2023.
وبحسب تحقيق الصحيفة العبرية، فإن نتنياهو غير أهداف الحرب ب غزة أكثر من مرة وفي مرات كان يضع في خطابات 3 أو 4 أهداف وفي مرات هدفين فقط ولم يضيف الجبهة الشمالية إلا في مرة أو مرتين كأحد أهداف الحرب قبل أن تتبنى الحكومة بشكل رسمي ذلك.
وأضافت، "قضية اليوم التالي للحرب لم تظهر إلا بعد مرور شهرين عليها ولكنها كانت تظهر في خطابات مختلفة له وفي فترة غابت لمدة شهرين ونصف ثم عادت للواجهة في خطاباته .. نتنياهو في مرات كان يقول إنه لن يقبل بأي حل لليوم التالي للحرب إلا بعد القضاء على حماس ثم غير ذلك وبدأ أيضا برفض قبول السلطة أو جهة فلسطينية ثالثة .. لكنه في بعض الاحيان كان يشير لإمكانية قبول هيئات محلية "العشائر" ثم جدد مؤخرا مواقفه الرافضة ل فتح وحماس ولكن حتى الآن لا يوجد أفق واضح".
وتابعت، "نتنياهو ضلل الجميع ورفض تحمل المسؤولية عن فشل الهجوم على 7 أكتوبر وكان يرد بشكل مقتضب على كل ما يتعلق بذلك ويراوغ بتصريحاته ولكنه لم يتحمل المسؤولية في أي من خطاباته وكان كثيرا ما يلقي الاتهامات باتجاه الجيش والشاباك وغيرهم في الفشل ويتجنب تحميل نفسه ذلك".
وأشار التحقيق إلى أن نتنياهو كان في كل مرة يظهر إعلاميا أو ينشر عبر تويتر يكون هناك نجاحات ينسبها لنفسه كما جرى في تحرير أسيرين برفح و4 في النصيرات ولكن عند الكوارث كان كثيرا ما يختفي مثلما جرى في العديد من حالات قتل الجنود.
كما أن نتنياهو كثيرا ما كان يذكر عائلته وزوجته سارة في تغريداته ويعد نفسه من عوائل القتلى في إسرائيل بسبب مقتل شقيقه. وفق الصحيفة
ووفق يديعوت: "رافق نتنياهو في خطاباته كلمات محددة كثيرا ما رددها .. النصر المطلق رددها 129 مرة في خطاباته .. شبه حماس بداعش 26 مرة ثم اختفت من خطاباته ربما لأنه لا يريد أن يتذكره الناس كشخص قام بتحويل الأموال والتفاوض مع حماس داعش... ردد كلمة الخاطفون 437 مرة .. إيران محور الشر ورأس الاخطبوط ذكرها 109 مرات , اسم قطر لم يذكره سوى 6 مرات ومصر 8 مرات رغم أنهم الوسطاء في التفاوض .. كلمة بعون الله رددها 60 مرة .. رفح ذكرها 93 مرة ومحور فيلادلفيا 30 .. حماسستان وفتحستان 6 مرات .. النازيين 20 مرة".
وزادت، "في 11 مرة نتنياهو تحدث بكلمات من التوراة وأحداث دينية من عهد النبي موسى وغيره كما تحدث عن المحرقة وغيرها وشبه الكثير مما جرى بها وكان يستخدم مصطلحات ذات قيمة تأثيرية لليهود من أجل تشجيع القتال بغزة".
وختمت تحقيق يديعوت، أن نتنياهو خطب وصور وغرد وأجرى مقابلات وأصدر بيانات بواقع 456 مرة منذ 7 أكتوبر جميعها حملت كل هذه التعبيرات التي ذكرت سابقا".
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: کثیرا ما
إقرأ أيضاً:
الصفقة المنتظرة: نتنياهو يريد ولا يريد
الأنباء المتداولة حول صفقة تبادل الأسرى والهدنة في قطاع غزة تراوح بين التفاؤل والتشاؤم. تارة يتحدثون عن تقدم كبير إلى درجة تحديد مواعيد محتملة للتوصل إلى اتفاق كامل، وتارة أخرى يتحدثون عن صعوبات كبيرة لا تساهم في عملية التقدم بل وتهدد بفشل الجهود المبذولة من الوسطاء القطريين والمصريين. ولكن وبرغم الأخبار المتناقضة في الحقيقة هناك تقدم ملموس وتمت إزالة عقبات جوهرية، ولكن يبقى السؤال الذي يحير الكثيرين: هل بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية معني بالتوصل إلى صفقة أم لا؟
التقدم الكبير الذي أحرز تم بعد أن تنازلت حركة «حماس» عن مطلب وقف الحرب ووافقت على إعادة انتشار للقوات الإسرائيلية وليس انسحاباً كاملاً كما كانت شروطها قبل الجولة الأخيرة. وإسرائيل بالمقابل وافقت على الانسحاب من المناطق المأهولة ومن محور «نتساريم» ووضع آلية لفحص السيارات التي ستدخل من الجنوب للشمال وبالعكس، وفي هذا الموضوع تعهدت قطر على ما يبدو بتوفير أجهزة لمسح السيارات بأشعة إكس، بينما يتحرك الأفراد بحرية. كما وافقت إسرائيل على الانسحاب من محور فيلادلفيا باستثناء مساحة تصل بين كرم أبو سالم وبين معبر رفح. وتم الاتفاق على فتح معبر رفح على أساس اتفاق عام 2005 برقابة أوروبية وكاميرات إسرائيلية. وستبقي إسرائيل مواقع لها في الشمال وعلى طول الحدود، كما ستخضع كل المناطق لمراقبة إسرائيلية بكاميرات ومسيّرات.
ولا تزال هناك خلافات حول مطلب إسرائيل بتزويدها بقائمة لكل المحتجزين الإسرائيليين الأحياء، والإفراج عن النساء المجندات باعتبارهن ضمن تصنيف الحالات الإنسانية والرجال المدنيين المصنفين عسكريين بسبب خدمة الاحتياط في الجيش. وخلاف حول الأسرى الفلسطينيين حيث تطالب إسرائيل بفيتو على عشرات الأسماء بمن فيهم القادة مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات، وقادة الجناح العسكري مثل عبد الله البرغوثي وحسن سلامة وإبراهيم حامد. بينما «حماس» تصر على الإفراج عنهم مع موافقتها على مبدأ الفيتو الإسرائيلي. وتصر إسرائيل على ترحيل بعض الأسرى إلى خارج الوطن بينما تريد «حماس» أن تكون الحرية للأسرى للاختيار سواء بالبقاء في الوطن أو البقاء خارجه.
المشكلة التي توحي بتناقض كبير لدى نتنياهو فيما يتعلق بالصفقة، فهو يصر على عدم وقف الحرب حتى القضاء على حركة «حماس» كما صرح بذلك لصحيفة «وول ستريت جورنال» أول من أمس. وهذا يعني أنه لا يريد الصفقة. وفي أحيان أخرى يقول إن هناك تقدماً في المفاوضات وأنه يريد صفقة ولكن ليس بكل ثمن. وفي أحسن الأحوال هو يريد المرحلة الأولى فقط التي تسمى المرحلة الإنسانية ولا تشمل الجنود والشبان الإسرائيليين. ويبدو ذلك بسبب مطالب الإدارة الأميركية الحالية وأيضاً رغبة الرئيس المنتخب دونالد ترامب في وقف إطلاق النار قبل دخوله إلى البيت الأبيض.
من التصريحات الإسرائيلية المتعاقبة يتضح أن إسرائيل تريد الإبقاء على الاحتلال في قطاع غزة في وضع أقرب إلى الوضع في الضفة الغربية، أي احتلال مع حرية عمل تتيح القيام باجتياحات وعمليات قصف واغتيالات متى تشاء السلطات الإسرائيلية. ومن الواضح أن الحكومة الإسرائيلية التي اتخذت قراراً بتصفية كل الذين على علاقة بهجوم السابع من أكتوبر من مقاتلين وقادة عسكريين ومدنيين. أي كل المسؤولين في «حماس» وكل النشطاء والذين تبوؤوا مناصب في الحركة. وهذه عملية لن تنتهي في عدة شهور بل تحتاج لسنوات. ولهذا من الصعب تصور وضع تنهي فيه إسرائيل احتلالها لغزة في غضون السنوات القليلة القادمة.
تصريحات نتنياهو ومواقفه تتعرض لانتقادات شديدة من قبل أهالي المحتجزين في غزة، ومن قِبل قادة المعارضة الذين يتهمون نتنياهو بأنه يحاول تعطيل الصفقة، وأنه لا يريد الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، لأن وقف الحرب يعني أنه سيقدَّم للمحاكمة وسيتعرض لاتهام بالتقصير في الحرب عند تشكيل لجنة تحقيق رسمية، ويطالبون نتنياهو بعقد صفقة حتى لو كان الثمن وقف الحرب، على اعتبار أن الحرب استنفدت أهدافها ولم تعد هناك أهداف واضحة. وأن استمرار الحرب فقط لأسباب شخصية بالنسبة لنتنياهو ولا تعود للدولة وحاجتها للحرب، وفي هذه الفترة تطالب المعارضة بإسقاط نتنياهو.
نتنياهو من جهته يشعر بالعظمة على ضوء التطورات التي حصلت في المنطقة كنتيجة للمغامرة المجنونة التي أقدمت عليها حركة «حماس»، وهو ينسب لنفسه كل هذه التغييرات سواء بتدمير غالبية قدرات حركة «حماس» والضربات الكبيرة التي تعرض لها «حزب الله»، وسقوط نظام بشار الأسد في سورية، وإضعاف وتفتيت محور إيران الذي اصطُلح على تسميته «محور المقاومة». وهو يتمتع الآن بدعم شعبي أفضل من الذي كان له قبل الحرب، وبالتالي لا يبالي بصرخات المعارضة ولا حتى أهالي الأسرى، وما يهمه هو تعزيز علاقته بالرئيس ترامب. وعلى الأغلب علاقته بترامب هي التي ستحدد سلوكه القادم، وهو يراهن على تغير الرأي العام الإسرائيلي مع الوقت.
(الأيام الفلسطينية)