الأمير الإيراني رضا بهلوي: سقوط النظام الإيراني الحالي سيجلب السلام إلى المنطقة.. تدخلات طهران أجبرت القوى الإقليمية على مواجهات مباشرة
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
صرح الأمير الإيراني المنفي رضا بهلوي، بأن السلام في الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه إلا بدون إيران وحث الغرب على إنهاء سياسة عقد الصفقات مع طهران.
في مقابلة مع شبكة إيران الدولية، تناول بهلوي الصراع بين حزب الله وإسرائيل، قائلاً: "لقد أدت مغامرات إيران واستفزازاتها إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط وهي السبب الرئيسي للوضع الحالي".
وفي حديثه على هامش مؤتمر الاتحاد الوطني للديمقراطية في إيران (NUFDI)، أكد بهلوي أن تدخل إيران في الدول المجاورة ودعمها للجماعات بالوكالة أجبر القوى الإقليمية على مواجهة مباشرة مع حكام إيران.
وتصاعد الصراع في أكتوبر 2023 عندما شنت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة في أعقاب غزو حماس المفاجئ لأراضيها والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1000 مدني.
وردًا على ذلك، انضمت الجماعات المدعومة من إيران، بما في ذلك حزب الله في لبنان والحوثيون في اليمن، إلى القتال لدعم حماس، وقد أدت هذه الاشتباكات المستمرة إلى زعزعة استقرار المنطقة بشكل أكبر.
وحث بهلوي المجتمع الدولي على التوقف عن "الاستثمار في المفاوضات مع نظام مفلس" ودعم جهود الشعب الإيراني من أجل الحرية.
وتتوافق هذه الدعوة مع مطالب حركة "المرأة والحياة والحرية"، التي اكتسبت زخمًا بعد الاحتجاجات الجماهيرية في عام 2022. وزعم أن سقوط إيران من شأنه أن يقضي على التهديدات النووية والإرهابية في الشرق الأوسط، مما يؤدي إلى تغيير جذري في جميع أنحاء المنطقة.
وتؤكد التقارير الأخيرة الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تواصل برنامجها لليورانيوم عالي التخصيب، والذي قد يؤدي إلى إنتاج الأسلحة النووية.
ويبلغ مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60٪ الآن 164.7 كيلوغرامًا، وهي عتبة حرجة حيث يمكن تخصيبه بسرعة إلى 90٪، وهو المستوى المطلوب للأسلحة النووية.
في مؤتمر NUFDI، كشف بهلوي عن "مشروع ازدهار إيران"، وهي خطة صممها خبراء لتوجيه مستقبل إيران بعد سقوط الجمهورية الإسلامية.
وسلط الضوء على التباين الاقتصادي الصارخ بين إيران وكوريا الجنوبية، مشيرًا إلى أنه قبل ثورة 1979، كان نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في إيران ضعف نصيب الفرد في كوريا الجنوبية، لكنه انخفض منذ ذلك الحين إلى سُبع نصيب الفرد في كوريا الجنوبية.
وقال: "كان ينبغي لإيران أن تصبح كوريا الجنوبية في الشرق الأوسط، لكنها تحولت بدلاً من ذلك إلى كوريا الشمالية في المنطقة".
كما حذر الأمير رضا بهلوي من أن إيران تتخلف عن الركب في الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي، مما يعرض مستقبل البلاد للخطر.
وحدد المرحلة الأولى من "مشروع ازدهار إيران"، الذي يركز على "الاستقرار المالي والاجتماعي" خلال أول 100 يوم بعد سقوط إيران.
وستتناول المرحلة الثانية الاستقرار السياسي والقانوني، بينما ستركز المرحلة الثالثة على إعادة البناء الاقتصادي على المدى الطويل وخلق فرص الاستثمار.
ودعا إلى المشاركة الكاملة لجميع المواطنين في اقتصاد ما بعد إيران، مشددا على ضرورة إزالة الحواجز أمام مشاركة المرأة في القوى العاملة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: رضا بهلوي طهران إيران کوریا الجنوبیة الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
العالم يتغير
د. طارق عشيري
يشهد العالم في السنوات الأخيرة تحولات سياسية عميقة تعكس تغيرًا في موازين القوى ونمط إدارة العلاقات الدولية. فبعد عقود من الهيمنة الغربية وقيادة النظام الدولي بقيادة أحادية، بدأت ملامح نظام عالمي جديد تتشكل، تتعدد فيه الأقطاب وتتصاعد فيه التحديات العابرة للحدود.
وقد أسهمت الأزمات الكبرى، مثل جائحة كورونا، الحرب في أوكرانيا، وتصاعد النزاعات في مناطق متعددة، في كشف هشاشة النظام الدولي التقليدي، ودفعت الدول والمنظمات إلى إعادة النظر في استراتيجياتها. في هذا السياق، أصبحت مفاهيم السيادة، التعاون الدولي، والمصلحة القومية تأخذ أشكالًا جديدة، مما يفرض قراءة جديدة للواقع عالميا.
وفي ظل هذا التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، بات من الواضح أن الخريطة السياسية الدولية لم تعد كما كانت؛ إذ لم تعد القوى التقليدية تحتكر القرار العالمي، وظهور قوى أخرى مثل الصين والهند وروسيا غيّر ملامح المعادلات القديمة. إلى جانب ذلك، فإن الأزمات المتلاحقة، من جائحة كورونا إلى الحروب الإقليمية، كشفت عن عمق الخلل في النظام العالمي، وعجز المؤسسات الدولية عن مواكبة حجم التحديات.
ومنذ نهاية الحرب الباردة وحتى أوائل القرن الحادي والعشرين، كانت السياسة العالمية تتسم بثبات نسبي وهيمنة واضحة للولايات المتحدة. أما اليوم، فقد دخل العالم مرحلة جديدة تتسم بالتعددية القطبية، وعودة الصراعات الجيوسياسية، وانقسام الرؤى حول النظام الدولي. هذه التغيرات ليست طارئة، بل هي نتيجة تراكمات سياسية واقتصادية واجتماعية أعادت تشكيل المشهد العالمي.
بينما تعاني دول من ويلات الحروب والأزمات، وتحتدم المنافسة بين القوى الكبرى على النفوذ والسيطرة، تتغير قواعد اللعبة السياسية في العالم. فالتحالفات تتحول، والثقة في المؤسسات الدولية تتآكل، والقرارات المصيرية أصبحت رهينة لموازين القوى بدلًا من القيم العالمية المشتركة. في هذا الواقع الجديد، يتعين علينا أن نعيد النظر في فهمنا للسياسة العالمية وأدواتها.
تغيّر السياسة العالمية أصبح من أبرز سمات العصر الحديث، ويتأثر بعدة عوامل متشابكة، منها الاقتصادية والتكنولوجية والبيئية والعسكرية.
وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي، سيطرت أمريكا على المشهد العالمي كقوة وحيدة، لكن الآن تظهر قوى جديدة مثل الصين، وروسيا، والهند، وحتى تكتلات إقليمية كالاتحاد الأوروبي والبريكس، مما يعيد تشكيل ميزان القوى نحو عالم متعدد الأقطاب.
الصين أصبحت منافسًا اقتصاديًا واستراتيجيًا مباشرًا للولايات المتحدة، خاصة في مجالات التكنولوجيا، والتمويل الدولي، والطموحات الجيوسياسية مثل مبادرة الحزام والطريق.
وهناك دول كثيرة، تزايد الشعور لديها بأن الديمقراطية الليبرالية لم تعد تُلبي طموحات الشعوب، مما أدى إلى صعود التيارات اليمينية والقومية، كما نرى في أمريكا وأوروبا.
نشهد حروبًا بالوكالة في عدة مناطق مثل أوكرانيا، واليمن، والسودان، وسوريا، وأفريقيا. الدول الكبرى تتجنب المواجهة المباشرة وتلجأ لدعم أطراف محلية.
والحديث عن النظام الدولي الحالي الذي يُعد غير فعّال في حل النزاعات، خاصة مع هيمنة الدول الخمس دائمة العضوية، ما يدفع الكثيرين للمطالبة بإصلاحات جوهرية.
وظهور ادوات عديدة شكلت جزء من تغير العالم منها الذكاء الاصطناعي، والهجمات السيبرانية، والتضليل الإعلامي أصبحت أدوات جديدة في السياسة. والحروب الحديثة لا تُخاض فقط بالسلاح، بل بالمعلومة والبيانات أيضًا.
وتغير المناخ ادى إلى نزاعات على المياه، والغذاء، والهجرة الجماعية، مما يفرض تحديات جديدة على الأمن العالمي ويعيد تشكيل أولويات السياسات الخارجية للدول.
هذه ملامح عابرة عن تغير العالم، ومجاهل السياسية العميقة، أردنا ان نفتح بعضا منها لعلماء الدراسات الاستراتيجية والأكاديميين للكتابة عن ما يحدث من تغييرات في عالم اليوم.