إسطنبول (زمان التركية) – كشفت جلسة اليوم الرابع من “قضية الفتايات المتهمة بالإرهاب” في إسطنبول أن الشرطة قد حققت فيما إذا كانت لطالبة في المدرسة الثانوية تبلغ من العمر 16 عامًا صلات بأحداث الانقلاب في 2016 رغم أنها كانت في الثامنة من عمرها في ذلك الوقت!
‏يواجه 41 متهماً، من بينهم 14 فتاة في المدرسة الثانوية، تهمًا تتعلق بعضوية مزعومة في منظمة إرهابية، وذلك كجزء من حملة قمع استمرت عقداً من الزمن ضد حركة الخدمة
‏وقد اتهم نظام أردوغان هذه الحركة ذات الطابع الديني بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016، رغم أن فتح الله كولن، ملهم الحركة، نفى أي تورط، ودعا لتحقيق دولي للكشف عن المجرمين الحقيقيين المسؤولين عما حدث
‏منذ الانقلاب، نفذت حكومة أردوغان حملة قمع واسعة النطاق، حيث تم التحقيق مع أكثر من 700,000 شخص على خلفية اتهامات متعلقة بالإرهاب، والعديد منهم بتهم ضعيفة الصلة بحركة الخدمة
وقد عُقدت “محاكمة الفتايات” في المحكمة الجنائية العليا الـ24 في إسطنبول، وقد جذبت اهتمامًا واسعًا وانتقادات بسبب تركيزها على الأنشطة اليومية مثل حضور التجمعات الدينية، الذهاب إلى السينما، واستخدام خدمات توصيل الطعام، والتي اعتبرها الادعاء علامات على نشاط إرهابي
خلال الجلسة، أفاد محامو الدفاع بأن العديد من الفتيات انفجرن بالبكاء أثناء الرد على التهم، معربين عن تعرضهن للارتباك والضغط النفسي بسبب الاتهامات
وقالت المحامية خديجة يلديز، التي تمثل تمثل مجموعة من المتهمات، إن الأجواء في قاعة المحكمة كانت متوترة طوال إجراءات المحاكمة.

وأضافت: “بعض الفتيات القاصرات بكين أثناء تقديم الدفاع”
‏وكشفت التقارير الصحفية عن أمور صادمة في إطار القضية، مثل قيام الشرطة بالتحقيق في الأنشطة المالية للمتهمة م.أ.، التي كانت في الخامسة والسادسة من عمرها، حيث تم فحص حسابها في بنك آسيا
وقد أُدين آلاف الأشخاص في تركيا بالإرهاب بسبب أفعال بسيطة، مثل استخدام تطبيق هاتف محمول معروف باسم باي لوك، أو الانتماء إلى نقابة عمالية أو جمعية مرتبطة بحركة الخدمة، أو إرسال أطفالهم إلى مدارس مرتبطة بالحركة
أثارت التحقيقات في م.أ.، التي كانت في الثامنة من عمرها خلال محاولة الانقلاب تساؤلات حول مصداقية التهم الموجهة إليها، حيث تحققت الشرطة فيما إذا كان اسمها قد ظهر في التحقيقات المتعلقة بالإرهاب، أو في شهادات شهود سريين، أو في قوائم الأشخاص المستهدفين في التحقيقات بعد الانقلاب
المحاكمة تثير الجدل لتعاملها مع التفاعلات الاجتماعية العادية كأفعال إجرامية. يُتهم 41 متهماً، بما في ذلك طلاب جامعيون وفتيات في المدرسة الثانوية، بأنهم شاركوا في أنشطة إرهابية، بسبب أنشطة مثل ممارسة الرياضة معاً، والدراسة في سكن طلابي مشترك، والالتقاء في المراكز التجارية وأمثالها
‏تستمر المحاكمة، ومعها تزداد المخاوف بشأن تأثيرها النفسي على المتهمات القاصرات. وقد كان من الواضح التأثير العاطفي طوال اليوم الرابع، حيث جاهدت العديد من القاصرات للحفاظ على رباطة جأشهن
أكد فريق الدفاع على عدم منطقية الاتهامات، وأن الأنشطة العادية التي هي جزء من حياة العديد من الشباب في تركيا لا يمكن اعتبارها دليلاً على الإرهاب

Tags: القضاء التركيانقلاب 2016تركيافتح الله كولن

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: القضاء التركي انقلاب 2016 تركيا

إقرأ أيضاً:

معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه العسكر

في السوربون حيثُ كان يدرس مبتعثًا من الجامعة السورية بسبب تفوقه في كلية الحقوق وكلية الشريعة خلع معروف الدواليبي الجبة والعمامة التي كان يرتديها بصحبة رفيقه الأقرب مصطفى الزرقا، وارتدى البدلة الإفرنجية لكنه لم يخلع أفكاره ومبادئه وتوجهاته ولم يلبس أفكار الاستشراق بل كان دائم المجابهة لأفكار أساتذته المغلوطة عن الإسلام.

ومن شدة مجابهته للمغالطات الاستشراقية التي تثار في المحاضرات استدعته إدارة الجامعة وطالبته بكتابة أطروحته في المواضيع التي يثور فيها نقاش دائم بينه وبين أساتذته، فما كان منه إلا أن تقدم بأطروحة دكتوراه بعنوان "الاجتهاد في الشريعة الإسلامية" يرد فيها على كثيرٍ مما كان يدور من نقاشات بينه وبينهم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"موجز تاريخ الحرب" كما يسطره المؤرخ العسكري غوين دايرlist 2 of 2محاكمة "الاستغراب".. قراءات نقدية متعددة لمشروع حسن حنفي الفكريend of list

وهو يقول عن أطروحته هذه: "فُرض علي الموضوع من قِبل جامعة باريس، بعد أن نقدت الكثير مما جاء في كتبهم الجامعية".

وفي باريس كان الحاج أمين الحسيني مفتي القدس في السجن الفرنسي سببًا في أزمة بين فرنسا من جهة وأميركا وبريطانيا من جهة ثانية إذ كانت أميركا وبريطانيا تطالبان فرنسا بتسليمه لبريطانيا، لكن الدواليبي عمل جاهدًا على منع ذلك واستغل فرصة زيارة الملك المغربي محمد الخامس إلى باريس وتوسط له عن طريق أحد رجال الأعمال المغاربة وأقنعه بأن يطرح قضية تسليم الحسيني مع شارل ديغول، وفعلًا كان ذلك ووعد ديغول الملك المغربي بعدم تسليم الحاج أمين الحسيني.

الدوليبي كان له دور في الإفراج عن مفتي القدس أمين الحسيني (مواقع التواصل)

بل أكثر من ذلك؛ فبعد إخراج الحاج أمين من السجن بأوامر من ديغول أقدمَ الدواليبي على مخاطرة كبيرة إذ قام بتزوير جواز سفر للحاج أمين الحسيني وضع عليه صورته ليقوم بتهريبه من فرنسا إلى إيطاليا ومنها إلى مصر على متن طائرة أميركية.

وبعد أن نال الدواليبي شهادة الدكتوراه من السوربون رجع إلى سوريا ليبدأ مرحلة جديدة من الحياة الزاخرة بالمشاكسات.

حلبي في البرلمان

في عام 1947م انتخب الدواليبي في البرلمان ممثلا لمدينته حلب وبقي محتفظًا بتمثيل حلب في البرلمان من تلك السنة حتى عام 1963م، أي حتى انقلاب البعث على الحكم.

وكان الدواليبي مرشح الإخوان المسلمين رغم أنه لم يكن على ارتباط تنظيمي معهم إلا أن صلته بهم كانت وثيقة واستمرت عقب ذلك.

في 1948 انقسمت الكتلة الوطنية التي ينتمي لها الدواليبي إلى حزبين مناطقيين هما: حزب الشعب في حلب وحزب الوطن في دمشق، وبناء على هذا التقسيم المناطقي كان الدواليبي أحد أعمدة حزب الشعب الحلبي مع رشدي الكخيا الذي خلف سعد الله الجابري في زعامة حلب، وبعد تشكيل حزب الشعب غدا الدواليبي يعمل باسمه وتحت لافتته وبذلك نال دعمًا كبيرًا أوصله إلى رئاسة البرلمان.

في مواجهة الانقلاب العسكري

في الشدائد تظهر معادن الرجال، وفي الانقلابات تظهر أصالة السياسيين ومبدئيتهم.

ومع بدء عصر الانقلابات أثبت الدواليبي معدنًا نادرًا وشراسة كبيرة في مواجهة الاستبداد العسكري.

أطاح حسني الزعيم بالحياة الدستورية بانقلاب عسكري وجمّد الحياة السياسية، واعتقل الرئيس شكري القوتلي، وأعلن حلّ الأحزاب، غير أن الدواليبي عندئذ أفصح عن نفسه وكشف عن شخصيته القيادية الفذة عندما أعلن باسم حزب الشعب رفضه للانقلاب ومجابهته لتعطيل الحياة السياسية.

حسني الزعيم أطاح بالحياة الدستورية في سوريا بانقلاب عسكري على الرئيس شكري القوتلي (مواقع التواصل)

ما هي إلا أشهر قليلة حتى قام سامي الحناوي بانقلابه على حسني الزعيم بعد أن حشد الحزبان "الشعب والوطن" الرأي العام ضد الانقلاب وكان الدواليبي الأكثر تأثيرًا وحضورًا.

أعاد الحناوي الحياة السياسية لسوريا وأجريت انتخابات البرلمان ليفوز الدواليبي عن حلب مرة أخرى بدعم جماعة الإخوان المسلمين في مواجهة البعثيين والشيوعيين، وشكل خالد العظم الحكومة ليكون الدواليبي وزيرًا للاقتصاد، ثم وزيرًا للدفاع فيها.

الشيخ الأحمر

بقي الدواليبي على عهد المشاكسة، ففي عام 1950م شهدت الوزارة أبرز موقف صعد فيه نجم الدواليبي دوليًّا بشكل كبير، وذلك في اجتماع رؤساء الوفود العربية في الدورة 12 للجامعة العربية حين أدلى بتصريح لجريدة المصري الوفدية التي نشرته بخط عريض على صفحتها الأولى وقال فيه:

"أعلن بصفتي الشخصية، لا بوصفي وزيرًا للدفاع، أنه في استمرار الضغط الأميركي على العرب، لجعلهم يسيرون في سياسة لن تنتهي إلا بتهويد بقية أبناء الأمة العربية، فإني أقترح إجراء استفتاء في العالم العربي، ليعرف الملأ ما إذا كان العرب يفضلون ألف مرة أن يصبحوا جمهورية سوفياتية، على أن يكونوا طعمة لليهود".

كان لهذا التصريح دوي كبير في المحافل الغربية وتناقلته الصحافة الأميركية والأوروبية بشكلٍ واسع مع إطلاق وصف "الشيخ الأحمر" على الدواليبي.

من جديد في مواجهة العسكر

في معركة انتخابية شرسة تعكس الصراع بين العسكر والسياسيين فاز الدواليبي برئاسة البرلمان على النائب عبد الباقي نظام الدين مرشح أديب الشيشكلي رئيس الأركان والشخصية العسكرية الأقوى في البلاد بفارق كبير في الأصوات، وأصبح رئيسًا للبرلمان عام 1951م.

كلف الرئيس هاشم الأتاسي معروف الدواليبي بتشكيل الحكومة، فيما رآه الشيشكلي استهدافًا مباشرًا له وللعسكر معه وتحديًا لسلطته وأعلن اعتراضه الصريح على تكليف الدواليبي برئاسة الوزراء.

لم يعبأ الدواليبي بهذا الاعتراض وشكل الوزارة وأعلن تولّيه وزارة الدفاع بنفسه، وفي يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني 1951م وفي اليوم نفسه عقد اجتماع ضم الرئيس هاشم الأتاسي ورئيس الوزراء معروف الدواليبي مع رئيس الأركان أديب الشيشكلي الذي أعلن بشكل صريحٍ رفضه تولّي الدواليبي وزارة الدفاع، وطالب بحلّ الحكومة وتشكيل حكومة جديدة تنسجم مع توجهات الجيش، وانتهى الاجتماع العاصف دون أن يرضخ الأتاسي أو الدواليبي لإملاءات الشيشكلي.

الدواليبي تعرض لتحقيق قاس في سجن المزة وحاولت سلطات الانقلاب بكل ما أوتيت من سطوة أن تنتزع من الدواليبي استقالته من رئاسة الوزراء (مواقع التواصل)

في صباح اليوم التالي 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1951م فاجأ أديب الشيشكلي الجميع بانقلاب عسكري جديد هو الانقلاب الرابع في تاريخ سوريا الحديث والانقلاب الثاني لأديب الشيشكلي، واعتقل رئيس الوزراء معروف الدواليبي وأعضاء الوزارة جميعًا ووضعهم في سجن المزة.

تعرض الدواليبي لتحقيقٍ قاسٍ في سجن المزة، وحاولت سلطات الانقلاب بكل ما أوتيت من سطوة أن تنتزع من الدواليبي استقالته من رئاسة الوزراء، لكنه رفض ذلك وأبى أن يقدم أية وثيقة تدل على رضوخه للانقلاب العسكري أو قبوله به.

ولم تملك سلطات الانقلاب إلا إخراجه بعد بضعة أشهر من السجن إلى الحدود اللبنانية ليغادر البلاد حتى إسقاط انقلاب أديب الشيشكلي عام 1954م والذي كان أول انقلاب يسلم قادته الحكم فيه لسلطة مدنية فيما عُرف بربيع الديمقراطية، وعاد الرئيس هاشم الأتاسي ليكمل فترته الرئاسية، وكلف صبري العسلي بتشكيل الوزارة ليكون معروف الدواليبي وزير الدفاع فيها.

وهكذا تقلب الدواليبي في الوزارات؛ فكان وزير الخارجية في حكومة ما بعد الانفصال وأثبت كفاية كبيرة وقيادة شجاعة لافتة لأنظار الشعوب العربية كلها لما كان يتمتع به من جرأة في الموقف وتبنٍٍّ لقضايا الأمة وتطلعات شعوبها وعلى رأسها قضية فلسطين.

إلى أن وقع الانقلاب البعثي عام 1963م وأيقن الدواليبي أن سوريا دخلت نفقًا مظلمًا طويل الأمد، وأنها غدت مكانًا غير آمن له غادرها لتنتهي حقبةُ الدواليبي في صناعة التاريخ السوري ليستقبلَ حياة سياسية بعيدة عن سوريا، ومنذ عام 2004م يرقد الدواليبي في البقيع في المدينة المنورة عقب 94 سنة كانت تاريخ وطن توّاق للحرية.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

مقالات مشابهة

  • الغرب والموقف من الانقلاب العسكري في الغابون
  • مصرع عشرات المهاجرين بانقلاب قواربهم قبالة اليونان ومدغشقر
  • حوار مع صديقي ال ChatGPT الحلقة (51)
  • مصرع وإصابة 4 أشخاص بانقلاب سيارة في نهر بالديوانية
  • وزير الخارجية التركي: بيئة عدم الصراع في ليبيا التي بدأتها تركيا بدأت تؤتي ثمارها
  • قاضي التحقيق في طنجة يقرر ايداع 6 متهمين السجن على خلفية مقتل تلميذ قاصر
  • العين يستعد للأهلي بذكريات «نسخة 2016»
  • صفع شاب بحفلة.. تغيب الفنان عمرو دياب عن حضور أولى جلسات المحاكمة
  • فريق أنطاليا سبور التركي يطالب لاعبا إسرائيليا بـ400 ألف يورو
  • معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه العسكر