اختبارات الشخصية على الإنترنت.. هل يمكن للإنسان أن يغير سماته ؟
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
على الرغم من انتشار اختبارات الشخصية على الإنترنت واستخدامها في توجيه الخيارات التعليمية والمهنية من قبل العديد من الهيئات، إلا أن هذه الاختبارات تفتقر إلى الدعم العلمي. ورغم شعبيتها، تشير ورقة بحثية للدكتورة شانون زافالا، أستاذة علم النفس في جامعة كنتاكي، إلى أن هذه الاختبارات تقوم على افتراض غير دقيق بأن السمات الشخصية ثابتة ولا تتغير.
توضح زافالا أن السمات الشخصية يمكن أن تتغير بمرور الوقت، وتقول في ورقتها البحثية إن "الشخصية هي طريقة تفكير الشخص وشعوره وسلوكه". ورغم أن تغيير الشخصية قد يبدو صعباً، فإن الناس يقومون بتغيير أساليب تفكيرهم وسلوكياتهم طوال الوقت، مما يعني أن الشخصية يمكن أن تتطور بناءً على الممارسات والتجارب الجديدة.
تشير الأبحاث إلى أن الشخصيات تتغير مع مرور الزمن، ومع تقدم الأشخاص في العمر، يميلون إلى تجربة مشاعر أكثر إيجابية ويصبحون أكثر ضميراً واهتماماً بالعلاقات الإيجابية، بينما يقل حكمهم على الآخرين. لكن زافالا توضح أن بعض الناس يتغيرون بشكل ملحوظ، في حين يظل آخرون ثابتين نسبياً في سماتهم.
وتشير الأبحاث إلى أن التدخلات التي تستهدف تعديل أنماط التفكير والسلوك يمكن أن تسرّع من تغيير السمات الشخصية في فترة قصيرة تصل إلى 20 أسبوعاً، دون الحاجة إلى زيارة معالج نفسي. ويمكن تحقيق ذلك عبر إدراك أنماط التفكير السلبية وتغييرها، بالإضافة إلى اختبار استجابات جديدة في التعامل مع الآخرين.
وتؤكد زافالا أن تغيير الشخصية ليس عملية معقدة، بل يمكن تحقيقه من خلال تبني استراتيجيات معرفية وسلوكية تهدف إلى تحسين طريقة التفكير والسلوك، مما يؤدي إلى تغيير حقيقي في سمات الشخصية على مدار الزمن.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
الانتخابات دون تغيير!!
بقلم : تيمور الشرهاني …
مع اقتراب كل استحقاق انتخابي، تتكرر على مسامع المواطنين ذات الخطابات الرنانة والشعارات البراقة، وتنتشر الوعود التي كثيراً ما ثبت أنها بلا رصيد. اليوم، ونحن نشهد التحضيرات الجارية للانتخابات المقبلة، يبدو المشهد السياسي وكأنه نسخة مكررة من السيناريوهات السابقة، حيث يعاد تدوير نفس الوجوه ونفس الأدوات، دون أن يلوح في الأفق أي أمل حقيقي في التغيير.
من المؤسف أن معظم القوى السياسية لا تزال تعتمد نفس الأساليب التقليدية في استقطاب الناخبين، عبر فتح مكاتبها و”دكاكينها” في كل المناطق، حتى النائية منها، في محاولة لاستمالة كل صوت ممكن. يرافق ذلك استعراض كبير للوعود، بعضها مستحيل التحقيق وبعضها الآخر مجرد تكرار لما قيل في الدورات الماضية ولم ينفذ منه شيء يذكر.
إن ما نشهده اليوم هو ممارسة مكشوفة لما يمكن وصفه بـ”الضحك على الذقون”، حيث يُعاد تدوير النفايات السياسية في عباءات جديدة، يُقدَّم الفشل على أنه خبرة، وتُسوَّق الإخفاقات وكأنها انتصارات. المواطن، الذي عانى طويلاً من غياب التنمية الحقيقية وغياب الخدمات الأساسية، بات يدرك أن معظم ما يُطرح لا يتجاوز كونه محاولات يائسة للعودة إلى السلطة بأي ثمن.
الأخطر من ذلك أن هذه الممارسات لا تهدد فقط العملية الديمقراطية، بل تكرّس حالة من الإحباط وفقدان الثقة لدى الشارع، وتدفع الكثيرين للعزوف عن المشاركة السياسية، معتقدين – وعن حق – أن لا شيء سيتغير وأن النتائج معروفة سلفاً.
إن استمرار هذه الدورة المفرغة يطرح سؤالاً ملحاً: إلى متى سيظل المواطن رهينة لنفس المعزوفة القديمة؟ ومتى يحين الوقت لكي تفرز الانتخابات قوى جديدة تحمل مشروعاً وطنياً حقيقياً، وتلتزم أمام الشعب ببرنامج عمل واقعي وشفاف يمكن محاسبتها عليه؟
ما يحدث اليوم لا يعدو كونه تمهيداً لتكرار ذات الدائرة المغلقة، ما لم يتحمل الجميع مسؤوليتهم، مواطنين وسياسيين، في كسر هذه الحلقة وفرض معادلة جديدة يكون جوهرها التغيير الحقيقي لا التجديد الشكلي.
تيمور الشرهاني