المناطق_واس

أوصى أمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني المسلمين بتقوى الله حق تقاته والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وسنة خلفائه الراشدين من بعده.

 

أخبار قد تهمك خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي 20 سبتمبر 2024 - 1:57 مساءً أكثر من 5 ملايين مصلٍ يؤدون الصلوات في المسجد النبوي خلال الأسبوع الماضي 19 سبتمبر 2024 - 1:21 مساءً

وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام لقد أمتنّ الله عزّ وجل على البشرية بدين الإسلام، وأكرمهم برسوله النبي الأمي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم خير الأنام ، حتى صار الناس إخوانًا متحابين، بعد أن كانوا متفرقين متباغضين، ولذلك ذكرهم بقوله تعالى: ( واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانًا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون).

 

وأضاف إذا نظرنا في الآفاق وفي أنفسنا رأينا نعم الله علينا لا تعد ولا تحصى، وألطافه تتوالى من حولنا بلا انقطاع، والواجب على العبد التحدث عن نعم الله عز وجل، والشكر على ما أفاء به علينا من هبات وأعطيات, وما أسبغ علينا من عافية في الدين والدنيا، وما أحاطنا به من أمن وأمان ورخاء في البلاد وعلى العباد ، وصحة في الأبدان.

 

 

وأوضح أن أولى مراحل الشكر لتلكم النعم أن نتفطّن للنعم وأن نحسّ بها وأن لا نغفل عن الفضل الذي لحقنا وأن ندرك جيد الإدراك أن كل هذه النعم التي نسعد بها هي من منعم واحد لا شريك له هو رب العالمين خالق الخلق أجمعين رب الأرباب ومسبب الأسباب، وثاني مراحل الشكر أن نستعمل تلكم النعم فيما خلقها الله لها في الطاعة، وتحقيق معنى العبودية، ونتجنب الاستعانة بها على المعصية ، وقدوتنا في ذلك نبينا محمد الشاكر الحامد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه فقلت له: أتصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، فقال صلى الله عليه وسلم: أفلا أكون عبدًا شكورًا ) رواه البخاري ومسلم .

 

أكّد إمام وخطيب المسجد الحرام أن الله تعالى أمتنّ على هذه البلاد المملكة العربية السعودية بجمع الشمل وتوحيد الكلمة وإخلاص العبادة لله وحده واتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم غضة طرية ، كما جاء بها نبينا وحبيبنا وقرة عيوننا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا، وتلكم نعمة عظيمة، وجب علينا التحدث بها وشكرها، فالشكر لله رب العالمين ، فضيلة عظيمة ومقام كريم وهو صفة الله عزّ وجل وصفة أنبيائه الكرام عليهم الصلاة والسلام .

 

 

وبين الدكتور الجهني أن الأمم العظيمة تستذكر تأريخها وتستخدمها أداة للتوجيه والتربية، وتتخذ من إنجازات الآباء والأجداد، ومن سيرهم محفزات على السمو والعطاء والاستقامة والتحفيز على الوصول إلى كل ماهو نافع للإسلام والمسلمين، فأمة لا تعرف تأريخها لا تحسن صياغة مستقبلها.

كما أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور خالد المهنا المسلمين بتقوى الله تعالى قال جل من قائل ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)) .

 

وقال فضيلته: فإن من محاسن ديننا وشواهد كماله أن أشاد بمكارم الأخلاق وعظم شأنها ورغب في محاسن الآداب وفخمها بل جعلها الحق المبين سبحانه عبادة تثقل بها موازين الحسنات وتتفاضل بها الدرجات في الجنات ألا وإن من أفضل خصال المسلم وأجلها وأجمل أخلاق المرء وأنبلها خلق الرفق الذي هو لين الجانب بالقول والعمل واللطف بأخذ الأمور بأحسن الوجوه.

 

وبين أن الرفق من صفاة الله تعالى وتقدس قال عليه الصلاة والسلام : (إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ، وَيُعْطِي على الرِّفق ما لا يُعطي عَلى العُنفِ، وَما لا يُعْطِي عَلى مَا سِوَاهُ ) فالمؤمن الذي يرفق في محل الرفق قد وافق ربه في صفة من صفاته ومن وافقه في صفة منها قادته تلك الصفة بزمامه وأدخلته عليه وأدنته منه وقربته من رحمته فإن الله تعالى يحب أسماءه وصفاته ويحب ظهور مقتضاها وظهور آثارها على العبد وهو رفيق يحب الرفق ويحب أهل الرفق.

 

وأشار فضيلته أن الرفق كان من أرفع اخلاق سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام وأعظمها وأظهرها أثرًا في كمال رسالته وأداء أمانته وتمام نصحه لأمته من أحل ذلك خصة هذه الخصلة بالذكر من بين شمائله العظيمة فأشاد بها الوهاب فقال سبحانه ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) لقد كان عليه الصلاة والسلام رفيقًا في حزم متأنيًا في عزم لين من غير ضعف .

 

 

وأكمل: جاء يهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السام عليك يا محمد، فقال عليه الصلاة والسلام «وعليكم» ففطنت أمنا عائشة رضي الله عنها لمقالة اليهودي فقالت «وعليكم السام واللعنة» فقال النبي صلى الله عليه وسلم «مهلًا يا عائشة، إن الله رفيق يحب أهل الرفق» أخرجه البخاري، وفي لفظ مسلم «إن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف» فالله تعالى رفيق في أفعاله، خلق السموات والأرض في ستة أيام مع قدرته على خلقها في لمحة ولحظة، فخلقهن في ستة أيام تعليمًا لخلقه التثبت والتأني في الأمور.

 

 

وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي: أما رفقه عليه الصلاة والسلام بالمؤمنين ولطفه بهم وبولدانهم فشواهده كثيرة شهيرة، منها ما أخبرت به أم قيس بنت محصن رضي الله عنها أنها أتت بابن لها صغير لم يأكل الطعام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأجلسه في حجره فبال على ثوبه فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بماء فنضحه ولم يغسله، وفي هذا الخبر ما فيه من لين النبي صلى الله عليه وسلم ورفقه واستعماله غاية اللطف جبرًا لقلب أم الرضيع حين أجلس وليدها في حجره، ثم لم يظهر عليه السلام تبرمًا ولم يضق ذرعًا بوقوع النجاسة على ثوبه الطاهر، ولم يزد على أن أمر بماء فأريق على ثوبه، وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم خرج فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدي أحدهم واحدًا واحدًا، فمسح خدي فوجدت ليده بردًا أو ريحًا كأنما أخرجها من جونة عطار.

 

 

وبيّن: الرفق ثمرة صفتين محمودتين يحبهما الله، هما الحلم والأناة، فمتى حاز المرء هاتين الخصلتين فلابد أن يكون رفيقًا ، تظهر آثار رفقه سدادًا في قوله وفعله، وتمامًا في مروءته، ومحبةً إلى الله وإلى عباده، فمن كان مجبولًا عليهما فليحمد الله، وليشكره، فقد أوتي خيرًا عظيمًا، ومن لم يكن كذلك فليسألهما من المنان الرحمن، وليكتسبهما بمجاهدة النفس والشيطان، فإنما يأمرانه بضديهما وهما الغضب والعجلة، وهما أسرع ضررًا على العاقل من نار سرت في هشيم يابس.

 

 

واختتم فضيلته الخطبة بقوله: بالرفق تتحقق للعباد معظم مصالح الدين والدنيا، بل الخير كله في الرفق، قال عليه الصلاة والسلام «من يُحرم الرفق يُحرم الخير كله» وهذا الحديث من جوامع الكلم النبوي، فإنه حوى معاني كثيرة جليلة بأوجز عبارة، وهو دال على دخول الرفق في العبادة، ومع الناس في المعاملة، فمن حرمه في العبادات أداها مستعجلًا مشتت الفكر، حريصًا على الفراغ منها، فحرم لذتها وبركتها وخشوعها وكمال أجرها، ومن حرمه في معاملة الناس ساءت صحبته لهم، وحرم مودتهم، واكتسب عداوتهم، وربما تعدى إلى ظلمهم، وذلك حرمان الخير كله، وتحقق الشر بحذافيره، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال «لا يكون الرفق في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه».

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: المسجد الحرام المسجد النبوي خطبتا الجمعة صلى الله علیه وعلى آله وسلم النبی صلى الله علیه وسلم علیه الصلاة والسلام المسجد الحرام المسجد النبوی وخطیب المسجد الله تعالى رضی الله

إقرأ أيضاً:

خطيب المسجد النبوي: بلوغ أواخر رمضان وإدراك خواتيمه من عظائم الآلاء

قال الشيخ الدكتور أحمد الحذيفي، إمام وخطيب المسجد النبوي ، إن بلوغ أواخر شهر رمضان الكريم وإدراك خواتيمه من عظائم الآلاء، وسوابغ النعماء.

بلوغ أواخر رمضان

واستشهد “الحذيفي” خلال خطبة اخر جمعة في رمضان اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة،  بقول ربنا في محكم كتابه: ( وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )، فحقيق بمن أدرك هذه الساعات الشريفات والليالي المباركات أن يُكثر اللهج بشكر الله على نعمة الهداية للإسلام، وعلى منّة حسن التمام.

وأوضح أن  هذا الإسلام دين رباني حكيم، وتشريع متوازن عظيم، شرعت فيه العبادات والطاعات تهذيبًا للمؤمن وإصلاحًا، وقصدًا إلى تزكية النفس وتقويمها، وإن من مقاصد تلكم التشريعات الربانية في العبادات؛ تحقيق معنى العبودية الخالصة للخالق سبحانه، امتثالًا لأمر الله وانقيادًا، وحبًا واتباعًا.

وتابع: فلا يُعجب المؤمن بعمله ولا يُعوّل عليه، ولا يتعاظمه ولا يلتفت إليه، بل يستصغره ويستقله شهودًا لحق الله عليه، وملاحظة لعيب نفسه ورؤية لضعفه ونقصان عمله.

المعنى العظيم

وأشار إلى أن لذلك المعنى العظيم شرع الاستغفار خاتمًا للأعمال الصالحة، وطابعًا عليها، فإن الفضل لله على العبد المؤمن ممتد من حين توفيقه للعمل الصالح وإعانته عليه، ثم كمال المنة عليه بقبوله منه.

وأضاف أن المؤمن يجتهد في شهر رمضان بأنواع الطاعات وأصناف القربات، حتى إذا وافى أواخره متحرّيًا ليلة القدر يسأل الله العفو كالمسيء المقصر، داعيًا إلى الإكثار مع اللهج بشكر الله والثناء عليه على نعمة بلوغ أواخر هذا الشهر باستغفاره وسؤاله العفو.

وأردف : واستحضار معاني توفيق الله لكم ومنته عليكم وتقصيركم في حقه وتفريطكم في جنبه، تحقيقًا لمعنى حقيقة العبودية التي تجمع بين كمال الحب وكمال الانكسار، منوهًا بأن من معالم كمال دين الإسلام، ومظاهر إنسانيته ورحمته: أن شرع زكاة الفطر في خواتيم هذا الشهر الكريم ترسيخًا للمعاني الإنسانية.

تهيأوا لعيد فطركم

واستطرد:  وتوثيقًا لعرى الأخوة الإيمانية، تكاملًا وتكافلًا، وتراحمًا وتواصلًا، من أداها قبل الصلاة، فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة، فهي صدقة من الصدقات، موصيًا بالمسارعة في إخراج زكاة الفطر بطيبةِ نفسٍ، منشرحة بها صدوركم، عبودية لربكم وسدًّا لحاجة إخوانكم قبل عيدكم.

وأكمل:  وتهيأوا لعيد فطركم المجيد شاكرين الله حسن التمام والهداية للإسلام، وانعموا بما أهل الله عليكم في هذه البلاد المباركة من سحائب الرحمات، وأهال من كتائب البركات، وأسبل من ذوائب الخيرات، أمنًا وإيمانًا و اجتماعًا ورخاءً.

وأوصى بتقوى الله ومراقبته، فهي منبع الفضائل، ومجمع الشمائل، وأمنع المعاقل، من تمسك بأسبابها نجا، مشيرًا إلى أن شهركم الكريم قد تقلّصتْ بُسُط ظلالِه، ودقّ حاجبُ هلالِه، واحمرّت شمسُ أصيلِه، وآذَنَتْ ساعةُ رحيلِه، ولكن رياض الخيرات فيه لا تزال زاهرة، وموارد الرحمات ثَرَّةٌ زاخرة، ومن استأنف الفضائل حرص على تتميمها، وقد قال نبيكم - صلى الله عليه وسلم -: (إنما الأعمال بخواتيمها).

مقالات مشابهة

  • ولي العهد ورئيس مجلس السيادة السوداني يؤديان الصلاة في المسجد الحرام
  • ولي العهد والبرهان يؤديان الصلاة في المسجد الحرام
  • خطيب المسجد النبوي: بلوغ أواخر رمضان وإدراك خواتيمه من عظائم الآلاء
  • الحرمين الشريفين يشهدان تدفقًا مليونيًا في الجمعة الرابعة من رمضان
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: من أمارات قبول العمل الصالح المداومة على الطاعة.. وزكاة الفطر طهرة للصائمين
  • فضل الصلاة على النبي ألف مرة في آخر جمعة من رمضان.. اغتنم 40 مكافأة ربانية لصاحبها
  • 4 ركعات في آخر جمعة من رمضان تعوض صلواتك الفائتة.. الإفتاء توضح
  • هتغير حياتك 180 درجة.. عجائب الصلاة على النبي في آخر جمعة من رمضان
  • هكذا بدا الحرمان والمسجد الأقصى في ليلة القدر (شاهد)
  • إمام الحرم عبدالرحمن السديس ودعاء للفلسطينيين ليلة 27 رمضان يثير تفاعلا