بعد رحلة ملهمة.. وفاة الأم المثالية 2022 بشمال سيناء
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
حالة من الحزن يعيشها أهالي محافظة شمال سيناء، بعد وفاة الحاجة حياة إبراهيم مغنم الفائزة بجائزة الأم المثالية بالمحافظة لعام 2022، وذلك بعد صراع مع المرض استمر لعدة أسابيع بمستشفى العريش العام.
جنازة الأم المثالية في شمال العريشوكانت السيدة حياة إبراهيم، حاصلة على بكالوريوس تجارة من جامعة عين شمس، قد فازت بجائزة الأم المثالية على مستوى محافظة شمال سيناء، بسبب قصة أمومتها.
وشيّع أهالي محافظة شمال سيناء، جنازة الأم المثالية بعد صلاة الجمعة وسط حالة من الحزن على فراقها.
قصة مؤلمة في حياة الأم المثالية المتوفية بشمال سيناءوروت السيدة حياة إبراهيم، الأم المثالية في شمال سيناء، قصتها لـ«الوطن»، بعد حصولها على اللقب قبل عامين، قائلة حينها: إنها أرملة منذ 17 عاما، وأنها عانت أثناء زواجها لفترة طويلة من عدم الإنجاب، حتى قررت الانفصال عن زوجها إلا أن القدر كان له رأي آخر، فاكتشفت أنها حامل ورزقها الله بابنتها الأولى «شروق»، وبعدها بعامين أنجبت «محمد».
وأضافت الفائزة بجائزة الأم المثالية في شمال سيناء خلال لقاءها السابق مع «الوطن»، أنها بعد إنجاب شروق ومحمد، مرض زوجها، وبدأت رحلة علاج طويلة حتى وفاته، لتتحمل هي مشاق تربية أبنائها وحدها.
بقيت «حياة» تتردد على مراكز القلب في القاهرة، وخضع زوجها لعلاج مكثف وأجرى عملية قلب مفتوح، ولكن الله توفاه بعد إنجابها بـ6 سنوات، لتواجه مشقات الحياة وحيدة.
صعوبات عاشتها الأم المثالية المتوفية في شمال سيناءوقالت حياة في تصريحها السابق لجريدة «الوطن»: «رفضت الزواج بعد وفاة زوجي، وفضلت الاهتمام بتربية ابنيّ، وأن أعلمهما تعليمًا جيدًا، وبالفعل حصلت ابنتي شروق على بكالوريوس من كلية تربية العريش بتقدير امتياز، وحصل محمد على 97% في الثانوية العامة، ولكني رفضت أن يبعد عني، وفضلت أن يدرس في أحد أقسام كليات العريش، وبالفعل دخل كلية التربية الرياضية، ومش عايزة من الحياة غير الستر ليا ولأولادي، وليس لي أطماع».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: شمال سيناء العريش الام المثالية وفاة الأم المثالية أم مثالية الأم المثالیة شمال سیناء فی شمال
إقرأ أيضاً:
رحلة حياة حجي.. من تعليم برايل إلى قيادة التغيير لذوي الإعاقة البصرية
في عام 1998، تأسس مركز النور للمكفوفين ليعنى برعاية ذوي الإعاقة البصرية في قطر، حيث بدأ نشاطه ليكون مدرسة خاصة للمكفوفين تحت رعاية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، التي قدمت للمركز كافة أشكال الدعم المادي والمعنوي.
انطلق المركز في عامه الأول بعدد محدود من الطلاب والموظفين، وكان مقره آنذاك عبارة عن فيلا مستأجرة في منطقة الناصرية. ومع تزايد أعداد المستفيدين، انتقل المركز إلى مقره الجديد في منطقة الخليج الغربي، الذي تم تصميمه وفق معايير حديثة تراعي احتياجات ذوي الإعاقة البصرية، مثل العلامات الأرضية البارزة بلغة برايل.
من حياة حجي؟خلال تلك الفترة، بدأت الدكتورة حياة خليل حجي مسيرتها المهنية معلمة للغة العربية بطريقة برايل للأطفال، إلى جانب تدريس التربية الإسلامية لمحو الأمية باستخدام وسائل تعليمية متنوعة. وأسهمت بشكل لافت عن طريق إعداد كتاب خاص لتعليم اللغة العربية لطلاب الصف الأول الابتدائي من المكفوفين، بالإضافة إلى مشاركتها في لجان المركز لتعديل وتكييف المناهج الدراسية بما يلبي احتياجات ذوي الإعاقة البصرية.
لم تقتصر جهود الدكتورة حياة على التدريس فقط، إذ قدمت دورات تدريبية لتعليم القراءة والكتابة بطريقة برايل للموظفات الجدد والأمهات، بهدف تمكينهن من دعم أبنائهن في أداء الواجبات المنزلية ومواجهة تحديات الحياة اليومية. كما حصلت على دورات تربوية متخصصة في مجال التربية الخاصة واللغة الإنجليزية.
إعلانفي عام 2000، حصلت الدكتورة حياة على منحة لاستكمال دراساتها العليا في الولايات المتحدة الأميركية، حيث التحقت بجامعة بنسلفانيا لدراسة اللغة الإنجليزية، قبل أن تكمل دراستها في جامعة سانت جوزيف في فيلادلفيا، حيث حصلت على درجة الماجستير في التربية الابتدائية والخاصة، ثم الدكتوراه في تخصص القيادة التربوية.
بعد عودتها إلى قطر عام 2007، تولت منصب مديرة المركز. وعن هذه التجربة، قالت: "كنت حريصة للغاية على توظيف ما تعلمته من نظريات علمية وزيارات ميدانية لمؤسسات التربية الخاصة خلال فترة دراستي لتطوير الخدمات المقدمة لذوي الإعاقة البصرية".
عملت الدكتورة حياة على تطوير برامج تعليمية متخصصة تهدف إلى تلبية احتياجات ذوي الإعاقة البصرية ودمجهم أكاديميا واجتماعيا في مدارس التعليم العام. كما ركزت على استخدام التكنولوجيا والتقنيات المساعدة لتعزيز استقلالية ذوي الإعاقة البصرية، وشاركت في عديد من المؤتمرات وورش العمل لتبادل الخبرات وتحقيق تطور مستمر في هذا المجال.
ما طريقة برايل؟تعتمد الدكتورة تدريس طريقة برايل، وهي نقاط بارزة يتعرف إليها الكفيف عن طريق اللمس عبر تمرير إصبعه عليها، وتساعد الطريقة الأشخاص المكفوفين على تعلم القراءة والكتابة، وأما المبصرون، فيستطيعون قراءة هذه النقاط البارزة بأعينهم.
وتشير حجي إلى أن طريقة برايل ليست لغة، كما يطلق عليها البعض "لغة برايل"، بل هي رموز تمكن الكفيف من القراءة والكتابة بمختلف اللغات.
وترى أن طريقة برايل تلعب دورا بارزا في حياة المكفوفين بالمجالات الأكاديمية والثقافية والاجتماعية وغيرها من المجالات المختلفة، إذ كان للأثر الأكاديمي لطريقة برايل دور محوري في تمكين المكفوفين من الكتابة والقراءة بطريقة سهلة وبسيطة، فقد ساهمت في مساعدة المكفوفين على التعبير عن أنفسهم والوصول إلى المعرفة.
الدكتورة حياة خليل حجي قدمت دورات لتعليم القراءة والكتابة بطريقة برايل للأمهات لتمكينهن من مساعدة أبنائهن (الجزيرة)ويأتي ذلك بوساطة توفير وسيلة فعالة لقراءة الكتب والمراجع، والتعبير عن أفكارهم وكتابة ملاحظاتهم باستقلالية، وأتاحت فرصة التعليم المستقل لهم والالتحاق بالمؤسسات التعليمية، إذ عملت برايل على تعزيز قدرة القراءة والكتابة بشكل مستمر، مما جعل المكفوفين قادرين على المنافسة بفعالية في مجال التعليم وسوق العمل، وهو ما جعلها بوابة لهم إلى الحياة.
إعلانوتلفت حجي إلى مساهمة الطريقة في تعزيز استقلالية المكفوفين، إذ أصبحت أداة تمكنهم من التعامل مع النصوص المكتوبة مثل الفواتير، وعلب الأدوية، الأمر الذي جعلهم أكثر قدرة على إدارة شؤون حياتهم اليومية من دون الحاجة إلى مساعدة مستمرة.
أهمية برايلوساهمت طريقة برايل في إنجاح عملية اندماج المكفوفين في المجتمع، إذ سهلت عليهم التواصل مع الآخرين بفعالية وقللت من العزلة الاجتماعية التي قد يواجهونها، وشجعتهم على المشاركة الفعالة في الأنشطة الثقافية والاجتماعية وغيرها، ما مكنهم من المساهمة بفاعلية مع أقرانهم في المجتمع.
وتعدُ الطريقة أداة حيوية في تقليص الفجوة بين المكفوفين وأقرانهم من أفراد المجتمع، إذ تسهم بشكل كبير في تعزيز التوعية وتسهيل تواصل المكفوفين مع المجتمع.
وقد تطورت طريقة برايل وجرى استخدامها مع الأجهزة الحديثة، مثل مفكرات برايل والسطور الإلكترونية، ما مكن المكفوفين من توظيف التقنيات الحديثة في حياتهم.
وتقول الدكتورة حياة إن الطريقة ذات أهمية خاصة في التعليم الابتدائي للمكفوفين، إذ تشكل هذه المرحلة الأسس المعرفية والمهارات الأساسية التي يحتاجها الطلاب، موضحة أن تعلم برايل في هذه المرحلة يبني أساسا قويا للقراءة والكتابة، وإلى جانب ذلك فهو يساعد في إكساب الأطفال مهارة الاستقلالية في التعامل مع النصوص والمعلومات منذ الصغر، ويشجع التطور الحركي والإدراكي عن طريق تنسيق اللمس مع التفسير المعرفي.
الدكتورة حياة خليل حجي حصلت على الماجستير في التربية الابتدائية والخاصة والدكتوراه في تخصص القيادة التربوية (الجزيرة)وتتابع أن التركيز يصبح على استخدام برايل أكثر تخصصا في المراحل العليا، إذ تستخدم لقراءة النصوص الأكاديمية المطولة أو تدوين الملاحظات باستخدام الاختصارات في طريقة برايل، ويجري دمجها مع الأدوات التقنية المتقدمة.
إعلانولقد تطورت التكنولوجيا الحديثة المساندة للمكفوفين، فأصبحت تشمل برامج ناطقة أو برايل تخدم المكفوفين سواء في أجهزة الحاسب الآلي والجوال أو الأجهزة اللوحية، فعبر استخدام تقنية برايل يجري تحويل الخط المبصر لبرايل والعكس كذلك، وبرامج ناطقة يجري من خلالها تحويل النص إلى صوت.
وتشرح حجي أن تحقيق التوازن بين تعلم برايل والأدوات التكنولوجية الحديثة يحدث بوساطة دمج التعليم التقليدي لبرايل مع استخدام التكنولوجيا الحديثة بطرائق متعددة عبر توظيف تقنيات تكنولوجية تدعم برايل، مثل أجهزة مفكرات برايل والسطور الإلكترونية، وتقديم تدريب شامل للطلاب في كيفية استخدام التطبيقات والشاشات التي تدعم الصوت أو اللمس، مع الحفاظ على مهارات برايل الأساسية، ويمكن تشجيع الاستخدام المزدوج، بحيث تستخدم برايل في المهام التي تتطلب دقة وسرعة، بينما تُستخدم التكنولوجيا الناطقة للوصول إلى المعلومات الرقمية، مما يضمن تكامل التعليم التقليدي مع التقنيات الحديثة بشكل فعال.
ومع ذلك، يواجه المكفوفون عديدا من التحديات في استخدام طريقة برايل في الحياة اليومية، إذ تعد أبرز العقبات نقص المواد التعليمية والثقافية المطبوعة بطريقة برايل في المكتبات، والتكلفة العالية لطباعة وتوزيع هذه المواد يعد عائقا في انتشارها على نطاق واسع، ومن الممكن أن تشكل بعض المشاكل الصحية للأشخاص تحديا أمام تعلمهم واستخدامهم طريقة برايل، مثل مدى حساسية اللمس لديهم.
ومن جانبه، يقوم مركز النور بتوظيف التكنولوجيا الحديثة المساندة للمكفوفين مثل مفكرات برايل وأجهزة الحاسب الآلي المزودة ببرامج قارئات الشاشة والسطور الإلكترونية، وهناك أمل أن يتعاون المركز مع جهات متخصصة عالمية لتطوير تطبيقات توفر سهولة الوصول للمكفوفين إلى المعلومات بطريقة برايل والناطق معا.
الدكتورة حياة عملت على تطوير برامج تعليمية متخصصة تهدف إلى تلبية احتياجات ذوي الإعاقة البصرية (الجزيرة) اليوم العالمي لبرايلابتُكرت طريقة برايل في منتصف القرن الـ19، وحصلت على اسمها نسبة إلى مبتكرها الفرنسي لويس برايل، والآن يحتفل العالم باليوم العالمي لطريقة برايل في الرابع من يناير/كانون الثاني من كل عام، وهو اليوم الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة عام 2019، إذ يُصادف هذا التاريخ ذكرى ميلاد لويس برايل، مبتكر الطريقة.
إعلانيهدف الاحتفال إلى تعزيز ثقافة برايل في المجتمع، والتأكيد على دور هذه الطريقة في حياة المكفوفين، وتشجيعهم على القراءة والكتابة، إضافة إلى تسليط الضوء على أهمية توفير التقنيات المساعدة لهم.
هناك مهارات أساسية تسبق تعلم طريقة برايل، مثل إدراك مفهوم العدد، تحديد الاتجاهات، وتنمية مهارة اللمس، إذ تكتب الحروف بطريقة برايل باستخدام ما تسمى "خلايا برايل"، حيث تمثل كل خلية في الغالب حرفا واحدا، ويختلف كل حرف عن الآخر وفقا لشكل النقاط داخل الخلية.
كل خلية تمثل مستطيلا صغيرا يحتوي على عمودين، يتضمن كل عمود 3 نقاط، النقاط في العمود الأيسر ترقم من الأعلى إلى الأسفل بأرقام 1 و2 و3، أما النقاط في العمود الأيمن، فتُرقم بالترتيب نفسه بأرقام 4 و5 و6.
تقرأ طريقة برايل باللغة العربية من اليسار إلى اليمين، وهو اتجاه القراءة نفسه المعتمد في برايل بجميع لغات العالم.