جلسة حاسمة بالبرلمان التونسي لتعديل قانون انتخابات جدلي
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
بدأ البرلمان التونسي، اليوم الجمعة، جلسة استثنائية مخصصة لمناقشة والتصويت على تعديل مثير للجدل لقانون الانتخابات، الذي سيتم على أساسه إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة بعد أيام، في الوقت الذي عبّرت فيه جبهة الخلاص الوطني المعارضة عن رفضها للتصويت.
وتتزامن جلسة البرلمان هذه مع احتجاجات نظمها عشرات الناشطين بالقرب من مقر البرلمان، رفضا لهذه التعديلات التي يناقشها النواب.
وافتتح رئيس مجلس نواب الشعب إبراهيم بودربالة الجلسة الاستثنائية المخصصة لمناقشة مشروع تعديل قانون الانتخابات، والتي من المقرر أن تنتهي بالتصويت عليه من قبل النواب، إما بالمصادقة أو الرفض.
وكان 34 نائبا من بين إجمالي عدد نواب البرلمان البالغ 154 تقدموا مؤخرا بمشروع تعديل للقانون، يهدف إلى تكليف محكمة الاستئناف، بدلا من المحكمة الإدارية، بمراقبة العملية الانتخابية، والنظر في النزاعات والطعون المتعلقة بها.
وأوضح مقدمو مشروع التعديل أن أحد أسبابه هو الخلاف القائم بين المحكمة الإدارية والهيئة العليا المستقلة للانتخابات، بعد رفض الهيئة قبول حكم للمحكمة الإدارية بإعادة 3 مرشحين للانتخابات الرئاسية لأسباب وصفتها بـ"الإجرائية".
ومع ذلك، لم تُقنع هذه المبررات أحزاب بالمعارضة ومنظمات حقوقية، والتي اعتبرت أن الهدف الحقيقي من التعديل هو "تزييف الإرادة الشعبية".
معارضة بالتزامنوتزامن افتتاح الجلسة الاستثنائية للبرلمان اليوم مع تظاهرة نظمها عشرات الناشطين أمام مجمع "مونبري باردو" التجاري بالقرب من مقر البرلمان، استجابة لدعوة من "الشبكة التونسية للحقوق والحريات"، وهو ائتلاف يضم جمعيات حقوقية وأحزابا ليبرالية ويسارية.
ورفع المتظاهرون لافتات تحمل شعارات مثل: "لا خوف ولا رعب.. الشارع ملك الشعب"، و"هايلة (رائعة) البلاد.. قمع واستبداد"، و"حريات حريات.. دولة البوليس وفات (أي انتهت)".
في الوقت ذاته، شهد محيط البرلمان إجراءات أمنية مشددة، حيث أغلقت جميع المنافذ والشوارع المؤدية إليه، وفقا لمراسل وكالة الأناضول.
وينص الفصل 46 من مشروع التعديل على أنه "يتم الطعن في قرارات هيئة الانتخابات من قبل المترشحين المقبولين من الهيئة أمام محكمة الاستئناف بتونس، وذلك في أجل أقصاه 48 ساعة من تاريخ التعليق أو الإعلام".
أما الفصل 47، فينص على أن "يتم الطعن في القرارات الصادرة عن محكمة الاستئناف من قبل المترشحين المشمولين بتلك القرارات أو من قبل الهيئة أمام محكمة التعقيب في أجل 48 ساعة من تاريخ الإعلام بها".
الاختصاصاتووفق الاختصاصات الراهنة، ينظر القضاء الإداري في الخلافات بين المواطنين ومؤسسات الدولة عبر جلسة يجتمع فيها 27 من القضاة، بينما تنظر محكمة الاستئناف في النزاعات القائمة بين المواطنين في جلسة مكونة من 3 قضاة.
وفي 2 سبتمبر/أيلول الجاري أعلنت هيئة الانتخابات أن القائمة النهائية للمرشحين تقتصر على 3 فقط (من أصل 17) هم: الرئيس قيس سعيّد، وأمين عام حركة "عازمون" العياشي زمال (معارض) وأمين عام حركة الشعب زهير المغزاوي (مؤيد لسعيد).
بينما رفضت الهيئة قبول 3 مرشحين (معارضين) رغم أن المحكمة الإدارية قضت بأحقيتهم بخوض الانتخابات بدعوى "عدم إبلاغها بالحكم خلال المهلة المحددة قانونا".
وهؤلاء الثلاثة هم أمين عام حزب العمل والإنجاز عبد اللطيف المكي، والمنذر الزنايدي، وزير سابق بعهد الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، وعماد الدايمي، مدير ديوان الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي.
وانطلقت حملة الدعاية الانتخابية في 14 سبتمبر/أيلول، وتستمر حتى 4 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، قبل يومين من موعد الانتخابات المقررة في 6 من الشهر ذاته.
جبهة الخلاص تعترض
من جهة ثانية، عبّرت جبهة الخلاص الوطني المعارضة، اليوم الجمعة، عن رفضها تصويت مجلس نواب الشعب (البرلمان) على تعديل القانون الانتخابي، معتبرة أنه "أمر غير مسبوق في تاريخ تونس".
وقال رئيس الجبهة سمير ديلو، خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة تونس إن ما يحصل في البرلمان استقواء أحد المتقاضين بالمؤسسة التشريعية للفوز بمآل القضية.
وفي أبريل/نيسان الماضي، أعلنت جبهة الخلاص الوطني، أكبر ائتلاف للمعارضة في البلاد، اعتزامها عدم المشاركة في الانتخابات؛ بداعي "غياب شروط التنافس".
بينما تقول السلطات إن الانتخابات تتوفر لها ظروف النزاهة والشفافية والتنافس العادل.
وتشهد تونس أزمة واستقطابا سياسيا حادا منذ أن بدأ سعيد، في 25 يوليو/تموز 2021، فرض إجراءات استثنائية تضمنت حلّ مجلسي القضاء والبرلمان، وإصدار تشريعات بأوامر رئاسية، وإقرار دستور جديد عبر استفتاء شعبي، وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة.
وتعتبر قوى تونسية هذه الإجراءات "انقلابا على دستور الثورة (دستور 2014) وتكريسا لحكم فردي مطلق"، بينما تراها قوى أخرى مؤيدة لسعيد "تصحيحا لمسار ثورة 2011″، التي أطاحت بالرئيس بن علي (1987ـ 2011).
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات محکمة الاستئناف جبهة الخلاص من قبل
إقرأ أيضاً:
بين التدخل الروسي والتزوير.. مولدوفا تواجه جولة إعادة حاسمة في الانتخابات الرئاسية
تتعرض الديمقراطية في مولدوفا لتهديدات متزايدة مع اقتراب جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، في ظل تصاعد الدعاية الروسية وحملات التضليل الإعلامي. ويصف المؤرخ والسياسي أوكتافيان تيكو انهيار الاتحاد السوفيتي بأنه لحظة مفصلية، قائلاً: "لو كنت لا أزال في الاتحاد السوفيتي، لما أتيح لي تحقيق هذا".
اعلانومع ذلك، بعد أكثر من 30 عامًا من الاستقلال، تجد مولدوفا نفسها عالقة في صراع جيوسياسي بين موسكو والغرب، حيث تسعى الجمهورية السوفيتية السابقة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وقال تيكو إن "الدعاية الروسية هي واقع دام 30 عامًا من الاستقلال".
في استفتاء وطني أُجري في 20 أكتوبر، صوت المولدوفيون بأغلبية ضئيلة لصالح تأمين مسار نحو عضوية الاتحاد الأوروبي، لكن نتيجة الاستفتاء شابتها اتهامات بوجود خطة لشراء الأصوات مدعومة من موسكو. حصلت الرئيسة الحالية، مايا ساندو، على 42% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية لكنها لم تحقق أغلبية مطلقة، مما يجعلها تواجه ألكسندر ستويانوغلو، المدعي العام السابق المؤيد لروسيا، في جولة الإعادة يوم الأحد.
Relatedمولدوفا وسيناريو أوكرانيا في حرب بوتين.. عشرات الآلاف يخرجون طلبا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبيمولدوفا تُصوت لصالح الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وتتهم روسيا بمحاولة تقويض العمليةمولدوفا تصوّت على مستقبلها: استفتاء حاسم حول الانضمام للاتحاد الأوروبي وانتخاب رئيس جديدمولدوفا: بلد صغير يتسم بشغف كبير تجاه صناعة النبيذتشير استطلاعات الرأي إلى سباق متقارب قد يميل نحو فوز ضيق لساندو، وهو ما يعتمد على دعم الجاليات المولدوفية الكبيرة. تحمل الرئاسة سلطات كبيرة في مجالات السياسة الخارجية والأمن القومي، مما يزيد من أهمية الانتخابات المقبلة.
في أعقاب استفتاء أكتوبر، اتهمت السلطات المولدوفية إيلان شور، الأوليغارشي المنفي الذي يعيش في روسيا، بتنظيم خطة لشراء الأصوات من خلال بنك روسي خاضع لعقوبات دولية. وأضاف تيكو بأنه "من الواضح أن الأصوات لن تكون عادلة أو ديمقراطية"، مضيفًا أن الفساد الانتخابي يعيق العملية الديمقراطية في البلاد.
في الوقت نفسه، تُظهر الأحداث الأخيرة في غاغاوزيا، وهي منطقة ذاتية الحكم، توترًا متزايدًا حيث تم اعتقال طبيب بتهمة إجبار نزلاء دار رعاية على التصويت لصالح مرشح لم يختاروه. ومن جهة أخرى، تعتزم السلطات لمكافحة الفساد مداهمة مكاتب الأحزاب السياسية المشتبه فيها، مما يشير إلى أزمة سياسية متنامية.
تسعى مولدوفا للتقدم نحو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وقد حصلت على حالة مرشح في يونيو 2022، لكن هذا التوجه أغضب موسكو وأفسد العلاقات مع كيشيناو. تتهم الحكومة المولدوفية روسيا بشن "حرب هجينة" تتضمن حملات دعائية للاحتجاج على الانتخابات، فيما تنفي روسيا أي تدخل.
يُظهر الوضع السياسي الحالي في مولدوفا تحديًا كبيرًا للسلطات، حيث يحذر الخبراء من أن الانتخابات البرلمانية المقبلة قد تشهد المزيد من الفوضى السياسية. في صالة الملاكمة، أشار تيكو إلى أهمية التصدي للتدخل الخارجي، محذرًا من أن مستقبل البلاد في خطر إذا لم يتم اتخاذ خطوات جادة للحفاظ على الديمقراطية.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية فيديو: احتجاجات موالية لروسيا في مولدوفا تثير مخاوف لدى الغرب مخاوف من تفجر الأوضاع في مولدوفا جارة أوكرانيا الحرب في أوكرانيا | مديرة الاستخبارات الأميركية تقول إن بوتين يريد الوصول إلى مولدوفا نتائج الانتخابات استفتاء مولدوفا روسيا الاتحاد الأوروبي تضليل ـ تضليل إعلامي اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. حرب غزة: عشرات القتلى بقصف شمال ووسط القطاع وحزب الله يستهدف حيفا وإسرائيل تغتال قائدين في صور يعرض الآن Next عاجل. انتخاب كيمي بادينوك كزعيمة جديدة لحزب المحافظين خلفاً لريشي سوناك يعرض الآن Next ما هي أكثر اللحظات إثارة وغرابة في انتخابات 2024 الأمريكية؟ يعرض الآن Next 19 إصابة جراء سقوط صاروخ على بلدة عربية وسط إسرائيل وشكوى من التهميش ونقص الملاجئ يعرض الآن Next فالنسيا تحت الماء.. صور الأقمار الصناعية تُظهر حجم الكارثة الطبيعية اعلانالاكثر قراءة وزير الخارجية الروسي: المعاهدة "الشاملة" مع إيران ستشمل الدفاع هل دولتك من بينها؟.. الصين تضيف 9 دول لتسهيل العبور بدون تأشيرة بعد وفاته بعام.. 400 سيدة يدعين أنهن ضحايا اعتداء جنسي من رجل الأعمال المصري محمد الفايد 392 يوما من الحرب: شمال غزة بين مخالب الموت والمجاعة والأوبئة ولا حل في لبنان قبل انتخابات أمريكا بايدن: أدليت بصوتي مبكرًا وهذه الانتخابات هي الأكثر أهمية في حياتنا اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامبفيضانات - سيولإسبانياإسرائيلضحاياقصفجو بايدنإيرانالحرب في أوكرانيا كامالا هاريسالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024