إبراهيم الأمين: هذه أهداف العدوان الإسرائيلي على لبنان.. اجتثاث للمقاومة وحاضنتها
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
شدد رئيس تحرير صحيفة "الأخبار" اللبنانية، إبراهيم الأمين، على أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تسعى إلى تدمير كل ما يخص بيئة حزب الله على الصعيد المدني والشعبي وعدم اقتصار الأمر على قدراته العسكرية، وذلك على وقع تواصل العدوان الإسرائيلي العنيف على لبنان.
وقال الأمين في مقال نشرته الصحيفة المذكورة، إن "إسرائيل، قررت بعد ما يقارب العام، أنها باتت قادرة على فتح جبهة مع لبنان، وأن الحرب في غزة لم تعد تحتاج إلى كل الوقت والموارد العسكرية، وصولاً إلى اعتقاد البعض، بأن كل ما فعلته إسرائيل، هو ما أسماه قادتها بنقل الثقل إلى الشمال".
واستدرك "لكن من يفكر على هذا النحو، يعتقد بأن إسرائيل أعدّت خلال الأشهر الماضية برنامجها لمواجهة حزب الله. وهذا خطأ كبير في تقدير الموقف الإسرائيلي. لأن ما تنفّذه تل أبيب، هو برنامج جرى العمل على إعداده طوال عشرين سنة. وفيه فصول لم تنجح إسرائيل في تطبيقها خلال حرب عام 2006".
وأشار إلى أن دولة الاحتلال "تصرّفت إزاء لبنان، بطريقة مختلفة بالمطلق عن طريقة استعدادها للحرب في غزة. لأن ما حصل في القطاع، لم يكن مطروحاً مطلقاً على جدول أعمالها، وقد نجحت حركة حماس في أكبر عملية تضليل أمنية ترافقت مع أعلى درجات التجهيز لعملية طوفان الأقصى".
واعتبر الكاتب أن "إسرائيل تفكر بطريقة مختلفة في مواجهة لبنان"، مشيرا إلى أن "الأمر لا يتعلق فقط بتطور قدرات المقاومة العسكرية والبشرية، بل في توسّع دور هذه المقاومة على صعيد المنطقة ككل، وخصوصا في فلسطين. وتعرف إسرائيل هنا، أنها تقاتل عملياً عن كل الغرب وعن الحلفاء من العرب الذين يريدون التخلص من الحزب، ليس كقوة فقط، بل كفكرة، خصوصاً أن هؤلاء لديهم حساب طويل مع الحزب ولا يجدون غير إسرائيل من يقدر على تصفيته"، حسب تعبيره.
ولفت إلى أن في حال أعيد رسم المشهد على مستوى الأهداف، فإن "إسرائيل تسعى بكل قوتها إلى ضرب كل ما تعتبره قدرات عسكرية وأمنية وبشرية ولوجستية تخص المقاومة. وستسعى إلى توجيه كل ضربة تخدم هذا الهدف. وهي لن تقف، ولم تقف أصلاً، عند أي اعتبار يخص الناس".
وأشار إلى أن دولة الاحتلال تسعى أيضا إلى "تحديث شعار حرب عام 2006، والذي كان يتمثل في سحق حزب الله. وهي تريد الآن اجتثاث حزب الله. وعندما تفكر إسرائيل بهذا الأمر، هي لا تقصد القوات العسكرية أو المدنية للحزب. بل هناك عقل شيطاني يحكم أصحاب القرار، يجعل العدو يتصرف مع حزب الله بنفس الطريقة التي يتعامل فيها مع الفلسطينيين في غزة والضفة".
وشدد على أن الاحتلال "يؤمن بأن السحق والاجتثاث، يكونان عبر طرد الناس، الذين يشكّلون القاعدة الاجتماعية. وعندما تفكر إسرائيل بهذه الطريقة، فهي تعود إلى أصل مشروعها. هي تنظر إلى البيئة التي يعيش حزب الله فيها، على أنها بيئة معادية، وقد سبق لها أن احتضنت فصائل المقاومة الفلسطينية، ثم فصائل المقاومة الوطنية اللبنانية، قبل أن تمارس احتضانها لحزب الله. وهذا يعني، أن برنامج العدو يتطلب حرباً طويلة الأمد مع لبنان".
كما يسعى الاحتلال، حسب المقال، إلى "تعديل الوقائع الجغرافية والديموغرافية في أكثر من منطقة. وعندما يتحدث العدو عن منطقة عازلة في جنوب لبنان، فهو لا يقصد منطقة خالية من المسلحين أو السلاح. بل هو يقصد منطقة خالية من أي تواجد سكاني. هو لا يريد بشراً يمكن أن يشكلوا قاعدة لأي جهة ترفض الاحتلال وتقاومه".
وشدد الأمين، على أن دولة الاحتلال تهدف أيضا إلى "جعل لبنان قائما بطريقة تناسبها. وعندما قررت الدخول في المواجهة القائمة، فهي لم تعد تقف عند خاطر أحد من الغربيين أو العرب أو بقية اللبنانيين. وإذا كان هناك من لا يريد ضرب الاستقرار في لبنان، أو نشوء حروب أهلية وأزمات اقتصادية كبيرة، فإن إسرائيل لن تمانع في حصول هذه الأمور إذا كانت تخدم فكرتها".
وتعمل دولة الاحتلال، حسب كاتب المقال، على "رفع مستوى عملياتها الإجرامية، بقصد الضغط المتنوّع على حزب الله. سوف تضرب أهدافاً لا معنى لها في مناطق معينة بهدف جعل الجمهور يرفض وجود النازحين عندهم، وهي في هذه الحالة، ترغب في تكرار ما فعلته في غزة، حيث التهجير الدائم والمفتوح والمتواصل بين المناطق التي تُعتبر آمنة".
وأشار إلى أن الاحتلال "يريد تهجيرا متنقلا لأبناء الجنوب والبقاع والضاحية، وصولا إلى دفع قسم كبير منهم إلى التخلي عن حزب الله أولا، وإلى مغادرة لبنان أيضا. ويعتقد العدو، بأنه لكي ينجح في فعلته هذه، سيكون مضطراً إلى توجيه الضربات القاتلة ضد كل لبناني يقف إلى جانب المقاومة، أو يساعدها في موقفها أو خطواتها أو حتى في احتضانها".
وبناء على ما أورده من أهداف للاحتلال من العدوان المستمر على لبنان، لفت الكاتب إلى أن ذلك "يقود إلى خلاصة واضحة، مفادها، أننا أمام معركة من نوع مختلف، هي معركة من المؤكد أنها ستكون أكثر قساوة وأشد تعقيدا من حرب عام 2006".
وشدد في ختام مقاله، على ضرورة "الاستعداد لحرب لا أحد يعلم كم تطول، ولا أحد يقدر على الجزم بالأثمان الهائلة التي يتوجب دفعها، وما يخص فعل المقاومة، فليس على الجميع إلا انتظارها، وهي، كما توحي الأمور، لم تقل كلمتها بعد".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية اللبنانية الاحتلال حزب الله لبنان حزب الله الاحتلال صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أن دولة الاحتلال حزب الله إلى أن فی غزة على أن
إقرأ أيضاً:
قوات الاحتلال الإسرائيلي تستعد لضرب أهداف في اليمن
كشفت وسائل إعلام عبرية عن أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد لضرب أهداف في اليمن خلال الأيام المقبلة، لكنه يواجه صعوبات وتحديات ضخمة، وذلك ردًا على الهجمات التي يشنها الحوثيون على تل أبيب، وكان آخرها الهجوم بصاروخ فرط صوت، ما أسفر عن سقوط عشرات الإصابات وأضرار مادية ضخمة في العاصمة الإسرائيلية، فضلا عن انطلاق صافرات الإنذار في جميع المناطق.
الاحتلال يستعد لضرب أهداف في اليمنوقالت صحيفة معاريف العبرية، إن سلاح الجو التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد لضرب أهداف في اليمن تابعة للحوثيين، ردًا على الهجمات التي نفذها الحوثيون ضد إسرائيل في الأيام الأخيرة، موضحة أن جيش الاحتلال يواجه تحديات كبيرة في جمع المعلومات الاستخباراتية اللازمة لتحديد مواقع مستودعات الصواريخ والأسلحة في اليمن.
صعوبة تحديد مواقع عسكرية تابعة للحوثيينوبحسب التقرير المنشور على الصحيفة العبرية، فأن شعبة الاستخبارات التابعة لجيش الاحتلال تركز جهودها حاليا على تحديد مواقع عسكرية واستراتيجية تابعة للحوثيين في اليمن.
ورغم ذلك، أقر جيش الاحتلال والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية بصعوبة التعامل مع الحوثيين لعدة أسباب؛ أبرزها التحديات في جمع معلومات دقيقة عن القيادات الخاصة بالجماعة، بالإضافة إلى صعوبة الوصول إلى مستودعات الصواريخ.
وأوضحت الصحيفة، أن استهداف المواني أو براميل الوقود وحده لا يكفي لإضعاف قدرات الحوثيين.