على الرغم من انتشار اختبارات الشخصية على الإنترنت واستخدامها في توجيه الخيارات التعليمية والمهنية من قبل العديد من الهيئات، إلا أن هذه الاختبارات تفتقر إلى الدعم العلمي. ورغم شعبيتها، تشير ورقة بحثية للدكتورة شانون زافالا، أستاذة علم النفس في جامعة كنتاكي، إلى أن هذه الاختبارات تقوم على افتراض غير دقيق بأن السمات الشخصية ثابتة ولا تتغير.



توضح زافالا أن السمات الشخصية يمكن أن تتغير بمرور الوقت، وتقول في ورقتها البحثية إن "الشخصية هي طريقة تفكير الشخص وشعوره وسلوكه". ورغم أن تغيير الشخصية قد يبدو صعباً، فإن الناس يقومون بتغيير أساليب تفكيرهم وسلوكياتهم طوال الوقت، مما يعني أن الشخصية يمكن أن تتطور بناءً على الممارسات والتجارب الجديدة.

تشير الأبحاث إلى أن الشخصيات تتغير مع مرور الزمن، ومع تقدم الأشخاص في العمر، يميلون إلى تجربة مشاعر أكثر إيجابية ويصبحون أكثر ضميراً واهتماماً بالعلاقات الإيجابية، بينما يقل حكمهم على الآخرين. لكن زافالا توضح أن بعض الناس يتغيرون بشكل ملحوظ، في حين يظل آخرون ثابتين نسبياً في سماتهم.

وتشير الأبحاث إلى أن التدخلات التي تستهدف تعديل أنماط التفكير والسلوك يمكن أن تسرّع من تغيير السمات الشخصية في فترة قصيرة تصل إلى 20 أسبوعاً، دون الحاجة إلى زيارة معالج نفسي. ويمكن تحقيق ذلك عبر إدراك أنماط التفكير السلبية وتغييرها، بالإضافة إلى اختبار استجابات جديدة في التعامل مع الآخرين.

وتؤكد زافالا أن تغيير الشخصية ليس عملية معقدة، بل يمكن تحقيقه من خلال تبني استراتيجيات معرفية وسلوكية تهدف إلى تحسين طريقة التفكير والسلوك، مما يؤدي إلى تغيير حقيقي في سمات الشخصية على مدار الزمن.

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

جينات الكوليرا: اكتشاف قد يغير قواعد الوقاية للأبد

ننشرت مجلة Nature Communications، وقادتها الباحثة أتانيا دوتوريني من جامعة نوتنغهام بالتعاون مع معهد  علم الأوبئة ومكافحة الأمراض في بنغلاديش (IEDCR) والمركز الدولي لأبحاث أمراض الإسهال في بنغلاديش وجامعة نورث ساوث، دراسة كشفت بعضا من خبايا الجينات القاتلة للكوليرا. وقد استخدم فريق البحث نهجًا حاسوبيًا متطورًا للكشف عن العوامل الوراثية التي تجعل بكتيريا الكوليرا شديدة الخطورة، ما قد يكون مفتاحًا لمنع انتشار هذا المرض القاتل.

تُعتبر الكوليرا مرضًا إسهاليًا مميتًا يهدد ملايين الأشخاص حول العالم، حيث يُسجل نحو 4 ملايين حالة سنويًا و143.000 حالة وفاة. في بنغلاديش وحدها، يتعرض 66 مليون شخص لخطر الإصابة بالكوليرا، مع أكثر من 100.000 حالة و4.500 وفاة سنويًا. وصرحت البروفيسور دوتوريني: "لقد أحرزنا تقدمًا كبيرًا نحو تطوير علاجات أكثر فعالية من خلال تحديد العوامل الوراثية التي تزيد من شدة المرض وانتشاره، ما قد يسهم في إنقاذ آلاف الأرواح عالميًا".


وقد حددت الدراسة جينات وطفرات فريدة في  السلالة المهيمنة من بكتيريا الكوليرا، التي كانت وراء تفشي المرض المدمر في عام 2022. ترتبط هذه السمات الوراثية بقدرة البكتيريا على التسبب في أعراض شديدة مثل الإسهال المطول، وآلام البطن، والقيء، والجفاف، وهي أعراض قد تؤدي إلى الوفاة في الحالات الحرجة. كما أظهرت النتائج أن هذه الطفرات تزيد من قدرة البكتيريا على البقاء في الأمعاء البشرية و، مما يجعلها أكثر فعالية في الانتشار والتسبب بالمرض.

 أضاف الدكتور دوتوريني: 'إن النتائج التي توصلنا إليها تفتح الباب أمام عصر جديد من أبحاث الكوليرا. يمكننا الآن العمل على تطوير أدوات تساعد في التنبؤ بالتفشي الشديد للمرض ومنعه قبل حدوثه. الهدف النهائي هو تحويل هذه النتائج إلى حلول واقعية تحمي الفئات السكانية الأكثر عرضة للخطر.'"

"لم يكن هذا الاختراق ممكنًا إلا بفضل التعاون الوثيق بين فرق البحث في  المملكة المتحدة وبنغلاديش، حيث تم دمج الأدوات الحاسوبية المتقدمة مع الخبرات المحلية لمواجهة أحد أكبر التحديات في الصحة العامة."

وكشفت نتائج الدراسة أيضًا أن بعض هذه السمات المسببة للأمراض تتداخل مع تلك التي تساعد البكتيريا على الانتشار بسهولة أكبر. وتُظهر النتائج كيف تمكنت هذه العوامل الوراثية بكتيريا ضمة الكوليرا من البقاء على قيد الحياة في أمعاء الإنسان، مما يجعلها أكثر قدرة على الصمود في مواجهة الضغوط البيئية وأكثر كفاءة في التسبب في  المرض. ويسلط هذا البحث الضوء على التفاعلات المعقدة بين التركيبة الجينية للبكتيريا وقدرتها على التسبب في أمراض خطيرة.

وفي الوقت الذي يحرز فيه العلماء تقدمًا في فهم جينات الكوليرا، يعاني السودان من  تفشي الوباء بسبب الظروف البيئية المتدهورة. أعلنت وزارة الصحة السودانية رسميًا تفشي وباء الكوليرا في البلاد نتيجة للمياه غير الصالحة للشرب وسوء الأحوال الصحية في عدد من المناطق.

أكد وزير الصحة السوداني هيثم إبراهيم، في تصريحات صحفية، أن الفحص المخبري أثبت وجود "مايكروب" الكوليرا، وأشار إلى أن ولايتي كسلا والقضارف في شرق السودان هما الأكثر تضررًا من الوباء، دون تحديد عدد الحالات المصابة. يُذكر أن السودان شهد خلال الأسابيع الماضية أمطارًا غزيرة، تسببت في  نزوح الآلاف وانتشار العديد من الأمراض، خاصة الإسهال الذي أصاب عددًا كبيرًا من الأطفال.

مقالات مشابهة

  • برج القوس.. حظك اليوم الجمعة 27 سبتمبر: عزز مهاراتك الشخصية
  • جينات الكوليرا: اكتشاف قد يغير قواعد الوقاية للأبد
  • أباعود: ‬⁩لماذا لا يغير الأهلي مدربه مثل جاره الاتحاد؟.. فيديو
  • هل يمكن أن يغيّر الإنسان سماته الشخصية؟
  • المقاومة بالتمادي في التفكير
  • صدور قرار جمهوري بتعيين هذه الشخصية في هذا المنصب
  • كيف توصل عمار الشريعي لـ«تيمة» تتر مسلسل رأفت الهجان؟.. ساعات من التفكير
  • جوارديولا: علاقتي بأرتيتا لم تتغير
  • تشخيص وإدارة مرض الكلى المزمن