لبنان يسترجع "عمار" الحريري.. ويخشى "دمار" نصر الله
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
انتشرت تعليقات على منصة "إكس" ووسائل تواصل اجتماعي أخرى، للمقارنة بين مجد لبنان في زمن رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، وخرابه في عهد "حزب الله" بقيادة حسن نصر الله، حيث ترحم قطاع عريض من اللبنانيين على الحريري، وأطلقوا الانتقادات في وجه نصر الله، داعين إلى تجنيب لبنان خطر كارثة كبرى، كتلك التي حدثت في غزة.
وذلك النقاش أصبح حديث الناس، من الساعة الأولى التي دخل فيها الحزب الموالي لإيران على خط حرب غزة، بمساندة حماس في قصف شبه يومي ضد أهداف إسرائيلية، بدأ فعلياً في اليوم التالي لهجوم الحركة الفلسطينية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على جنوب الدولة العبرية، ورد الأخيرة بحرب واسعة مدمرة ضد القطاع المحاصر، ما زالت مستعرة، وتتمدد شيئاً فشيئاً صوب لبنان.
لم يغتالوه بمفرده .. بل اغتالوا لبنان معه.
.
رحم الله الشهيد البطل رفيق الحريري???????? pic.twitter.com/DRlB3UJn0f
ويدعو عدد كبير من اللبنانيين الحزب إلى التعقل، والتأني، وعدم التصعيد، واللجوء إلى مسار التفاوض، والدبلوماسية لمنع تمدد الحرب إلى لبنان، البلد العربي الذي شهد حروباً عدة مع إسرائيل، آخرها في 2006، وسوّت أحياء كاملة في بيروت ومدناً أخرى بالأرض، وأعادت البلد إلى الهامش، بعد أن شهد طفرة اقتصادية وعمرانية وسياحية في عهد رفيق الحريري، الذي اغتيل في 2005، في تفجير نسب إلى موالين لحزب الله.
وتغلبت المقارنة على النقاش، فالبعض لجأ إلى إبراز صورة لبنان الحضارية، وعمرانه، وتطور عاصمته، وبروزه على الخارطة السياحية العربية والدولية، بعد انتهاء الحرب الأهلية في عام 1990، بفضل اتفاق الطائف الذي توسطت فيه السعودية بين الفصائل المتناحرة، وبدء عهد تعمير جديد، بلغ ذروته في فترة رئاسة الحريري للحكومة اللبنانية على فترتين الأولى من (1992-1998)، والثانية من (2000-2004)، وخلالهما أطلق المرحلة الشاملة لطمس معالم الحرب الأهلية، وتعمير ما خربته.
ونقم كثيرون على حزب الله لانفراده في قرار الدولة بقوة السلاح، وتجاهله مؤسساتها الرسمية، الرئاسية والحكومية، في قرارات مصيرية، كالحرب، والانتخابات، وفرض هيمنته على البرلمان.
مقارنة بالأرقامولغة الأرقام وحدها، تكشف إنجازات الطرفان في لبنان، فأولاً استطاع الحريري تحقيق نجاحات لا حصر لها، أولها: توسيع شبكة البنوك في لبنان، وفتح أبواب العديد من المصانع الجديدة، وتشغيل آلاف العاطلين عن العمل. إضافة إلى دوره البارز في نهضة التعليم، وتبرعه السخي لأكثر من 30 ألف طالب لبناني.
ويقول الخبراء، إن الحريري كان يتبرع بسخاء في لبنان، ويستثمر في بلده أكثر من أي مكان آخر.
تقرير: كابوس مذبحة غزة يطارد لبنانhttps://t.co/96zbMEQORx pic.twitter.com/BFTtY91qZI
— 24.ae (@20fourMedia) September 27, 2024ومن أبرز إنجازاته، تمكين الكثير من الدول العربية وتحديداً الخليجية، والأوروبية، والولايات المتحدة، من المشاركة الفورية في إعادة إعمار ما دمرته الحرب الأهلية، وقيمته أكثر من 3 مليارات دولار.
وعلى الطرف الآخر، تنحصر إنجازات حزب الله، في تكديس السلاح، وعسكرة لبنان، وتحويله إلى ساحة تصفية حسابات كبيرة، وممراً للأسلحة الإيرانية القادمة عبر البر والبحر، الواقعين تحت سيطرة الحزب.
وإضافة إلى السلاح، يحمّل جزء كبير من اللبنانيين الحزب مسؤولية اغتيال الحريري في 2005، وانفجار مرفأ بيروت في 2020، بعد اتهامات وتقارير تؤكد تخزينه نترات الأمونيوم في مخازن المرفأ، والآن وضع لبنان على حافة حرب شاملة مع إسرائيل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية لبنان إسرائيل إسرائيل وحزب الله حسن نصرالله لبنان بيروت
إقرأ أيضاً:
تشييع نصرالله: استفتاء على شعبية حزب الله
ينكبّ «حزب الله» راهناً على إنجاز الترتيبات المرتبطة بتشييع أمينَيه العامَّين السابقَين السيد حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، تشييعاً واحداً في 23 شباط الحالي في "مدينة كميل شمعون الرياضية" في بيروت.
وجاء في" الشرق الاوسط": يبدو واضحاً أن هدف الاستعدادات والتجييش هو ضمان مشاركة شعبية كبيرة في التشييع؛ الذي أقر عضو المجلس السياسي في «الحزب»، محمود قماطي، بأنّ القيادة تريده «استفتاءً شعبياً يثبت التمسك بالعهد والوعد، وتأكيداً على الالتزام بالمبادئ التي يمثلها (حزب الله)، وبقضية تحرير لبنان»، وذلك بعد حرب شرسة جداً شنتها إسرائيل على «الحزب» وأدت إلى مقتل العدد الأكبر من قياداته وتدمير هائل طال معظم مناطق نفوذه.
وفي حديث عبر إذاعة «سبوتنيك» الروسية، أكد قماطي أن «التشييع سيجري وفق أكبر نسبة ممكنة من الترتيبات الأمنية والوطنية»، موضحاً أنه «ستكون هناك دعوات لشخصيات من الداخل اللبناني والخارج للمشاركة في التشييع؛ لأن السيد حسن نصر الله ليس فقط شهيداً على مستوى الوطن، بل على مستوى الأمة وحركات التحرر العالمية... وهو شخصية عالمية».
من جهتها، أفادت وكالة «مهر» للأنباء الإيرانية، الثلاثاء، بأن وفداً من الجمهورية الإسلامية الإيرانية سيشارك بمراسم تشييع نصر الله في بيروت، من دون ذكر أي معلومات بشأن من سيترأس الوفد المشارك في المراسم.
وطُرحت علامات استفهام كثيرة عن سبب تأخير تشييع نصر الله؛ فدفنه سيحدث بعد نحو 5 أشهر من اغتياله.
وفي مقابلة لها تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي، ردت ابنة نصر الله؛ زينب، سبب تأخير تشييع والدها إلى «حرص قيادة (الحزب) على سلامة المشاركين في التشييع»، فقد أشارت إلى أن المراسم ستكون عقب انسحاب إسرائيل بشكل كامل من الأراضي اللبنانية «لتأمين أجواء أكثر أماناً».
وكان الامين العام للحزب نعيم قاسم في إطلالته الأخيرة أعلن أن دفن نصر الله سيكون بين طريقَي المطار القديمة والجديدة، وأن دفن صفي الدين سيكون في بلدته دير قانون النهر قرب مدينة صور في جنوب لبنان.
وشهدت المنطقة المخصصة للدفن توتراً أمنياً، الثلاثاء، بعد تدخل قوة من الأمن الداخلي، بمؤازرة عسكرية، استهدفت قطعة أرض تجري عليها عمليات بناء قرب المكان. وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إن ما حدث هو «تنفيذ أمر قضائي لإزالة مخالفة من عقار متاخم للأرض التي تُعَدّ لدفن نصر الله» لافتاً إلى أن «الجيش آزر قوى الأمن الداخلي في هذه المهمة، وحين جرت محاولة للتصدي لتنفيذ الأمر القضائي، أُوقف 4 أشخاص».
وكتب نجم الهاشم في" نداء الوطن": تعاطى "حزب الله" بجميع قياداته مع السيد حسن نصرالله وكأنّه لن يموت. على مدى اثنين وثلاثين عاماً راكم الأمين العام الكثير من الإنجازات التي حفرت عميقاً في ذاكرة الطائفة الشيعية في لبنان والعالم وفي وجدان "الحزب" الذي انطلق معه منذ تأسيسه في العام 1982. ولذلك ارتبط اسمه باسم "الحزب" أكثر من غيره ممّن تولّوا قيادته حتى صار مرادفاً له ورمزاً ومثالاً. هذا الربط بما فيه من إيجابيات يختزن أيضاً سلبيات كثيرة. ذلك أن اغتيال نصرالله بهذا الشكل غير المتوقع والصاعق، قد يكون أيضاً بمثابة اغتيال لـ "الحزب".
خروج "الحزب" من إطار الضاحية الجنوبية إلى مدينة كميل شمعون الرياضية يعكس الرغبة في إيجاد إطار أوسع منها من أجل ضمانات أمنية أكثر. واختيار التاريخ في 23 شباط بعد 18 شباط، التاريخ الممدّد لإنهاء الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب، يعني أنّ "الحزب" لن يخلّ بالاتفاق ولن يردّ على الخروقات الإسرائيلية، وأنّه مطمئن إلى الضمانات الدولية والأميركية بحتمية إتمام هذا الانسحاب. والأمر الذي لم يُعرف هو سبب عدم اختيار المكان الذي اغتيل فيه ليكون مكان دفنه بدل المكان الذي اختير قرب مطعم الساحة، بين طريقي مطار رفيق الحريري القديمة والجديدة.