"الربيعة" يناقش معالجة التقاطع بين الصراع والنزوح واللاجئين في نيويورك
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
شارك المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، في حلقة نقاشية نظمها المركز بعنوان: "معالجة التقاطع بين الصراع والنزوح واللاجئين وصحة المرأة"، بالتعاون مع الهيئة الطبية الدولية، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ومنظمة الصحة العالمية، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والمنظمة الدولية للهجرة، وذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين بمدينة نيويورك.
وأكد الدكتور عبدالله الربيعة أن مركز الملك سلمان للإغاثة أولى اهتمامًا خاصًا بمعالجة الاحتياجات الصحية المحددة للنساء والفتيات، وخاصة أثناء حالات الطوارئ، مبينًا أن العمل أثناء النزاعات أو الكوارث أو الأزمات الأخرى يمكن أن يتعطل الوصول إلى الخدمات الأساسية بشدة؛ مما يزيد من خطر وفيات الأمهات والرضع، مشيرًا معاليه إلى أن تقديم خدمات متخصصة في المواقف الصعبة أمر مهم لحماية سلامة وصحة السكان المتضررين ومؤشر على أننا على المسار الصحيح لتحقيق الهدف الثالث من مبادرة أهداف التنمية المستدامة (الصحة الجيدة والسلامة).
وعرج معاليه على أحدث التقديرات الصادرة عن وكالات الأمم المتحدة التي تشير إلى أن امرأة واحدة تموت كل دقيقتين أثناء الحمل أو الولادة، حيث يقدر عدد حالات وفيات الأمهات في جميع أنحاء العالم بنحو 287 ألف حالة في عام 2020م، و 95% من الوفيات كانت في أفقر مناطق العالم وفي البلدان المتضررة من الصراعات.
وأضاف أن مركز الملك سلمان للإغاثة نفذ العديد من المشاريع مع الحكومات ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المحلي، بتكلفة إجمالية تجاوزت 100 مليون دولار أمريكي، بهدف تقديم خدمات الصحة الإنجابية للنساء الحوامل والفتيات والأطفال في العديد من البلدان من خلال: توفير الكادر الطبي والتكاليف التشغيلية والأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى تجهيز المراكز بالمعدات الطبية اللازمة لتقديم خدمات متكاملة للمستفيدين، وبناء وتجهيز غرف العمليات والولادة ووحدات العناية المركزة وأقسام الطوارئ لدعم البنية التحتية للمرافق الصحية وضمان تقديم خدمات الصحة الإنجابية بشكل آمن، وزيادة توافر خدمات الصحة الإنجابية المنقذة للحياة، وخاصة العمليات القيصرية والطبيعية للولادات المعقدة، من خلال المرافق الصحية العامة القائمة، فضلًا عن توسيع نطاق تقديم خدمات الصحة الإنجابية في المناطق النائية والمعزولة من خلال فرق متنقلة تتنقل عبر هذه المناطق في الدول التي تعاني آثار الصراعات والفقر والكوارث الطبيعية والأوبئة وغيرها من الظروف الصعبة.
وأردف الدكتور الربيعة : كذلك التركيز على المضاعفات التي تحدث بعد الولادة نتيجة لعدم توافر خدمات الصحة الإنجابية المناسبة في المجتمعات الهشة ومحاولة معالجتها، بما في ذلك رعاية نزيف ما بعد الولادة، والرعاية أثناء فترة النفاس (بما في ذلك العناية بالثدي)، وعلاج الإنتان، وإدارة الرعاية الصحية لعلاج سلس البول، وزيادة قدرات العاملين في مجال الصحة والمؤسسات الصحية من خلال برامج التدريب وأطر مراقبة الجودة وأنظمة المعلومات وأنظمة مراقبة وفيات الأمهات والاستجابة لها، والتركيز على أحد أبرز المضاعفات الصحية الناتجة من تدهور خدمات الصحة الإنجابية في المجتمعات الهشة ومحاولة معالجتها، وهو مرض الناسور، حيث نفذ المركز العديد من الحملات الجراحية لعلاج هؤلاء النساء بالشراكة مع منظمات دولية مثل صندوق الأمم المتحدة للسكان. وأورد معاليه وضع النساء في قطاع غزة حيث تواجه النساء هناك العديد من التحديات التي تفاقمت بسبب العدوان المستمر وحصار المساعدات الإنسانية؛ ذلك أن تقييد الحركة، والوصول المحدود إلى الرعاية الصحية، والهجمات على البنية التحتية والقصف المتكرر للمستشفيات والمرافق الطبية يحد بشدة من الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية، وخاصة للنساء واحتياجاتهن المتخصصة.
وأشار المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة الدكتور عبدالله الربيعة إلى أن هذه التهديدات المستمرة بالعنف وعدم الاستقرار تجعل الحياة اليومية للنساء صعبة وخطيرة ويائسة بشكل متزايد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مركز الملك سلمان للإغاثة الأعمال الإنسانية نيويورك مرکز الملک سلمان للإغاثة خدمات الصحة الإنجابیة الأمم المتحدة تقدیم خدمات العدید من من خلال
إقرأ أيضاً:
تقرير أممي: إسرائيل دمرت جزئيا القدرة الإنجابية للفلسطينيين في غزة
خلص تحقيق للأمم المتحدة اليوم الخميس إلى أن إسرائيل ارتكبت أعمال إبادة في قطاع غزة عبر التدمير الممنهج لمنشآت الرعاية الصحية الإنجابية.
وأفادت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بأن إسرائيل هاجمت ودمّرت عمدا مركز الخصوبة الرئيسي في القطاع الفلسطيني وفرضت حصارا بشكل متزامن ومنعت المساعدات بما في ذلك الأدوية اللازمة لضمان سلامة الحمل والإنجاب ورعاية المواليد.
ردّت بعثة إسرائيل في جنيف بالقول إن الدولة العبرية "ترفض بشكل قاطع الاتهامات التي لا أساس لها".
وخلصت اللجنة إلى أن السلطات الإسرائيلية "دمّرت جزئيا القدرة الإنجابية للفلسطينيين في غزة كمجموعة عبر التدمير الممنهج لقطاع الصحة الإنجابية".
وأضافت أن ذلك يرقى إلى "فئتين من أعمال الإبادة" المرتكبة خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
تعرّف اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية هذه الجريمة بأنها أفعال ارتُكبت بنيّة تدمير مجموعة وطنية أو عرقية أو دينية بالكامل أو جزئيا.
وأفاد التحقيق بأن إسرائيل تورطت في اثنين من خمسة أفعال تعرفها اتفاقية الأمم المتحدة بأنها "أعمال إبادة"، مشيرا إلى أن الدولة العبرية كانت "تتسبب عمدا في ظروف حياتية للمجموعة (أي الفلسطينيين) محسوبة للتسبب بتدميرها بدنيا" و"تفرض إجراءات تهدف إلى منع حدوث ولادات ضمن المجموعة".
إعلانوقالت رئيسة اللجنة نافي بيلاي في بيان إن "هذه الانتهاكات لم تتسبب بإيذاء بدني ونفسي شديد مباشر للنساء والفتيات فحسب، بل أدت كذلك إلى تداعيات طويلة الأمد لا يمكن إصلاحها على الصحة النفسية والإنجابية وفرص الخصوبة للفلسطينيين كمجموعة".
أسس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لجنة التحقيق الدولية المستقلة المكوّنة من ثلاثة أشخاص في مايو/أيار 2021 للتحقيق في الانتهاكات المفترضة للقانون الدولي في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وشغلت بيلاي في الماضي مناصب مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، وقاضية في المحكمة الجنائية الدولية، ورئيسة المحكمة الجنائية الدولية لرواندا.
من جانبها، اتّهمت إسرائيل اللجنة بتمرير "أجندة سياسية منحازة ومحددة سلفا.. في محاولة وقحة لتجريم قوات الدفاع الإسرائيلية".
تدمير عيادة للإخصاب المخبري
وذكر التقرير أنه تم تدمير أقسام ومستشفيات الولادة بشكل ممنهج في قطاع غزة، إضافة إلى "مركز البسمة للإخصاب وأطفال الأنابيب"، العيادة الرئيسية للخصوبة المخبرية في غزة.
وقال إن مركز البسمة تعرّض للقصف في ديسمبر/كانون الأول 2023، مما ألحق -وفق تقارير- أضرارا بنحو 4 آلاف جنين في عيادة كان يتردد عليها ما بين ألفين و3 آلاف مريض شهريا.
وخلصت اللجنة إلى أن قوات الأمن الإسرائيلية هاجمت العيادة عمدا ودمرتها، بما في ذلك جميع المواد الإنجابية المخزّنة من أجل الحمل مستقبلا في القطاع.
ولم تعثر اللجنة على أي أدلة موثوقة تشير إلى أن المبنى كان مستخدما لأغراض عسكرية.
وخلصت إلى أن التدمير كان "إجراء يهدف إلى منع الولادات في أوساط الفلسطينيين في غزة، وهو عمل إبادة جماعية".
كما لفت التقرير إلى تزايد إلحاق الضرر بالنساء الحوامل والمرضعات والأمهات الجدد في قطاع غزة على "نطاق غير مسبوق" مع تأثير لا يمكن إصلاحه على فرص الإنجاب في أوساط أهالي غزة.
إعلانوخلصت اللجنة إلى أن هذا النوع من الأعمال "يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية"، وإلى مساع متعمدة لتدمير الفلسطينيين كمجموعة.
إبادة
جاء هذا التقرير بعدما عقدت اللجنة جلسات علنية في جنيف يومي الثلاثاء والأربعاء للاستماع إلى شهادات ضحايا العنف الجنسي والشهود عليه.
وخلص إلى أن إسرائيل استهدفت النساء والفتيات المدنيات مباشرة في "أفعال تمثّل جريمة ضد الإنسانية هي القتل وجريمة الحرب المتمثلة بالقتل العمد".
توفيت نساء وفتيات أيضا نتيجة مضاعفات مرتبطة بالحمل والولادة نظرا إلى الظروف التي فرضتها السلطات الإسرائيلية وتؤثر على الوصول إلى الرعاية الصحية الإنجابية، وهي "أعمال ترقى إلى الإبادة وهي جريمة ضد الإنسانية".
وأضافت اللجنة أن تجريد الأشخاص من ملابسهم علنا والتحرش الجنسي، بما في ذلك التهديد بالاغتصاب والاعتداءات الجنسية، تشكّل جميعها جزءا من "إجراءات العمل الموحدة" التي تتبعها قوات الأمن الإسرائيلية حيال الفلسطينيين.