الجامعة العربية: عالم اليوم يشهد تحولات جذرية وتحديات ملحة تمس جوهر بنية النظام الدولي الراهن
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
أكد السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية أن عالم اليوم يشهد وقائع وتحولات جذرية ومعقدة على المستويات الجيو - سياسية والاقتصادية والفكرية والإعلامية والتكنولوجية بما تطرحه من تحديات محلية ملحة ذات امتدادات اقليمية وكونية تمس جوهر بنية النسق الدولي الراهن.
جاء ذلك في كلمة السفير أحمد رشيد خطابي خلال الاجتماع الأول للرابطة العربية الصينية للمؤسسات الفكرية، الذي عقد في شنغهای بجمهورية الصين الشعبية
وقال خطابي إن هذه الرابطة استحدثت كآلية لتعزيز التواصل بين المؤسسات الفكرية والثقافية العربية والصينية تنفيذاً لمقتضيات مذكرة التفاهم الموقعة بين جامعة الدول العربية ووزارة الخارجية بجمهورية الصين بتاريخ 14 يناير 2024 بمقر الجامعة العربية بالقاهرة في سياق التوجهات الهادفة لتقوية علاقات الصداقة والشراكة الاستراتيجية والتعاون الشامل بين الجانبين.
ولفت إلى أن العلاقات المتجذرة، منذ قرون طوال، والتي تظل كتابات الرحالة والجغرافيين العرب والصينيين وعطاءاتهم الفكرية القيمة من أمثال ابن بطوطة و Wang Da Yuan شاهدة على تفاعل ثقافي متفرد عبر طريق الحرير القديم بما كان له من بصمات مؤثرة وإسهام كبير في بناء الحضارة الإنسانية في مختلف مجالات العمران والفكر والمعرفة.
وأضاف خطابي: "واليوم تحدونا إرادة قوية لتطوير وإغناء هذا التلاقح الثقافي وتوظيف هذه الرابطة بما تضمه من مؤسسات فكرية مرموقة وكفاءات علمية رفيعة كقوة دافعة ومعززة للشراكة الاستراتيجية بين جامعة الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية في نطاق منتدى التعاون العربي - الصيني المتعدد الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية".
وتابع قائلا: "نحن نتطلع بكامل الثقة والطموح لجعل هذه الرابطة منصة حقيقية للتواصل بين النخب المثقفة العربية والصينية، وإطارا رحبا لتبادل التصورات والأفكار حول قضايا وانشغالات شعوبنا التواقة إلى التقدم والتطور ومواجهة الرهانات التنموية التي لا يمكن كسبها دون تكريس ثقافة الابتكار والانفتاح والتعامل مع المكون الثقافي كعامل أساسي في التنمية الشاملة".
وذكر أنه في هذا الصدد، بمقدور الرابطة العربية الصينية للمؤسسات الفكرية أن تضطلع بدور محوري في دعم صناع القرار في صياغة سیاسات ثقافية فاعلة ومحفزة للاستثمارات الفكرية المشتركة وطرح مقاربات مستقبلية تسهم في النهوض بالتعاون الثقافي والفكري بارتباط مع أهداف التنمية المستدامة والرؤى التنموية العربية والصينية.
وأشار إلى الدور المنوط بهذه المنصة لإنجاز البحوث والدراسات الأكاديمية وتطوير الحوار بين الثقافات والحضارات، وإبراز ما تتسم به من تنوع وتعددية وإشاعة مبادئ التعايش السلمي والتضامن والاحترام المتبادل في نطاق أحكام وقواعد القانون الدولي.
ووجه خطابي حديثه للمشاركين في الاجتماع قائلا: "أنتم تحملون رسالة نبيلة موجهة نحو إقامة جسور التواصل والمعرفة على طريق تنمية الروابط التاريخية بين العالم العربي والصين وتحقيق المنافع المشتركة وفتح فضاءات للنقاش والمشاريع الثقافية، وتقوية قنوات الحوار التي تسمح بتبادل معمق وبناء للخبرات والتجارب الفكرية".
ونوه إلى أن الاجتماع الأول للرابطة العربية الصينية للمؤسسات الفكرية يعد بداية مشوار طويل ومشرق نحو توطيد علاقاتنا الثقافية بروح من التعاون والسعي إلى تقديم إسهامات قيمة تعود بالنفع المتبادل مشيدا ببرامج المبادلات في الحقل الثقافي واللغوي بما في ذلك على الخصوص من خلال معاهد " كونفوشيوس " واستحداث أقسام اللغة الصينية في الجامعات والمعاهد العربية، فضلا عن تكثيف إيفاد البعثات الطلابية الجامعية من الجانبين.
وأكد أن الجامعة العربية التي كانت سباقة للانخراط في مبادرة "الحزام والطريق" والتي تجسدت بإنجاز مشاريع بنيوية ووحدات منتجة وتنموية وارتفاع لقيمة المبادلات التجارية التي بلغت نحو 400 مليار دولار عام 2023 بعدما لم تكن تتجاوز 36.4 مليار دولار في 2004 تؤكد الحاجة لأهمية مواصلة الجهود للارتقاء بالبعد الثقافي لهذه المبادرة الاستراتيجية في الدفع بالجهود التنموية والإسهام في توطيد الاستقرار والأمن في منطقتينا والعالم.
وثمن اختيار الموضوع الثالث الذي ستناقشه الرابطة والمتعلق بالدفع بوقف إطلاق النار في غزة وتحقيق الحل الشامل والعادل والدائم للقضية الفلسطينية"، بما يمكن من إلقاء الضوء على مشروعية هذه القضية.. مشيدا بالمواقف الداعمة والثابتة لجمهورية الصين الشعبية للشعب الفلسطيني من أجل تجسيد دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية ورؤية حل الدولتين في إطار شرق أوسط آمن ومستقر.
وجدد إدانة جامعة الدول العربية التصعيد الإسرائيلي المتصاعد على لبنان الذي يهدد بتفجير الوضع الإقليمي. وإذ نؤكد التضامن الكامل مع لبنان فإن المجتمع الدولي مطالب بضرورة التحرك الفوري لوقف هذا العدوان.
واستطرد خطابي أنه "بانعقاد هذا الاجتماع تنطلق مسيرتنا الواعدة نحو بناء مستقبل جماعي يعكس الارادة المتجددة في توظيف القيم الثقافية لكل من الحضارتين العربية والصينية والعمل سويا نحو إثراء مكونات شراكتنا النموذجية مستلهمين المكاسب والفرص التي تتيحها والتي تميزت في سنة 2022 بانعقاد اول قمة عربية - صينية بالرياض وانعقاد الدورة الوزارية العاشرة لمنتدى التعاون ببكين بحضور كل من الرئيس الصيني شي جين بينغ وعدد من القادة العرب وذلك بالتزامن مع إحياء الذكرى 20 لتأسيس المنتدى".
وأعرب عن التطلع الى إضفاء مزيد من الديناميكية والعمل الهادف للسير قدما بشراكتنا الاستراتيجية والتضامن المتبادل إزاء قضايانا الأساسية في نطاق احترام سيادة ووحدة الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خطابي الجامعة العربية الوفد أبو الغيط العربیة والصینیة الدول العربیة
إقرأ أيضاً:
معرض الكويت الدولي للكتاب يدق الأبواب
كتب: وليد السبيعي
معرض الكتاب الدولي، هو احتفال سنوي لعشاق القراءة حول العالم، يحمل في طياته ما يحمله العيد من شوق ولهفة، ويرتبط بأجواء الفرح والبهجة للقُراء، ترافقه طقوس وشعائر خاصة تضفي عليه طابعًا مميزًا، ليتركك في النهاية، وكما تفعل الأعياد غالبًا، بجيب فارغ.
تُعد معارض الكتاب من أقدم التقاليد الثقافية في العالم، حيث بدأت مع أسواق الكتب في العصور الوسطى التي كانت تجمع القُرّاء والتجار والمثقفين لتبادل الأفكار، لكن المعارض الحديثة شهدت انطلاقتها الحقيقية مع اختراع الطباعة في القرن الخامس عشر، وكان معرض فرانكفورت للكتاب أحد أوائل وأهم هذه المعارض، ليصبح لاحقًا منصة عالمية للأدب والنشر، كانت معارض الكتب منذ نشأتها ولا تزال مراكز للتبادل الثقافي، ومناسبات للقاء الكتاب، الناشرين، والقراء، بالإضافة إلى فعاليات ثقافية تُثري النقاش الفكري وتفتح نوافذ إلى عوالم جديدة من الإبداع والمعرفة.
بالنسبة للعالم العربي بشكل عام والخليج العربي على وجه التحديد يحتل معرض الكويت الدولي للكتاب مكانة بارزة كواحد من أقدم وأهم معارض الكتب في منطقة الخليج العربي، فقد تأسس المعرض عام 1975، ليكون حدثًا ثقافيًا سنويًا يجمع القراء، الناشرين، والمثقفين من مختلف أنحاء العالم، يقدّم المعرض فرصة مميزة لاستكشاف تنوع الأدب العربي والعالمي، ويتيح للزوار الاستمتاع في فعاليات أدبية وثقافية غنية من ندوات وورش عمل وحلقات نقاشية، يعتبر معرض الكتاب احتفاء ثقافي يعكس الدور الرائد للكويت في ربط الثقافات وتعزيز الفكر والإبداع.
مع اقتراب موعد معرض الكويت الدولي للكاتب والذي يصادف تاريخ 20-10-2024، يُتاح للقراء فرصة لاستكشاف أعمال أدبية عالمية تركت بصمة خالدة في تاريخ الأدب واليكم بعض أهم العناوين:
1. “1984” – جورج أورويل رواية تصوّر عالمًا محكومًا بالرقابة والاستبداد، حيث يعيش ونستون سميث في ظل “الأخ الأكبر”. تُحذر من مخاطر السلطة المطلقة بأسلوب سردي يجذب الأجيال 2.“البؤساء” – فيكتور هوغو من خلال قصة جان فالجان ونضاله من أجل العدالة، تعكس الرواية قوة الإيمان بالخلاص والأمل رغم الظلم الذي يحيط بالبشرية في فرنسا القرن التاسع عشر 3.“مئة عام من العزلة” – غابرييل غارسيا ماركيز تحفة أدبية تسرد حكاية عائلة بوينديا في بلدة ماكوندو، حيث يمتزج الواقع بالسحر في سرد ملحمي عن الحياة والقدر 4.“الجريمة والعقاب” – فيودور دوستويفسكي رحلة نفسية تأخذنا في عالم الطالب راسكولنيكوف الذي يعاني من صراع بين الجريمة وتبعاتها الأخلاقية والنفسية، في ملحمة عن التعقيدات الإنسانية 5.“الأمير الصغير” – أنطوان دو سانت-أكزوبيري قصة تأملية عن الحب والإنسانية، تُروى عبر مغامرات أمير صغير يجوب الكواكب ويطرح أسئلة عميقة من منظور طفولي بريء 6.“مدام بوفاري” – غوستاف فلوبير تروي حياة إيما بوفاري في صراع مع قيود الحياة الزوجية والمجتمع، مُصورة ببراعة الرغبة في التحرر والتحدي 7.“دون كيخوته” – ميغيل دي ثيربانتس تسخر الرواية من السعي لتحقيق المُثل العليا، حيث يجوب دون كيخوته العالم كفارس يبحث عن مغامرات في واقع يملؤه السخرية 8.“لوليتا” – فلاديمير نابوكوف تتناول العلاقة المعقدة بين بروفيسور همبرت ولوليتا، في معالجة جريئة لموضوعات الحب والهوس عبر لغة نابوكوف البديعة 9.“الغريب” – ألبير كامو قصة مِرسو، الذي يعيش في عالم لا يكترث به، تأخذ القارئ في رحلة تأملية حول الوجود والعبثية في حياة الإنسان 10.“كافكا على الشاطئ” – هاروكي موراكامي رواية معقدة تجمع بين الواقع والغرابة في حكايات متعددة، تقدم رحلة فلسفية مليئة بالغموض والخيالختامًا، تتجلى أهمية معرض الكتاب كعيد ثقافي يحتفي بالكلمة والكتاب، حيث تُفتح أبواب الأدب على مصراعيها لتغذي الروح والعقل.