ريزا: المنطقة لا تتحمّل المزيد من إراقة الدماء
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
إعتبر منسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا انه" لا يمكن وصف التصعيد الأخير في لبنان بأقل من كارثي".
وقال في مؤتمر صحافي عقده في جنيف ووزعه مكتبه في بيروت: "على مدار عام تقريبًا، عاش سكان لبنان - خاصة في الجنوب - في خوف وقلق دائم مما ستحمله التطورات المستقبلية. وقد أعرب الكثير منهم عن خشيتهم من سيناريوهات مشابهة لما يحصل في غزة.
وتابع: "لقد امتدّت الأعمال العدائية المتصاعدة إلى مناطق لبنانية لم تكن ضمن نطاق الاستهدافات في السابق، وأدت إلى دمار واسع في المنازل السكنية والبنى التحتية في أنحاء مختلفة من البلاد. وفي أقل من أسبوع، قتل ما لا يقل عن 700 شخص، وأصيب الآلاف، ونزح حوالى 120 ألف شخص في غضون ساعات. وتستمرهذه الأرقام بالازدياد ونحن نتحدث الآن. وقد تأثرنا بهذا التصعيد هنا في الأمم المتحدة، حيث كانت خسارتنا مؤلمة بمقتل زملاء لنا من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وإحداهنّ قتلت مع طفلها".
وقال: "إنها الفترة الأكثر دموية في لبنان منذ أكثر من عقدين، ويتخوف الكثيرون أن هذه مجرد البداية. وقال:"ننسق في الأمم المتحدة مع شركائنا، مع الحكومة اللبنانية لدعم جهود الاستجابة وتعزيزها. ويشمل ذلك توفير المساعدات، وإجراء التقييمات المشتركة، وتحديد الاحتياجات الطارئة للسكان المتضررين.
كما أن النظام الصحي في لبنان مجهدٌ إلى أقصى حدّ. فقد استنفذت أحداث الأسبوع الماضي جميع الإمدادات واللوازم الطبية تقريباً، بعد تفجيرات أجهزة الاتصالات التي أسفرت عن عدد هائل من القتلى والجرحى. ومع التصعيدات الأخيرة، وصلت معدلات إشغال المستشفيات إلى الطاقة الاستيعابية القصوى، ويعمل النظام الصحي بموارد محدودة لتلبية الاحتياجات المتزايدة.
وبالرغم من ذلك، نعمل بالتعاون مع شركائنا لتزويد وجبات الطعام ولوازم النوم، ومستلزمات النظافة الصحية والشخصية بما في ذلك للنساء والفتيات، والإمدادات واللوازم الطبية الطارئة للمتضررين والنازحين".
ولفت الى انه"حتى اليوم، هناك حوالي 80 ألف نازح داخلي في 500 من مراكز الإيواء، حوالي 300 منها هي مدارس يجري استخدامها لغرض الإيواء موقتًا، ما يؤثر بالمقابل على تعليم أكثر من 100 ألف طالب. وعلى مستوى التمويل، هناك الكثير من الفجوات في قطاعات حيوية وأساسية تحد من اجراء الإصلاحات اللازمة في مراكز الإيواء واللجوء والمساكن، ومن توفير مخزون كاف للغذاء والوقود ومن ادارة العمل التنسيقي. ونعمل حاليًا على تقييم حجم التمويل المطلوب لتلبية احتياجات العدد المتزايد من النازحين والاستجابة للأوضاع الإنسانية المتفاقمة.
كما نبذل أقصى الجهود لضمان الوصول الآمن للأشخاص الذين يسعون للحصول على المساعدة الإنسانية ولفرق الإغاثة. ولا يزال أحد مطالبنا الأساسية هو تأمين الموارد اللازمة لتوسيع نطاق الاستجابة وتأمين وصول الفرق الاغاثية الانسانية للسكان المتضررين والنازحين في مراكز الإيواء من دون أية عوائق".
وشدد:" يجب حماية المدنيين ويجب تجنب استهداف المدنيين والبنى التحتية المدنية. ويجب ضمان سلامة وأمن كافة أفراد وفرق العمليات الإغاثية وطواقم الأمم المتحدة. يجب الالتزام بالقانون الإنساني الدولي".
ورأى انه "في الأفق، لا يبدو مسار التطورات واضحاً وهذا أمر يثير القلق . لكن الأولوية الآن التوصّل إلى وقف مباشر لإطلاق النار لإنهاء معاناة المدنيين ولوقف الدمار. إننا كعاملين في المجال الإنساني نحثّ جميع البلدان على استخدام نفوذها لممارسة الضغوط التي تعجّل الوصول إلى وقف مباشر وفوري للتصعيد.
ولكن حتى عند وقف الأعمال العدائية، فإن اليوم التالي يتطلب عمليات استجابة إنسانية واسعة النطاق وعالية التنسيق لمواجهة تبعات النزوح الكبير، وإعادة بناء البنى التحتية الحيوية، وإعادة تشغيل الخدمات الأساسية. إن قطاعات الصحة والتعليم والعمل والاقتصاد ستحتاج إلى دعم مستدام للتعافي - حيث أنها مستنزفة حاليًا إلى الحدود القصوى. وبخلاف الاستجابة الإنسانية والإغاثة، يجب على أطراف النزاع وقف القتال، وإعطاء الأولوية للجهود الدبيلوماسية، وإعادة الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 (2006)".
وختم مؤكدا "إن المنطقة لا تتحمّل المزيد من إراقة الدماء".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی لبنان
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة ترسل حاملة طائرات ثانية إلى منطقة الشرق الأوسط
الثورة نت/وكالات أعلنت وزارة الحرب الأمريكية “البنتاغون”، أن واشنطن ستزيد عدد حاملات طائراتها المنتشرة في الشرق الأوسط إلى اثنتين، إذ ستنضمّ إلى تلك الموجودة الآن في مياه الخليج حاملة ثانية موجودة حاليا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وقال المتحدث باسم “البنتاغون” شون بارنيل، في بيان: “حاملة الطائرات “كارل فينسون” ستنضم إلى حاملة الطائرات “هاري إس. ترومان” من أجل مواصلة تعزيز الاستقرار الإقليمي، وردع أي عدوان، وحماية التدفق الحر للتجارة في المنطقة” ،على حد زعمه. وكان البنتاغون، قد أعلن أمس الثلاثاء، أن وزير الحرب الأمريكي بيت هيغسيث، أمر بنشر طائرات حربية إضافية لتعزيز الأصول البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط، في ظل استمرار العدوان الأمريكي على اليمن، لأكثر من أسبوعين وتصاعد التوتر مع إيران. لكن مسؤولين أمريكيين، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، أفادوا بأن ما يصل إلى 6 قاذفات من طراز “بي-2″، نُقلت الأسبوع الماضي، إلى قاعدة عسكرية أمريكية بريطانية في جزيرة “دييغو غارسيا” بالمحيط الهندي. ويشير خبراء إلى أن هذه الخطوة تجعل القاذفات الشبحية “بي-2″، التي تتمتع بقدرة على تجنب الرصد الراداري ومجهزة لحمل أثقل القنابل الأمريكية والأسلحة النووية، على مسافة قريبة كافية للعمل في الشرق الأوسط. وقال المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، في البيان: “إذا هددت إيران أو وكلاؤها الأفراد والمصالح الأمريكية في المنطقة، فإن الولايات المتحدة الأمريكية ستتخذ إجراءات حاسمة للدفاع عن شعبنا”. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد هدد يوم الأحد الماضي، بقصف إيران وفرض رسوم جمركية إضافية في حال لم تتوصل طهران إلى اتفاق مع واشنطن بشأن برنامجها النووي. وكان المرشد الإيراني علي خامنئي، قد صرح أول أمس الاثنين، بأن “الولايات المتحدة الأمريكية، ستتلقى ضربة قوية إذا نفذ ترامب تهديداته”. كما أصدر أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني، تهديدًا للقوات الأمريكية في المنطقة، قائلًا: “بيتهم من زجاج، وعليهم ألا يقذفوا الناس بالحجارة”، في إشارة إلى القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط.