وجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب من مقر المجلس في الحازمية ،رسالة الى اللبنانيين، وفيها:

"أيها اللبنانيون، في هذه الظروف العصيبة التي يتعرض فيها وطننا الغالي لبنان وأبناؤه الأعزاء خصوصا في الجنوب والبقاع لحرب عدوانية وحشية وغاشمة وإبادة جماعية من العدو الصهيوني الهمجي والوحشي طالت كل شيء ولم يسلم منها لا البشر ولا الحجر مما اضطر عدد كبير من أبنائه الكرام إلى ترك بيوتهم وقراهم والنزوح إلى مناطق اخرى من وطنهم .


 
ان الواجب الوطني والضمير الانساني يستدعي منا جميعا أن نكون إلى جانبهم في محنة الوطن كي نجسد الوحدة الوطنية للبنانيين في ظرف إستثنائي في مواجهة البربرية الصهيونية التي ترى في الكيان اللبناني وتنوعه الديني وعيشه الواحد وإندماجه الوطني نقيضا لوجوده العنصري الرافض للآخر الذي لا يستحق الوجود.
 
إن الخطر الذي يمثله هذا العدو لا يقتصر على طائفة أو فئة ويتعداهما ليمثل تهديدا وجوديا للبنان بكل مكوناته وفئاته. لذلك فان مواجهة هذا الخطر ودفعه ليس وظيفة طائفة أو فئة بعينها، وإنما هو واجب اللبنانيين جميعا الذي يتجسد اليوم في التضامن والتكاتف وان يقوم كل بما لديه من امكانات وقد أظهر اللبنانيون في هذه الاتجاه مواقف وطنية تستحق الإشادة.
 
كما أظهر كثير من اللبنانيين تصرفا وطنيا في احتضان مواطنيهم وإخوانهم من النازحين ولكن ما زال العديد منهم بدون مأوى اضافة الى الاحتياجات الضرورية الحياتية مما يفرض على الجميع القيام بهذا الواجب الوطني فهو حق لهم على الجميع، لأنهم يدفعون ضريبة الدفاع عن الوطن نيابة على الجميع ومن دون منة لاحد عليهم وكان الدافع لهم لهذه التضحيات هو الدفاع عن سيادة لبنان الذين تمسكوا بها ولم يهن عليهم ان يدعوا العدو يدوس كرامة وطنهم أو يصيبه أذى وهم قابعون في بيوتهم يسعون إلى الراحة وهم أهل النخوة والاباء يرخصون الدماء دفاعا عن كرامة بلدهم وشعبهم.
 
أيها اللبنانيون، ان تضامننا الوطني يزيد بلدنا قوة ومنعة ويفوت على العدو الفرصة التي يتيحها له مظهر الانقسام وضعف الاحساس الوطني في هذه الظروف المصيرية التي يمر بها الوطن ويراهن عليها العدو لتحقيق أهدافه العدوانية والتوسعية .

أيها اللبنانيون، ان مصير الوطن اليوم على المحك ونحن في امتحان لوطنيتنا التي يجب ان تعلو على كل الاختلافات والانقسامات السياسية، فإذا فقدنا الوطن لا سمح الله فماذا يبقى؟ الخلافات السياسية يجب ان تكون من أجل لبنان الأفضل وليبقى وطنا نهائيا لجميع بنيه ومن أكرم النازحين فقد أكرم نفسه وفي الامتحان يكرم المرء أو يهان.

لذلك فإن وطنيتنا اليوم في امتحان والمطلوب ان ننجح جميعا بالتضامن الوطني والقيام بواجب النازحين وايوائهم .

ايها اللبنانيون، ان بقاء نازح واحد من دون رعاية ومن دون تأمين احتياجاته معناه سقوط اللبنانيين في هذا الامتحان، ولا تعفى  الحكومة اللبنانية من واجباتها تجاه مواطنيها النازحين وتهيئة أماكن السكن عبر مؤسساتها مع الإشادة بالبلديات والشخصيات التي بادرت وبسرعة إلى فتح أبواب مؤسساتها وبيوتها استجابة للواجب الوطني والانساني والاخوي".
 
ووجه الشيخ الخطيب التحية إلى "المستشفيات وكوادرها الطبية وممرضيها والمراكز الصحية التي قامت بواجبها الوطني بأفضل اداء، ومن الضروري ان تتضافر كافة الجهود بما فيها الاغترابية ليتمكن لبنان من استيعاب تداعيات حرب الابادة التي يتعرض لها ابناؤنا واهلنا". 

وناشد الأخوة والاشقاء من "الدول العربية والاسلامية، مد يد العون لاخوانهم اللبنانيين في هذه الظروف الصعبة، وأدعو سفراء هذه الدول الى حث حكوماتهم لمساعدة لبنان والاستجابة لمتطلبات اخوانهم". وقال :"المقاومة تقوم بواجبها في الدفاع عن لبنان، ولكن اغاثة النازحين اكبر من طاقاتها، وكذلك فإن التضامن الشامل من كل الطاقات اللبنانية والاغترابية في هذا المجال هي أكثر من ضرورية".
 
وأشاد الخطيب "بوعي أبنائنا الذين يتعرضون لحرب نفسية من بعض الهيئات الاعلامية وبعض الشخصيات اللاوطنية التي أرادت إحباطهم أو كسر إرادتهم، وكانت للأسف ابواقا للعدو تخوض حربه من الداخل بنفاق غير مسبوق فاحبطم سعيها وافشلتم أهدافها وما زالت هذه الابواق المأجورة والمخذولة تسعى سعيها وتكيد كيدها فالقمتموها حجرا وكان جوابكم في الاصرار على دعم موقف المقاومين واحتضانهم وللمتآمرين والمتخاذلين والمثبطين اقول: فكيدوا كيدكم واسعوا سعيكم فوالله لن نحقق مآربكم وستخذلون وتهزمون بإذن الله
".

أضاف :"الى اخواننا وبناتنا وامهاتنا الذين نزحوا عن قراهم أو فقدوا أحبتهم أو اصيبوا بأبنائهم جراء العدوان الغاشم واللانساني برعاية أممية ودولية، انتم ترفعون رؤوسكم عاليا رغم الآلام ورغم الجراح ورغم الدماء وترك الديار موقتا وتشفي المتشفين ممن فقدوا وطنيتهم وانسانيتهم  تعتزون بما تقدمونه للوطن وستعودون بإذن الله مرفوعي الرأس كما انتم دائما ترفعون راية النصر، كما في حرب تموز بل بانتصار أكبر وأعظم وتعمرون ما تهدم بأفضل مما كان". 
 
وختم الشيخ الخطيب :"حمى الله لبنان والنصر للبنان تحققه المقاومة، لكل لبنان ولكل اللبنانيين والتحية والرحمة للشهداء والدعاء بالشفاء العاجل للجرحى والتكريم لاباء وامهات الشهداء". 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی هذه

إقرأ أيضاً:

"أسعار جنونية".. النازحون اللبنانيون يدفعون ضريبة بحثهم عن الأمان مع استمرار القصف الإسرائيلي العنيف

في بيتٍ لا يتّسع لأكثر من عائلة، يبيتُ أحمد منصور، مع خمس عائلات أخرى بمنطقة خلدة اللبنانية. ورغم أنه نجا بروحه، إلاّ أن حاله كحال معظم الذين نزحوا من جنون القصف الإسرائيلي في لبنان، لم ينجُ من جشع أصحاب الشقق السكنية الذين استغلوا معاناته.

اعلان

وهذا ليس النزوح الأول للرجل الثمانيني، كما قال لـ "يورونيوز"، فقد غادر بلدته الحدودية عيترون التي تعرضت لقصف إسرائيلي عنيف منذ بداية المواجهات بين حزب الله وإسرائيل، إلى بلدة الخرايب.

كان منصور يأمل أن يجد بيتاً آخر لا يعجّ بالنازحين، لا سيّما أنه رجل مسنّ ويحتاج إلى رعاية خاصة، لكن كل مالكي العقارات الذين تواصل معهم طلبوا أسعاراً خيالية، بالإضافة إلى شروط قاسية كدفع إيجار أشهر أو سنة سلفاً.

الاستغلال الذي تعرّض له النازح المسنّ تكرّر مع الكثير من العائلات، وذلك بعد حركة النزوح الكثيفة التي شهدها لبنان في اليومين السابقين مع التصعيد الإسرائيلي على قرى جنوب وشرق لبنان بشكل خاص، إذ تخطى عدد النازحين الـ 150 ألف شخص، بحسب منسّق خطة الطوارئ لمواجهة الأزمة الوزير اللبناني ناصر ياسين.

نازحون القرى الجنوبية بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة، الثلاثاء، 24 سبتمبر 2024.Hassan Ammar/ AP

وهذا الوضع ينطبق على سكان الضاحية الجنوبية لبيروت أيضاَ. تقول مهى فرحات (30 سنة) لـ "يورونيوز" إنها حاولت وعائلتها مغادرة منزلهم المجاور للمبنى الذي استُهدف في الاغتيال الإسرائيلي للقيادي بحزب الله فؤاد شكر، لكنهم لم يتمكنوا بسبب أسعار الإيجارات "الجنونية"، وعدم قدرتهم على تأمين المبلغ المطلوب.

ومع الاستهدافات الاسرائيلية الأخيرة للضاحية الجنوبية، اضطرت العائلة إلى المكوث عند أقاربها في بلدة بشامون، حيث يعيش 15 شخصاً في بيت واحد مؤلف من 4 غرف فقط.

النازحون بين الاستغلال والمبادرات الإنسانية

يُعدّ استغلال الحروب والأزمات لتحقيق المكاسب المالية أمراً مجرداً من الإنسانية، إلاّ أن القانون اللبناني يكفل حقّ المالك بتحديد السعر الذي يراه مناسباً، بحسب نقيب الوسطاء والاستشاريين العقاريين وليد موسى.

يُشير موسى لـ "يورونيوز" إلى أنه يوجد سيناريوهات عديدة واجهها اللبنانيون هذين اليومين، فهناك من امتنعوا كلياَ عن تأجير بيوتهم إما لمخاوف مستقبلية متعلقة بإمكانية قدرة المستأجرين على الدفع في حال طال أمد الحرب، أو خوفاً من أن يكون الأشخاص الذين يرغبون باستئجار الشقق مستهدفون من قبل الجيش الإسرائيلي.

رجل نزح بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية في الجنوب، يصل إلى مدرسة تحولت إلى ملجأ في بيروت، الثلاثاء، 24 سبتمبر، 2024. Bilal Hussein/AP

أما السيناريوهات الأخرى فهي المطالبة بالدفع المسبق أو التأجير الشهري مقابل أسعار مرتفعة جداً، وهو ما يصفه موسى بـ "استغلال غير منطقي". ويُطالب النقيب بوضع تشريع ينطبق على الحالات الاستثنائية مثل الحروب، لمنع المؤجر من طلب أسعار إيجارات مرتفعة.  

ينطبق ارتفاع أسعار الشقق السكنية على غيرها من المسلتزمات التي زاد عليها الطلب مع ارتفاع أعداد النازحين، كالفرش والوسادات، اذ استغل التجار الظروف القاسية ليرفعوا أسعارها.

كل هذه الأسباب دفعت النازحين للجوء إلى مراكز الإيواء التي باتت مزدحمة بدلاً من استئجار البيوت، فقد وصل عدد النازحين في المراكز إلى حوالى ٥٣ ألفاً وفقاً للوزير ناصر ياسين. إلاّ أن العديد من المناطق اللبنانية شهدت مبادرات إنسانية لإيوائهم، ففضلاً عن المدارس والجامعات التي استقبلت النازحين، فتحت أيضاً الكنائس والجوامع أبوابها في مشهد تضامن وطني وإنساني عابر للطوائف والاصطفافات السياسية.

وسارع الكثير من اللبنانيين إلى جمع التبرعات وتوزيعها على المراكز المختلفة، ومن ضمنها حليب الأطفال والحفاضات والأدوية والطعام والثياب ومستلزمات النظافة والفوط النسائية وغيرها...

وكان يوم الاثنين 23 أيلول/ سبتمبر 2024 هو الأعنف والأكثر دموية من حيث تكثيف الغارات الجوية الإسرائيلية، ومن حيث الحصيلة الدموية التي لم يسبق لها مثيل منذ حرب تموز 2006، ما أدى إلى مقتل أكثر من 600 شخصاً وإصابة أكثر من 1600 آخرين، بينهم نساء وأطفال ومسعفون.

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية حرب متعددة الجبهات .. الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال محمد حسين سرور قائد الوحدة الجوية بحزب الله قتلى وجرحى في قصف البقاع شرقي لبنان وسط تحركات لوقف إطلاق النار أكثر من 600 قتيل وما يزيد على ألفي جريح معظمهم من المدنيين.. التصعيد الإسرائيلي على لبنان يتواصل قصف إسرائيل نزوح لبنان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حزب الله اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. حرب متعددة الجبهات .. الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال محمد حسين سرور قائد الوحدة الجوية بحزب الله يعرض الآن Next دعم عسكري ضخم.. أمريكا تدعم أوكرانيا بـ 8 مليارات دولار لتعزيز جهودها ضد روسيا يعرض الآن Next عمدة نيويورك إريك آدامز يواجه تُهما جنائية وسط تحقيقات فساد يعرض الآن Next الشرطة البريطانية تحقق في اختراق إلكتروني لشبكات "الواي فاي" بمحطات القطارات يعرض الآن Next ثروة بافيل دوروف: ملياردير بدون راتب وارتباطات قانونية اعلانالاكثر قراءة سي بي إس: جنوح سفينة تابعة للبحرية الأمريكية بعد تعرضها لحادث قبالة ساحل عمان إيران تتوسط سراً لنقل صواريخ "ياخونت" كروز روسية مضادة للسفن إلى الحوثيين في اليمن مباشر. اليوم الـ355 للحرب: قصف متواصل على غزة وواشنطن تسعى مع حلفائها لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله فيضانات مفاجئة تضرب المملكة المتحدة بعد هطول أمطار تعادل ما يسقط في شهر كامل في يوم واحد حب وجنس في فيلم" لوف" اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالصراع الإسرائيلي الفلسطيني لبنانحزب اللهقطاع غزةالحرب في أوكرانيا روسياجو بايدنغزةجنوب لبنانأوروبااعتداء إسرائيلفولوديمير زيلينسكي Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • رسالة من النائب المستقيل والمفصول محمد عناد الفايز ،،، إلى المعتقل الصحفي احمد حسن الزعبي
  • "أسعار جنونية".. النازحون اللبنانيون يدفعون ضريبة بحثهم عن الأمان مع استمرار القصف الإسرائيلي العنيف
  • النزوح إلى سوريا.. أين يتمركز اللبنانيون؟
  • الرئيس الفرنسي: مصير الشعب الفلسطيني "بات على المحك"
  • الهروب من الموت.. تجارب النازحين اللبنانيين تحت القصف الإسرائيلي
  • مصير مجهول.. تحقق توقعات ميشال حايك وليلى عبداللطيف يُقلق اللبنانيين
  • بالأرقام.. هذا عدد النازحين اللبنانيين إلى سوريا
  • العدد كبير جدًا.. كم بلغ عدد النازحين اللبنانيين خلال أيام على وقع الغارات الإسرائيلية؟
  • كم بلغ عدد النازحين اللبنانيين إلى سوريا؟