لجريدة عمان:
2025-03-18@03:20:49 GMT

قروض الزواج كابوس يهدد الاستقرار

تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT

قروض الزواج كابوس يهدد الاستقرار

في عالم يتسم بتزايد تكاليف المعيشة، أصبحت مسألة الزواج تحديًا حقيقيًا للشباب، فبينما يحمل الزواج في طياته الوعود بالسعادة والاستقرار، يواجه المقبلون عليه ضغوطًا مالية متزايدة قد تؤثر على حياتهم الزوجية في المستقبل نتيجة قروض تغطية تكاليف الزفاف، والترف الاجتماعي الذي يشكل ثقافة التبذير التي قد تعرقل الطريق نحو حياة أسرية مستقرة.

وفي هذا السياق، يعد موضوع القروض وثقافة التبذير من القضايا بالغة الأهمية للمقبلين على الزواج، فالتعامل الخاطئ مع هذه الأمور يفرض تحديات كبيرة على الشريكين وقد يؤدي إلى آثار سلبية تؤثر في استقرار علاقتهما الزوجية.

آراء

يرى أحمد العبري، متزوج حديثًا، أن المشكلة لا تقتصر على متطلبات أهل الزوجة فقط، بل تشمل متطلبات أهل الزوج، ويقترح ضرورة فرض قوانين لتنظيم تكاليف الزواج وأهمية وجود حلول فكرية للنساء فيما يتعلق بالنفقات والتكاليف.

وقال أحمد الهنائي، أحد الشباب المقبلين على الزواج: يواجه الراغبون في الزواج العديد من المشكلات، حيث زادت حالات انفصال الأزواج نتيجة الأزمات التي أثرت على الاقتصاد، مشيرًا إلى أن هناك حلولا عديدة، أبرزها دعم الحكومة والقطاع الخاص من خلال المبادرات التي تخفف من تكاليف الزواج.

وتعتقد كوثر العبرية، أن عزوف الشباب عن الزواج يعود إلى النظرة الخاطئة للزواج وأهدافه، بالإضافة إلى التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى ضرورة تحسين الظروف المعيشية، مثل زيادة في الرواتب وتقديم منح مالية للباحثين عن عمل وفي نفس السياق تقترح ريم الحبسية أن تحدد الحكومة مبلغًا معيّنًا للمهر، وتنظر مزون الخروصية إلى ضرورة مراقبة الأسعار من قبل حماية المستهلك لمنع الاستغلال من قبل شركات تنظيم الأعراس والمصورات والمحنيّات والصالونات.

آثار سلبية

أشار عبدالله الهاشمي، أخصائي تربوي وأسري، فيما يخص تأثير القروض على العلاقات الأسرية، إلى أن اللجوء إلى القروض من أجل الزواج قد يحمل آثارًا سلبية على العلاقات الأسرية، فعندما يتحمل الفرد ديونًا كبيرة على عاتقه يصبح من الصعب عليه التخلص منها، مما يؤثر على استقراره النفسي والعاطفي بعد الزواج، مشيرًا إلى أن الضغوط المالية المرتبطة بالزواج تؤدي إلى الشعور بالإرهاق النفسي، حيث يُمكن أن تسبب الديون الاكتئاب والعزلة الاجتماعية، مما يؤثر سلبًا على حياته، داعيًا إلى تهيئة الشباب قبل الزواج، من خلال تقديم النصائح حول التوفير وعدم الانجذاب إلى الرفاهية المفرطة، ويجب أن يتعلم الشباب كيفية إدارة مواردهم المالية بشكل فعّال.

وينصح الهاشمي الأزواج الجدد بضرورة الادخار وتقسيم المصدر المالي "الراتب" بشكل منظم، مما يساعدهم على تلبية متطلبات الزواج دون الحاجة إلى القروض، ويجب تغيير بعض العادات الاجتماعية، مثل تقليل الولائم وتخفيف المهور؛ لتخفيف الأعباء المالية عن الأزواج الجدد. وأخيرًا يرى الهاشمي ضرورة وجود برامج توعوية حول التخطيط المالي للزواج؛ لمساعدة الشباب على الاستعداد بشكل أفضل لهذه المرحلة، وينصح الأسر بتقليل المطالب المالية عند الإقدام على الزواج، من خلال مراعاة الشباب ومساعدتهم في تحقيق حياة أسرية مستقرة.

أسباب العزوف

يرى المحامي أحمد الشكيلي أن غلاء المهور وتكاليف الزواج المبالغ فيها وعدم القدرة على تحمل المسؤولية، هي أحد الأسباب الرئيسة للعزوف عن الزواج. مضيفًا أن عملية تأخر فرص التوظيف تعتبر قضية وأحد أكبر الأسباب بعد الغلاء، حيث إن عدم توفر فرص العمل وتأخرها يعيق الشباب لبناء أسرة، إضافة إلى ذلك الخوف من الفشل وتحمل المسؤولية ومشاكل الطلاق. كما أن التسريح من العمل يثقل كاهل الزوجين ويجعلهما أما حياة مليئة بالتعاسة والعناء.

وأكد أن اللجوء إلى القروض من أجل الزواج يُشكل عبئًا كبيرًا على الأفراد، فعندما يلجأ الشخص إلى أخذ قرض فإنه يقيّد نفسه بديْن قد يستمر لفترة طويلة، مما يؤثر سلبًا على حياته الزوجية والعائلية، وهذه الديون يمكن أن تؤدي إلى ضغوط نفسية متزايدة، مما يجعل من الصعب على الزوجين تحقيق الاستقرار والهدوء في حياتهم.

المشاكل الصحية

ويشير الشكيلي إلى أن الضغوط المالية المرتبطة بالزواج تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية للشباب؛ فالأعباء المالية مثل الديون والمصاريف المرتفعة يمكن أن تؤدي إلى شعور بالإرهاق والعزلة، مما يزيد من خطر الاكتئاب ومشاكل الصحة النفسية الأخرى، ففي كثير من الأحيان يجد الأزواج أنفسهم تحت ضغط كبير، مما ينعكس سلبًا على علاقاتهم، داعيًا إلى التوعية القانونية والأسرية في المدارس والجامعات، حيث إن هذه المؤسسات التعليمية تعتبر السلم الأول في حياة الفرد، حيث يجب أن يتلقى الشباب المعلومات الضرورية حول حقوقهم وواجباتهم المتعلقة بتكاليف الزواج، إذا كان التأسيس التعليمي صحيحًا، فإن ذلك سيساعد على بناء جيل واعٍ قادر على اتخاذ قرارات مستنيرة في المستقبل.

حلول

وشدد المحامي على ضرورة وضع قوانين واضحة تحدد سقفًا معينًا وحدًا أدنى للمهور بالإضافة إلى بنود واضحة تحدد وتنظم مسألة تكاليف الأفراح مثل بعض الدول التي طبقت ذلك، فبعض الدول قد منعت الوجبات الرئيسية واكتفت بتقديم وجبات خفيفة ومشروبات معينة، حيث وضحت المادة (4) من قانون الأحوال الشخصية على أن الزواج عقد شرعي بين رجل وامرأة غايته الإحصان وإنشاء أسرة مستقرة برعاية الزوج على أسس تكفل لهما تحمل أعبائها بمودة ورحمة ولا يوجد خلاف في ذلك، مبينًا أن وجود حلول يمكنها الحد من الأعباء المالية، مثل إنشاء وتوفير صناديق دعم لتسهيل الزواج، إضافة إلى توفير قروض تحت مسمى قرض زاوج بدون فوائد لجميع فئات المجتمع.

وينصح الأزواج الجدد بالتفاوض بشفافية مع عائلاتهم بشأن التكاليف المرتبطة بالزواج، ويجب على الزوج أن يوضح وضعه المالي بشكل صريح وأن يشرح لعائلة الزوجة أن التكاليف المرتفعة قد تشكل عقبة في تحقيق الأهداف المستقبلية، وأن التفاخر والمبالغة في متطلبات الزواج ليس له قيمة حقيقية، بل يمكن أن يؤدي إلى مشكلات مستقبلية.

يُشير المحامي إلى أن هناك دولًا تتبع عادات بسيطة في تكلفة المهر وتكاليف الزواج بالمجمل، مما يساعد على تخفيف الأعباء المالية، حيث إنه في بعض هذه الدول يتم تقسيم التكاليف بين الزوجين، مما يسهم في تقليل الضغط المالي على الطرفين، معتبرًا أن هذه النماذج يمكن أن تُحتذى بها في مجتمعاتنا لتخفيف الضغط المالي.

ويُوصي المحامي الأزواج الجدد بضرورة فتح نقاش حول كيفية إدارة الأمور المالية قبل الزواج، حيث يجب مناقشة ما إذا كانوا سيتعاملون بحسابات منفصلة أو سيتشاركون في الأمور المالية، معبرًا أن الصدق والشفافية هما المفتاح لتجنب الخلافات المالية في المستقبل.

ويرى الشكيلي أن على المجتمع دورًا أساسيًا في دعم الشباب الراغبين في الزواج، ولا يجب أن يقتصر الأمر على الحكومة أو جهة معينة، بل يجب على الأفراد أن يسعوا إلى توفير الدعم والمساعدة لبعضهم البعض، ويشجع المحامي الأفراد على العمل في التجارة الخاصة بهم وعدم الاعتماد فقط على الوظائف، حيث إن العمل في التجارة قد يكون أكثر فائدة ويساعد في بناء مستقبل أفضل.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: تکالیف الزواج یمکن أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

طيران اليمن المسير .. كابوس مرعب يقض مضاجع بني صهيون

تقرير .. هاني أحمد علي: تحول الطيران اليمني المسير إلى كابوساً مرعباً يورق الكيان الصهيوني ويقض مضاجع المستوطنين الصهاينة في يافا “تل أبيب” ويسرق النوم من أعينهم.

وعبر الاحتلال الاسرائيلي مجدداً عن مخاوفه بشكل علني وصريح على صحيفة “معاريف” العبرية، وذلك بشأن امتلاك القوات المسلحة اليمنية تقنية متطورة تجعل طائراتها المسيرة قادرة على التخفي وقطع مسافات أطول، هي أنباء مقلقة لإسرائيل، في ظل اعلان السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، استئناف العمليات اليمنية رداً على منع دخول المساعدات إلى غزة.

وتحت عنوان “تقرير مقلق لإسرائيل .. طائرات الحوثي المسيّرة ستكون أكثر فتكاً بكثير”، تناولت الصحيفة العبرية ما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، الخميس، حول توصل باحثين في مجال الأسلحة إلى نتائج تفيد بأن القوات المسلحة اليمنية قد تمكنت من الحصول على تقنيات متطورة تجعل طائراتها المسيرة أكثر قدرة على التخفي وقطع مسافات أطول، وهو ما يمنحها عنصر مفاجأة ضد القوات الأمريكية والإسرائيلية.

وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير أن الأدلة التي فحصها باحثون في مجال الأسلحة تُظهر أن اليمنيين ربما اكتسبوا تقنيات جديدة تُصعّب اكتشاف الطائرات المسيّرة، وتُساعدها على التحليق لمسافات أبعد.

ووفقاً للتقرير فإن هذه التقنيات تشمل خلايا وقود الهيدروجين، التي تنتج الكهرباء من خلال تفاعل الأكسجين في الهواء مع الهيدروجين المضغوط عبر سلسلة من الصفائح المعدنية المشحونة، وتُطلق بخار الماء، لكنها تُصدر حرارةً أو ضوضاء قليلة.

وأشار إلى أن الطائرات اليمنية المسيرة، التي تعمل بالطرق التقليدية، كمحركات حرق الغاز أو بطاريات الليثيوم، تستطيع أن تقطع مسافة 750 ميلاً تقريباً، لكن خلايا وقود الهيدروجين ستمكنها من قطع ثلاثة أضعاف هذه المسافة، مما يجعل اكتشافها بواسطة أجهزة الاستشعار الصوتية والأشعة تحت الحمراء أكثر صعوبة.

ونقل التقرير عن تيمور خان، المحقق في مركز أبحاث التسلح في الصراعات، وهي مجموعة بريطانية تحدد وتتتبع الأسلحة والذخيرة المستخدمة في الحروب في جميع أنحاء العالم قوله: إن ذلك قد يمنح اليمنيين عنصر المفاجأة ضد القوات العسكرية الأمريكية أو الإسرائيلية إذا استأنفوا المواجهات معها.

وبحسب التقرير فإن الطاقة الكهربائية المعتمدة على الهيدروجين باستخدام خلايا الوقود تعود لعقود، وقد استخدمتها (ناسا) خلال مهمات أبولو، وظهر استخدامها لتشغيل الطائرات العسكرية بدون طيار في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين خلال الحروب الأمريكية في العراق وأفغانستان”.

ونقل التقرير عن “أندي كيلي” من شركة “إنتيليجنت إنرجي” البريطانية التي تُصنّع خلايا وقود الهيدروجين المستخدمة في الطائرات بدون طيار، والتي تبيعها الآن العديد من الشركات الأمريكية لوزارة الدفاع، قوله إنه “في السنوات التي تلت ذلك، ازداد استخدام طاقة الهيدروجين في الطائرات العسكرية بدون طيار، وقد جعلتها قدرتها على توسيع مدى الطائرات جذابة للاستخدامات التجارية، مثل فحص خطوط الأنابيب وخطوط الكهرباء ومزارع الرياح البحرية، مبيناً أنه كلما طالت مدة بقائها في الجو، زادت قدرتها على جمع البيانات، إنها أساسية للاستطلاع بعيد المدى.

ولفت إلى أن أنظمة الهيدروجين قادرة على تخزين طاقة أكبر بثلاث مرات من بطاريات الليثيوم ذات الوزن المماثل، مما يسمح لمشغل الطائرة بدون طيار بحمل المزيد من الوزن لمسافة أطول، مؤكداً أن خلايا الوقود تنتج أيضاً اهتزازات قليلة لتحريك كاميرات المراقبة وأجهزة الاستشعار الأخرى على طائرة بدون طيار للمراقبة، مضيفاً أنه يمكن إعادة استخدامها مرات عديدة أكثر من البطاريات القابلة لإعادة الشحن المستخدمة عادة لدفع الطائرات بدون طيار.

مقالات مشابهة

  • وزارة الشباب والرياضة لـ«الأسبوع»: لم نصدر أمر بتشكيل لجنة لمراجعة الأمور المالية لاتحاد الكرة
  • ديون قروض القطاع الخاص في تركيا تسجل 177 مليار دولار
  • جدل حول قروض الطاقة الشمسية.. واتهامات للبنك المركزي بعدم الوفاء بالوعود
  • جدل حول قروض الطاقة الشمسية.. واتهامات للبنك المركزي بعدم الوفاء بالوعود - عاجل
  • وكيل وزارة الشباب والرياضة بشمال سيناء يعقد اجتماعا مع مديري الإدارات
  • «غواصة صينية».. كابوس نووي في واشنطن
  • الغواصة الصينية طراز 096 كابوس نووي لأمريكا
  • على مشتري العقارات الاستعجال! هذه الأسعار لن تدوم لعام كامل
  • أزمة معيشية خانقة.. رمضان يتحول إلى كابوس للمواطنين في المناطق اليمنية المحررة
  • طيران اليمن المسير .. كابوس مرعب يقض مضاجع بني صهيون