“الشؤون الإسلامية والأوقاف” : الإمارات رمز السلام والقيم الإنسانية
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
نظمت الهيئةُ العامة للشؤون الإسلاميةِ والأوقاف والزكاة ندوة تحت عنوان “السلام مقصد ديني وهوية وطن” بمناسبة اليوم العالمي للسلام، بحضور معالي ياقوت خليل قوماس وزير الشؤون الدينية في إندونيسيا، وسعادة الدكتور عمر حبتور الدرعي رئيس الهيئة، وعدد من المسؤولين في الهيئة والضيوف المدعوين وجمهور كبير.
وقال سعادة الدكتور عمر حبتور الدرعي، خلال الندوة التي أقيمت في مسجد الرئيس جوكو ويدودو في أبوظبي، إن للإمارات سجلاً حافلاً وجهوداً مقدرة في نشر السلام وترسيخ الاستقرار حول العالم، وبصماتها ومبادراتها في ترسيخ الأخوة وإعلاء قيم التسامح والتعايش بين الشعوب مشهودة منذ قيامها، حتى أصبحت رمزاً للسلام والفضائل والقيم الإنسانية.
وتخللت الندوة عدة فقرات حيث تحدث الدكتور محمد سليمان البلوشي المدير التنفيذي لقطاع الوقف والزكاة في الهيئة بالإنابة، قائلاً إن السلام صبغة ديننا وإرث آبائنا وهدف مؤسس دولتنا ورؤية قيادتنا، مشيرا إلى أن الإمارات أنجزت وثيقة الأخوة الإنسانية، وقانون مكافحة التمييز والكراهية، وأسست المعهد الدولي للتسامح ومنابر مساجدها ودور عبادتها تؤكد دوما معاني السلام، فصاغت بذلك أنموذجاً رحباً للسلام والتعايش.
وقدم سعادة قمر الدين أمين مدير عام توعية مجتمع المسلمين في وزارة الشؤون الدينية في إندونيسيا، مداخلة عن قيم السلام، مشيداً بنموذج دولة الإمارات في التعايش والتسامح ومساهماتها الإنسانية المقدرة على مستوى العالم، أكد أن السلام هو سبيل السعادة في الدنيا والآخرة.
وقدمت الباحثة في الهيئة روضة الهاشمي عرضاً لكتاب “من قيم السلام” الذي أصدرته الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، سردت خلاله بعضاً من مضامين الكتاب الذي أبرز معاني السلام ورؤية ديننا الإسلامي في تجلية قيم السلام في حياتنا اليومية، ومسيرة وجهود ومبادرات دولة الإمارات العربية المتحدة في ترسيخ السلام العالمي.
وشاهد الحضور خلال الحفل الذي قدمته مريم الحمادي من الهيئة مقاطع فيديو عن إنجازات دولة الإمارات وبصماتها في تحقيق السلام لكل الشعوب.
وفي ختام الندوة، كرّم سعادة الدكتور عمر حبتور الدرعي رئيس الهيئة، مجموعة من أئمة المساجد العاملين في الهيئة الذين تم اختيارهم من عدد من الجنسيات تقديرا لجهودهم المتميزة في الخدمة وأداء رسالة الهيئة في المجتمع.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: فی الهیئة
إقرأ أيضاً:
“خطورة الميليشيات الإسلامية المسلحة: بين إرث الماضي وتحديات المستقبل”
كل ما يجري في السودان اليوم هو نتيجة مباشرة لصنيع قادة الحركة الإسلامية الذين يتحملون مسؤولية كبرى عن الانتهاكات المرتكبة من قبل طرفي القتال. هذه الأزمة التي تفاقمت منذ عام 1989، تعتبر تجسيدًا لعقود من البراغماتية السياسية للإسلاميين، حيث قادت مغامراتهم للاستيلاء على السلطة البلاد إلى شفا الانهيار.
لقد بدأت ملامح عدم التعافي السياسي مع حادثة معهد المعلمين في الستينيات، والتي رسّخت وجود الإسلاميين في المشهد السياسي بدعم من قوى حزبية مدنية تعرضت للمزايدة والإرهاب. وكان تبني الدستور الإسلامي بمثابة الشرارة الأولى التي عمّقت الصراع مع الجنوب، وزادت من تعقيد العلاقات بين التيارات السياسية المختلفة.
الإسلام السياسي وجذور الأزمة
منذ استقلال السودان، هيمنت قضايا الإسلام السياسي على المشهد، مما استنزف طاقة النخبة السياسية وأدخل المجتمع في دوامة من التشظي والانقسام. أما ظهور الحركة الإسلامية في السلطة عبر انقلاب 1989، فقد عمّق الصراعات السياسية والاجتماعية وأوصلها إلى مستوى غير مسبوق من التعقيد.
وبرغم سقوط نظام الإنقاذ، فإن الإسلاميين استمروا في التحكم بمفاصل الدولة من خلال اختراق القوات النظامية، وتحويل الخدمة المدنية إلى أدوات لخدمة أجندتهم. تساهلت حكومة الفترة الانتقالية في معالجة إرث المشروع الحضاري، مما سمح للإسلاميين بإعادة تنظيم صفوفهم والتخطيط لاستعادة السلطة.
الميليشيات الإسلامية في المشهد الحالي
في ظل الحرب الحالية، تسعى الميليشيات الإسلامية المسلحة لإعادة تموضعها في المشهد السياسي. تنظيمات مثل "البراء بن مالك" تُذكرنا بسنوات ازدهار داعش في الشرق الأوسط، حيث تمارس الأساليب ذاتها من الترهيب والقتل والتطرف الدموي.
ما يثير القلق هو أن هذه الميليشيات تُسهم في استدامة الحرب بممارسات تعيدنا إلى زمن استبداد الإسلاميين في عهد المؤتمر الوطني. تلك الحقبة شهدت تعذيب المعارضين، واغتصاب النساء، وقمع الحريات، وهي ذات السياسات التي تسعى هذه الجماعات لتكرارها تحت مسميات جديدة.
التحدي الديمقراطي
النخبة السودانية المستنيرة تواجه اليوم تحديًا وجوديًا: إما بناء سودان موحد وديمقراطي، أو الخضوع لهيمنة الإسلاميين ومتطرفيهم. إن بروز تيارات داعشية جديدة داخل الحرب يعكس خطرًا كبيرًا يتمثل في تحول السودان إلى بؤرة للإرهاب والتطرف.
ولذلك، فإن تشكيل رأي عام مدني وديمقراطي قوي، يعارض استمرار الحرب ويدعم السلام الشامل، يمثل السبيل الوحيد لمنع السودان من الوقوع في قبضة التطرف مرة أخرى.
الحرب الحالية ليست سوى حلقة جديدة في مسلسل الصراع الذي قادته الحركة الإسلامية منذ عقود. إذا لم تُتخذ خطوات حاسمة لإنهاء الحرب، وتفكيك البنية الفكرية والتنظيمية للإسلام السياسي، فإن مستقبل السودان سيظل رهينة لمشاريع متطرفة تهدد وجوده كدولة حرة ومستقلة.
زهير عثمان
zuhair.osman@aol.com