في مقاله الأسبوعي بصحيفة "نيويورك تايمز"، أورد الكاتب اليهودي الأميركي توماس فريدمان أسبابا تجعله مقتنعا بأن الأمور لا تمضي وفق ما تريده إسرائيل بزعامة رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو.

واستهل مقاله بسؤال إيحائي عما كان المرء يفعله لو كان محل إسرائيل، التي تعرضت لهجوم من قبل من وصفهم بـ"الإرهابيين"، في إشارة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مقال في غارديان ينتقد إغلاق إسرائيل مكتب الجزيرة برام اللهlist 2 of 2ناشونال إنترست: لماذا تحرص واشنطن على إعادة تركيا إلى برنامج إف-35؟end of list

ووجّه نقدا نادرا لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن "لأنها لم تكن حازمة بما يكفي لحث الأطراف المتحاربة على سلوك مسار أفضل نحو الخروج من الأزمة المشتعلة في المنطقة".

إستراتيجية إيرانية كبرى

واعتبر أن ما يحدث الآن هو تتويج لإستراتيجية إيرانية كبرى تهدف إلى تدمير الدولة اليهودية ببطء، وإضعاف حلفاء أميركا العرب وتقويض النفوذ الأميركي في المنطقة، مع ردع إسرائيل عن مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، من خلال استخدام وكلاء طهران لاستنزاف إسرائيل حتى الموت.

وزعم أن الدافع الفوري والهدف المباشر للحرب تمثل في سعي حركة حماس وإيران لإجهاض مبادرة واشنطن لتشكيل ما يسميه "حلقة سلام" تضم إسرائيل والسلطة الفلسطينية ودولا عربية.

ومضى في مزاعمه قائلا إن إستراتيجية إيران وحماس كانت تقوم على إشعال "حلقة من النار" حول إسرائيل، باستخدام حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية وحزب الله والحوثيين والمليشيات الشيعية الموالية لإيران في العراق والمقاتلين في الضفة الغربية "الذين تزودهم إيران بأسلحة مهربة عبر الأردن"، وفق قوله.

وأضاف أن طهران تهدف من وراء ذلك إلى تدمير إسرائيل "بالتضحية بأكبر عدد ممكن من الفلسطينيين واللبنانيين، ولكن من دون المخاطرة بحياة إيراني واحد"، زاعما أن الإيرانيين مستعدون للموت حتى آخر لبناني، وآخر فلسطيني، وآخر سوري، وآخر يمني من أجل القضاء على إسرائيل".

طريقة وحيدة للنجاح

وانتقد فريدمان حكومة نتنياهو لأنها -كما قال- رفضت إدارة الحرب بالطريقة الوحيدة التي يمكن بها تحقيق النجاح، لأنها تتعارض مع المصالح السياسية لرئيس الوزراء والمصالح الأيديولوجية الدينية لحلفائه في الائتلاف الحاكم.

وعرّج للحديث مرة أخرى عن خطة واشنطن، مشيرا إلى أن بايدن وفريقه عرضوا على إسرائيل خريطة طريق مضادة لإستراتيجية إيران وحماس، ومعربا عن أسفه على أن الأميركيين لم يكن لديهم الشجاعة لفرضها على نتنياهو بمزيج من النفوذ والدبلوماسية والإنذارات النهائية.

ووفقا للكاتب اليهودي، فإن خريطة من هذا النوع كان من شأنها أن تمهد طريقا لعزل حماس والضغط عليها للموافقة على وقف إطلاق النار الذي تخرج بموجبه إسرائيل من غزة في مقابل الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، وإنهاء الحرب هناك وإبطال حجة حزب الله لمهاجمة إسرائيل من الشمال.

وعوضا عن ذلك، اختار رئيس الوزراء الإسرائيلي القتال بمفرده على 3 جبهات؛ هي غزة ولبنان والضفة الغربية، من دون خطة لليوم التالي في أي من تلك المناطق. كما رفض إستراتيجية بايدن التي تدفع نحو دمج إسرائيل في تحالف أميركي -إسرائيلي- عربي "معتدل" من شأنه أن يعزل إيران ووكلائها، ويمنح بعض الأمل في إقامة دولتين "لشعبين أصليين بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط".

وخلص إلى أن إسرائيل في "خطر داهم" لأنها ظلت تخوض حربا بلا أفق سياسي منذ زمن طويل تستبعد فيها أي إمكانية لتولي فلسطينيين "أكثر اعتدالا" إدارة قطاع غزة، واصفا العملية العسكرية الإسرائيلية بأنها تبدو كأنها "قتل من أجل القتل بلا نهاية لها"، مدعيا أن هذا ما تريده حركة حماس وحزب الله وإيران.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

مبعوث بايدن يلتقي نتنياهو اليوم لبحث وقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله

قال مكتب رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي إن المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين، الذي يسعى إلى التوسط لوقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحزب الله، سيلتقي برئيس وزراء الاحتلال،بنيامين نتنياهو، اليوم، الخميس.

وجاء ذلك بعد أن ذكرت وسائل الإعلام العبرية أن هوكشتاين وصل إلى إسرائيل مساء أمس، الأربعاء، وأجرى محادثات مع وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر.

وكان المبعوث الأمريكي، قد صرح أمس، الأربعاء، بعد انتهاء اللقاء مع رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، بأنه سيسافر في غضون ساعات إلى إسرائيل في محاولة للانتهاء من محادثات التوصل لهدنة.

ووفقا لـ "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية، أكد هوكشتاين، بعد انتهاء اللقاء مع بري، في تصريح مقتضب، أنه "لم يفصح تفاصيل عن هذا اللقاء  قد تكون مخيبة للبعض  وهناك تقدم إيجابي".

وتابع: "سأزور تل أبيب وسنسير  خطوة تلو اخرى ونعمل مع الإدارتين".

كما أشار الموفد الأمريكي إلى "إنجاز تقدم إضافي"؛ مضيفا: "سأنتقل خلال ساعتين إلى إسرائيل في محاولة للوصول إلى خاتمة إذا تمكنا من ذلك ولن أعلن المفاوضات علنا".

وأكد أنه سيتم العمل مع الإدارة الأمريكية القادمة بخصوص جهود التوصل لهدنة في لبنان.

تضافر الجهود الدبلوماسية من أجل الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، خاصة مع تواجد هوكشتاين في بيروت اليوم أيضًا، لإجراء مباحثات حاسمة حول الأمر.

مقالات مشابهة

  • بايدن وماكرون يبحثان الأوضاع في الشرق الأوسط وسبل وقف إطلاق النار في لبنان
  • ناشط إسرائيلي ينتقد فريدمان: إسرائيل تعيش واقع الأبرتهايد منذ وقت طويل
  • عقوب: الأوضاع في الكفرة تتفاقم مع تزايد أعداد اللاجئين السودانيين يوميًا
  • وزير خارجية إيران: المقاومة في لبنان كيان مستقل
  • صحف عالمية: إسرائيل فشلت أمام صواريخ حزب الله وترامب قد يقصف منشآت إيران
  • مبعوث بايدن يلتقي نتنياهو اليوم لبحث وقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله
  • مع تقدم مفاوضات لبنان.. وسيط واشنطن يصل إسرائيل
  • توماس فريدمان: هكذا يمكن لترامب أن يدخل التاريخ
  • لماذا نتنياهو مستعد لقبول وقف إطلاق النار مع حزب الله دون حماس؟
  • بسبب غزة.. "أسلحة إسرائيل" تضع إدارة بايدن في مأزق